vendredi 27 novembre 2009

أشهد أنّ حبّك عيد

افترشت الغربة و التحفت بحبك
فوجدتني في وطني أي بركان جميل يرحب بي ؟
و عاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب
و أمد يدي لأقطف نجمة و أكتشف معك طائرا
نسيته قبيلتنا منذ دهور اسمه الفرح ..
اسمك السر و حبك عيد
شارباك انفراجة ابتسامة الاجداد ذراعاك ارجوحة نسيان
و داخل عينيك دروب أركض فيها الى الطفولة
و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها و لا أبتل
سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة و لأنني
مررت يوما بمدارك و لم أرتطم بكوكبك ..
و أحترق سعيدة لمجرد أنك موجود و يكفينني أنني عرفتك... و أحببتك..
أحبك لأنني عرفت معك شيئا جديدا غريبا عني اسمه الفرح
معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة
و قدمت اوراق اعتمادي الى الشروق ..
و اكتشفت كم همسك الازرق جميل عند الفجر
لأن الحب حالة متحركة لأن الحب ليس تدجينا للصدق و تزويرا للعمر
احبك كما انت داخل اطارك و احب حكايا حبك لسواي
مباركة لحظات حنانك الشفاف و لحظات جنونك ...
مباركة عيون المراة التي ستحب بعدي و التي أحببت قبلي
..مباركة همساتكما معا ..مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء
!..فأنا لن أفهم يوما لماذا يجب ان يحولني الحب
الى مؤسسة مكرسة لتخريبك و التجسس عليك
و شبكة ارهابية تحصي همساتك ..
لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق اعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب
أن احبك يعني ان اتصالح و القمر و الاشجار و الفرح و العصافير
و العيد في وطني ان احبك يعني انني
اعلنت هدنة مع الحزن و اعدت علاقاتي الدبلوماسية و رقصة الليل في دمي
حبك سعادة مقطرة
..أفراحك مباركة في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة .
..وحده الموت يثير غيرتي اذا انفرد بك
أتمنى ان اكون ضوءا في اعماقك
و لا اشتهي تبديل تضاريس المصباح فهل تقبل حبي ؟
و تمنحني تأشيرة دخول الى دورتك الدموية
ابق كما انت ..
عيدا ستسعد بك النساء جميعا بدل من أن تتعس امرأه واحدة
غادة السمّان

mercredi 25 novembre 2009

العنف ضدّ المرأة : أرقام و إحصاءات

رغم أنّي لا أميل إلى الكتابة المناسباتيّة التي لا تثير المسألة إلاّ يوم ذكراها ثمّ يطويها النسيان حتى موعد الذكرى في السنة الموالية إلاّ أنّي أجد نفسي مدفوعة حتما للحديث عن العنف الموجّه للمرأة رغم ضغط العمل و الالتزامات العائليّة
و كان يكفي أن أنقر كلمة " عنف ضدّ المرأة " في محرّك البحث قوقل حتى حصلت على هذه الإحصائيّات و الأرقام ، أكتفي بها فهي تعبّر عن نفسها دون تعليق

ان الدراسة والاحصائيات التي قام بها صندوق الامم المتحدة لرعاية الاطفال وصندوق الامم المتحدة لرعاية المرأة وصندوق الامم المتحدة للثروة البشرية ومنظمة الصحة العالمية سنة 2008 بخصوص تقييم مدى العنف ضد المرأة والبنت كانت كالتالي:
-13% – 61% من النساء والبنات تعاني من العنف الجسدي من احد افراد عائلتها.
-50% من النساء والبنات تعرضن للعنف الجسدي والجنسي من احد افراد الاسرة في بنجلاديش واثيوبيا وبيرو.
-30% من النساء والبنات في المملكة المتحدة و22% في امريكا تعرضن للاعتداء الجسدي والجنسي من احد الاقرباء.
41 ألف قضيّة عنف ضدّ المرأة عرضت على المحاكم المغربيّة
97 بالمائة من الأجنبيّات المقيمات في مصر تعرّضن للتحرّش الجنسي
-40 – 70% من الذين تعرضن للاعتداء الجسدي على يد احد افراد العائلة قد قتلن.
-11 – 32% تعرضن للتحرش الجنسي في سن الطفولة
- 40- 60% من التحرش الجنسي في العالم داخل الاسرة ارتكبت ضد البنات في سن الخامسة عشر وما دونها
-20 – 75% من النساء والبنات تعرضن لاهمال عاطفي في وقت ما من حياتهن
- مليونا بنت في العالم من كل عام في سن 5 – 15 استغلوا في تجارة الجنس
- 13 مليون اجبروا على عملية الختان بصورة بشعة و2 مليون اخريات مهددات بنفس الوحشية
- 10 – 27% منهن تعرضن للاعتداء الجنسي اما في مرحلة الطفولة او البلوغ
- الاف النساء والبنات قد قتلن من اجل شرف العائلة في غرب اسيا وشمال افريقيا وجنوب اسيا
ان هذه الاحصائية لدليل على ان العنف ضد المرأة والبنات قد اصبح وباء يظهر في كل بيئة وثقافة ومجتمع

dimanche 22 novembre 2009

الأشواق التَّـائِـهَـة

بقيتْ " الأشواق التائهة " لأبي القاسم الشابّي قصيدة شبه مجهولة لم تحْضَ بشهرة " نشيد الجبّار" أو" الصّباح الجديد " أو " الجمال المنشود " و غيرها من القصائد التي حفضناها و ردّدناها . غير أنّ النقّاد أجمعوا على أنّ هذه القصيدة و بصفة عجيبة تتداخل فيها كلّ الأنغام المُؤلّفة للدّيوان و تنعكس فيها كرجع الصّدى . أنت حين تقرأها تندَسُّ في شعاب العالم الشعري و يتأكّد لك أنّها مفتاح من مفاتيح الدّيوان و مدخل من مداخله الرّئيسيّة فيها تجتمع ملامح تجربة الشابّي الإبداعيّة . في الحقيقة اكتشفت القصيدة مؤخّرا رغم مطالعتي للدّيوان أكثر من مرّة ، و كأنّي بالسَيَّابْ يشكو ظلم الأهل و القدر أو لكأنّي بعمر الخيّام يتبرّمُ بضيق الحياة و جهل النّاس رغم الفرق الشاسع بين المدارس الشعريّة للثلاثة .

