lundi 22 novembre 2010

أكلُّ من ينتقد هذه الوضعيّات المُهينة يُعتَبَر فرونكو علماني خارجا عن الملّة ؟؟؟

أقدمت سيّدة سعوديّة على حركة طريفة بعد أن منعتها السلّطات من قيادة سيّارتها بحجّة أنّها مخلوقة ضعيفة قد يعتدي عليها أحدهم أو قد يُغمَى عليها و بناء عليه فلا يمكنها أن تقود سيّارة بدون مرافق و طلبت منها شرطة المرور أن تغادر السيّارة و تتّصل بمن يقِلّها إلى بيتها ، إلاّ أنّ السيّدة و بعد أيّام أعادت قيادة سيّارتها و كان سائقها يجلس في الخلف ، لكنّ شرطة المرور أعادت إيقافها بدعوى أنّها في خلوة مع رجل ليس قريبها 
فما كان من هذه السيّدة رغم ثرائها إلاّ أن خرجت إلى الشارع و هي تمتطي ظهر حمار ، نعم حمار و كانت حجّتها أنّ النّساء في الإسلام و من قبله في الجاهليّة كنّ يمتطين الجمال و الجياد
و سائر الدوابّ ، و لم يكن بيد السّلطات السّعوديّة أن تمنعها . بل طالبت هذه السيّدة بإنشاء مآوي للحمير و الجياد على غرار مآوي السيّارات للسّادة الرّجال

مرحَى ،  إنّها الألفيّة الثالثة 

mardi 2 novembre 2010

أمّةٌ ليتها أجهضت نهضتها

آلام المخاض تشتدّ بالسيّدة .. تعصف بمن في البيت .. كلّ البيت في حالة استنفار ، أخيرا يحِلّ مولود يبدّد سنوات اليأس . السيّد في هلع و اشتياق .. يذرع الأروقة .. و ينتظر . وصل الطّبيب .. صراخ السيّدة يمزّق أرجاءَ البيت و اللّيل .. طال الانتظار .. تبدو الولادة متعسِّرة . فجأة سمع صوتَ رضيع .. دمعتْ عيناه .. تسارع نبضُه ، " تهانينا .. صرتَ أبا لتوأم .. " قال الطّبيبُ ثمّ أضاف بتردّد " لكنّهما .. ملتصقتان في مستوى الرّأس و الكتف .. أنا آسف . "  دخل السيّد مكتبه ، أغلق الباب بالمفتاح .. و أطلق رصاصة في فمه كيْ لا يَشهدَ انهيار المدارس الفنيّة

lundi 1 novembre 2010

مِن وحي مَن ركب الحدث

أشار إلى سيّارة أجرة ، و صعد . نسي إلى أين يتّجه .. السيّارة تجوب شوارع لم يعد يتذكّرها .. نسيَ مِن أين ركب .. و لماذا . ظلَّ صامتا .. استغربَ أنّ السّائقَ لا يسأله عن مقصده .. أراد أن يتذكّر عنوان بيته .. لم تسعفه الذاكرة .. السّائق صامتٌ .. السيّارة تجوب شوارعَ قذرة .. لافتاتٌ كثيرة لرجل واحد .. لم يُذكِّره بأحد ..  قال  للسّائق : " سيّدي ، أيُمكنُكَ إعادتي  إلى  حيث
أخذتَني ؟" أجابه : " عذرا سيّدي ، ما عدتُ أذكر." 





samedi 25 septembre 2010

مـيزيــريــا 4 : مُــثَـقَّــف ... حتّى يـصُـبُّــو

عينين ضيّقين ورا مرايات نظر بلاّرهم قزاز مشريّين بدينارين من نَصبة في باب دزيرة ، غوفة تشبّه للّحية نابتة كالشّوك في وجهه ، مارسَياز فوق راسه صيف و شتا و عكّاز في يدّه رغم الّي يظهر ما يفوتش الثلاثين سنة / الله يهديك يا توفيق الحكيم وْخَيْ /.. من صباح ربّي و هو شادد طاولة عالمادَّة في قهوة من قهاوي لافنو قدّامُه صْبُعْ كابوسان في قعمورة كاس و هو يبشّق في الماشي و الجايْ و ساعة ساعة يخنتب كلمتين على ورقة و يعصر في روحه و يتغصور كايِنّه عنده القبض ، قعدت ناس و مشات ناس و جات ناس اخرين و هو في كرسيه و هاك عقاب القهوة قدّامه و الطقطوقة تفغم ببّانِتْ دًخّان مْنِدِّي من سوق ليبيا .

