mardi 29 décembre 2009

أمّي دوجة : حكاية كفاح


عمناول كيف هالوقيّت كتبت تدوينة للذكرى لروح ممّاتي أمّي سعيدة و باش نكون منصفة في حقّ ممّاتي الثانية – الّي هي في الحقيقة خالتها – حبّيت اليوم نحكي عليها : أمّي دوجة . ما تقلّش أهميّة و تأثير على تكويني و شخصيتي . و إذا كانت أمّي سعيدة حكاية ظريفة تضحّك فأمّي دوجة حكاية جهاد طويل و إصرار ، بقدر ما الأولى عاطفيّة تتلاقى في وجهها الدمعة و الضحكة في وقت واحد بقدر ما الثانية عقلانيّة و شخصيّة ثابتة و كلمة ما تتردّش . و إذا كانت الأولى قدّ و بهجة و طول تشيخ على الخلاعات و العروسات و الضيافات مغرومة بالحرقوص و شرك الياسمين و تلبس المْهَدَّعْ و ساعة ساعة تعمل نفَيِّسْ من سيقارو بالسّرقة على ولدها الكبير فالثانية ذمَيْمَة مبرومة / كنّا نسمّيوْهم لورال و هاردي / فوطة و بلوزة و مريول فضيلة باليدين لحمها ما يتراش حتّى في عزّ الصيف وجهها ديما مغسول بالماء و الصابون ما حطّتش فيه مرود كحل ملّي مات راجلها و لكنها مغرومة بالكونوليا السّوري كيف ما كانت تتسمّى في وقتها ، ما تحبّش كثر الحافر ، و دودة متاع حركة ما تقعدش من غير ما تعمل حاجة تفيد . في الشتاء تخدم لنا مراول الصوف لتوّا نتفكّر لون أباريها و نوامرهم ، و على خاطر قامتها قصيرة كانت تطلع على كرسي قدّام الغاز باش تعمللنا معجون البردقان و خبزة الدّرع و الفريكاسي و كريمة الشكلاطة للسهريّة و أحنا دايرين بيها كالقطاطس . و كي تجينا في الصيف تحلى العشويّات و السهريّات و إذا ما تلقى ما تعمل تدور على الجنينة و تزرع مشاتل الفول و المعدنوس ، كيف يمرض الدجاج تداويه ، تقطّر لهم في عينيهم من الدوا متاع عينيها هي و تهرّس حرابشها و تسَفّفهم و الغريبة كانو يبراوْ ههههه و أحنا باهتين . عندي قريب تولد بنموّ ضعيف و وخّر في المشيْ خذاته أمّي دوجة على عاتقها و كانت تسكن على البحر . صيفيّة كاملة ، كلّ يوم تهزّة في حملتها للشطّ تغطّي له راسه عالشمس و تغرس له ساقيه في الرّمل السخون و تقعد بحذاه ، قفّة الفطور بجنبها و هي تغذّي فيه و عقاب القايلة تروّح بيه للدّار . ما جا آخر الصّيف إلاّما رجعت بيه لعايلته يمشي على ساقيه .
المرا هذه من مواليد 1903 كيف ما تقول هي " نديدة بورقيبة " و عدّات قرابة السبعين سنة من عمرها وحّدها ، وحّدها يعني أرملة ، مات راجلها و هي في سنّ التسعة و عشرين و خلاّلها ثلاثة بنات الكبيرة بنت 12 سنة و الصغيرة ما يعرفهاش خلاّها حبلى بيها . رفضت الزواج بعده و من وقتها بدات رحلتها في الجهاد . جهاد للعيش الكريم و جهاد ثاني ضدّ التقاليد . ماكانش ساهل على المرا في بدايات القرن الماضي باش تؤمِّن حياة أسرتها وحّدها و لا كان مفهوم . عزيزي كان إمام بيرصا و يملك أراضي و ديار لكن عايلته حطّت يدّها على أرزاقه الكلّ و حرموها هي على خاطر ما جابتش منه ذكر . من وقتها فهمت أمّي دوجة إلّي يلزمها ما تتعامل كان مع الفرانسيس / وقتها ما كانش فمّة الروَيّق متاع الاستقواء بالأجنبي / عمّلت على روحها و اتّصلت بطبيب فرانساوي يقولو له دكتور لو قران عاونها و دخلت تخدم في مسشفى بعد تدريب قصير أثبتت فيه كفاءتها و خرجت ببناتها و خلاّت بيرصا كلّها و كرات دار في سيدي بوسعيد و قيّدت بناتها يقراو في " ببّصاتْ " قرطاج و بدات رحلة كفاحها . ربّاتهم على الاقتصاد و تحمّل المسؤوليّة . في ظرف خمسة سنين كانت جامعة مبلغ لاباس بيه و رجعت لبيرصا و لكن رجعت مالكة لدار متاعها باسمها و كانت كلّ ما توجد تزيد فيها بيت و تحسّنها و تتعامل مع البنّايَة و النجَّارَة و مارست حياتها بصفة عاديّة مستقلّة بذاتها و بمواقفها ، و علّمت بناتها و كبّرتها و زوّجتهم . المعروف عليها إنّها تقول كلمتها مهما كان الشخص الّي قدّامها ، كيف تقول لها في شيء من التهكّم " أما أنت خشينة أمّي دوجة " تجاوبك " مليح أقعد أنت جْويِّدْ " و من المأثور عليها جملتها الشهيرة وقت الّي تبهتْ فيها كيفاش فهمتّك عالرّمشْ تقلّك " نحسْبكْ و أنت واقف " . كيف روّح بورقيبة في عيد النّصر مشات لاستقباله في حلق الواد كيف آلاف التوانسة و عمرها ما فلّتت انتخابات .
وقت الّي فاتت الثمانين سنة طلبت قريب ليها يخدم مُطَوّف ، في سِبْحَة . استعرض عليها عضلاته و قال لها " هاذم سْبِحْ متاع حُجّاجْ وصّاوني عليهم " اكاهو من حينها جات للوالد لأنّه كان ينعْملها و ياخذ بخاطرها و قالت له " هاذم فلوسي و هاذم وراقي نحبّ على باسبور و قيّدني في قايمة الحُجّاج و لا مزيّة لعربي " و هكّاكة كان العمل .
نتفكّرها و هي ضيفة حذانا كيف يروّح الوالد مالخدمة تجي من بيتها على طراطش صوابعها و شوكة الفوطة بين سنّيها فمّاشي ما تسمعه يقول حاجة على مشروعها إلّي كلّفته بيه .
في ال85 سنة كانت حجّتها الأولى . الأقارب الّي حجّوا معاها يحكيو إنّها ما عملت حتّى شيء بالكرا ، الطّواف و الصّفا و المروة و عرفات ... كلّهم عزمت عليهم و عملتهم على ساقيها .عمّرت أمّي دوجة لقريب 100 سنة و قعدت على مواقفها لين غادرتنا في مثل هالأيّامات . اللّه يرحمها
.

jeudi 24 décembre 2009

إلى الطّغاة

في ذكرى الاعتداء الصهيوني الإجرامي على أطفال غزّة ، منذ عام انسابت دماء الصّغار سيولا من النّار على أرض البرتقال الحزين
من أجل الرضّع و الأطفال و كلّ الأمّهات و الآباء هذه صرخة في وجه كلّ طاغية
رسالة عبد الرحمان الشرقاوي للرّئيس الأمريكي الأسبق ترومان
أنا من أنا .. ؟!..
ولدت لعشرين عام مضت على مطلع القرن ياسيدي
وقد فرغ العالم المستجير من الحرب ..
ثم مضى آمنا
:يوزع أسواقه الباقيات
ويهزأ بالموت والتضحيات
.وبالذكريات .
وقامت شعوب تهز الظلام بمشرق أحلامها الهائلة
وتعلي على خربات الفساد بناء مدينتنا الفاضلة
فلما بدأت أعي ما يقال رأيتهم
يملأون الطريق تهز الفؤوس ركود الحقول
وتعلي بما تحتويه العروق
وكانوا يقولون (( يحيا الوطن ))
حفاة يهزون ريح الحياة ويستدفعون شراع الزمن
وساءلت أمي عما هناك (( وماذا دهى القرية الساكنة ))
فقالت : بني هم الإنجليز يثيرون أيامنا الآمنة
وقد أخذوا كل غلاتنا ..
وقد نضب الماء في الساقية
ولم يبقى شيء على حاله سوى حسرة مرة باقية
ولما كبرت لبست الحذاء ووليت وجهي إلى القاهرة
فأبصرت من تحت ثقل السلاح وجوههم الجهمة الحائرة
وكنت أراهم وهم يركلون فتى في طريقهم .. أو فتاة .
وقد يعبثون بشيخ عجوز فيملأني الرعب مما أراه
ـ ويرهق سمعي ـ ما لم أره .
* * * * * ويأتي الخريف بأشباحه وتمشي التعاسة فوق الحقول
فأمضي لأطلب علم الكتاب وعلم الكتاب لدينا هزيل
وندرس ( جغرافيا ) ذات عام ، ونعرف كل مناخ الدول
وألمح في ( أطلسي ) دولة ومن فوقها حمرة تشتعل
فإن كنت ياسيدي قد أطلت . وقد سقت هذا الحديث الحزين
فإني حزين حزين شقي لبعد ابنتي
.حزين أخاف عليها المصير
وأنت أب تعرف الوالدين
ولست أريد لها أن تموت .. فرفقا وأنت تخط المصير
أترمي حماماتنا بالنسور ؟!
معاذ الأبوة يا سيدي .. فأنت أب : وكلانا حنون
ألست تصون حياة ابنتك ؟!فهل تصنع الموت للآخرين ؟!
وإني لأدعوك باسم الأبوة .. باسم الحياة .. باسم الصغار
.لتعقد حلفا يصون السلام ويرعى المودة بين الكبار
فأنت أب قد صنعت الحياة ولن تصنع الموت بعد الحياة
لماذا إذن يا إله الرحيم يذيعون حولك هذا الجنون ؟!
ولكن لمن كل هذا العديد ؟وتلك الحشود؟
ولكن لمن كل هذا الهزيم ؟لمن هذه النافثات السموم ؟
لمن هذه الناشرات الجحيم ؟
لمن تسرق اليوم أقواتنا لتصنع ماشئت من فاتكات ؟
لمن تحشد اليوم في السابحات ،
وفي الغائصات , وفي الطائرات وفي الناشطات
.لمن هذه الذاريات الحطام .. لمن ؟ ..
ولمن هذه النازعات ؟؟!!
لمن كل هذا ؟! لغزو السماء ؟ .. لتصنع معجزة ؟!
بل لنا لتحطيمنا لتجويعنا لتخريبنا
لتقوى سلاسل أصفادنا
ليرتفع السور من سجننا
لنشر السواد على أرضنا
لتمزيق أجساد أطفالنا
لتمزيق أجساد أطفالنا !!؟؟
ولكن كفى ! لن تنال ابنتي وأقسم أن لن تنال ابنتي !
أتطفىء نظرتها الباسمة ؟
أتقطع أطرافها الناعمة؟
أتجري دماء ابنتي في غد كنافورة ثرة تنسكب ؟
أتنثر أشلاءها اليانعات عليّ حيث تضحك بين اللعب ؟!
أتمزج لحم ابنتي بالتراب !!
كفى أيها الإله الذي يلطخ بالوحل طهر السحاب !!
أتنهش هذا الكيان النضر !
كفى أيها الهمجي الرهيب ..!!
كفى أيها الإله القذر !
إله يبول على التضحيات ويبصق فوق قبور البشر
يضمخ لحيته بالدماء وترقصه أنّه المحتضر
ويسخر من ذكريات النضال ويهزأ بالأمل المزدهر
كفى أيها الهمجي الرهيب ..!
ويا لفحة من بقايا ذنوب ويا خفقة من هواء الغروب
فليست دماء ابنتي كالنبيذ .. وليس نبيذا دماء الشعوب
ستحيا ابنتي في ظلال السلام .. وتنعم باللعب الوافرة
تمارس كل حقوق الحياة
حقوق طفولتها الزاهرة
ستحيا انطلاقاتها كلها وأخلاقها الحلوة الشاعرة
وأقسم أن لن تصير ابنتي غدا طفلة لشهيد قضى
أتسمعني أيها الهمجي !!
ستحيا ابنتي في ظلالي أنا
كاسعد ما نتعاطى الحياة
أتسمعني أيهذا الإله
ستحيا ابنتي في ظلال السلام
وتصبح أنت مع التابعين
هواجس من ذكريات الظلام
فإن تملك الذرة المفنية
فإنا لنمتلك التضحية
ونمتلك الذرة البانية
ونملك طاقاتنا كلها ونملك أيامنا الباقية
وتاريخ أجيالنا الأتية

mercredi 23 décembre 2009

كلّ إناء بما فيه يرشح

من أشدّ أخطاء الأسلوب فداحة الانتقالُ بين الضمائر بدون موجب كأن تقفز من ضمير المُخاطَب إلى الغائب إلى المتكلِّم
استخدام ضمير المُخاطَب الجمع يحيل على عادة قديمة عند العرب و هي إلقاء الخُطَب من نوع " أيّها النّاس إسمعوا و عوا " أو " يا معشر المهاجرين و الأنصار " أو يا قوم هههه
آه قبل أن أنسى ، أقترح على المدوّنين أن يستبدلوا التصويت بالتصفيق

ســـؤال في ورطــة



ما جنس الورطة ؟ ما شكلها ؟ ألها زمن معيّن و أشخاص معيّنون توقع بهم ؟ أهي دائما سوء و أذى ؟ ألا تكون أحيانا شرّا أريدَ به خير ؟ أفلا يمكن أن تكون ما تمنّيناه و لكن لم نعرف من أيّة زاوية نأتيه ؟ بما يشعر المُتورِّط و ما هو موقف المُوَرِّط حين يرى نتاج صنيعه ؟

هل التورّط دليل على هشاشة الذّكاء و ضعف الحضور الذهني بحيث لا نتفطّن إلى حقيقة الأمر إلاّ بعد أن نصبح طرفا فيه ؟ من الأشخاص من يورّطه كلامه ، علاقاته ، غروره أو ثقته المفرطة بالآخر . كم مرّة نتورّط في حياتنا ؟ أنواجه التورّط بنفس ردّة الفعل و نحن صغار كما في النضج و الكبر ؟

لماذا تقترن ورطة الرّجل في مخيالنا الشعبي و موروثنا الثقافي بحَشْرِهِ غِرَّة و رغم إرادته في فعل أو وضع دون رغبة منه في حين يُـحيل تورّط المرأة دائما على كلّ ما هو جنسي و أخلاقي ؟

إلى أيّ حدّ طرح الأدب العربيّ و الآداب العالميّة مسألة الإيقاع في الورطة ؟ من حكايا لافونتان إلى كليلة و دمنة إلى بخلاء الجاحظ إلى أدب المقامات ، و كيف كانت مقاربته لها ؟ في شكل نادرة بغاية التفكّه لا غير أم عبرة بتوجّه تربويّ إرشاديّ ؟

كم حصدت الورطة من الضحايا ؟ فالأشخاص يتورّطون حكماؤهم و أراذلهم ، المؤسّسات تتورّط ، الحكومات هي الأخرى تتورّط . بعض القرارات السّياسيّة و العسكريّة و الاقتصاديّة المصيريّة نتجت عن ورطة .

