lundi 14 mars 2011

يا تاكسي الثورة يا مفـدّد الحريف

اليوم الصباح وقفت أكثر من ساعة نستنّى في تاكسي رغم الّي كانو ثلاثة و إلاّ أربعة تاكسيات واقفين فارغين ، صباح الاثنين التاكسيات صعيبة ، تفوت السّبعة تولّي البوسة فيهم بشريف و جيراني التاكسيستيّه في الحومة ، إلّي يهزّ كورسة الصّباح بكري ماعادش يرجع و معضمهم ركبت معاهم ، لكن اليوم وقفت نستنّى في تاكسي ما نعرفش مولاها و هوما قاعدين في كراهبهم يبحلقو لي و باهتين في عجب ربّي . في الحقيقة قرّرت ما عادش نركب معاهم و كلّ واحد على سبب
إلّي يحلّ الرّاديو على علو صوته و أنا نصبح مفولغة ما نحملش كلمتين خوات
و الّي حالل فوق الفولون جريدة من جرايد بودورو ، عين فيها و عين عالكيّاس و أنا نتقوفز و نقول يا ربّي تستر لا يدخل في كرهبة و إلاّ في مترجّل يرزيه في عمره و نصبحو في حلّ و اربط ، و ساعات ياقف في الضوّ و يغطس في القراية ما يتحلحز كان ما ياكلنا التزمير و السبّان ، و ساعة ساعة يدمغني بخبر بصوت عالي كيفلّي قتله أقرالي
و الّي قال لي : و الله كان قعد الزّين خير عالاقلّ كان يسرق عيني عينك و أحنا ناكلو معاه في خبيزة و كنّا لاباس
و الّي ياكل في روحه و يفرك وحده قال شنوّة ليلى خاطيها الكلّ مالزّين . بشوم رايي العادم قتله : " كيفاش الكلّ مالزّين ؟ و ليلى و الطرابلسيّة خاطيهم ؟ " قلّي سكّر ملطومك آش مدخّلك ، الرّاجل كاينّه مسّه التريسيتي ، هاج و بدا يعيّط " أي نعم الكلّ منّه هو الرّاجل و الرّجال قوّامون على النّساء ، كان كسّر لها ضلعة مالنّهار الأوّل راهو ما وصلش لها المواصل . "  تخيّلو رئيس يكسّر ضلعة لمرته ، و إلاّ زوجة رئيس تحضر مؤتمر و هي تِكوَع  عينها زرقة و يدها في عنقها و كي يقولو لها نساء الرّؤساء " ماو لاباس ؟ " تجاوبهم : "لا حتّى شيء ، راجلي البارح عطاني طريحة و برّا "
و الّي كيف ركبت لقيته يسمع في برنامج على المعتصمين في القصبة ، علّق و قال : " مشيت هاك النّهار نعمل في طلّة عالقصبة ، نسخايل باش نلقى ناس بقداهم كساوي و كرافاتات ، لقيتهم خَلايِق ، بالرّسمي ناس فارشة في القاعة و هيّتهم درا كيفاش ، توّا هاذوكم يفهمو في السياسة ؟ " قتله : " يا خويا هبّطني أنا بحذا هاك الخَلاَيِق و برّا ربّي يواجهك خير . " و لازمة هاك الجملة في قلبي هههه من نوع : ابزق على خلقتي كان مازلت نركب معاك

...

وقفت مديدة و أنا نستعرض في الغرايب و مّالي التاكسيات متعدّين قدّامي بعد ما ركّبو حرفاء - و كلّ حدّ يلقى قسمه - أنا هكّاكة و تاكسي فارغة جاية تطّلفح وقفتها و ركبت ، نلقى مولاها كشاكشه طالعة و هو يسبّ في الثورة منين هبّت و دبّت " يا ولدي ماو لاباس ؟ كي سِبّتك ؟ " قال لي : " قبلك أنت ركّبت واحد جهامة قدّ السّخط لحيته تكتّف بهيم و معاه لملومة غاطسة في لكحل . بعد ما وصّلته لوين يحبّ قال لي الكونتور مَرْكَى برشة و أنت سرقتني و أحنا عملنا هالثورة باش الزوّالي يعيش أما انتوما جماعة التاكسيات تحبّو تركبو عالثورة ... " و برشة تخلويض آخر . ما عرفتش نضحك و إلاّ نفدّ ، تلفتّ للتاكسيست و قتله : إندَه يا خويا انده ، ربّي معاك و يتولّى هالثورة برحمته