مع بْدُو العشيّة جاه القرصون " خويا ، خلّصني في القهوة . "

غزَرْله ، هزّه .. حطّه ، و قالّه : " علاش ؟ ياخي القهوة باش تسكّر ؟ "

ـ لا خويا القهوة محلولة أما أنا كمّلتْ سرفيسي و يلزمني نحاسب عَرفي .

ـ أيْ برّا حاسب شكون شدّك ، شنوّا هالتخلّف هذا ؟ ما في بالكش الّي الحريف مَلَك و إلاّ ما قرّاوهالكش هذه ؟

ـ يا سيدي أنا ما قريتش ، عقوبة الله ، خلّيتلكم القراية ، و اقعُد أنت مَلكْ ربّي يزيدك أما أنا صانع نِسْلتْ علِّي خلاّني ، خلّصني يرحم والديك .

ـ آآآه أما أنت قليل تربية ياسر ، ماكش عارف مع شكون تتكلّم ، أنا متـثَـقَّف ما نضيّعش وقتي مع وبْش كيفك ، برّا ناديلي لعَرفك .

ـ هههه متثقّف ؟ متثقّف على روحك موش عليّ أنا ، خلّصني قالُّه متثقّف ، شوف هاك الحبيب ميغالو الّي نحكي معاه .

قامتْ خوضة و فكّ ايدي من شوشتك هذاك يقول " كيفاش تطيّحلي قدري و أنا من النّخبة الّي قايمة عليها ثقافة البلاد ؟ " و لاخر يقلّه" خلّص القهوة الّي شربتها و من بعد قيّم الدنيا و إلاّ قعّدها هذيكة أمورك . "و مولى القهوة كشاكشه طالعة و هو يسبّ في من كان آسطة و سبب في هالخدمة الكلبة ، في النّهار لازم ثلاثة أربعة يشربو قهاويهم هناني بناني و قيّد على إنسان مهمّ قايمة عليه البلاد .. أي هوما هكّاكة و جَا واحد من اصحاب السيّد خلّص عليه القهوة باش قَصّ الصّدَع و مَنّعُه من هاك الخَنّاقيّة ، و تلفّت قالّه : " بالله آش قاعد تعمل هنا ، توّا اليوم نهار فصعَة مالخدمة ؟ كَركِرْ على طول الشهر لا مِن يرُدّك إلاّ اليوم يا راس اللّحم ، ما في بالكش الشهارِي تصبّو ؟ و سمعت زادة فمّة تفتوفة متاع إنتاجيّة جاية هالنّهارين ، برَّا وَرِّي وجهك و اكتب كلمتين على مهرجان و إلاّ بربش حكاية على مسرحيّة والا فنّان ، و إلاّ برّا افرز طرف مقالات قدُم و خوذ من كلّ واحد شويّة و زيد لغّمهم بتْناوِش على العولمة والا التطبيع ، تحرّك . "

أيْ أكاهو ، لاخر مهبولة و زغرطولها في وذنها ، من حينه يجري للبانكا ساقيه أعلى من راسه ، يجبد الحثيّلة الّي فضلت بعد ما تقضمر قصاص القرض الّي ماخذه باش يشري برتمان أكبر شويّة من حُكّة الوقيد ، مَرْتُه قالت له لازم نضمنو قبر الحيا ، قاللها وقتها " يابنتي كيف نموتو ، الّي قعد حيّ يدكّنا في قبر بالسّيف عليه ياخي باش يخلّيونا ملوّحين جيفة ؟ أما أنا مازلت حيّ نرزق و نعمل في قبَرْ علاش ؟ " قاتله " ما نفهم شيء ، توّا نخلّيك مالا الّي جايبه النّهار مِدِّيه اللّيل . " و تسبّبت له في خنّاقيّة على عشرين سنة ، حَقّ السيقارو ساعات يحير فيه .

حَطّ الحنيّنات في مكتوبه و من حينُه لشارع كرتاج ، شرَى زادُه  و زوّادُه و هبط دبّة دبّة لباب الفلّة ، طَلِّعْ الستيلوات الّي في مكتوب فيستُّه باش يظهرو خير ، هاك العكّاز في يدّه يْدادِي بيه   و في اليد لخرى ساكْ تقربع ، وقف على بيّاع غلّة و قالّه هكّة كيف الّي ما عينوش : " بقدّاش النّبَقْ ؟ " البيّاع كان يعقل ، هزّه   و حطّه كيفاش مخَبّل في بعضه و قالّه : " خويا ما نبيعوش للمتثقّفين . " الرّاجل بهِتْ ، لا عرَف يتغشّش و إلاّ يفرح و قالّه " ياخي عرفتني شكون ؟ لازم شفتني قبل في التلفزة . " نتِّشْ البيّاع عُرف النّعناع الّي كان مرشوق فوق وذنه و مضغُه بين زروصُه بالغنزريّة و جاوبه : " لا لَعْزيزْ من غير محقرانيّة ،أوّل مرّة نشوفك . " زاد صاحبنا بهتْ و قال " ما لا كيفاش عرفتْ إلّي أنا متثقّف ؟ " قالّه : " على خاطر الّي قدّامك موش نْـبَقْ ، هذاك حاشاك مِالسَّـوْ يقولو له حَبّ المْلوكْ . "