و بالنّهاية ، أترانا نجدّف بخيالنا بعيدا إن تساءلنا ألا يكون آدم قد تورّط مع إبليس حين أكل من الشجرة المحرّمة ؟

lundi 21 décembre 2009

القـــرصـــان

غليونه القذر المدمى و الضباب
وكوة الحان الصغيرة
ورفاقه المتآمرون يثرثرون:
"البحر مقبرة الضمير"
ويقلبون كؤوسهم ويقهقهون:
"هذا العجوز ألا يكفُّ عن الشخير؟"
والليل والحان الصغير
ورفاقه والخمر والدم والضباب
صور تعود به، تعود إلى الوراء
إلى جزيرته وشاطئها وآلاف السفائن، والرجال
والمومساتْ
بثيابهن الباليات
يجمعن أعواد الثقاب
وينتظرن على الرصيف
والسحب تبكي والخريف
في أخريات الليل، والبحر الغضوب
ورفاقه المتآمرون
عما قريب يقلعون، ويتركونْ
هذا العجوز
للخمر والدم والضباب
والنوم والحان الصغير
ليستعيد!
وأي ذكرى يستعيد
هذا العجوز
أفضائح الأمس القريب أم البعيد؟
في الشرق، في أرض المعابد والكنوزْ
حيث القباب، وحيث آبار الزيوت
يتلاقيان على صعيدْ
وحولهم شعب يموت
ليستعيد!
وأي ذكرى يستعيد؟
هذا العجوز
واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين
كالنار باقية تثير الخوف والحقد الدفين
في قلب إفريقيا وفي الكنج المقدس، والقنال
حيث الرجال السمر تحت الشمس يقتحمون إعصار المنون
ويصنعون
تاريخهم ، ويدافعون
عن الحضارة، والغد المأمول بالدم والدموع
وحيث صحراء الصقيع
والثائرون
والريح تعول في الخنادق والجنود
يتساءلون: "متى نعود؟"
ويظل "لص البحر" يضحك، والسماءْ
تبكي وتبكي والخريف
والمومسات على الرصيف
يجمعن أعواد الثقاب
وهؤلاء، وهؤلاء
يتساءلون: "متى نعود؟"
ويظل يضحك، والسماء، وهؤلاء
يتساءلون وفي الضباب
غليونه القذر المدمى، والرفاق العائدون يثرثرون:
"البحر مقبرة الضمير"
عبد الوهاب البيّاتي

samedi 19 décembre 2009

شويّة تواضع ما يقتلش



هذه خاطرة كتبتها عندي مدّة و لكن جدّت أحداث و مشاغل لهّاتني عليها ، قلت هات نفتتح بيها إنتاجات العطلة على خاطر البعض من الأصدقاء ديما يطالبو فيّ بنسق تدويني كالسّابق و عندهم الحقّ و البعض الآخر من جماعة " صحَّ ليكم شايخين بالعُطَلْ " و الّي ما يدري يقول سبول
المهمّ ، هاك النّهار مشيت بقضيَّة لوحدة من القباضات ، العشرة متاع الصّباح أرمي المِسَّاكْ يجي فوق راس الخلق ، قصّيت تسكرتي نلقى قبلي ثلاثة و أربعين واحد في الشبّاك الّي حاجتي بيه بركة و بقيّة الشبابك نفس الشيء صفوف قدّامها و الكراسي معبّية . أيا فرغ كريسي جيت و قعدت بعد الّي ملزومة باش نستنّى و الوثيقة أكيدة و ماعادش يكفيني الوقت باش نمشي لقباضة أخرى و زايد على خاطر باش نلقى نفس الشيء ، ندمت إلّي ما هزّيتش معايا كتاب نغطس فيه خير ملّي نقعد نمارس في هواية التوانسة المفضّلة و هي التبحليق في وجوه العباد . ما تعدّات ساعة غير ربع إلاّما بديت نفدّ ، أنا نغزّل على الموظّفة الّي عندها ربع ساعة و الجوّال في وذنها و هي توتوت و تكشّخ ، هاك اللوحة الرقميّة هوق الشبّاك رقدت بالنّوم والا حبّت نوامرها تتحلحز ، هكّاكة و يدخل للقباضة وجه مسرحي معروف نحبّوه و نحترموه على تاريخه المسرحي و رصيده و مواقفه . مختصر الهدرة السيّد كيف دخل ما كان فمّة حتّى كرسي فارغ ، المفروض يقصّ تسكرته و يقف يستنّى لداخل و إلاّ لبرّا مالقباضة كيف النّاس الكلّ . لكن فنّاننا القدير ما عمل حتّى شيء من هذا ، جا في عتبة الباب و وقف . يا أخي قدّاش باش يتجنّبك الدّاخل و الخارج لازم باش هذا يدزّك و هذا يدنفرك ، واحد والا ثنين يقولو لك سامحني موش الكلّ النّاس يمشيو و يتكلّمو وحّدهم الله أعلو بمشاكلهم و زيد أنت الّي واقف في الثنيّة موش هوما الغالطين . تلفّتت نلقى السيّد راسه في السّما و على وجهه سحنة اشمئزاز ، ما فهمتش مناش مشمئزّ ، كان من الاكتظاظ و بطء الأداء الإداري وْخَيْ رانا في تونس و هذاك حدّ الجهيّد و كان من النّاس هاذوكم راهم وخيّانك في المواطنة و في الإنسانيّة غصّب على روحك و تحمّلهم آش بش تعمل .
أنا هكّاكة نهزّ و ننفض وحدي و نرى في السيّد يقدّم للشبّاك مطُفّي البشريّة الّي وراه الكلّ ، من سوء حظّه الموظّف ما عرفوش و قالّه " بالطّريق يعيّشك " تغشّش و قال له " ما عرفتنيش شكون ؟ " أيْ الله غالب ما عرفكش يلزم النّاس الكلّ تعرف المسرح ؟ صحيح الثقافة باهية و ماذا بيه التونسي يحصّل حدّ أدنى مالإلمام بالإبداع في بلاده لكن موش لدرجة أنّه الفنّان يمشي في الشارع و هو يرى في نفسه كائن خرافي الله يرحمك يا علي يا دوعاجي كان صانع في حانوت قماشات في سوق اللفّة
ما نعرفش علاش و أنا نتفرّج في السيّد تفكّرت جملة قالها أبو سفيان بن حرب و هو يستنكر في نبوءة محمّد قال " ما عهدنا نبيّا يأكل و يشرب و يمشي في الأسواق " آش جاب هالكلام لذهني وقتها ؟ ما نعرفش . في اللحظة هذيكة سمعت روحي نقول في قلبي صحيح أنتوما النّخبة المثقفة و أنّه الفنّان صوت الشعب و القلب النابض لثقافة الأمّة و لكن راهو شويّة تواضع ما يقتلش و جرّبو نهار سيّبو السّما الّي شادّينها علينا توّا تشوفوها ما تطيحش

mercredi 16 décembre 2009

الهيب هوب بين التعبير و التغريب

مقالي الصّادر في " زوايا المغاربيّة " بتاريخ 9 ديسمبر 2009


لا يمكن الحديث عن الهيب هوب دون الرّجوع إلى أصولها و الكشف عن ظروف ظهورها فالهيب هوب حركة ثقافيّة نشأت في الأحياء الفقيرة من منطقة برونكس بمدينة نيويورك منذ بداية 1970 بين صفوف الأمريكيين السّود من أصول إفريقيّة مع القادمين من بورتوريكو و جامايكا . و كانت كردّ فعل لما تعرّضوا له من عنصريّة و تهميش و سوء معاملة و كنوع من التعبير ن معاناتهم من الفقر و البطالة و الظلم ، مع الانتباه أنّها كانت في بداياتها نظام اتّصال بين السّود في جميع أنحاء الولايات المتحدة و كان الهدف منها إلهاء الشباب السّود بالالتحاق بفرق الهيب هوب و المنافسة في الرّقص و الغناء بدل الانضمام لعصابات المخدّرات و تجارة السّلاح . ثمّ انتشرت في السّنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم بين فئات الشباب خصوصا ذوي الأصول الإفريقيّة .
إذا و كما هو واضح فالهيب هوب لم تكن إطلاقا موسيقى الرّجل الأبيض " كعنصر غالب " بل هي فنّ الطبقات الفقيرة و الفئات المهمّشة المعبّرة عن معاناتها و همومها و قضايا عصرها . فلا مجال - و الأمر هكذا - للحديث عن تغريب أو فنّ هجين لأنّ الموسيقى ، أيّ موسيقى ما هي إلاّ أداة تعبيريّة تتجاوز حواجز اللغة و الجغرافيا و الدّين و الانتماء . روى الجاحظ أنّ رجلا نصرانيّا بكى عند سماعه ترتيل القرآن و هو لا يفهم اللغة العربيّة فقيل له " ما يُبكيك ؟ " قال " أبكاني الشّـجَـا " ، لطالما تلاقحت موسيقات العالم و تمازجت ، ثمّ منذ متى نجح نوع من الموسيقى و بقي حبيس موطنه الأمّ ؟ ألم يرقص العالم بأسره على أنغام الجاز و البلوز و الرّيقي و الصّمبا و الرّومبا ؟ ألم تتفاعل الشعوب المغاربيّة مع المالوف القادم من الأندلس ؟ ألم تتأثّر الموسيقى العربيّة زمن الخلافة العبّاسيّة بالآلات و النّغمات الفارسيّة ؟ ألم يكن كلّ ما ذكرت دخيلا في زمنه ؟ فلماذا ينكر البعض موسيقى الهيب هوب اليوم و يعتبرها عامل تغريب ؟ ألأنّها تجاوزت صفة الموسيقى لتصبح ثقافة و أسلوب حياة و وسيلة تعبير عن الذات ؟ ألأنّها ثورة على المألوف شكلا و موضوعا ؟
فلنتناول القضيّة من هذه الزّاوية ؟
ماذا يريد الشباب اليوم ؟ كيف يعيش و فيم يفكّر و بماذا يحلم ؟ هل هو واعٍ بقضايا الأمّة و أزمات المجتمع أم أنّها لم تعد تعنيه ؟ هل ينخرط فعلا في الحفاظ على القيم و الهويّة أم أنّ تهميشنا لخياراته و آرائه و رغباته جعله محبَطا إلى حدّ العِداء ؟
لطالما كان للشباب تفكير خاصّ به يواكب التحوّلات الاجتماعيّة و الثقافيّة العالميّة و لكنّ شبابنا اليوم صار يستوعب الأمور بشكل يجعله يتّخذ مواقف سلبيّة تجاه منظومة المؤسّسات القائمة بداية من الأسرة مرورا بالمدرسة و انتهاء إلى السّلطة . و بات يبحث لنفسه عن فضاءات بديلة يعبّر فيها عن واقعه بأسلوب غير خاضع للأطر الرّسميّة بل مرتكز على عقليّة الاستفزاز بغاية لفت الانتباه لردّ الاعتبار . هذا ما نراه أمام المعاهد و في محطّات القطارات و في الشواطئ و الشوارع عموما ، فشبابنا تبنّى أسلوب الهجرة عن المؤسّسات الأبويّة بمفهومها السّوسيولوجي ليتّجه إلى بدائل جديدة تعبّر عن إحباطه و معاناته و أحلامه نحن فقط من يراها دخيلة و تغريبيّة . ألم يكن اللّباس الفضفاض و إلى زمن قريب جدّا هو اللّباس المحتشم المراعي للخصوصيّة الثقافيّة و الدّينيّة ؟ أننكره حين صار أحد أركان ثقافة الهيب هوب ؟ ألم تكن الكتابة على الجدران أو ما يُعرف بالجرافيتي فنّا متّبعا منذ الرّومان ؟ و هو ثاني أركان ثقافة الهيب هوب ، أمّا حلقات الرّقص في الشوارع فما الغريب فيها ؟ ألا تشهد شوارعنا المغاربيّة تظاهرات ثقافيّة يتّسم بعضها بطابع ديني على مدار السّنة في إطار " خَرْجَة " هذا الوليّ الصّالح أو ذاك و تقرع الطبول و تعلو أصوات المزامير و ينشد المريدون و يرقصون في الطرقات ؟ فحلقات الرّقص أو ما يُعبّر عنه " البريك دانس " هي ثالث أركان ثقافة الهيب هوب

ماذا بقي بعدُ ؟ كلمات الأغاني ؟ المواضيع المطروحة ؟ ما هي إلاّ صدى لواقع الشباب و همومه و عذاباته و أحلامه و إحباطه ، كلمات خام دون تنميق إلاّ أنّها تخضع لقافية داخليّة و تتطرّق إلى الهجرة و البطالة و الإرهاب و الفقر و أوضاع المهاجرين و التمييز العنصري ... فهل ترون فيها ملامح تغريب ؟ أيمكن لشابّ محشور في قارب هجرة غير شرعيّة لا وثائق له و لا مال الفقر و البطالة وراءه و البحر و المجهول أمامه ، أيمكن أن يتغنّى بسحر القمر و جمال الرّبيع و عيون الحبيبة ؟
في كلّ الأحوال نحن أمام ظاهرة فنيّة ثقافيّة تقاوم بإصرار لفرض ذاتها ، لا أحد يجزم بأنّها القناة الأفضل لتعبير الشباب عن غضبه و لكنّه شكل من أشكال التعبير الممكنة التي استهوت الشباب و اعتمدها كمكبّر صوت لنقل معاناته . لقد اختلطت أوراق مجتمعاتنا الحديثة بين غزو إعلامي و ثقافي فرضه نظام العولمة و ليس بإمكان أحد صدّه و بين ثقافة تقليديّة متجمّدة بتنا نخشى عليها دخول متحف التاريخ و المعادلة صعبة بين مواكبة الحداثة و بين الحفاظ على الهويّة دون الذوبان في الآخر و ما ممارسة شبابنا للهيب هوب سوى انعكاس طبيعيّ لصراع الهويّة و البحث عن الذات و صراع التغيّرات السّوسيو ثقافيّة و السّوسيو اقتصاديّة و هذا ليس بجديد بل هذا ما شهدته كلّ فترات تاريخ الإنسانيّة ، لكلّ عصر تقليعاته و موضاته التي تتفاعل مع متغيّراته . ألم يشهد الغرب في عشرينات القرن الماضي ما سمّي بالسّنوات المجنونة ؟ ألم تحمل الستّينات موضة التنّورة القصيرة ثمّ طالت ثمّ عادت فقصرت من جديد ؟ ألم يلبس العالم بأسره في السّبعينات سراويل الشارليستون ؟ ألم تتوالَ على البشريّة أصناف و أشكال من الموسيقات و الإيديولوجيّات و مدارس فنيّة مختلفة في المسرح و الرّسم ... و الأمثلة عديدة
فلنترك الشّباب يعبّر و لا نخشى على ثقافاتنا العتيدة فالأصيل لا يموت
.

jeudi 3 décembre 2009

ذكريات كالرّمال المُتحرّكَة


منذ سنين حين ارتميتُ في التجربة التعليميّة كان يدفعني حماس الشّباب أن أغيّر ما بالقوم و لو قسطا ضئيلا. لم يكن التوجّه إلى التدريس حادثا عَرَضيّا أو صدفة أو اضطرارا بل كان اختيارا بملء الإرادة و التصميم. و منذ ذلك الحين انطلقت ، كانت تجربة طويلة و ثريّة ، ليست أطول من تجارب الآخرين أدرك ذلك لكنّها كانت ثريّة.

