dimanche 12 juillet 2009

سأموتُ فيك و أبْقيكَ على قـَـيْدِ الحُبّ




لم يتراكم الغبار على وجهك في ذاكرتي
و لم تكسُ الطحالبُ و الأعشابُ صورتك
و لم يَصدَأ بريقُ عينيك
و لم تصبح أيّامنا راية مُنكّسَة نصف محروقة
بعد معركة خاسرة
و لم أضيّعك في زحامي المجنون
ما زلتُ أقبض بيدي على ذكراك
أتشبّث بها في زلزالي
بَوصَلتي التي تدلّني على اتّجاه مدائن العشق
مازلتَ تسكن تحت جلدي


حبيبي
غيابك يغتالني
و حضورك يغتالني لأنّه عتبة لغياب جديد
حينما نلتقي في الشوارع
حين تجمعنا طاولة مقهى كالغرباء
تخترقني صورتك
كرصاصة مُحكمَة التصويب إلى نحري
حيث يحلو لك أن تقبّلني
و حينما أسمع صوتك يخفق قلبي
كجسد عصفور طار فوق الثلج ألف عام
فوق محيطات العذاب
ثمّ لمح جزيرة
و أتوق إليك
توْقَ الموقد إلى النيران و شموع العيد
أتوق إليك و أتساءل
ترى هل الأخطبوط امرأة أحبّت كثيرا
فمنحتها الآلهة أذرعًا عديدة
و قدرة لامتناهية على الاحتضان ؟
يُدهشني حين ألقاك
أنّي لا أملك سوى ذراعين
و أنّه لم ينبت ليَ المزيد


من الأعماق
من أعماق بئر الصمت المسكونة بهذيان الشوق
من أعماق ذلك الجرح الذي لا قرار له
من أعماق بحيرات الذاكرة
ينبض الشوق إليك
من أعماق نهر الجنون
و طبول الذكريات تدقّ في قاعه
و ورود النار و الندم تنفتح على ضفتيه
من أعماق جحيم حبّي
و حبّي جحيمٌ توَّجَك إلهًا للألم
أناديك
تعالَ امتلكني كالموت
فليس لامتلاكه شريك و لا وريث
تسَلّل إلى زحامي دون أن يلحظك أحد كالموت
خفيف الخطى سيّد السّاحة كالموت
خذني إليك فجأة كالموت
ضمّني إليك كالكفن
كن موتي الأخير
و ابْـقَ على قيْد الحُبّ

vendredi 10 juillet 2009

لمــــــــاذا ؟


لماذا يذكّرني صوتك بتلك اللحظة المسحورة اللامنسيّة لحظة ألصقتُ صَدَفَة على أذني و سمعتُ للمرّة الأولى صوت الأسرار و حكايا الريح و الأمواج ؟
لماذا يذكرني حبُّك بشهقاتي يوم شاهدتُ البحرَ طفلة لأوّل مرّة ؟
لماذا يذكّرني حبّك بأوّل تفاحة قطفتها خلسة و التهمتها سرّا دون أن أغسلها ؟
لماذا تذكّرني حكايتنا بأوّل أرجوحة ارتعش جسد طفولتي لهبوبها و فرح بتحليقها و وقوعها ؟
لماذا يذكّرني ليلنا بأول شجرة تسلقتها و أوّل سقطة موجعة عن غصنها ؟
لماذا تذكّرني شفتاك بطعم قلم الزينة في المدرسة يوم لحسته و كتبتُ سرّا على ورقي كلمة " حُرّة " ؟
لماذا يذكرني دفء حضورك بمعطفي و الياسمين في ظفائري ؟
لماذا يذكرني خصب أصابعك بالأزقة المتشعبة في المدينة العتيقة ؟
و لماذا حين فتحتُ أوّل حساب إلكتروني لي كتبتُ في المعلومة الفارقة " عاشقة " ؟
و لماذا قرعَتْ القبيلة طبول الغضب حين ضبطتني كجدّتي ولاّدة الأندلسيّة " متلبّسة بالحبّ " ؟