mercredi 22 septembre 2010

هـــــــــذيـــــــــان


المشربُ ليس بعيدا ؟

ما جدوى ذلك .. فأنتَ كالإسفنجة تمتصّ الحانات

و لا تسكر

و أنا يقتلني نصفُ الدّفء .. و نصفُ الموقف

و الدّينُ الكاذِب .. و الفِكرُ الكاذِب

فالبعضُ يُدافع عن كلّ قضايا الأرض .. و يهرب

من وجه قضيّته

المشرَبُ غَـصَّ بجيل لا تعرفه .. بلغةٍ لا تفهمها

بثقوب ترمقك من أسفل و لا تتسلّق قامتَك .. فرارًا 

من عينيك

بعد الكأس السّادسة تصير الشفاهُ المترهّلةُ مناقير .. و يستحيل

الأنصافُ غِيلانا مُثـقَّـفة .. تتجـشَّـأ .. فيعلو لها

تصفيق

طاولاتُ المشرب أخشابٌ باردة

هذه للخمر .. و تلك لصنع نعش .. و أخرى

للإعلان عن مولد فنّان

املأ كأسي .. فما يُدريكَ ما يُسكِرُني ..

يُسكِرُني أصغرُ شيء في هذا الكون

فكيف بشبه إنسان .. يخلط بين الإبداع

و الهذيان

samedi 18 septembre 2010

مـــومِــــــــس الثّـــقــافــة

تــؤثّثُ الجدرانَ لوحاتٌ تشكيليّة لرسّام عاش مُعدما مغمورا و لم يحصل على عنقوده إلاّ بعد أن قضى نحبه ـ احتراما لصدق الرّؤيا ـ .. بهوٌ ضيّق يحتلّه معرض للأواني القديمة و القطع الفنيّة النّادرة .. نغمٌ أصيلٌ ينبعث في فضاء المكان يُـثقل الرّؤوس        و يُحرّر ما وعَدَه النّبيذ .. أصواتٌ متحشرجة ثملة تشدو بلحن ملتزم .. مسرحيّون و أدباء في نقاشات محتدمة ، مشهد تمثيليّ دون ركح أو تذاكر .. شاعرٌ يجلس وحيدا هناك إلى طاولة في الرّكن وحيدة يحتسي كأسا تعدّدتْ في وحدتها القوارير .. تعلو حوارات عن واقع الثقافة ..



و الخمرُ تسخر ...



" هذا مطعم المثقّـفين كما يروق للبعض تسميته . " يستطرد مُخاطِبي . فلا أفهم كيف لهذا المكان أن يسَعَ المثقفين إذا اجتمعوا أم تراهم لا يفعلون ، و لماذا لا يرتاده إلاّ المثقفون ؟ ألا حقَّ فيه لكلّ عَييٍّ ساذج داخل في الرّعاع ؟ أنتبه إلى ثـقبٍ أسْودَ في منديلي ، لا شكّ أنّ سيجارة أحدهم سفّهتْ بياضَه .. لا أطلب من النّادل تغييره و أثني المنديل أخفي الثقب و أحفظ للثقافة هيبتَها .. يبوءُ مسعايَ بالفشل حين يضع النادل أمامي كأسا مشروخة ، فأوقنُ أنّه مطعم المثـقفين .. عقارب الساعة الحائطيّة تُـنبئ بزحف المساء على المدينة و لا أحد يهتـمّ .. شرذمة المنبوذين من عالم الصّحْو لا يزالون بين كأس و حوار .. لا همسَ ، لا عُشّاق .. لا عيون تسترق من الزمن نظرة حالمة .. لا أيدي تتشابك في رعشة وعد ..



و الخمرُ تلعن ...