غريبة هذه المهنة، بقدر ما تُمتِعُكَ بلذّة اكتساب المعرفة و إنارة عقول الآخرين بها بقدر ما تتكَشَّفُ لك حقيقة أنّك لستَ المصدر الوحيد و أنّ لا أحد يمتلك الحِكمة. و يكمنُ السّحرُ كلّ السّحر في مُتغيَّرِها. كلّ ما فيها مُتغيِّر أنتَ و البرامج و أساليبُ تعَلّميَّة المَادَّة و التوجّهات و قوانين الامتحانات و ميولات التلاميذ و مواقف الأولياء و أولويّاتهم و النّظام العالميّ يُحرّك الجميع. فلا قرارَ لكَ. كلّما مَنَّيْتَ نفسكَ بالاستراحة تَركُنُ فيها إلى هدوء فكرك حَدَثَ ما يَرُجُّ الأرض تحت قدميك و إذا بك تعود إلى لِهاثِكَ تركض خلف الاطّلاع و المواكبة و إلاّ فمكانُكَ المُتحف و قهقهة الأجيال الجديدة.

في العشريّة الأولى تمَلّكَني شعور لذيذ بأنّي أشبه المُبشّرين الذين يحملون قيما و حضارة جديدة. ثمّ صار لِزامًا أن أستعينَ في أدائي بالمسرح و الهزلي منه بالذات عَلَّ المعلومة تجد لها نَفَـقًا إلى ذهن المُتلقّي. أمّا في السّنوات الأخيرة فالأمرُ استحال إلى ما يشبه المُهمَّة في مَلجإ للإغاثة، في هذه اليد كتاب و في الأخرى " مَشْرَطٌ " أو " مادّة مُسكّنَة " و أنتَ لا تدري أتسَكِّنُ آلامَ مريضكَ " لعلّ الله يجعل لكما من أمركما رَشَدَا " أمْ تستخدم مشرطكَ و تستأصِلُ الدّاء و قد" يموتُ" مريضكَ بين يديك إذ لا احتمالَ له على الجِراحَة
.

mardi 1 décembre 2009

حُـــريَّــــة



استيقضتُ فجر اليوم على صوت هِـرَّة تمُـوءُ بجانب فراشي مُستعطِفة مُتمَسِّـحَة بدِثاري . فحيَّرَني أمرُها ، و قلتُ لعلّها جائعة فنهضتُ و أحْضَرتُ لها طعاما ، فعَـافَـتْه مُنصرِفة عنه . فقلتُ لعلّها ظامِئـة ، فقدّمتُ لها ماءً ، فأعْرَضَتْ عنه غير مُلتفِتة إليه و أخذتْ تنظـرُ إليَّ نظرات المُستغيث المُستنجِد . و رأيتُ أنّها تطيلُ النّظرَ إلى باب الغرفة - و كان مُوصَدًا - و تتبَعُني مُسرِعَة الخُـطَى كلّما رأتني أتّجه نحوه . فعَرَفتُ عندئذ أنّها تريدُ أن أفتحَ لها البابَ فــفتَحتُه . فما إن رَأتْ وجْـهَ السّماء حتّى انطلقتْ تعْدُو كالهارب من السّجن ، فقلتُ في نفسي : عجَبًـا ، هل تفهمُ الهِرَّة معنى الحريّـة ؟ أجلْ . إنّها تفهم و ما كان استعطافها و حزنها و إمْسَاكُها عن الطّعام و الشّراب إلاّ من أجلها



مصطفى لطفي المنفلوطي - النّظرات ج1 - .

vendredi 27 novembre 2009

أشهد أنّ حبّك عيد

افترشت الغربة و التحفت بحبك
فوجدتني في وطني أي بركان جميل يرحب بي ؟
و عاصفة الألعاب النارية تغطي الكواكب
و أمد يدي لأقطف نجمة و أكتشف معك طائرا
نسيته قبيلتنا منذ دهور اسمه الفرح ..
اسمك السر و حبك عيد
شارباك انفراجة ابتسامة الاجداد ذراعاك ارجوحة نسيان
و داخل عينيك دروب أركض فيها الى الطفولة
و بحيرات كالمرايا أمشي فوق مياهها و لا أبتل
سعيدة لأننا نتحرك في مجرة واحدة و لأنني
مررت يوما بمدارك و لم أرتطم بكوكبك ..
و أحترق سعيدة لمجرد أنك موجود و يكفينني أنني عرفتك... و أحببتك..
أحبك لأنني عرفت معك شيئا جديدا غريبا عني اسمه الفرح
معك التقيت الشمس صافحت الضحك راقصت البراءة
و قدمت اوراق اعتمادي الى الشروق ..
و اكتشفت كم همسك الازرق جميل عند الفجر
لأن الحب حالة متحركة لأن الحب ليس تدجينا للصدق و تزويرا للعمر
احبك كما انت داخل اطارك و احب حكايا حبك لسواي
مباركة لحظات حنانك الشفاف و لحظات جنونك ...
مباركة عيون المراة التي ستحب بعدي و التي أحببت قبلي
..مباركة همساتكما معا ..مبارك اشتعالك بالحب أيا كان الإناء
!..فأنا لن أفهم يوما لماذا يجب ان يحولني الحب
الى مؤسسة مكرسة لتخريبك و التجسس عليك
و شبكة ارهابية تحصي همساتك ..
لا أفهم لماذا يجعل الحب بعض العشاق اعداء لمخلوقات هذا الكوكب كله حتى الحبيب
أن احبك يعني ان اتصالح و القمر و الاشجار و الفرح و العصافير
و العيد في وطني ان احبك يعني انني
اعلنت هدنة مع الحزن و اعدت علاقاتي الدبلوماسية و رقصة الليل في دمي
حبك سعادة مقطرة
..أفراحك مباركة في قلبي الذي يجهل رعونة الغيرة .
..وحده الموت يثير غيرتي اذا انفرد بك
أتمنى ان اكون ضوءا في اعماقك
و لا اشتهي تبديل تضاريس المصباح فهل تقبل حبي ؟
و تمنحني تأشيرة دخول الى دورتك الدموية
ابق كما انت ..
عيدا ستسعد بك النساء جميعا بدل من أن تتعس امرأه واحدة
غادة السمّان

mercredi 25 novembre 2009

العنف ضدّ المرأة : أرقام و إحصاءات

رغم أنّي لا أميل إلى الكتابة المناسباتيّة التي لا تثير المسألة إلاّ يوم ذكراها ثمّ يطويها النسيان حتى موعد الذكرى في السنة الموالية إلاّ أنّي أجد نفسي مدفوعة حتما للحديث عن العنف الموجّه للمرأة رغم ضغط العمل و الالتزامات العائليّة
و كان يكفي أن أنقر كلمة " عنف ضدّ المرأة " في محرّك البحث قوقل حتى حصلت على هذه الإحصائيّات و الأرقام ، أكتفي بها فهي تعبّر عن نفسها دون تعليق

ان الدراسة والاحصائيات التي قام بها صندوق الامم المتحدة لرعاية الاطفال وصندوق الامم المتحدة لرعاية المرأة وصندوق الامم المتحدة للثروة البشرية ومنظمة الصحة العالمية سنة 2008 بخصوص تقييم مدى العنف ضد المرأة والبنت كانت كالتالي:
-13% – 61% من النساء والبنات تعاني من العنف الجسدي من احد افراد عائلتها.
-50% من النساء والبنات تعرضن للعنف الجسدي والجنسي من احد افراد الاسرة في بنجلاديش واثيوبيا وبيرو.
-30% من النساء والبنات في المملكة المتحدة و22% في امريكا تعرضن للاعتداء الجسدي والجنسي من احد الاقرباء.
41 ألف قضيّة عنف ضدّ المرأة عرضت على المحاكم المغربيّة
97 بالمائة من الأجنبيّات المقيمات في مصر تعرّضن للتحرّش الجنسي
-40 – 70% من الذين تعرضن للاعتداء الجسدي على يد احد افراد العائلة قد قتلن.
-11 – 32% تعرضن للتحرش الجنسي في سن الطفولة
- 40- 60% من التحرش الجنسي في العالم داخل الاسرة ارتكبت ضد البنات في سن الخامسة عشر وما دونها
-20 – 75% من النساء والبنات تعرضن لاهمال عاطفي في وقت ما من حياتهن
- مليونا بنت في العالم من كل عام في سن 5 – 15 استغلوا في تجارة الجنس
- 13 مليون اجبروا على عملية الختان بصورة بشعة و2 مليون اخريات مهددات بنفس الوحشية
- 10 – 27% منهن تعرضن للاعتداء الجنسي اما في مرحلة الطفولة او البلوغ
- الاف النساء والبنات قد قتلن من اجل شرف العائلة في غرب اسيا وشمال افريقيا وجنوب اسيا
ان هذه الاحصائية لدليل على ان العنف ضد المرأة والبنات قد اصبح وباء يظهر في كل بيئة وثقافة ومجتمع

dimanche 22 novembre 2009

الأشواق التَّـائِـهَـة

بقيتْ " الأشواق التائهة " لأبي القاسم الشابّي قصيدة شبه مجهولة لم تحْضَ بشهرة " نشيد الجبّار" أو" الصّباح الجديد " أو " الجمال المنشود " و غيرها من القصائد التي حفضناها و ردّدناها . غير أنّ النقّاد أجمعوا على أنّ هذه القصيدة و بصفة عجيبة تتداخل فيها كلّ الأنغام المُؤلّفة للدّيوان و تنعكس فيها كرجع الصّدى . أنت حين تقرأها تندَسُّ في شعاب العالم الشعري و يتأكّد لك أنّها مفتاح من مفاتيح الدّيوان و مدخل من مداخله الرّئيسيّة فيها تجتمع ملامح تجربة الشابّي الإبداعيّة . في الحقيقة اكتشفت القصيدة مؤخّرا رغم مطالعتي للدّيوان أكثر من مرّة ، و كأنّي بالسَيَّابْ يشكو ظلم الأهل و القدر أو لكأنّي بعمر الخيّام يتبرّمُ بضيق الحياة و جهل النّاس رغم الفرق الشاسع بين المدارس الشعريّة للثلاثة .

في القصيدة غُربَة تتجلّى حالة وجدانيّة و موقفا مذهبيّا تشكّلت من خلاله معالم التقابل بين الموجود و المنشود و مراوحة بين معجمَيْ النور و الظلمة . اخترت نشر مقاطع من هذه القصيدة لكلّ أحبّاء شاعر تونس أبي القاسم الشابّي

يــا صَميمَ الحياة إنّـي وَحيــدٌ ~ مُـدْلِـجٌ تـائهٌ فـأيْنَ شُـرُوقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة إنّـي فـؤَادٌ ~ ضائِـعٌ ضامِئٌ فـأيْنَ رَحِـيقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة قـدْ وَجَــمَ ~ النَّـايُ وغَامَ الفَضَا فأينَ بُرُوقكْ
يَـا صَميمَ الحياة أيْـنَ أغانيكَ ~ فـتحتَ النّجُومِ يُصْغِي مَشُوقُـكْ

~~~~~~~~~~~

كنتُ في فجركَ المُوَشَّحِ بالأحْــ ~ ــلامِ عِطرًا يَرِفُّ فوق وُرُودِكْ
حَالِمًـا يَنْـهَلُ الضّيَاءَ و يُصْـغي ~ لـكَ في نَشْـوَة بِوَحْـيِ نَشيـــدِكْ