dimanche 13 mars 2011

اعتــرافات في الثــورة

وقت الّي بدات الثورة هجرنا الاحباب ، بعدنا و احنا قراب ، نسينا كلام الحبّ ، تبدّلنا ، بردنا و بردت رغايبنا و ماعادش نقعدو متقابلين عاشق و معشوق في عينين بعضهم هايمين ، ولّينا الاثنين متجانبين نستنّاو في اخبار الشارع و على البلاد خايفين

قبل الثورة ، ما كان حتّى واحد يملك الحقّ إنّه يناقش سلوك لاخر: وين مشى ، شكون كلّم ، آش قال ، شنوّة نوع الغنا الّي يسمع ، آش كتب ، و علاش ما كتبش و شنوّه الّي يضحّك فيه ... في الثورة ، فمّة ثالث دخل بين الحبيب و محبوبه و حتّى بين الصاحب و صاحبه و بين الخو و خوه و بين البو و ولده ، حاجة ثالثة نبتت و زرّقت و نوّرت ، تغذّات بدموعنا و نضجت بأحلامنا ، حاجة ثالثة دخلت بيناتنا لا شاورت لا ناورت ، تربّعت على عرش محبّتنا: تونس . الغريب إنّا ما حسّيناهاش تشبّه للعذول العادي الّي يدخل بين ثنين متحابّين و لا حشمنا نعرّيو قلوبنا و عقولنا قدّامها .. حبّينا بعضنا فيها ، و لمنا بعضنا عليها ، و تخاصمنا و تسامحنا و شكّينا و بكينا و رضينا و خفنا و فرحنا و حزنّا و قلقنا و تغشّشنا و فدّينا و تغرّبنا و لوّجنا على غيبة في سكرة ما لقينا

في الثورة ، شفت برشة صداقات تبعثت ، و برشة صداقات أخرى كلاها الحافر على كلمة ، على فكرة و ساعات على نغمة ... فمّة الّي قال : " إلّي مازال يبعثلي غناية ننحّيه  " و نحّاه .. أنا نفسي عملت الشيء هذا ، و من بعد رجعنا الكلّ ننشرو في الغنا ، صحيح تصرّفنا كان فيه نوع مالإقصاء و التنرفيز و ردّ الفعل الوقتي المتسرّع ، لكن تونس و الثورة و الظرف و دمايات الشهداء حبّو هكّة ، و حبّ تونس جبّار
في الثورة ، كان الّي يسمع غناية خاصّة موش ملتزمة يرى نفسه خاين مايع قلبه بارد ، و الّي تجي فيه ضربة ماتراك و إلاّ تهبط تصويرته في مظاهرة  يرى روحه خذا حظّه مالبطولة ، و الّي يكتب نصّ و إلاّ ينشر خبر يبات و ضميره راضي ، أما الّي يتوقّف  و يطوّل شويّة في الإيقاف يحقّ له تبارك له الاصحاب

في الثورة ، تمحات المسافات ، من طرف الكرة الأرضيّة لحرفها ولّينا نسهرو جميع ،ما عادش مهمّ شكون عنده ليل و شكون عنده نهار، حاجة وحدة كانت تجمعنا : شاشة الحاسوب و أخبار البلاد  في الثورة ، كلّ ليلة نسألو بعضنا : عندكم كرتوش ؟ جاتكم هليكبتر الجيش ؟ و نسهرو نطمّنو في بعضنا و الّي بايت في دار وحده نونّسوه بالحديث حتّى يتعدّى الليل
في الثورة ، ما حشمتش من صحابي كيف قلت لهم ليلة : أنا خايفة
في الثورة ، حسّيت الّي عندي برشة أخوة و بنات و ولاد مفرّتين في البلاد و خايفة لا البوليس يشدّهم و يضربهم ، و كيف يظهرو على الفايسبوك في الليل قلبي يطمان عليهم ، و ساعات نعاركهم و نوصّيهم باش ما يخرجوش من غدوة و أنا ناسية الّي الثورة بيّ و بيهم و بغيرنا لكن قلبي المشوم يخاف عليهم و ما يرضاش دقّة الشوكة فيهم