فجأة ينفتح البابُ عن سيّدة في إثرها أخرى فتستيقظ العيونُ        و تستدير الرِّقاب .. تتقدّمان دون ترحيب من النادل و تنتبذان طاولة قصيّة . الأولى ، كرَّ عليها خيلُ الزمن فأحرق و دمّر       و نهب و لم يُخلّف سوى التجاعيد و هيكلا يبابا ، و الثانية ربيعٌ لا زهرَ فيه .. وجهٌ شاحب و جسد صامت يلفّه ثوبٌ بسيط .. تتركّز عليهما الأنظار و يخفتُ الصّخب ، و أضيق بالعقل الشرقيّ لا يزال يعجب لموعد بين امرأتين في مكان عامّ و يحوك حوله المشبوه . يهمس مخاطِبي و قد أدرك ثورتي " لا تلتفتي .. تلك مومس و الكبرى مُشغِّـلتها . " يسقط فَـكّي السّفلي و يزيغ بصري ... طالما تخيّلتُ المومسَ بمساحيق فاقعة و رموش مستعارة و ملابس فاضحة و ضحكة رقيعة ، أو ذاك ما احتفظتْ به ذاكرتي من السينما و الروايات القديمة .. يوم قرأتُ للسيّاب " المومس العمياء " عرفتُ أنّ للتعاسة وجهًا و كفرتُ بالأحكام المسبقة . لكنّ المشهد هنا فوق كلّ حكم و ما تخيّلتُ ... يتقدّم الليل ، و أنشغل بنقاش رفيقي .. ينسحب بعضُ الزبائن بعد أن صار ما في جيوبهم عاجزا عن أداء الكأس زكاتَـَها ..



و الخمرُ تمتعض ...



يمرُّ وقتٌ ما قـدّرتُه و ألتـفتُ فجأة فلا أرى الفتاة .. أبحث عنها بين الموجودين فيُـعييني البحث .. أشاهد مرافِـقتها في طاولة أخرى تنعم بالأنس و الطعام و قارورة خمر رخيص .. أهرع ببصري إلى صديقي فتجيبني إيماءة رأسه دون كلام تُـؤكّد ما ذهب إليه ظنّي .. ما أقبح اليقين . هكذا إذن يُـباعُ فروُ الدُبّ ليَحْضَى السَّـفَـلةُ بالدّفء ؟ الفكرُ هنا مصلوبٌ و الثقافة يتيمة فمَنْ ذا يرفع قميص القتيل على رؤوس الرّماح و يستصرخ " وا ذُلاّه " .. يُسعفني مُخاطِبي " الثّـأرُ مغامرة غبيّة و وَهْم الأوّلين . " يدفع الحساب    و نغادر المطعم ...



و الخمرُ تتبدّد ...



في الشارع حرارة خانقة .. أطفالٌ عُراة يسبحون في نافورة صُمِّمَتْ لتزيين المدينة .. رجلٌ ينبش عن عشاء في حاوية القمامة .. و ثانٍ يصوّبُ ذكَرَه إلى جدار مكتبة و يقضي حاجتَه .. و آخران يتقاذفان بكلّ ما احتواه معجمُ الجنس بل لعلّهما يُحقّـقان فتحا جديدا في اللغة تسجّله الأجيالُ حين تُـنَقّحُ المعاجم . يُشيرُ صديقي إلى سيّارة أجرة .. أركبها في إعياء .. يُطلّ من النافذة     و يقول لي في ابتسام قبل أن نفترق " لا تنزعجي ، نحن في الألفيّة الثالثة .. هي ثقافة الجسد . " أودّعه و تمضي بي السيّارة .. إنّها المرّة الأولى التي لا أقبّـلُـه فيها لحظة الوداع . أغمض عينيَّ عن الطريق مخافة أن أفتحهما على ماخور كبير .

jeudi 19 août 2010

ميــزيريا 3 : رمضان .. و الأخطاء التقنيّة

توّا كيف مناسباتنا ولاّت طافية و ماعادش فيها رونق بكري ، لا ريحة لا فيحة ، كي رمضان كي الأعياد كي دخول المكتب كي نتايج الامتحانات ، برّا قلنا ميسالش ، هذاك هو ، يلزم الواحد يتأقلم و ما يقعدش ينين عالماضي و الدنيا ما ترجعش بالتوالي ، أما كيف نزيدو على غياب الرونق الكُبّي و الجهل و الميزيريا يولّي ياسر عالجْحَيِّش .