~~~~~~~~~~~~

ثمّ جَـاءَ الدُّجَـى ... فأمْسَيْـتُ أوْرَا ~ قًـا بِـدَادًا من ذابِـلاتِ الوُرُودِ
و ضَبَـابًا من الشَّـذَى يَتَـلاشَـى ~ بين هَوْل الدُّجَى و صمت الوُجُودِ
كنتُ في فجركَ المُغَلّفِ بالسِّحْرِ ~ فضَـاءً من النّـشيـدِ الهَـادِي
و سَحَـابًا من الرُّؤَى يَتَـهَـادَى ~ في ضميـر الآزَالِ و الآبَــادِ
و ضِيَـاءً يُعَـانقُ العالَـمَ الـرَّحْــ ~ ــبَ و يَسْرِي في كلِّ خَافٍ و بَادِ
و انقضَى الفجْرُ ...فآنحَدَرْتُ من الأفْـ ~ ــقِ تُرابًا إلى صَميمِ الـوَادِي
~~~~~~~~~~~~~

يَـا صَميمَ الحياة كَـمْ أنا غَـريبٌ في الدُّنْـ ~ ـيَا غَـرِيبٌ أشْقَى بغُرْبَـة نفسِي
بيْنَ قَــوْمٍ لا يَفهَمُـونَ أنَـاشِــيــــ ~ ــــدَ فُـؤَادِي و لا مَعَـانيَ بُــؤْسِــي
في وُجُــودٍ مُكَبَّــلٍ بـقُـيُــــودٍ ~ تَـائِـهٍ في ظَـلامِ شَـكٍّ و نَــحْـسِ
فـاحْتَـضِنِّـي و ضُـمَّـنِي لكَ كالمَـا ~ ضِي فهذا الوجودُ عِـلّة يَـأسِـي

mardi 17 novembre 2009

خُـــــــرَافَـــــــــــــه



حين كُنّا .. في الكتاتيب صغارا
حقنُـونا بسَخيف القَوْل .. ليلاً و نهارا
درّسونا :
" رُكبة المرأة عَوْرَة ... "
ضِحكة المرأة عَوْرَة ... "
"صوتها ..
من خلف ثقب الباب .. عَوْرَة "
صوّرُوا الجنس لنا ..
غُولا .. بأنياب كبيره
يخنق الأطفالَ
يقتاتُ العَذَارَى ..
و أنّ أولِي الأمر أدْرَى
خوَّفونا .. من عذاب الله إن نحن عشقنا
هدّدونا .. بالسّكاكين إن نحن سألنا
فنشأنا .. كنباتات الصّحارَى
نلعَقُ الملحَ .. و نستافُ الغُبَارَا
~~~~~~~~~~~~~~~
يومَ كان العِلمُ في أيّامنا

فَلقَة تُمسِكُ رِجلينا و شيخًا .. و حَصيرَا
شوّهوا الإحساسَ فينا و الشعورا
فصَلوا أجسادنا عنّا
عُصًورًا .. و عُصورا
صوّروا الحُبَّ لنا .. بابًا خطيرا
لو فتحناه .. سقطنا مَيِّتينْ
فنشأنا ساذجينْ
نحسَبُ المرأة شاةً أو بَعيرَا
و نرى العالمَ .. جنسًا و سَريرَا
نزار قباني - قصائد متوحّشة-

samedi 14 novembre 2009

بطولات من ورق

أن تكون في قلب الحدث أنت محوره تجتازه و تتجاوزه بصبر و كرامة فتلك هي البطولة الحقيقيّة و كلّ ما عدا ذلك ، كلّه ، كأن تنتهز الحدث و تتسلّقه لتتقمّص دور المحلّل و المتعقّل و توزّع النّوايا و الصّفات يمينا و شمالا ... كلّ ذلك لا يعدو أن يبقى بطولات من ورق

jeudi 29 octobre 2009

مَعْلم في الذاكرة ... حديقة البلفيدير ج2




كان أهمّ دافع وراء مشروع المنتجع هو إعادة تأسيس مدينة جديدة على النمط الأوروبي تطيب فيها إقامة الفرنسيين و ينبهر بها التونسيّون فالبلفيدير كان في البداية وسيلة دعاية للحضارة الغربيّة التي أعطت أهميّة قصوى للحدائق العموميّة منذ عصر النهضة و لو أنّ الحضارة العربيّة الإسلاميّة كانت سبّاقة في الاحتفال بالخضرة و المياه و الحدائق و حدائق الكرخ في العراق و منتزهات الشام و الأندلس تشهد على ذلك . لكنّ الفرنسيين الوافدين وجدوا صعوبة في التأقلم مع مدينة تونس العتيقة و احتاجوا لمدينة جديدة فيها معالم الحضارة الأوروبيّة من مسرح و كازينو و قصر عدالة و معهد و منتزه


فحديقة البلفيدير هي تعبير عن الرفاهية الجديدة التي أراد الاستعمار أن يلوّح بها و يحققها للمعمّرين قصد زيادة عدد المهاجرين الفرنسيين إلى تونس


و لعلّ هناك دوافع أخرى خلف إنشاء منتجع البلفيدير أهمّها الدّافع العسكري لما تمتاز به الهضبة من موقع كاشف و مغطّى بالزياتين تسهل فيه إقامة الجيوش و تسهل حركتها . و قد استفاد الجيش الفرنسي عندما دخل أوّل مرة مدينة تونس سنة 1881 من جبل البلفيدير و أقام فيه ليشرف على كامل المدينة دون عناء . و استُخدِمَ البلفيدير زمن الحرب العالميّة الثانية من قبَل الجيش الألماني و جُهّزَت فيه ستّة أنفاق بها مخابئ و قاعات اجتماعات و قاعات أخرى مزيّنة بالفسيفساء خُصّصَت للرّاحة و الاستحمام و مخازن للأسلحة ... و بعد الاستقلال استغلت شركة الساتباك بعض هذه المخازن لخزن الأفلام لما تتوفّر عليه الدهاليز من درجة حرارة ملائمة . ثمّ أهمِلت تلك المخازن و سُرقت محتوياتها و أتلفَت ... نعود إلى زمن إنشاء المنتزه ، ما إن تأسّست الحديقة حتّى ارتفعت أسعار الأراضي المعدّة للبناء حولها فنشأت في محيطها أحياء راقية ثريّة و قد كانت أراضي فلاحيّة فقيرة لا تجلب أحدا فأصبحت محلّ تنافس كبير ففي سنة 1927 بيعت أراضي البناء حول البلفيدير بسعر 27 فرنكا للمتر المربّع الواحد بعد أن كان لا يتجاوز 7 فرنكات و تحصّلت بلديّة تونس بسبب هذا المشروع على أراضي جديدة سيُقام عليها شارع باريس و شارع فلسطين ثمّ تكوّنت في المناطق القريبة أحياء نوتردام و متيالفيل ... كيف كان المنتجع في بدايته؟




ما سجّلته بعض الوثائق السياحيّة و بعض التصميمات المتوفرة في أرشيف بلديّة العاصمة أنّه كان هضبة تتخلّلها طرق ضيّقة متداخلة و منحدرة و أصبحت بها ممرّات جديدة : الممرّ الخارجي و هو الذي يحيط بكامل الحديقة ، و ممرّ ثان ينطلق من ساحة باستور حتّى قمّة الهضبة في شكل نصف دائري ، و ممرّ ثالث يخترق الحديقة من اليمين إلى اليسار و يمرّ بالكازينو . و كان للحديقة بابان






الكازينو


تأسّس في نفس التاريخ في شكل مختلط بين المحلّي و الاسباني و به مشربيّة و صومعة صغيرة و قد جُهّز بمقهى و مطعم فيهما تقام الحفلات في الهواء الطلق و على شرفاته ركزت شمسيّات و كراسي و الشرفة تطلّ على غابة و حدائق و كانت منظرا رائعا قبل أن تُبنَى العمارات و تحجبه و قد تواصلت الحفلات به حتى نهاية الستينات - أنظر الصورة -






الميضة


أسِّسَت على يسار البركة المائيّة و تتكوّن من بقايا ميضة جامع كان في سوق الترك بالمدينة العتيقة و تحتوي على أعمدة من رخام و هي معلم مهمّ






قبّة الهواء


و هي قطعة جُلبت من قصر الوردة بمنّوبة ، وقع قلعها و توضيبها و هي مرصّعة بأعمدة و مزركشة بنقائش و أقواس من رخام و من جبس و من خشب و كلّها مغلفة بالجليز التونسي


بانوراما المائدة و هي أعلى هضبة دائريّة الشكل يحيط بها صفّان من الأشجار و بها مقاعد خشبيّة و حجريّة في شكل دائريّ تحت الظلال و هي موقع رائع للإطلال على كامل العاصمة






و اليوم و مع تفاعل الواقع التاريخي و التحوّلات التي شهدها مجتمعنا و لا يزال هل صار البلفيدير نقطة سوداء في وجه العاصمة ؟ و فضاء للفضلات و المياه الرّاكدة و سببا في تسرّب الروائح الكريهة و مكانا مناسبا لروّاد الانحراف و الإجرام ؟


فرصة كي نهيب ببلديّة تونس و كلّ من يهمّهم الأمر أن ينقذو هذا المعلم السياحي و الحضاري الرّائع لأنّه قبل منتزه النحلي و قرطاج لاند و حديقة فريقيا يبقى البلفيدير قسما مهمّا من ذاكرتنا الوطنيّة


mercredi 28 octobre 2009

مَعْلم في الذاكرة ... حديقة البلفيدير





هي أهمّ حديقة في البلاد و أكبرها و أقدمها و أجمل معلم حضريّ أنشئ حول العاصمة منذ نهايات القرن التاسع عشر . أصبح ملجأ الشعراء و الفنانين و العاشقين و الرسّامين و هو مهبط حافلات الزائرين و هو منتزه الأطفال و منتجع الكبار ... كم من قصيدة نظمها الشابي في ظلال البلفيدير و كم من رحلة قام بها جماعة تحت السور إلى الحديقة و قد تسلّقوا ترمفاي باب الخضراء دون خلاص تذاكرهم و كم ضمّت ثناياه من نكت و ضحك و سهرات و كم هي الحفلات المسيحيّة و الإسلاميّة و اليهوديّة التي شهدها قصر القبّة حبيبة مسيكة ، رؤول جورنو ، علي الرياحي ... منتجع البلفيدير هو اليوم خزينة ذاكرة المدينة دون شكّ



كانت البلاد التونسيّة عشيّة إعلان الحماية تعدّ مليون و مائة ألف نسمة و تعدّ العاصمة قرابة المائة ألف نسمة و قد تدفّق عليها المهاجرون من جلّ بلدان المتوسّط و من داخل البلاد و توجّب تأسيس مدينة عصريّة فكانت منطقة باب البحر هي المتنفّس الترفيهي للمدينة و منذ 1860 فكّرت السّلط في هدم أسوار المدينة و الإبقاء على الأبواب فحسب حتّى تتوسّع المدينة في اتجاه البحر

تقع تونس العاصمة سجينة بين سباخ روّاد و السيجومي و بين هضاب سيدي بلحسن و الجلاز و الجبل الأحمر و هضبة البلفيدير و كانت محاطة بحزام أخضر من غراسات الزيتون الممتدّة من باردو إلى الجلاز و تصل حتى سكرة و أريانة كلّها أراضي حبس وضعت في خدمة الجوامع و المساجد و المؤسّسات الخيريّة

لمّا جاء الفرنسيّون حاولوا إعادة تخطيط المدينة و تحويلها من مدينة عتيقة مركزها القصبة إلى مدينة عصريّة ممتدّة مركزها باب البحر فتأسّس شارع قرطاج و شارع باريس و شارع جول فيري و في اتجاه أريانة تأسّست حديقة التجارب النباتيّة التي تمتدّ حتى ضاحية سكّرة منذ 1892 عندما وقع انتزاع ثلاثين هكتارا من الأراضي الحبس و عيّن على رأسها مختصّ في البستنة جاء خصيصا من باريس و كان الغرض الأساسي هو حماية غراسات العنب من الأمراض المتفشية و تجريب الغراسات المجلوبة من الخارج قبل السماح للمعمّرين بتداولها . و توسّعت حديقة التجارب لتشمل مزارع حيوانات و تربية النحل و من هذه الحديقة انتشرت غراسات الشجرة الشهيرة الكاليبتوس في كامل أنحاء البلاد فالحديقة تعَدّ مخزنا للذاكرة الغراسيّة في العاصمة و نجد بها إلى اليوم إثني عشر فصيلا من النخل مجلوبة من آسيا و أستراليا


حينما صدر أوّل مثال هندسي لمدينة تونس سنة 1899 كان منتزه البلفيدير قد اكتمل في ملامحه العامّة و كان يمسح 112 هكتارا و في قمّة هضبته التي تطلّ على كامل العاصمة بُنيَ برج المراقبة و إليه نُسبَ إسم الحديقة البلفيدير : المرقب الجميل . و مع البلفيدير كانت قد انتهت أشغال حديقة التجارب و أشغال تهيئة معهد باستور و أنشئ المسرح البلدي و بُنيَ قصر العدالة و مقرّ بلديّة تونس و تأسّست السوق المركزيّة و امتدّت خطوط الترامواي الرابطة بين العاصمة و ضواحيها الجنوبيّة و الشماليّة




يتبع .....




lundi 28 septembre 2009

إيــحــاءات




ماذا توحي هذه العناصر : البحر ، الليل ، القمر ، الموسيقى ، المطر ؟


البحر : حبيب صدره الأفق ، عناقه مغامرة و الاستسلام له قاتل ، إنّك حين تستسلم للبحر يضمّك بشدّة و يأخذك إلى أعماقه . هو الحبيب الكبير الذي لا يسمح لك بهجره فتتنازل له عن حياتك كلّها و تترك للأصداف المُلصَقة على آذان الأطفال أن تروي حكايتك مع انتحاب ريح الشاطئ

اللّيل : ستارة تسدلها السّماء لأجل العُشّاق و الثوّار

القمر : أكذوبة نصرّ على تصديقها و لا نزال ننظم الشعر و نستعذب الحبّ في ضوء إلهامه

الموسيقى

الموسيقى العصريّة : توحي لي بسوق الحدّادين و بأنّ شيئا قد تحطّم

الموسيقى الكلاسيكيّة : ثمّة من عَرّى أعصابه البشريّة و اتّخذ منها أوتارا و من جسده كمانا يعزف عليه لحن الإنسانيّة الحزين

الموسيقى العذبة : هي بطاقة سفر إلى مغاور الحبّ و الفرح المَنسيّ و الحزن المُعتّق كالخمر ... و الذكريات

المطر : أوّله نغم و آخره كارثة ، هو كسائر عناصر الطبيعة لا حظَّ للفقراء معه





lundi 21 septembre 2009

الدُّمَـى المُــتحَـرِّكـة




مسرح الدُّمَى ، عالم بأسره ، جَمعٌ في صيغة المفرد ، فيه المُحرِّك و فيه المُتحرّك بإرادة غيره . عندما كنّا صغارا كانت تستهوينا الدّمية الخشبيّة نركّز على لباسها و حركاتها المُضحكة و نصدّق أنّها تتكلّم / أظنّنا كنّا نصدّق / و رغم وضوح الخيوط التي تحرّكها لم نكن نهتمّ إلى أين تنتهي ، كلّ ما كان يشدّنا هو تلك الدّمى في رقصها و غنائها و حوارها مع بعضها ، في حركاتها و هيئاتها و أزيائها الملوّنة و كم كنّا نأسف حين ينتهي العرض فتهوي بلا حراك ثمّ توضَع في صندوق خشبيّ و يُغلَق عليها كأنّها ميتة فنكرهُ مُحَرِّكها ذلك المستبدّ يُحييها ساعة يشاء و يُميتُها إذا نفذتْ حاجته إليها ، نحملق فيها عن قرب فإذا بالعيون جامدة لا حياة فيها نتعاطف معها كلّها على حدّ سواء مَن كان منها في دور الطيّب أو في دور الشرّير ، كلّها الآن هامدة في الصندوق . وحده المُحَرِّك يتحرّك يبتسم و يعدُنا بعرض آخر فيزيد مقتنا له .