في القصيدة غُربَة تتجلّى حالة وجدانيّة و موقفا مذهبيّا تشكّلت من خلاله معالم التقابل بين الموجود و المنشود و مراوحة بين معجمَيْ النور و الظلمة . اخترت نشر مقاطع من هذه القصيدة لكلّ أحبّاء شاعر تونس أبي القاسم الشابّي

يــا صَميمَ الحياة إنّـي وَحيــدٌ ~ مُـدْلِـجٌ تـائهٌ فـأيْنَ شُـرُوقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة إنّـي فـؤَادٌ ~ ضائِـعٌ ضامِئٌ فـأيْنَ رَحِـيقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة قـدْ وَجَــمَ ~ النَّـايُ وغَامَ الفَضَا فأينَ بُرُوقكْ
يَـا صَميمَ الحياة أيْـنَ أغانيكَ ~ فـتحتَ النّجُومِ يُصْغِي مَشُوقُـكْ

~~~~~~~~~~~

كنتُ في فجركَ المُوَشَّحِ بالأحْــ ~ ــلامِ عِطرًا يَرِفُّ فوق وُرُودِكْ
حَالِمًـا يَنْـهَلُ الضّيَاءَ و يُصْـغي ~ لـكَ في نَشْـوَة بِوَحْـيِ نَشيـــدِكْ

~~~~~~~~~~~~

ثمّ جَـاءَ الدُّجَـى ... فأمْسَيْـتُ أوْرَا ~ قًـا بِـدَادًا من ذابِـلاتِ الوُرُودِ
و ضَبَـابًا من الشَّـذَى يَتَـلاشَـى ~ بين هَوْل الدُّجَى و صمت الوُجُودِ
كنتُ في فجركَ المُغَلّفِ بالسِّحْرِ ~ فضَـاءً من النّـشيـدِ الهَـادِي
و سَحَـابًا من الرُّؤَى يَتَـهَـادَى ~ في ضميـر الآزَالِ و الآبَــادِ
و ضِيَـاءً يُعَـانقُ العالَـمَ الـرَّحْــ ~ ــبَ و يَسْرِي في كلِّ خَافٍ و بَادِ
و انقضَى الفجْرُ ...فآنحَدَرْتُ من الأفْـ ~ ــقِ تُرابًا إلى صَميمِ الـوَادِي
~~~~~~~~~~~~~

يَـا صَميمَ الحياة كَـمْ أنا غَـريبٌ في الدُّنْـ ~ ـيَا غَـرِيبٌ أشْقَى بغُرْبَـة نفسِي
بيْنَ قَــوْمٍ لا يَفهَمُـونَ أنَـاشِــيــــ ~ ــــدَ فُـؤَادِي و لا مَعَـانيَ بُــؤْسِــي
في وُجُــودٍ مُكَبَّــلٍ بـقُـيُــــودٍ ~ تَـائِـهٍ في ظَـلامِ شَـكٍّ و نَــحْـسِ
فـاحْتَـضِنِّـي و ضُـمَّـنِي لكَ كالمَـا ~ ضِي فهذا الوجودُ عِـلّة يَـأسِـي

mardi 17 novembre 2009

خُـــــــرَافَـــــــــــــه



حين كُنّا .. في الكتاتيب صغارا
حقنُـونا بسَخيف القَوْل .. ليلاً و نهارا
درّسونا :
" رُكبة المرأة عَوْرَة ... "
ضِحكة المرأة عَوْرَة ... "
"صوتها ..
من خلف ثقب الباب .. عَوْرَة "
صوّرُوا الجنس لنا ..
غُولا .. بأنياب كبيره
يخنق الأطفالَ
يقتاتُ العَذَارَى ..
و أنّ أولِي الأمر أدْرَى
خوَّفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا
هدّدونا .. بالسّكاكين إن نحن سألنا
فنشأنا .. كنباتات الصّحارَى
نلعَقُ الملحَ .. و نستافُ الغُبَارَا
~~~~~~~~~~~~~~~
يومَ كان العِلمُ في أيّامنا

فَلقَة تُمسِكُ رِجلينا و شيخًا .. و حَصيرَا
شوّهوا الإحساسَ فينا و الشعورا
فصَلوا أجسادنا عنّا
عُصًورًا .. و عُصورا
صوّروا الحُبَّ لنا .. بابًا خطيرا
لو فتحناه .. سقطنا مَيِّتينْ
فنشأنا ساذجينْ
نحسَبُ المرأة شاةً أو بَعيرَا
و نرى العالمَ .. جنسًا و سَريرَا
نزار قباني - قصائد متوحّشة-

samedi 14 novembre 2009

بطولات من ورق

أن تكون في قلب الحدث أنت محوره تجتازه و تتجاوزه بصبر و كرامة فتلك هي البطولة الحقيقيّة و كلّ ما عدا ذلك ، كلّه ، كأن تنتهز الحدث و تتسلّقه لتتقمّص دور المحلّل و المتعقّل و توزّع النّوايا و الصّفات يمينا و شمالا ... كلّ ذلك لا يعدو أن يبقى بطولات من ورق