بالله قولو لي شهر رمضان آش فيه زايد على بقيّة الأشهرة باش البلاد كلّها تاقف فيه على صبع و ربع ؟ و إلاّ شاهيين الدعازق و الخوضة ؟ الزيت في بعض البقايع مقطوع و شفت بعيني عباد يتضاربو بالبّادن ، حوانت الحليب بالصّفوف ، مالنّهار الأوّل تحَطّتْ نصُبْ الزلابية و المخارق و ذبّان مقنقن عليهم و حالة مُكربَة ، ثمّة واحد موقّف 404 باشي ( موش متاع عمّار ) يبيع في مخارق باجة ، هكّة قال ، و معلّق طرف كرضونة كاتب عليها " تشري كيلو مخارق معاه كيلو بلاش ، تشري خمسة كيلو تاخذ بيس تونيزيانا بلاش " ، بالعشرين كميونة هندي الجنَبْ للجنب ما يمغربش عليهم المغرب .. في النهار الثاني من رمضان مشيت للمغازة العامّة و لقضية خاطية رمضان ، قلت خلّي هاك الفوعة تتعدّى ، و أنا ندور في المغازة نلقى الطّارمات متاع الشُّربة فارغين ، الشُّربَة بركة ، موش لازم نعدّد السّلعْ لخرة ، في نهار ؟ السيّد الّي لاهي غادي قالّي "ماعندك ما ريت يا مَدام ، كان تشوف الخاطر الّي دزّ علينا شيء من ورا العقل ، و هذا الكلّ حتّى شيء ، عندنا فرع في منطقة شعبيّة عمل ليلة رمضان روساتْ بقرابة ثلاثة مليارات . " يعني تخيّلو الحافر الّي نجّم يجيب الرّقم هذا .. علاش البلاد تولّي في رمضان تستورد أكثر كاينّا منكوبين بمجاعة و إلاّ فياضانات ، ياخي العباد المفروض صايمين ينقّصو وجبة و إلاّ يولّيو ياكلو أكثر ؟ التلفزة تِهْبِل في رمضان ، ثلاثة ميا واشْ و ثمانين ومضة إشهاريّة في نهار واحد ؟ علاش ؟ قادمين على حرب ؟ زعمة قدّاش من عايلة متذكّرة إلّي العيد يجي ليلة دخول المكتب ؟  آش حضّرنا ؟ و التحضير هوني موش مادّي بركة ، قال شنوّة توّا نشريو للصغيّرات حوايج جدد حاجة          و حويجة منهم للعيد و منهم للمكتب ، و التحضير المعرفي        و النفسي و البيداغوجي وينو ؟ إذا كان ولادنا عايشين بين بُو يقسم نهار رمضان بين الخدمة و النّوم و في الليل يا يشدّ الجامع يا يسكن في القهوة و بين أمّ يا تقضي يا لابسة وجه التلفزة تتبّع في هاك المسلسلات الطيطري ، كيفاش نحبّو ولادنا ما يهملوش في الشارع و إلاّ في أحسن الحالات يشدّو الانترنيت من غير رعاية ، يزّي فيه البركة توّا كي يتحلّ باب الوكالة الّي كانو يسمّيوها مكتب توّا تدخل النّاس الكلّ و الحضور الذهني في عقله ياخي قالّه يكبّر سعدك قالّه توّا ؟

الماكلة مانتفكّروها كان في رمضان ، و العَسَّة على بعضنا ما نتفكّروها كان في رمضان ،و الدّين ما نتفكّروه كان في رمضان ، واش يكثر تمثيل و ترهدين و تقوى بالطّلوق ، ندخل للفايسبوك ساعات باش نشوف آش فمّة جديد نلقى البعض بقدرة قادر ولاّو أوْليَة صالحين بسناجقهم و هوما نفسهم إلّي في الرّيفيون و في عيد الحبّ يقطعوا يدين الحزّازة ، و ما تقرى كان صحّة شريبتك ، آش عمل فيك الصّيام ... تي فمّة شكون حاطط في البروفيل متاعه تصويرة بْريكة .. توّا هذا ريق ؟ واش تغرمنا بلمّان التصحاح     و المقاطعة ، تقول عندنا عضو دايم في مجلس الأمن و إلاّ عِرْقو علينا الشيوخة متاع الفتاوي و التكفير ، الممثّل و إلاّ المغنّي و إلاّ المثقّف إلّي ما يعجبناش ننزلو عليه بالصفحات و الثلب و توّا ولاّت عندنا موضة جديدة ، ولّينا نطالبو بسحب الجنسيّة على خاطرها  والا أحنا أوصياء عليها ، أما إذا كان نحبّو نحكيو على شكون يستحقّ الجنسيّة و شكون ما يستحقّهاش وقتها مضطرّين نثبّتو مليح فلّي سرق و الّي قلِبْ و الّي خان و الّي طَبَّعْ و الّي باع من الآثار حتّى للمبادئ ...