نفس الإحساس داهمني حين لمحت أحد الأقارب في صندوق مماثل مع فارق الحجم طبعا و مُربّع بلّوريّ يُظهر وجهه الهادئ المُبتسم . سقطتْ الدّمية في شرخ الشّباب . مُحرّكها قرّر انتهاء دورها




اليوم كثرت الدّمَى و تعدّد المُحرِّكون و للمحرّكين محرّكون آخرون و السّلسلة طويلة متشابكة ، لعبة أزليّة تستهوي الإنسان بالخلق و المشيئة . وحدها روح التآمر و الرّغبة في الإقصاء ما يدفع الجميع . منذ البداية ، منذ العنف على الطبيعة و فصائل الكائنات الأخرى مرورا بتاريخ الحروب و الإبادة وصولا إلى حملات التكفير


يبقى السؤال قائما : ما المُحَرِّك ؟

mardi 15 septembre 2009

يـاااااا لْـطيفْ

العيد قرب نشا الله مبروك سعيد عليَّ و عليكم " الكلّ ". هذا ثاني عيد و أنا ندوّن في التن بلوغ . ما نيش باش نكتب نصّ ناقف فيه على الأطلال و نصوّر أعياد زمان ، كلّ عصر عنده ميزاته و كوني نرى أنّه العيد فقد رونقه هذاك يقعد رايْ يخصّني ما نطلب حتّى حدّ باش يشاركني فيه بالسّيف . لكن ما يمنعش أنّه كلّ ما يجي العيد يرجّعني لأجواء و ذكريات حلوّة موش من عمري أنا بركة و إنّما من عمر البلاد الكلّ و مانيش باش نحكي عليها على خاطر هذا سبق في تدوينات سابقة
قعدت حاجة وحدة جاء الوقت باش نتحدّث فيها
كنت نرى الرّجال الكبار نهار العيد يلبسو أحسن ما عندهم جبايب و برانس و بداعي و مناقل فضّة تدرجح و شواشي جدد و يخرجو يعيّدو على بعضهم و يسعاو بالصّلح بين المتعاركين و كان الوالد الله يرحمه يهزّني معاه وين يمشي ، كنت نراه يكبّ على الشيخ الحبيب بلخوجة و يبوسه من راسه و يصلّي معاه صلاة العيد و نرى برشة مشايخ أخرين ما نتفكّرش أساميهم و من بعد يخرجو للبياسة متاع باب سويقة ، الوجوه منوّرة و اللباس جديد حتّى الّي ما في حالوش باش يشري الجديد تلقاه لابس نظيف و ما تشمّ منه كان ريحة الكونوليا و الوجوه محجّمة رُطْبَة و الجوّ و لا أروع
توّا بعد قدّاش من سنة ولّيت نقول زعمة هاك النّاس الّي صلاّو و صامو و ختمو القرآن قدّاش من مرّة في حياتهم و تسامحو و تصدّقو ... زعمة كان إسلامهم ناقص ؟ زعمة عاشو و ماتو كفّار على خاطر ما كانتش في رقبتهم بَيْعَة لمُرشد و إلاّ لأمير جماعة ؟ و على خاطر ما كانوش مهيّجين لحيهم و لابسين الجلابب و ما كانش عندهم تلافز باش يجي داعية يفقّههم في دينهم ؟

vendredi 11 septembre 2009

المِـعْلاقْ و المْرايَة و رَجْع الصَّدَى

المعلاق أو الشَطّارْ كيما يحلو للبعض باش يسمّيه و هو نفسه الشمَّاعة بالفصحى قطعة مهمّة في الموبيليا فمّة ناس تعطيه قيمة و تختاره مواتي نوع الأثاث . قد ما يكون المعلاق معبّي و داخل بعضه قد ما يزيد في الحُوسَة و ينقّص من جماليّة الغرفة و ترتيبها . فمّة شكون تلقى معلاقه ماعادش يترَى من كثر الحوايج الّي فوقه مايِلْ قريب يطيح ، يعلّق فيستة و إلاّ سوريَّة و ينساها و يعلّق فوقها حوايج أخرى و نهار الّي يجي حاجته بيها يلقى بين كتافها خذا قالب الكنفورة .
و في السّلوكيّات هكّاكة فمّة شكون يعلّق كلّ شيء : أغلاطه ، فشله ، سوء نيّته ، كرهه للعباد، حقده ، غيرته ، رفضه للجمال و للفنّ و للتعبير و ما أكثر المْعَالقْ وقتها معلاق الدّين و معلاق الأخلاق و معلاق الوطنيّة ... و المعالق تتشفَّعْ و تفَغّمْ قريب تطيح و هو لو كان كلّ واحد لبس فكرته و تحزّم بموقفه و تحمّل فيهم مسؤوليته كاملة راهي المعالق خفّ عليها الحمِلْ
المْرَايَة
المراية رمز الذّخامة و الفيانة ، فمّة ناس تعطيها نفس القيمة الّي تعطيها للوحة تشكيليّة و فمّة ناس ما تتنازلش على وجودها في الدّار خاصّة كيف تبدى "كنصول " نقولو أحنا عِلجيَّة مطعّمة بالذّهب البُندقي و طاولتها رخام تلقاها في مدخل الصّالة و إلاّ في الممرّ و في التّعدية قبل ما تخرج للشارع تعمل طلّة على هيّتك
لكن فمّة من النّاس الّي علاقته بالمراية علاقة مرضيّة يحبّ يشوف روحه ديما كيف يتكلّم و كيف يفطر و يقف قدّامها وقفات طوال و هو يبحلق في وجهه و شعره و ياخذ هيئات مختلفة و يمثّل إنّه قاعد يتحدّث و يناقش و يميل على اليمين و اليسار و ساعات يجيب مراية أخرى صغيرة و يقبّلها للمراية الكبيرة باش يشوف روحه من تالي
و في الدنيا هكّاكة زادة فمّا شكون الأنا عنده متضخّم ، عند باله هو و من بعده الطّوفان و إنّه لا قبله لا بعده جهبذ زمانه و أذكى واحد في النّظام الشمسي ، كلّ كلمة يقولها يلزم يلهج بيها العالم أجمع و كيف يعمل حاجة في باله جاب الصّيد من وذنه
الشّخص المريض بالمعلاق و بالمراية عنده موهبة ما يملكهاش غيره ، حاسّة السّمع عنده متطوّرة ، بخلاف الأصوات الّي نعرفوها النّاس الكلّ هو يزيد علينا بأنّه يسمع رَجْع الصَّدَى . يقول القايل كيفاش ؟ مركّب "أمبلفيكاتور " في وذنيه ؟ لا لا ، رجع الصّدى يوصله من هاك الحارة عقوبة الله الّي دايرين بيه و الّي هو يستحقّهم باش يستعرض عليهم و هوما ديما عاطينه الحقّ
تقولو لي باهي شنيّة العلاقة بين المعلاق و المراية و رجع الصّدى ، نقول لكم التن بلوغ

vendredi 4 septembre 2009

نـــغــم في البــال 2 : خميّـس التّـرنـانْ




خميّس التّـرنانْ

أحد أهمّ المؤسّسين و الفنّانين التونسيّين بنزرت 1894 - تونس 1964 من وَلدٍ صغير يعزف على " الفحَلْ " خلسة من العائلة إلى فنّان يسافر إلى برلين رفقة عبد العزيز العقربي لتسجيل عدّة اسطوانات صمدت في وجه الزمن إلى اليوم و بقيت علامة مضيئة في الفنّ التونسي . مثّل تونس في المؤتمر الأوّل للموسيقى العربيّة المنعقد بالقاهرة في 1932





و ساهم في تأسيس جمعيّة الرشيديّة 1934 و عمل ضمن لجنة جمع التراث و تدوينه ، درّس المالوف و لقّنه لجلّ المطربين و دوّنه بالإذاعة التونسيّة





من أهمّ أغانيه بصوته : الذهب يزداد حسنا - يا زهرة - أنوح فتسخر أدمعي - يا ترى آش قسّاك عليّ - يا من قلبي قد كوى ... مع العديد من الموشّحات الأندلسيّة





و من ألحانه التي تغنّت بها مطربات تونس مثل صليحة ، عايشة ، نعمة ، عليّة ... : مُحال كلمة آه تبري العلّة - يا خمُّوري هزّ الغطا عالخَدّ - يا لّي بُعدك ضيّع فكري - شَرع الحُبّ - محلاها كلمة في فمّي - غزالي نفَر بعد الغضب ما وَلّى - لو كان تعرف - آش يفيد المَلامْ في قلب المُضَامْ - حُزتِ البَهاء و القدّ - ربّي عطاني كلّ شيء بكماله - أمّ الحسَنْ غنّاتْ - يا خاينة بشكون بدّلتيني - إذا تغيبي عليّ يا ولفتي ... و غيرها




و أنا اخترت لكم : أمّ الحسن غنّاتْ - كلمات شيخ الأدباء محمّد العربي الكبادي



فوق الشجرة

أمّ الحسَنْ غنّاتْ فوق الشجرة

سامع صداها من العلايِلْ يَبْرَى


------



طار نعاسي

أوهامْ الهوَى و توابْعُه في راسي

في الحين قمتْ نفركس على كاسي

ناديتْ على الخُدّامْ حُطُّو السُّفرَة



------



هاتُو رِيدِي

قَدِّ القضيبْ و عيُونْ ريمْ البِيدِ

إذا جاتْ و لفَاتْ هاكَ عيدي

و نشوف ضَوّ أسْنانها الّي فَجْرَة



-------



كيف تضحَكلي

عيد الهنا من ضحكها يرجعلي

في حُبّها ضيّعتْ أصلي و فصلي

و بقيتْ هايمْ نتبَعْ في الجُرَّة



-------



يا سَعْفايَا

فيكُمشي عَاتي يبَلّغ لمَشْكايَ

و يحكيلها بمواجْعي و بدَايَ

فمَّاشي ما تعطفْ عليَّ مَرَّة



أمّ الحسَنْ غنّاتْ

mardi 1 septembre 2009

نـــغم في البال 1




توّا مدّة كتبت تدوينة في شكل حوار وظّفت فيه عناوين أغاني تونسيّة قديمة ، و من وقتها تحرّكت شويّة الأسباب في البلوغسفار و كتب بعض الأصدقاء نصوص كاملة لأغاني تونسيّة و هذا شيء فرّحني برشة . و من ثمّة جاتني فكرة إنّي نعمل ما يشبه " السّيكلْ " للمبدعين الحقيقيّين إلّي قدّمو الإضافة للفنّ و الثقافة التونسيّة و الّي إلى يوم الناس هذا المطربين قاعدين يتمعّشوا على إبداعاتهم . في الحقيقة الاختيار ماكانش ساهل على خاطر السّاحة الفنيّة التونسيّة كانت زاخرة بالطاقات الجبّارة في ميدان الكلمة و التلحين و الأداء و لكنّي لقيت ميل خاصّ لمبدع كان وجوده خطير و فاعل جمع بين قوّة اللحن و رقّته ، مبدع لأنّه كان ديما في بحث موسيقي متواصل و كلّ عمل عنده نكهة خاصّة ما تشبّهش للّي سبقه . إنّه موسيقار الأجيال محمّد التريكي . الرّاجل هذا حيّرني و دردعني برشة ، حسّاس ، ألمعي فيه فيانَة ماعادش موجودة . عندي أكثر من شهر و أنا نسمع في أغانيه الكلّ و رجعت لسيرته الذاتيّة و إضافاته في الموسيقى التونسيّة و كيفاش كان يمزج بين المقامات و إلى أيّ حدّ كان يختار الأشعار الرّقيقة و قدّاش كان بارع في رصد ألحانه حسب حنجرة المطرب و طاقاته الصوتيّة باش ما نقولش أنّه ألحانه هي الّي عملت " البروفيل " الفنّي لكلّ مطرب


أعماله كثيرة و غزيرة من صليحة لسنية مبارك . و أنا اليوم اخترت أغنية : تتفتّح لشكون يا زهر اللّيمون ، كلمات الشاعر محمّد بوذينة
تتفتّح لشكون يا زهر اللّيمون
لشكون تتفتّح
للّي روحي معاه غايب غايب عالعيونْ
--------
عبيرك فوّاحْ
يا زهر الأفراحْ
تضحك للارياحْ
و تناجي الغصونْ
أنا عقلي راحْ خوفي عليك تهونْ
--------
خوفي عليك تطيحْ
وينْ يهبّ الرّيحْ
فكري معاكْ يريحْ
و الغالي ما يهونْ
أنا قلبي جريحْ متكدّر و مَمحونْ
---------
أنتِ غصنكْ مَالْ
و أنا غصني ذْبَالْ
يا زهر الآمالْ
للقلب الحنونْ
يا روح الخيال
يا وحيْ الفنونْ
---------
تتفتّح لشكون يا زهر اللّيمونْ
لشكونْ تتفتّحْ
للّي روحي معاهْ غايبْ
غايبْ عالعيُونْ


lundi 24 août 2009

مازال كان مَاسِينيسَا ما قامش من قبره و جا يصوّت في تن بلوغ

فمّا شكون سخنت عليه القايلة و إلاّ خذا كونجي في رمضان و قلق دوّرها تصويت بكلّ الأسماء بوه على خوه ههههههههه تي حتّى أندلسيّة موجودة يجيش لبالكم ؟، هكّاكة نصوّت لروحي و لا مزيّة لحدّ ههههه