في الثورة ، تغيّرت ههه أي نعم تغيّرت ، ولّيت نسمع أكثر و نحبّ أكثر و نتسامح أكثر

فصيلة وحدة من البشر لا نسمعهم لا نحبّهم و لا نتسامح معاهم هوما سُرّاق الثورة و بوكشطة  

vendredi 4 mars 2011

على قدر أهل "الحَزْمِ" تأتي المصائِبُ

على قدر أهل "الحَزْمِ" تأتي المصائبُ   و تأتي على قدر الاعتصام العزائمُ
و تعظمُ في عين الخسيس صغارُها       و تصغرُ في عين العظيم العظائمُ
يُكلِّفُ بلدُ الجُرْح الدّائم الشعبَ هِمَّة       و قد عجزتْ عنها الشعوبُ الضّغارِمُ
و ما ضَرَّها خَلقٌ بغير مَخالِبٍ             و قد ضَرَّهُ دهرٌ من الظُلم جاثِمُ
و في كلّ شِبر ساحة حمراءُ تعرف       لونَه ، و تعرف أيَّ الساقِيَيْن الغمائِمُ
سقاها غمامُ البطش عِقدًا و نَيِّفـًا           فلمّا تجَبَّرَ فيها سَقـتْها الجماجِمُ
و ماجَ الذي كان يُرْمَى بكلّ ميوعةٍ      و موجُ المنايا حوله مُتلاطِمُ 
و كان به مثل الذهول فأصبحَتْ          و مِنْ نَثْرِ الدّماء عليه مياسمُ 
إذا كان ما ينويه فِعلا مُضارِعًا            مَضَى قبل أن تُلقَى عليه الجَوازِمُ
و قد طردوا السفَّاحَ و اللّيالي حَواكِمُ      فما ماتَ مظلومٌ و لا عاش ظالِمُ
أتَوْهُ يَجُرُّون الهديرَ كأنّما                  سَـرَوْا بجِيَادٍ ما لهنَّ قوائِمُ 
يومٌ بشَرْقِ الأرض و الغَرْبِ زحْفُهُ       و في أذُن الجوزاء منه زَمازِمُ
تجمَّعَ فيه كلُّ حُرٍّ و حُرَّةٍ                   بوجه الطُّغاة و الدّهرُ راغِمُ 
فللّهِ شعْبٌ ذوَّبَ الغِشَّ عَزْمُكَ             فبَانَ منكَ صَدُوقٌ و بانَ العادِمُ 
وقفتَ و ما في الموت شكٌّ لواقِفٍ        كأنّكَ في جَفن الرَّدَى و هو نائِمُ
تَمُرُّ بكَ الأزلامُ بكلّ مُدَجَّـجٍ              و وجهُكَ وَضَّاحٌ و ثغرُكَ باسِمُ
ضمَمْتَ جناحَيْكَ على الموت ضَمَّةً    تـُدَقُّ ضلوعُ الجُبْن تحتها و القوائِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ و النّصرُ قادِمٌ   و سارَ إلى الأجوار و النّصرُ قادِمُ
تجاوزتَ مقدارَ الشجاعة كلَّه          إلى قوْلِ قوْمٍ : تونِسُ العُرْبِ هَا كُمُ
أفي كلّ يومٍ ينهضُ الشعبُ ثائِرًا      فيندحِرُ الطّاغوتُ و الغَرْبُ واجِمُ؟
لكَ الحَمْدُ في الدُرِّ الذي لِيَ لفظُهُ     فإنّــكَ مُعطِيـــهِ و إنِّـيَ ناظِـــــمُ