أيْ أحنا هكّاكة و تكمّل علينا النّكتة الّي فيّضتْ الكاس ، في ليلة نلقى الأحباب و الاصحاب يجريوْ عالطّياح و افزع يالّي تفزع راهي المدوّنات و المواقع المحجوبة تحلّت .. و بدينا نبشّرو       و نهنّيو في بعضنا و قلنا هذا ما يكون كان شهر رمضان على بَركة عظيمة ، فمّة شكون حتّى بدا يخمّم يبدّل الإخراج متاع مدوّنته ، إيْ ما دارتش الساعة و الأمور رجعت كيف ما كانت ، تي أنا بالفرحة نشرت في " عبّر إنّها تونس " تهنئة لاصحابي الّي كانت مدوّناتهم محجوبة ياخي تدوينتي خذات مقصّ جابها تدحس .. قالو .. و العهدة على من روى إنّه خطأ تقني . قالّك عمّار يبدّل في الفيلتر ههههه كلمة فيلتر ما نعرفش علاش ذكّرتني في هاكلّي عندو حويرة أرينبات حاصرهم و حَبّ يبدّل القرِييَاجْ بواحد ما أجْود باش ما يزرف حدّ ... قالّه خطأ تقني ، مازلنا في الألفيّة الثالثة  بالأخطاء التقنيّة ، مالا وارد غدوة يصير عطب في الكهرباء و إلاّ في الغاز الطبيعي يحرق البلاد و العباد و قيّد على الخطأ التقني ، و إلاّ تتعطّل حواسيب البنك المركزي و تاقف الشّهارِي و النّاس تحلّ افّامها للرّيح و قيّد على الخطأ التقني ،     و ينجّم يحدث أي شيء في جُرّة الخطأ التقني ، مانا جودة و امتياز و أمور كبيرة على مخاخنا كيفاش عاد تصير عندنا أخطاء تقنيّة ؟ ما يخرجش علينا .. هذا الكلّ و جماعة عاملين عريضة يطالبو بوقف بثّ المسلسلات الّي تجسّد في الأنبياء و ضاغطين عالرّاجل نفس مومنة ما عندو في العام كان كلمة من ثنين يا " تبيّنَ " يا تعذَّرَ " ... أكاهو ؟ وفات مشاكلنا الكلّ ؟ .

صديقنا باخوس عمل سلسلة تدوينات بعنوان " وين ماشيين " ، أنا نقول منين جايين ؟ أما هو فَجّ خْلا مُخْلي سيّبنا ؟ الأمم تقدّم و أحنا هاو وين وصلنا .

هذه ماهاش ميزيريا ؟؟؟


dimanche 8 août 2010

الأصوليّة الخفيفة كوكاكولا لايتْ

مقالٌ لحميد زناز نُشر في موقع الأوان بتاريخ 7 أوت الجاري تحت عنوان " أضاليل الأصوليّة الجديدة " و أثار جدلا كثيرا   هذا نصّه
أمام الضربات العقلانية المتتالية التي يتلقّاها الفكر الأصوليّ (أو بالأحرى اللافكر)، فإنّه يحاول أن يلجأ اليوم إلى أساليب وخدع جديدة كيلا يندثر نهائيا من على وجه الأرض. مثلما هناك كوكا كولا خفيفة (لايت)، يحاول كثيرون تسويق أصولية لايت أو إسلاموية بقناع إنسانيّ.

 
حلق البعض لحاهم واستبدلوا جلابيبهم ببدلات وربطات عنق وتحوّلوا إلى باحثين يقدّمون الخرافة والتخلّف في ثوب جامعيّ مزيّف. خفّفوا من لهجتهم القتالية السلفية السالفة مطهّرين خطاباتهم من كلمات العنف والجهاد وما "ملكت إيمانكم"، فلم تعد الغاية "في سبيل الله" جهرا بل من "أجل حقوق الإنسان" وباسم "القوانين الدولية" و"الموضوعية والبحث العلميّ"!
لا يقدّم هؤلاء أنفسهم كإسلاميين يعملون من أجل إقامة الدولة الإسلامية بل كأناس يملكون معرفة ويدافعون عن حرية العقيدة، وقد ذهب بعضهم حتى إلى القبول التكتيكيّ بالعلمانية لكن العلمانية المنفتحة كما يقولون، والكلّ يعرف أنّها مجرّد تقيّة يتستّرون خلفها في انتظار توفّر شروط فرض شريعتهم بحدّ السيف.