خسارة ، مرّة أخرى يثبت البعض أنّ التكنولوجيا عندنا ما تفوتش أنّها تكون لعبة و يا ريتها لعبة تسلّي و ترجع بفايدة ، توّا السيّد كيف دخّلها بعضها و مَشْكَى الأصوات الكلّ في بالو باش تقوم لقيامة ، نسى إلّي التونسي كي تتقرقع بحذاه ما تتحرّكلوش شعرة و الّي مسألة التصويت هي آخر حاجة يفكّر فيها المدوّن الجادّ الّي يحترم تفكيره و تفكير غيره
ربّي يفرّج

dimanche 23 août 2009

إسقاط

من أوّل يوم في رمضان بدأت الأعمال غير البريئة . في فترة الظهيرة سعدت بمسلسل تاريخي يثري هزال البرمجة الوطنيّة ، عمل سوريّ بعنوان " المرابطون و الأندلس .. معركة الزلاّقة " لطالما فرحنا بالمسلسلات التاريخيّة و نحن صغار كنّا نلتهمها بنهم و نتقبّلها دون اعتراض و ما كنّا ننشغل كثيرا بتعارضها مع الكتب بل لعلّنا كنّا نؤثرها على الكتب إذ يبقى للصورة النّاطقة سحرها . بمجرّد ضغطي على زرّ التحكّم طرقت سمعي هذه الجملة " إنّنا نأسف على حال أهل المغرب و ما آلوا إليه ، فقد انصرفوا عن دينهم إلى دنياهم و نسوا ربّهم و رسولهم و كتابهم فساءت حالهم ... " و كأنّ الفاطميّين في مصر أو العبّاسيّين في بغداد في تلك الفترة من تاريخ العرب كانوا أفضل حالا من أهل المغرب ، أو لكأنّ المشارقة اليوم أفضل و أكثر تمسّكا بالدّين و حرصا عليه
المهمّ ، تابعت المشاهدة حتّى النّهاية ،و بينما أنا أتصفّح جينريك المسلسل اكتشفت أنّه من إنتاج تلفزيون دولة قطر . فزال العجب

jeudi 20 août 2009

حكاية من غااااادي

قال لها : يا شاغلة بالي ليّعتني بشِدّ الهوى يا دوجة ، يا راحلة وقتاش ليَّ توَلّي ؟
قالت له : توحّشتْ ريحة البلاد لو كان موش الصّبر يطفي ناري راهو عمري راح في الغربة فناني
قال لها : ما نخبّيش عليك محوني كي بغيتْ تطير يا حمامة آش يفيد الملام في قلب المُضامْ
قالت له : مكتوب ، ظلموني حَبَايْبي لكن مُحال كلمة آه تبري العلّة
قال لها :يالّي عيونك في السّما نظرة من عينك تسحرني احترتْ شنهديلك يا حلوّة
قالت له : ما نحبّش فضّة و ذهب ، يزّي ما لاموني الّي غاروا منّي و قالو لي هاالزّين هذا لواش
قال لها : لا نمثّلك بالشمس لا بالقمرة إذا تغيب عليَّ يا ولفتي فراق الحيا يذبل الرّوح لكن ما تخافش بعد النّكد و الغصَّة يدور الفلك و نروّحو للمرسى
هذه حكاية زوز حمامات ياريت ما راها لا راته ، هو ينادي يا دار الحبايب قلّي رحلو فين و هي تقول اللّيل آه يا ليل جيت نشكيلك . و العالم يضحك على محبّتهم ، عالم مكبوت يخاف من الضوء و الحبّ و الجمال و الكلمة الحنينة

samedi 15 août 2009

تعدّد الزوجات ..منامة عتارس

ما يهمّنيش شكون يطالب بيه الرّجال و إلاّ البنات العوانس ، المسؤولين و إلاّ العامّة ، ما يهمّنيش إذا كانت هدرة صحيحة و إلاّ زوبعة في فنجان لتدريع الخواطر
كلّ الّي مضحّكني إنّه العالم يعدّي في أزمة اقتصاديّة بشقّ الأنفس و الدّول قاعدة تلوّج كيفاش تطوّر اقتصاديّاتها و تصلّح نظمها الاجتماعيّة و تقرّي ولادها و باقي الاختراعات و الاكتشافات و بحث متواصل على بدائل للطّاقة الّي قريب توفى و مشغولين بالتغييرات المناخيّة الّي ما تطمّنش الّي قاعد كوكب الأرض يتعدّى بيها ... و أحنا هذاك كلّ الّي شاغلنا ههههه تعدّد الزوجات ، و متصوّرينه باش يخرّجنا من الظلمات إلى النّور
يرحمك يا بابا في كلمة : من معزة بَصّ حتّى يهزّ عتروس

lundi 3 août 2009

حبّ الأخطبوط ... و ليته دام

أذكر فيما يشبه الحلم أوّل صدمة بين الواقع و النظريّة ، ارتطام الطفلة الساذجة بجدار صلب و ليتني اكتفيت بمرّة واحدة ، في كلّ مرّة وجه مشرق للنظريّة يغريني بالمرور مباشرة إلى التنفيذ و أنفّذ فينقلب العالم على رأسي فأزداد حيرة أين الخطأ ؟ في النظريّة أم في الواقع ؟ و على أيّامنا كانت قرارات المنع دون تفسير . لا و كفى ، ليس ضروريّا أن تفهم بل لعلّ طلب الفهم يعتبر آنذاك " فصاصة و صُحّة عين " فتصمت و لكن دون اقتناع و بداخلك حنق و ثورة و ضيق لو تسرّب خارج ذاتك لأحرق الأخضر و اليابس و لكن حبّك للأهل يثنيك ، نقطة ضعفك و مكابحك التي تحول دون انفجارك . و منذ ذلك الزمن أدركت أنّ الحبّ جبّار أكثر من الخوف . كم كانت طويلة تلك الليالي التي قضيتها ألوم نفسي و أعنّفها ليس على أخطائي فقط / و إن كنت على حقّ ... أو هذا ما كان يبدو لي / بل على أخطاء أشقائي أيضا ، كان هناك شيء يتبعثر في داخلي حين أرى أبي يغضب أو يتعكّر مزاجه ، و قد أترك سريري في الظلام و أتسلل إلى غرفته لأسترق منه قبلة و هو نائم . آه لو يعلم أنّها كانت قبلة المعتذر عن خطإ لم يرتكبه أو على خطايا غيره ... أستيقظ في الغد فإذا بكوب عصير البرتقال الطازج و حبّة الموز قرب سريري فأعلم أّنّ قبلة الأمس لم تذهب سدى فأستكين لهذا الصلح الرقيق و ترتاح نفسي أيّاما ثمّ لا تلبث أن تحنّ لتجربة جديدة . كان يربكني الصراع . حوار طفلة في الحادية عشر مع المحيط و التقاليد و الجائز و الممنوع مع الأصدقاء و المطامح و كلّ جديد .
حدّثنا المعلم مرّة عن قيمة الصّداقة و أثرها في تكوين الشخصيّة ، حديثه كان كافيا لأمرّ مباشرة إلى التنفيذ . مع جرس المغادرة كانت الفكرة قد استوت في ذهني ، كلّ الأطفال انطلقوا إلى بيوتهم إلاّ أنا فقد قرّرت زيارة صديقتي جازية الغائبة عن القسم منذ يومين ، ما كان يفصل بين بيتينا سوى زقاق واحد و أبوانا صديقان و ليس لها إخوة ذكور و لكنّ كلّ هذا لم يقلّل من حجم الكارثة : التصرّف دون إذن و التأخّر عن موعد العودة بساعة و نصف . كان شقيقي بانتظاري عند الباب " بابا متحلّف فيك " هكذا كنّا ، نضطلع بدور المرصد إذا لاح خطر في الأفق لنهتدي إلى الحلّ ، بالنسبة لي كان الحلّ سهلا : نصف إيماءة لشقيقي الأكبر كي يتقمّص دور الأب و يتظاهر بلومي و تقريعي فيتدخّل صاحب القلب الكبير " شمدخّلك فيها ؟ كي نموت أنا أعمل الذي تحبّ " فأرتمي و أحتمي و أختفي في الحضن الدافئ و أعتذر فيُقبل اعتذاري على الفور . يا لهذا الجبل من الحنان ما ألطف شعابه و ما أغزر معينه .و كذلك كان الأمر بالنسبة لأشقائي مع أوّل سيجارة دخنوها ، مع أوّل سهرة تأخّروا فيها ... كان ذلك العفو المتدفّق في وعي بمشروعيّة التجربة ما يأسرنا جميعا و يمنعنا من الهفوة ، حبّ ذلك القلب الكبير ، ذلك العملاق المتجهّم قليل الكلام كان يأسرنا بحسناته و يفاجئنا ، تخفي عنه أنّك تدخّن فيُهديك علبة سجائر ، تطلب منه مبلغا فيعطيك الضّعف ... فترتبك و تعود باللوم على نفسك حتّى و إن لم تفعل شيئا . حبّ أخطبوطيّ كثير المواهب تصل أصابعه للجميع دون تمييز فتحضن و تروي حتّى إن سرّحتك فأنت لا تبتعد كثيرا ، لك شاطئ هنا يمكنك العودة إليه ساعة تشاء لتنعم بظلّه . أين أنا منه اليوم ، ردمته الصّخور القاسية و صار ماؤه أجاجا و هجر الأخطبوط إلى العمق السّرمد . فليسبح بسلام
.

dimanche 12 juillet 2009

سأموتُ فيك و أبْقيكَ على قـَـيْدِ الحُبّ




لم يتراكم الغبار على وجهك في ذاكرتي
و لم تكسُ الطحالبُ و الأعشابُ صورتك
و لم يَصدَأ بريقُ عينيك
و لم تصبح أيّامنا راية مُنكّسَة نصف محروقة
بعد معركة خاسرة
و لم أضيّعك في زحامي المجنون
ما زلتُ أقبض بيدي على ذكراك
أتشبّث بها في زلزالي
بَوصَلتي التي تدلّني على اتّجاه مدائن العشق
مازلتَ تسكن تحت جلدي


حبيبي
غيابك يغتالني
و حضورك يغتالني لأنّه عتبة لغياب جديد
حينما نلتقي في الشوارع
حين تجمعنا طاولة مقهى كالغرباء
تخترقني صورتك
كرصاصة مُحكمَة التصويب إلى نحري
حيث يحلو لك أن تقبّلني
و حينما أسمع صوتك يخفق قلبي
كجسد عصفور طار فوق الثلج ألف عام
فوق محيطات العذاب
ثمّ لمح جزيرة
و أتوق إليك
توْقَ الموقد إلى النيران و شموع العيد
أتوق إليك و أتساءل
ترى هل الأخطبوط امرأة أحبّت كثيرا
فمنحتها الآلهة أذرعًا عديدة
و قدرة لامتناهية على الاحتضان ؟
يُدهشني حين ألقاك
أنّي لا أملك سوى ذراعين
و أنّه لم ينبت ليَ المزيد


من الأعماق
من أعماق بئر الصمت المسكونة بهذيان الشوق
من أعماق ذلك الجرح الذي لا قرار له
من أعماق بحيرات الذاكرة
ينبض الشوق إليك
من أعماق نهر الجنون
و طبول الذكريات تدقّ في قاعه
و ورود النار و الندم تنفتح على ضفتيه
من أعماق جحيم حبّي
و حبّي جحيمٌ توَّجَك إلهًا للألم
أناديك
تعالَ امتلكني كالموت
فليس لامتلاكه شريك و لا وريث
تسَلّل إلى زحامي دون أن يلحظك أحد كالموت
خفيف الخطى سيّد السّاحة كالموت
خذني إليك فجأة كالموت
ضمّني إليك كالكفن
كن موتي الأخير
و ابْـقَ على قيْد الحُبّ

vendredi 10 juillet 2009

لمــــــــاذا ؟


لماذا يذكّرني صوتك بتلك اللحظة المسحورة اللامنسيّة لحظة ألصقتُ صَدَفَة على أذني و سمعتُ للمرّة الأولى صوت الأسرار و حكايا الريح و الأمواج ؟
لماذا يذكرني حبُّك بشهقاتي يوم شاهدتُ البحرَ طفلة لأوّل مرّة ؟
لماذا يذكّرني حبّك بأوّل تفاحة قطفتها خلسة و التهمتها سرّا دون أن أغسلها ؟
لماذا تذكّرني حكايتنا بأوّل أرجوحة ارتعش جسد طفولتي لهبوبها و فرح بتحليقها و وقوعها ؟
لماذا يذكّرني ليلنا بأول شجرة تسلقتها و أوّل سقطة موجعة عن غصنها ؟
لماذا تذكّرني شفتاك بطعم قلم الزينة في المدرسة يوم لحسته و كتبتُ سرّا على ورقي كلمة " حُرّة " ؟
لماذا يذكرني دفء حضورك بمعطفي و الياسمين في ظفائري ؟
لماذا يذكرني خصب أصابعك بالأزقة المتشعبة في المدينة العتيقة ؟
و لماذا حين فتحتُ أوّل حساب إلكتروني لي كتبتُ في المعلومة الفارقة " عاشقة " ؟
و لماذا قرعَتْ القبيلة طبول الغضب حين ضبطتني كجدّتي ولاّدة الأندلسيّة " متلبّسة بالحبّ " ؟

