lundi 26 juillet 2010

المــهنــة : كائِــنة حَــيَّـــة

ماذا لقيتُ من الدنيا ، و أعجَبُهُ    أنّي بما أنا شاكٍ منه مَحسودُ


بيتٌ للمتـنبّي ردّدتُـه العمرَ كلّه و اعتـنقتُــه حتى كدتُ أراني قائلته ، و اليوم كفرت . كفرتُ بالشكوى و دور الضحيّة و أفعال التعجّب و الأسئلة الإنكاريّة
 .

وحيدة أتّــخِذُ مقعدَ صِدقٍ بين بحرٍ و سماءٍ و جبل . أقلّـبُ النـظرَ في العتمة فإذا البصرُ يرتـدُّ إليَّ حسيرا يُغري بالدُّوار ، أنتظرُ انفصالَ الخيط الأبيض عن الأسْوَد و يُثيرُني شروقُ الشمس دون أن يطلبَ منها ذلك أحد
 .

بين بحرٍ و سماءٍ و جبل ، أتبعثرُ أتناثر أتشتّـتُ أتبدّدُ أتهاوَى أندثر أمّـحي .. أذوبُ في روعة التكوين و يأخذني هذا الزاخرُ اللامعُ الممتـد في كبرياء يتحدّى العين و يُـعْيِـي كلَّ خيالٍ فيَقصُرُ عنه مَدحورا .. حُسْنٌ شامخٌ ظالِم يترفّعُ عن كلّ مناظرة و لا تعنيه شهادات التقدير
 .

مَـنْ للجَمالِ إذا تجَـشَّـأتْ الطبيعةُ شتاءَها ؟ حين تَـكُـرُّ مياهُ السّماء تتقدمُها كتائبُ الريح فتعبثُ بصفحة العملاق تصفعُه تجلدُه تلطمه تخرّبُ صفاءَه ، تستأصلُ أحشاءَه تمثيلا و تنكيلا و تُلقي بها على الشاطئ . و هو صامدٌ لا يشكو . ثمّ ينجلي الصيفُ و يستعيدُ القرصُ الذهبيُّ عرشَه و يصير الكَـدَرُ بَدَدًا .. فــمَجْــدًا للكون الذي صَدَقَ وَعدَه و نصَرَ بَحرَه و هزَمَ الأنْــواءَ وَحدَه


عُـذرًا يا شاعِري ، ما كفرتُ بشِعرك بل بالشكوى الضعيفة . هذا بيتٌ آخرُ لك و إنّي لمُـتخذةٌ إيّاهُ فلسفةً
 :

كلُّ ما لم يكنْ،من الصّعب في    الأنفُسِ سَهلٌ فيها إذا هوَ كانا

mardi 13 juillet 2010

سِـــفْــرُ التَّــمالك




سترفع نخب الألوهيّة ... و تسكر بأبديّة اللّحظة

وحدَها الآلهة ، تغرف من رحيق الخلق و تسبح في شفق الأصيل .. وحدها الآلهة ، لا تقدّس بعضها .. فيصير من الحمق أن تؤلّه الفاعلَ بإرادتها

سترفع نخب الألوهيّة .. عاليا ، و تهتف " هذا يوم التجلّي .. هذا سِــفرُ خروجي
هيِّـئوا لي عرشا عظيما .. أعِـدّوا التاج لخالق جديد .. يومًا ما سأصير إلهة .. و إلى ذلك الموعد ، لن أرضَى بأقلّ من النِـدِيَّة 


يوما ما ، لن تمسك كتابها بيمينها و تعرض ما قدّمت يداها .. ستتمرّد على الصّراط

سيأتي اليوم الذي تحذق فيه خلق الكلمات .. و ستبارك فعلَها اللغةُ أمُّ الآلهة



عن الأوان من أجل ثقافة علمانية



اللّوحة للرسّام الرّوسي فلاديمير كوش