 
تمكّن بعضهم من التسلّل إلى بعض المواقع العقلانية مقدّمين أنفسهم كباحثين وأساتذة، وهم أساتذة فعلا ولكن يعرف المتابعون قيمة الشهادات الموزّعة في معظم البلدان العربية وبعض الجامعات الغربية. تمكّنوا من زرع بلبلة وإسماع صوت النيو-أصولية تحت يافطة البحث والتدقيق في المصطلح والدعوة لمعارف تراثية لا مجدية على منوال : هل قال الرسول ذلك فعلا وإن قال ما قصده؟ الخ من المعارف العبثية التي لا تهدف سوى إلى تهميش السؤال النقديّ الحقيقيّ حول الدين بوصفه إيديولوجيا.

 
أراد بعضهم نفي كلمة الأصولية من قاموس اللغة العربية وحاول آخرون مثل محمد عابد الجابري نفي كلمة "العلمانية" وهكذا.

 
تقاسموا الأدوار وإن لم يشعروا، فمنهم من يفجّر، ومنهم من يدعو إلى الدين الأوحد، والبعض ينتحل الفكر والموضوعية والاعتدال ويحاول جعل مجرّد إيمان معرفة. باسم الموضوعية وتجنّب التطرّف يحاولون جاهدين تأبيد فقه قتلته الحياة وغدا مضحكا، يجتهدون لاصطناع الأعذار له.

 
لا يعتمد الأصوليون الجدد على إرثهم الفكري الإسلامي بل على المواثيق الدولية المتعارضة تماما مع شريعتهم والتي لا يؤمنون بها أصلا.

 
حقوق الإنسان! تلك فريتهم الأخيرة..لا حقوق للإنسان في الإسلام وخصوصا إذا كان إنسانة، حقوق الله هي المنطلق والنهاية، وهو ما يردّده القرضاوي على قناة الجزيرة دوما إذا يقول إنّ واجب وحقّ الإنسان هو عبادة الله، لا أكثر ولا أقلّ وكلّ ما خرج عن ذلك فهو باطل لا فائدة من ورائه. فلا قيمة لفنّ البشرية ولا آدابها ولا علومها! والشيخ محقّ في ذلك فهذا هو الإسلام. ومهما ادّعى حاملو حقائب الإسلاموية في تهويماتهم وإعادة قراءتهم للنص المقدّس فإنّ الإنسان في الإسلام هو خادم الدين وليس الدين هو الذي يجب أن يكون في خدمة الإنسان..

 
لم تعد محاربة القانون الوضعيّ بالشريعة الربّانية مجدية بل انتقل النيو-أصوليّون إلى مرحلة الدفاع عن الشريعة بالقانون الوضعيّ. محاربة الديمقراطية بالديمقراطية ذاتها، كما نراه جليّا كلّ يوم في الغرب. تحت يافطة حرية الفرد يريدون تلويث الفضاء الأوروبي العامّ بنقاب لا يعني سوى أنّه سجن متنقّل للمرأة ومحو لهويّتها وإنسانيتها باسم حقوق الإنسان! لنترك الغرب جانبا فأنا متأكّد أنّ الأمر ذاهب إلى حرب ضدّ كلّ ما ومن له علاقة بالإسلام إذ لا يُقوِّي كلّ هذا سوى التيارات العنصرية العنيفة ويقدّم لها أوروبا على طبق من ذهب، فلا أحد يبهجه ما يرتكبه بعض المسلمين من حماقات مثل الفاشيين الجدد، ولا أحد يستطيع أن ينكر بأنّ صعود النازية الجديدة وانتصاراتها الانتخابية في كلّ دول أوروبا هو نتيجة أيضا للغزو الإسلاميّ للقارّة العجوز وردّ فعل طبيعيّ على هجومها الفجّ. فهل يتصوّر عاقل أن تبقى أوروبا الحرية والعقلانية وحقوق الإنسان التي قدّمت كلّ التضحيات من أجل تفتّحها والخروج من ظلام المسيحية- مكتوفة الأيدي أمام ظلام الإسلام.

 
وسواء كانت أصولية مبتذلة أو عرفانوية، فالأمر سيان فهي ضد الإنسان وتعبّر في كلّ الأحوال عن جوهر الدين الإسلامي الذي يسبّق حقوق الله على حقوق الإنسان و يرى أنّ العبادة أثمن من الحياة بل إنّ الحياة عبادة لا أكثر، وأنّ كلّ الحكاية الميتافيزيقية خوف من سعير جهنّم وتلهّف لفضّ الأبكار في الجنّة. ولكنّ الأخطر أن يستمرّ هؤلاء في فرض إيديولوجية الغيب وتحويلها إلى برنامج سياسيّ دنيويّ بل إلى ثقافة عامة.