mardi 30 juin 2009

لا للقـوْلبَـة ... نعم لتحريـر الأنـا



الصيف جا و جات معاه السخانة و البخل و ثقل الحركة الجسديّة و الذهنيّة ، يكفي نعرف إنّي في عطلة و مازلت كي خرجت من فرن التدريس باش نعطي هدنة لعقلي . غريب الإنسان ، كيف كنت مشغشبة بالخدمة و موش خالطة على التزاماتي و ناقصة نوم و ألف حاجة في جرّتي وقتها كانت الكتيبة تحلالي و توّا كي تفاضيت طحت في حالة غير مسبوقة من الارتخاء الذهني و هذا مقلقني برشة .
قلت خلّيني نكثّف نشاطي الجسدي فمّاشي ما عقلي يتخلّص مالضغط الّي عليه و يتحرّك ، درت عالدّار بدّل الموبيليا هذه منّا لغادي ، إطلع نظّف المكيّفات قبل استعمالهم ، إدهن البيبان و الشبابك ، إفقد السبابل ، قلّم الشجر ، إجبد غطا الشتا أغسله ... المعينة المنزليّة متاعي باهتة في عجب ربّي منين جبت ها النشاط الكلّ . و نضرب ضربة و نجي في قاع الحانوت الحاسوب محلول و أنا ساعة ساعة نعمل طلّة هاني سمعت غناية ، هاني علّقت على ستاتو ، هاني تحدّثت مع حدّ ، هاني قريت تدوينة عالطّاير . خرجت ندور ، مشيت للبحر ، تفرهدت و لكن إلّي بيه الفايدة ما حصلش : الكتيبة باقي مستعصية .
في قايلة مالقوايل و أنا ندحوس في هاك الفايسبوك الّي شردنا فيه النّاس الكلّ نطيح بشبعة لـُعَبْ ، أيْ نعم لـُعَب . قول هو اللّعْب في الأنترنات موش جديد لكن أنا لعبتهم الكلّ ، هذا السكرابل و الخرايط و البازل و العواصم ... الكووووول كمّلتهم و قعدت كالقمّارجي الفالس . هو كي تجي تشوف اللّعب الّي لعبتهم قبل كلّهم كيما نقولو أحنا لعب فكريّة باش الواحد ما يخلّيش روحه للكلام ماكم تعرفو مجتمعنا كلّ شيء يقيسه بالعمر ، كان راو عبد كبير يقرا في كتاب يقولو " بعد ما شاب هزّوه للكتّاب " " العود إذا شراف ما عاد يجي مخطاف " و كان راو واحد يلعب يعلّقو بنبرة تمقعير " أوّلنا صغار و عقابنا صغار " لواش نمشي لبعيد ؟ تي أنا الوالدة كي نشريلها مثلجات و إلاّ أيّ شيء مالمنتوجات الغذائيّة المتداولة و إلاّ نحبّ نهزّها للبحر تقلّي " ووه توّة أنا صغيّرة ؟ إلّي ذاق ما يتسمّاش مشتاق ياخي ناخذو وقتنا و وقت غيرنا ؟ " و هات من هاك الكلام الّي يطيّح الماء في الرّكايب . ما فهمتش علاش هالتقسيم على أساس العمر و هالإقصاء و الاستقالة الّي يحكم بيها مجتمعنا على فئة معيّنة من النّاس .
المهمّ ، اللّعَب الجدد الّي لقيتهم ما عندهم حتّى علاقة بالثقافة العامّة و لا بالزاد الفكري ، حاجة أقرب للعناد و الصبر و المهارة و طول النفس و تستوجب جرأة و خيال ، و الأهمّ من هذا الكلّ فيهم برشة توسيع بال و تفرهيد . الّي لفت انتباهي أنّي لقيت مجموعة من الأصدقاء يشاركوني نفس اللّعَب المهندس و الموظّف و الطبيب و الطّالب ... يا إمّا فادّين كيفي و إلاّ يحبّو يحرّرو كيفي زادة الطفل الصغير المخبّي في داخلهم و يعطيوه تأشيرة حياة و نشاط بعيد شويّة على الرسميّات و الجديّات و الأكاديميّات من غير ما يخاف من حكم المجتمع عليه بالتصابي.
كلّ واحد منّا في حاجة للحظة انعتاق و تحرّر و صدق مع نفسه و يخلّي الأقنعة للّي يحبّ يعيش مِسْتوِي قدّام النّاس كي الكنسترو الّي يغطّسوه في النشا باش ييبس و ياخذ القالب ، القالب الّي حدّدته له وضعيته الاجتماعيّة و إلاّ مسؤوليّاته المهنيّة و إلاّ شهايده العلميّة و إلاّ و إلاّ ، وما أكثر أسباب القولبة في مجتمعاتنا العربيّة . ما تسمع كان " يزّي عيب ما يخرجش عليّ ، كان يراني حدّ نعرفه شي يقول عليّ ؟ " مساكن ، يسخّفوني و تسخّفني أكثر قوالبهم الّي تعبت منهم و أقنعتهم الّي تهرّات . و قبل ما نفركسو على حلول ضدّ الحجب هات نتخلّصو مالحجب الّي مسلطينو بيدينا على الأنا الّي غاطّينو لداخل ، هات نكونو كيف ما نحبّو نكونو موش كيف ما يلزم نكونو ، خلّينا نعبّرو كيما نحبّو موش كيما يحبّو أصحابنا و احبابنا ، إيجاو نطلقو العنان للكائن اللاّبد فينا سمّيوه كيف ما تحبّو طفل ، مارد ، ملاك ، شيطان ، حكيم ، مجنون ... المهمّ نكونو أحنا ... وقتها نجّمو ناقفو في وجه الحجب من أيّ نوع .

vendredi 19 juin 2009

ألا بدّ أن ينبُتَ شاربان للمرأة المفكِّرَة ؟


منذ أيّام سعدت كثيرا بخبر على موقع الفايسبوك يتمثل في ترشّح الطبيبة الباحثة حبيبة الشعبوني رئيسة قسم الأمراض الوراثيّة و الخِلقيّة بأحد مستشفيات العاصمة لجائزة نوبل للعلوم بعد 29 سنة قضتها هذه العالمة و لا تزال في إجراء البحوث في علم الوراثة و مساعدة العائلات التونسيّة بالعلاج و الإرشاد و التوعية لتجاوز التشوّهات الجينيّة و ما ينجرّ عنها من إعاقات و كانت قد حصلت على جائزة اليونسكو . أعرف هذه السيّدة شخصيّا منذ فترة طويلة و هي على قدر كبير من الأناقة و الجمال و التحرّر في غير ابتذال و يسرّني باستمرار أن تتولّى امرأة جميلة الرّأس منصبا عامّا يتطلّب منها قوى فكريّة تملأ ذلك الرأس فالخطأ الشائع هو أنّ المرأة المتحرّرة هي بالضرورة بشعة ، مُهملة لأنوثتها كأنّ العناية بالجسد تتضمّن بالضرورة تعطيلا لعمل الدماغ ، كأنّ الجمال لقاحٌ ضدّ الذكاء و الجديّة و العمق . و هذا خطأ وقعت فيه حتّى الحركات النسويّة في تركيزها على ضرورة إهمال المرأة لمظهرها بحجّة رفض استخدامها ( كسلعة ) كأنّه يجب أن ينبت للمرأة شاربان كي تتحرّك في الحياة العامّة و يجب أن تكون قذرة الشعر كي تكون مفكّرة و يجب أن تكون خشنة الصوت كي تتحدّث في السياسة و يجب أن تكون ذات ساقين معوجّتين كي تمضي في طريق العلم . إنّ نظرتنا إلى المراة لا تزال وليدة عصور الاستعباد و ما نزال ندهش إذا اجتمع الجمال و الذكاء في امرأة كأنّنا نفترض –بالضرورة- أنّ المرأة الجميلة لا بدّ أن تنشغل بجمالها مادامت " قاصرة العقل " و لكنّنا لا ندهش في المقابل من الزوجة الجميلة و المطربة الجميلة و الراقصة الجميلة و لعلنا نشترط الجمال في هذه الشرائح من النساء ، بل إنّ الأمر يتجاوز ذلك كله فنحن لا ندهش من عدد كبير من العظماء و المبدعين الرّجال الذين كانوا على قدر كبير من الوسامة مثل نابليون و ألكسندر رومانوف و مصطفى كمال أتاتورك و محمود درويش و غيرهم من الأموات و أتجاوز عن ذكر أمثلة من الأحياء دفعا لسوء الظنّ

mardi 9 juin 2009

في وداع ولاّدة


توّا عندي مديدة ما كتبتش حاجة نرضى عليها / ما عدا قصيدة والا ثنين / مِلّي بدات حرب داحس و الغبراء في البلوغسفار، تراجع الإبداع و ذبلت الكلمة الحُرَّة لحساب السبّانْ و الكلام الموذي . ما نخبّيش عليكم طارت النفحة و تردّدت أكثر من مرّة إنّي نسكّر الحانوت و نكتب في بلاصة أخرى و إلاّ نبدّل القلم فرد مرّة .
تعرفو هاك الّي كي يجي خارج من داره يبدا يتمرخى و يتسبّب باش يزيد يقعد شويّة و كيف يوصل للباب يتلفّت و يعمل نظرة أخيرة للسقف و الحيوط ، و يرى في كلّ تركينة ذكرى و حكاية ؟ أنا هكّاكة اليوم ، سكّرت الفايسبوك و صنادق البريد الالكتروني و حلّيت مدوّنتي و رجعت لأفريل 2008 لبداياتي ، قرابة 300 تدوينة خلاف الي شاركت بيهم في المدوّنات الجماعيّة لخرين .
شفتو هاك الّي يحلّ ألبوم تصاوره بالأبيض و الأسود و يغطس فيم حتّى يضيّع الزمان و المكان ؟ أنا هكّاكة جرالي ، رجعت للانطلاقة و بديت نتصفّح بالتدوينة و نقرى في التعليقات / الوالدة قالت لي إلّي هي نادات عليّ ثلاثة مرّات و ما سمعتهاش / عالم آخر لقيت روحي فيه : مقالات ، شعر / هههه أنا نكتب في الشعر؟ و بالدّارجة ؟ / دراسات ، تفدليك ، عرك ، رمضان ، أعياد ، تهاني ، حملات تضامن ، أحزان ، وقفات غضب ، خلافات ، مواساة ... كلّه عشناه مع بعضنا
كنت كأنّي نتفرّج على وحدة اخرى ما نعرفهاش ، شيء مذهل أنّك تشوف روحك من برّا ، عينك تولّي ترى أوضح و نقدك لنفسك يولّي أكثر موضوعيّة كيف ترجع للّي كتبته و بينك و بينه مسافة الزمان . فمّة قولة للتوحيدي في المجال هذا تعجبني برشة ، كان يقول : " من اشدّ عيوب الفرد ، خفاء عيوبه عليه فمن لا يرى عيبه لا يرى محاسن غيره فلا هو مُدركٌ محاسن غيره و لا هو مُقلِعٌ عن عيبه الذي لا يراه " . في الحقيقة عزّ عليّ الّي قريته الكلّ و الصداقات الّي تكوّنت و تشابكت طول هالوقت و ما هانش بيّ نقضي على ولادة في لحظة فتور .

vendredi 5 juin 2009

اليوم أتممتُ القصيدة و رضيتُ بالحُبِّ بَديلاَ


إنّـي أحبُّ الحُبَّ كـكلّ أنثى و أنتـشي منه و أثمـلْ
و تُـديرُ رأسي ما حَوَته قصورُ كِسْرَى من دِمَقسِيٍّ و مَرْمَرْ
و تَزيغُ عينِي كلّما ازدَحَمَ سريري بـباقات القرُنفُـلْ
و يَليـنُ نبْضي لرَنّة القيثار في ليلٍ دِمشقيٍّ ، فأسْهَـرْ
و يُغنيـني حديثُ الـورد عن سَخافات الـمُحَـلِّلْ
فأذيـبُ روحَ الحُبِّ في راحي و ريْحاني المُعَـطَّـرْ


الأمر عندي ليس محبوبا و همسا في الظـلامْ
و لا شَبَقا و لا هوَسًا من نسج معسول الكـلامْ
و هل في المـرءِ شـيءٌ بارعُ مثـل الكـلامْ
الحبُّ عندي مـارِدٌ لا يَستكيـنُ و لا يَـنَـامْ
سَيْلُ طافِحٌ بالنـور يُحْيِـي المَوَاتَ من العِظامْ
يَسْـري كظلِّ الله في الأرض و يهدينا السَّـلامْ


الكون كلّ الكـون حُـبٌّ سامِـيًا في كلّ مظهـرْ
حُبُّ الأدِيـمِ إلى السَّمَـاءِ المُـدْلهِمَّـة حين تُـمْطرْ
حُبُّ النَّباتِ إلى اللّـقاحِ حتّى يَـكتَنِـزَ و يُـثمِـرْ
حُبُّ البلاد إلى بَـنِيـهَا و إنْ جَارَ هَواها أو تجَبَّـرْ
ماذا عَسَـايَ أقولُ و الحبُّ تِـرْيَـاقٌ مُقَـطَّـرْ
لا يُنكِـرُ سحر الحياة سوى ضرير و هو مُبْصِـرْ



آهِ يا جرحي المُعَتّق حين تنبشكَ الأحاديثُ الرّقيقهْ
ما كنتُ أحسَبُ خلف ذاك الثغرِ وجهًا مُستباحًا للحقيقهْ
قال" كوني أنتِ" كما ودَدْتِ لا كما شاءتْ البِطاناتُ الصّديقهْ
لا تتّقي عينَ الرّقيب و عبّري تُبْنَى المواقفُ بالتفاصيل الدّقيقهْ
قال" كوني أنتِ" و انفتحَتْ عوالمُ نبضاتُـها تَسري رفيقـهْ
ما أروعَ الحُـبَّ إذا اتَّـئَدَ و كانَ صدًى للقلب يَهديه طريقهْ


اليومَ أتْـمَمْـتُ القصيدَة و رَضيتُ بالحُـبِّ بَـديلاَ
اليومَ أكمَلـتُ مَخَـاضي و وضَعْـتُهُ كونًا جميـلاَ
الحُـبُّ خَلـقٌ عبقـريٌّ واهِـبٌ للذاتِ تَـأصِيـلاَ
يا أيُّـها التِّـيهُ الجميـلُ أنتَ لي كنتَ الدَّ ليــلاَ
حَلّقتُ فوق جنانكَ الخُضْرِ حتى وجدتُ المُستَحيـلاَ
في البَـدْءِ كانتْ كبريـائي، و اليومَ يَمَّمْـتُ السَّبيـلاَ

lundi 1 juin 2009

حديــث الورد

فدَّيْتُ ذاتَ الأعْيُنِ الخُضرِ
حَسْناءَ قرطاجيَّة الكِبْـرِ
لمّا تزلْ من عهد أندلسٍ
في صوتها ترنيمة تسري
و تطوف بالمالوف شاديَة
فتزيدني سحرا على سحر
يا تونس الأحلام يا كنَـفًا
للفـنّ و الإلهَـام و العطرِ
قسَمًا بسحر عيونك الخضر
يا أجملَ الألوان في عمري
ما كان لي إلاّكِ أمنية
لو طالعَتني ليلةُ القَـدْرِ

dimanche 31 mai 2009

حُـرَّة و رَاسِـــي عَــالِــي

حُـرَّة و راسي عالـي
لا نطَاطي هَامْتي مهما الظلام يوالي
العقل ملكي و الجسد حلالي
مانيش عَوْرَة يحشمو بيَّ رجالي


حُـرَّة و دَمِّـي حامـي
لا نخَـبِّي فكري لا نرُد كلامي
لا عقدة جهل تعكّر صفو ايّـامي
و لا يقدر قَوَّالْ يسَفَّـهْ عِزّ احلامي


قالو و قالو و قالو
مالو مع الارياح لمّا مالو
زعمو المرا حَرثْ ، و الفكر
فيها ناقص هكّا قالو


ناري على التاريخ لمّا يغْبِـرْ
الكاهنة حكمِتهُم روم و بربَرْ
قادت حروب قاهرة المتجبّر
و ماتت موت ابطال ما يتذلّو


نكَرْتُـو ماضي بلاد بكُـلُّـه
و جريتو ورا دَجَلْ مالشرق باسط ظلّه
تحَلُّـو و تحَرّمو تِعزلو و توَلُّـو
و القلب ليل ما فيه ضوْ يلالِي

jeudi 28 mai 2009

هل وصل الإرهاب للبلوغسفار ؟؟؟



توّا مدّة قاعدة نشمّ في ريحة ماهاش باهية ، تقولو انتوما على خاطر مرا حاسّة الشمّ تتطوّر في الكوجينة و الحاسّة السّادسة عندها معروفة . لا ، مانيش باش نتعسّف على الأحداث و لاني باش نحمّلها فوق طاقتها . هي ظواهر كي تجي تشوف باينة للعين المجرّدة بركة مستحقّة شكون ينفض عليها الغبرة ، ما نعرفش إذا تلاحظو و تتعدّاو و تقولو عادي ؟ و إلاّ البعض موش فاطن ؟ و إلاّ البعض لاخر مساهم فيها ؟

التدوين دخل في زنقة حادّة و تحصر بين زوز حْوِمْ و المعبوكة هي بيدها و النّاس بدات تفدّ ماللّوبانة الّي ولاّت لا طَعم و لا نكهة حتّى أصبحنا متعطّشين لكلّ موضوع خارج عليها .