 
تعاني فكرة المواءمة بين العلم والإيمان، الدين والدنيا، الشريعة والحياة، التراث والحداثة، وغيرها من الخزعبلات…أعظم محنها اليوم فلم يعد أحد يستطيع إخفاء عوراتها ولا فرضها بالقوّة البوليسية والإعلامية والمالية كما كان الأمر جاريا. لقد دقّ الأنترنيت أوّل مسمار في نعش تلك "المواءمة" المزعومة وسيحفر الواقع قبرها حتما. فليس من الممكن أن يبقى العربيّ متمسّكا بوهم لم يجنِ منه ولن يجني سوى المآزق والخيبات المتتالية ومزيدا من الاحتباس العقلاني

lundi 26 juillet 2010

المــهنــة : كائِــنة حَــيَّـــة

ماذا لقيتُ من الدنيا ، و أعجَبُهُ    أنّي بما أنا شاكٍ منه مَحسودُ


بيتٌ للمتـنبّي ردّدتُـه العمرَ كلّه و اعتـنقتُــه حتى كدتُ أراني قائلته ، و اليوم كفرت . كفرتُ بالشكوى و دور الضحيّة و أفعال التعجّب و الأسئلة الإنكاريّة
 .

وحيدة أتّــخِذُ مقعدَ صِدقٍ بين بحرٍ و سماءٍ و جبل . أقلّـبُ النـظرَ في العتمة فإذا البصرُ يرتـدُّ إليَّ حسيرا يُغري بالدُّوار ، أنتظرُ انفصالَ الخيط الأبيض عن الأسْوَد و يُثيرُني شروقُ الشمس دون أن يطلبَ منها ذلك أحد
 .

بين بحرٍ و سماءٍ و جبل ، أتبعثرُ أتناثر أتشتّـتُ أتبدّدُ أتهاوَى أندثر أمّـحي .. أذوبُ في روعة التكوين و يأخذني هذا الزاخرُ اللامعُ الممتـد في كبرياء يتحدّى العين و يُـعْيِـي كلَّ خيالٍ فيَقصُرُ عنه مَدحورا .. حُسْنٌ شامخٌ ظالِم يترفّعُ عن كلّ مناظرة و لا تعنيه شهادات التقدير
 .

مَـنْ للجَمالِ إذا تجَـشَّـأتْ الطبيعةُ شتاءَها ؟ حين تَـكُـرُّ مياهُ السّماء تتقدمُها كتائبُ الريح فتعبثُ بصفحة العملاق تصفعُه تجلدُه تلطمه تخرّبُ صفاءَه ، تستأصلُ أحشاءَه تمثيلا و تنكيلا و تُلقي بها على الشاطئ . و هو صامدٌ لا يشكو . ثمّ ينجلي الصيفُ و يستعيدُ القرصُ الذهبيُّ عرشَه و يصير الكَـدَرُ بَدَدًا .. فــمَجْــدًا للكون الذي صَدَقَ وَعدَه و نصَرَ بَحرَه و هزَمَ الأنْــواءَ وَحدَه


عُـذرًا يا شاعِري ، ما كفرتُ بشِعرك بل بالشكوى الضعيفة . هذا بيتٌ آخرُ لك و إنّي لمُـتخذةٌ إيّاهُ فلسفةً
 :

كلُّ ما لم يكنْ،من الصّعب في    الأنفُسِ سَهلٌ فيها إذا هوَ كانا

mardi 13 juillet 2010

سِـــفْــرُ التَّــمالك




سترفع نخب الألوهيّة ... و تسكر بأبديّة اللّحظة

وحدَها الآلهة ، تغرف من رحيق الخلق و تسبح في شفق الأصيل .. وحدها الآلهة ، لا تقدّس بعضها .. فيصير من الحمق أن تؤلّه الفاعلَ بإرادتها

سترفع نخب الألوهيّة .. عاليا ، و تهتف " هذا يوم التجلّي .. هذا سِــفرُ خروجي
هيِّـئوا لي عرشا عظيما .. أعِـدّوا التاج لخالق جديد .. يومًا ما سأصير إلهة .. و إلى ذلك الموعد ، لن أرضَى بأقلّ من النِـدِيَّة 


يوما ما ، لن تمسك كتابها بيمينها و تعرض ما قدّمت يداها .. ستتمرّد على الصّراط

سيأتي اليوم الذي تحذق فيه خلق الكلمات .. و ستبارك فعلَها اللغةُ أمُّ الآلهة



عن الأوان من أجل ثقافة علمانية



اللّوحة للرسّام الرّوسي فلاديمير كوش