دخلنا في مرحلة متاع لغة جديدة ، أنا شخصيّا نرى فيها إرهاب أو بالأصحّ ترهيب لفظي و مانيش باش نذكر منّه مشاطر و لكنه يتمثل في :/ نعت الشخص المخالف بالعهر الحقيقي أو الفكري مع ما يرافق النعوت هذه من كلام بذيء نفـّر برشة أقلام ما يشرّفهاش التورّط في لغة الشارع / التعامل مع الخصوم موش بعناوين مدوّناتهم و لا حتّى بأساميهم الافتراضيّة و لكن بصفة قناعاتهم الايديولوجيّة أو صفات يصرّ البعض باش يلصّقها لهم / وصولا إلى ما يشبه التهديد في بعض التعليقات من نوع " ردّ بالك " ، " هذا سيعود عليك بالوبال " ، " حذار بالأنقليزيّة " ... و هذا نرى فيه ترهيب

لجوء العديد من المدوّنين للفايس بوك ، لقاوْ فيه مجال أوسع و اكثر حريّة باش يكتبو موش كان مقالات ولكن حتّى شعارات و إلاّ خواطر صغيرة متاع وقتها أو جمل قصيرة فيها رسائل موجّهة للّي يحبّو هوما ، و لقاو التعامل بالصورة و الكاريكاتور و المقاطع الصوتيّة أسهل برشة و اسرع في النشر، و نسبة كبيرة منهم انتقلو للفايس بوك عن قناعة و اختيار على خاطر لقاو فيه راحة البال من النقاشات البيزنطيّة و تطييح القدر و الكلام الزايد ، لكن موش هذا المهمّ
المهمّ ، أنّك في الفايس بوك كيف تكتب أفكارك أو تعلّق على أفكار غيرك و تصوّتلها ما يشوفك كان أصدقائك إلّي أنت اخترتهم و الّي القايمة متاعهم في مدّ و جزر ساعات تزيد البعض و ساعات تحذف البعض لاخر ، في حين أنّك في التن بلوغ كيف تكتب تدوينة و إلاّ تعلّق على تدوينة غيرك و إلاّ تصوّتلها ، البلوغسفار الكلّ تشوفك . تقلّي آش يهمّني أنا مؤمن بأفكاري و مايهمّنيش في الّي ما تعجبوش ، لا يا سيدي هاو ظهر يهمّ . و الدّليل أنّه نفس النصّ يتكتب في التن بلوغ ما يصوّتو له كان قلّة قليلة و ما يعلّق عليه كان أقلّ في حين نفس النصّ هذاك يتنشر في الفايس بوك يحضى بترحيب واسع و بتعليقات تفوت ساعات العشرين تعليق ، و هذا مجرّد مثال : كتب صديقنا كلندو مقال بعنوان " في البيع.. و المبايعة " نشره في التن بلوغ صوّتو له 7 مدوّنين و علّقو عليه 3 ، و نشرو في لفايس بوك صوّتو له 11 صديق و علّقو عليه 26 . هذا بخلاف إلّي لاعاد يكتب لا في الفايس بوك و لا في التن بلوغ و فضّل الصمت . و مانيش هنا باش نعلّل و إلاّ نستخلص استنتاجات أنا فقط نلاحظ في الظاهرة

jeudi 21 mai 2009

مُـضْـناكَ جَـفاه مَرْقَـدُهُ



مضناك جفاه مرقدهُ {} و بكاه و رحَّـمَ عُـوَّدُهُ
حيران القلب معذبُـه {} مقروح الجفن مُسَـهَّـدهُ
أوْدَى حرفا إلاّ رَمَـقًا {} يُـبقيـه عليك و تُـنفِذهُ
يستهوي الوُرْقَ تأوّهه {} و يُذيب الصّخرَ تنهّـدُهًُ
و يُناجي النّجمَ و يُتعبه {} و يُقيـمُ اللّيل و يُـقعِدُهُ
و يُعلِّـمُ كلَّ مُطَـوَّقة {} شجَنًا في الدّوح تُـردِّدُهُ
كَمْ مَدَّ لطَيْفِكَ من شَرَك ٍ{} و تـأدَّبَ لا يَتصَيَّـدُهُ
فعَسَاكَ بغمضٍ مُسْعِفه {} و لعلّ خيالكَ مُسْـعِدُهُ
الحُـسْنُ حلفتُ بيوسفه {} و السّورة أنّكَ مُفـردُهُ
قد وَدَّ جَمالكَ أو قَبَسًا {} حوْراء الخُلد و أمْرَدُهُ
و تمَنّتْ كلُّ مُقطِّعَة {} يَدَها لو تُبعَثُ تشهَـدهُ
جَحَدَتْ عيْناكَ زكيَّ دمي{} أكذلك خـدُّكَ يجحَـدهُ
قد عَزَّ شهودي إذ رَمَتا {} فأشرتُ لخدّكَ أشهِـدُهُ
و هَمَمتُ بجيدِك أشرِكه {} فأبَى و اسْتكبَرَ أصْيَدُهُ
و هززتُ قوامَك أعطِفه {} فنَـبَا و تمَنَّـعَ أمْلـدُهُ
سببٌ لرضاكَ أمَهِّـدهُ {} ما بَالُ الخِصْرِ يُعَقِّـدهُ
بيني في الحبّ و بينكَ ما{} لا يقدِرُ وَاشٍ يُـفسِـدهُ
ما بالُ العاذل يفتح لي {} بابَ السُّـلوان و أوصِدُهُ
و يقول تكاد تُجَنّ به {} فأصونُ و أوشكُ أعبُدُهُ
مولايَ و روحي في يده {} قد ضيّعَها سلمتْ يـدهُ
ناقوسُ القلب يَدقّ له {} و حَنايَا الأضلع مَعبَـدهُ
قسَمًـا بثنايا لؤلئها {} قَسَـمَ الياقوت مُنَضّـدهُ
و رِضابٍ يُوعِدُ كوثرُهُ {} مقتولَ العشق و مُشهَدهُ
و بِـخَالٍ كادَ يَحُجُّ له {} لو كان يُقبَّـلُ أسْـوَدُهُ
و قَوامٍ يروي الغصنُ له {} نَسَبًا و الرُّمحُ يُفنِّـدُهُ
و بخِصْرٍ أوْهَنَ من جَلدي{} و عَوادي الهَجْر تبدّدهُ
ما خنتُ هواكَ و لا خطَرَتْ{} سَلوَى بالقلب تُبَرّدهُ

أحمـــد شـــــوقـي

dimanche 17 mai 2009

في اليوم العالمي للاتصالات: مِنِّـكْ حريف و منِّـكْ خديمْ في دار بوه

البارح جاتني مكالمة على الجوّال متاعي ، واحد من شركة بلانات طيّبة الذّكر يزفّ لي في بُشرى ، كان سمعتوه كيفاش يتكلّم ؟ تقولو خلات ، هذه ربحت فيلاّ في بعض البقايع هاك الّي ما نراوهم كان في التلفزة ، " مبروك يا مدام ربحت معانا اشتراك مجّاني في الأنترنيت على المدّة الّي تحبّ عليها " / ياولدي كي سبّتك ؟ شنيّة الحكاية ؟ مثبّت روحك على قدّ ما نحبّ ؟ / " أي يا مدام القرعة طاحت على إسمك أنت/ جاب ربّي طاحت على إسمي بركة / باش تتمتّع باشتراك مجاني مدى الحياة كان تحبّ "
رزّنت روحي و قلت في قلبي يا ولادة هذه حكاية حيّ درابك و إذا المهبول ياكل ويبة العاقل ما يعطيهالوش ، جاوبت السيّد " أيا سيدي بابا إتحفني بهذيكة لكنْ العزيزة على خاطر كلّ شيء عندنا فيه لكنْ " هاهاهاها و جات لكن تتبختر ملفوفة في ورق سيلوفان مذخم مكتوب عليه اشتراك مجاني . " قتلك عاد يا مدام ، شركة بلانات تمتّعك بثلاثة شهر اشتراك بلاش على كلّ حريف جديد تقنعه أنت باش يشترك عندنا و إذا لقيت أربعة حرفاء يعني ثلاثة شهر في الأربعة يعني عندك عام بلاش ..." و كي نجيب عشرة و إلاّ خمسين حريف ؟ و أنا كي نعمل مجهودي و نجيبلكم إلّي تبقّى مالشعب التونسي مازال بلاش أنترنات ؟ أعمل عددهم في عدد الثلاثة شهر اشتراك مجاني ، موش يطلع شويّة عليّ مدى الحياة ؟ إمّالا نخلّيها ورثة لأحفاد حفادي إلى أن يرث الله الأرض و من عليها ، و إلاّ تعرفش كيفاش دخّلوني معاكم شريكة بالبايْ هههههههههه

ملاّ رْوَيَّـقْ و ملاّ قلّة احترام للمواطن ، توّا الحرفاء بكلّ شرائحهم و مستوياتهم تلقى فيهم المهندس و الطبيب و الأستاذ و الموظف و الطّالب إلخ باش يسيّبو حياتهم و خدمهم و مشاغلهم و يدورو يْساسِيوْ في صحابهم و معارفهم يعيّشك بربّي أعمل اشتراك في بلانات راني خوك ندبّرها في جرّتك ، توّا هذا ريق ؟ كي أحنا تاعبين في الماركتينغ و عقوبة الله في الإشهار و علوم التسويق علاش نتشعبطو و نتقوّاو على بدنّاتنا ؟


mardi 12 mai 2009

شعـور البسطــاء

اعتدت أن أمسك القلم و أكتب كلّما انتابتني حالة حزن أو غضب أو خيبة أمل فأتنفّس بالكتابة مع الكتابة في الكتابة . و لطالما وجدت أنّ السّعادة شعور الأغبياء ، إحساسٌ مُسَطّح لا يجعلك تسترق من نار الآلهة شرارة توقد بها مجاهل نفسك العَصِيَّـة . وحدهما الحزن و الغضب يحرّكان السّاكن و ما ثبت من قرارك المكين . بل لعلّني كنت أسعد بلحظات الحزن و أعتبرها رَفاهًـا لا يقدر عليه المُعدَمُـون – من الشّعور طبعا – حزنٌ يُصَفّـي النّفسَ في مَحرقته فتكتنز فيك تجارب البشر جميعًا فلاسفتَهم و أراذلهم ، قد يُعوزُكَ التّعبير و يخونكَ اللّفظ لكنّ الشّعورَ هنا حاضرٌ يسمو بك إلى درجة الخلق و هل الخلق سوى فعل غاضب يعقبه حزن بسبب الخواء و تمرّد المخلوق ؟
كم تثيرني شعارات من قبيل " سُنّة الحياة " أو " ليس بالإمكان أفضل ممّا كان " ... كم هي تعيسة تعيسة ، كم غبيّ أن نرضى و نُـسَلّم و نستسلم لحكم الزّمن ، ذلك الجبّار ، ماكر لعين يمنحك جسدًا غَـضًّا ندِيًّـا و الفكرُ منك لا يقوى على فهم شيء أو يكاد حتّى إذا نضج عقلكَ و توَقَّـد ترَهَّل الجسدُ و وَهَن ، يالها من معادلة مقيتة . وحدهم الغاضبون صمّموا معادلتهم بأنفسهم و ثاروا على سلطة الزّمن و عنف الأرقام .
لستُ أرى لنضج التجربة إلاّ معنى واحد و هو أنّ المُسْـوَدَّة قد اكتملتْ و يمكن أن ننقلها إلى ورقة نظيفة فالجزء الصّعب قد انقضى / الصّراعات و الأحلام و الانتكاسات ،الانبهار و الإحباط ، الانتصارات و الهزائم و الأوهام ، الحبّ و الخيبة .../ و لم يبقَ سوى تأصيل الكيان و ممارسة التجربة و قد نضجتْ . اليوم أفتح صفحتي الجديدة
.

dimanche 3 mai 2009

لقاء السّــحَابْ



و التقينا في بهو الفندق ذات مساء
يا للسّخرية السّوداء
في ذلك الاحترام المتحفّـظ الجـادّ
نحن اللّذيْن غطسا مرّة في بحر مسحوريْن بضوء الغروب
و احترقا في وهج البوح معًا
في حبّ كان عفويًّـا كالرّيح و الموج و التنهُّـد
و صار مع الزّمن صداقة لزجَـة
مثل كعك شايِ بعد الظّهر في فندق لندنيّ كئيب
مَن قَـلّمَ أظافرنا أيّها الشقيّ ..الزّمن أم الضّجَر ؟
و كيف رضينا بالتحوّل من فهديْن في غابة ملوَّنة
إلى كلبَيْ زينة تتأرجَحُ رُؤوسُهما في خلفيّة سيّارة
و كيف خَشينَـا ثرثرةَ العجائـز ؟ و صرنا
ننتظر تقارير أرصاد الزّلازل
و آثرنا الأرائك المترهّلة قبالة أخبار الظّهيرة
تصافحْنا كغريبيْـن
هل لذراعك نبضاتْ .. و هل لقلبي دقَّـاتْ
و خلف حقيقاتك و حقيقاتي
هل تبَـقَّى لنا وجهٌ تحت القناعْ
و سرنا كلّ في طريق
ولاّدة .. انتظري " رنوتُ و دمعي حريق
فإذ هيَ طفلة بلون الرّبيعْ
فأعلنتُ الهزيمة و انتصارَ القطيعْ