mercredi 31 décembre 2008

القصّة الحقيقيّة وراء الحرب على غزّة ليست التي ترويها إسرائيل

لندن – "القدس" –
كتب المحلل السياسي يوهان هاري في صحيفة "ذي انديبندنت" البريطانية يقول ان العالم لا يشاهد الحكومة الاسرائيلية ترتكب جريمة في غزة بل انه يشاهد تدمير الذات. وفي صباح هذا اليوم وصباح الايام اللاحقة وحتى تنتهي حملة العقوبات فان قلوب شبان قطاع غزة ستمتلئ بالمزيد من الحقد والمزيد من التصميم على الدفاع مستخدمين الحجارة او احزمة الاستشهاد او الصواريخ. اما القادة الاسرائيليون فقد أفنعوا انفسهم بان كلما ضربوا الفلسطينيين كلما لانت عريكتهم. وعندما تنتهي هذه الاوضاع، سيشتد الغضب ضد الاسرائيليين فيما تظل التنازلات القديمة ذاتها على جانب طريق التاريخ لا يعتنى بها ولا يجري استخدامها. قطاع غزة اصغر حجما من جزيرة "آيل أوف وايت" البريطانية، لكنه مزدحم بـ 1.5 مليون نسمة لا يمكنهم مغادرة المكان.ويعيشون على اكتاف بعضهم في بطالة وجوع داخل مباني مرتفعة يرون منها حدود عالمهم: البحر الابيض المتوسط، والاسلاك الشائكة الاسرائيلية. وعندما تبدأ القنابل بالانهمار فليس امامهم مكان آمن يلجأون اليه. تقول الحكومة الاسرائيلية "لقد انسحبنا من غزة عام 2005 وبالمقابل حصلنا على "حماس" و"صواريخ القسام" تنهمر على مدننا. قتل ستة عشر مدنيا، وكم من الناس يفترض فينا ان نضحي بهم؟" انه قول يلقى القبول، ويحتوى على بعض الحقيقة، لكنه مليء ايضا بالعيوب. واذا كنا نرغب في ادراك الحقيقة، وان نوقف حقا الصواريخ، فما علينا الا ان نعيد التاريخ لبضع سنين ونطالع ما سبق هذه الحرب من دون تحيز.الحقيقة هي ان اسرائيل لم تنسحب من غزة في العام 2005 الا لكي تتمكن من تكثيف السيطرة على الضفة الغربية. فقد صرح دون فيغلاس الذي كان كبير مستشاري (رئيس الوزراء الاسرائيلي آنئذ) ارييل شارون دون اي مواربة ان "فك الارتباط (مع غزة) هو في الحقيقة عملية تجفيف رسمية. فهي تؤدي الى ذلك بالقدر الضروري حتى لا تقوم مسيرة سياسية مع الفلسطينيين..والصفقة التي يطلق عليها اسم الدولة الفلسطينية قد ازيلت من جداول اعمالنا الى الابد".اصاب الفلسطينيين الذعر نتيجة هذا القول، وبسبب الفساد العفن الذي يستشري بين قادتهم في "فتح"، فانهم ادلوا باصواتهم لصالح "حماس". ومع ذلك فلا بد لنا ان نكون صادقين. لقد كانت اننخابات حرة وديمقراطية، ولم تكن رفضا لحل الدولتين. وقد تبين لجامعة "مريلاند" الاميركية ان 72 في المائة يريدون حل الدولتين بحدود 1967، بينما كان هناك اقل من 20 في المائة يطالبون بفلسطين التاريخية. وهكذا، فانه تجاوبا مع هذا الضغط بصورة جزئية، ان عرضت "حماس" على اسرائيل وقفا طويلا حقا لاطلاق النار، وقبولا بحكم الواقع للدولتين، بشرط ان تعود اسرائيل الى حدودها الشرعية.ولكن الحكومة الاسرائيلية، بدلا من انتهاز هذه الفرصة والتحقق من مصداقية "حماس"، ردت بمعاقبة السكان المدنيين جميعا. فقد اعلنت انها ستفرض حصارا على قطاع غزة من اجل "الضغط" على شعبها لقلب نتائج المسيرة الديمقراطية. واحاط الاسرائيليون بالقطاع ورفضوا خروج اي شخص او شيء منه. وسمحوا بكميات ضئيلة للغاية من الاغذية والوقود والمواد الطبية – لكنها لا تكفي للبقاء على قيد الحياة. وفي لهجة ساخرة قال فيغلاس ان الفلسطينيين يعالجون الان "بالحمية". وحسب ما اوردته الهيئة الخيرية البريطانية "اوكسفام" فان عدد شاحنات الاغذية التي سمح بدخولها الى غزة لم يتجاوز 137 شاحنة الشهر الماضي لتلبية احتياجات 1.5 مليون نسمة. وتقول الامم المتحدة ان مستوى الفقر وصل "حدا غير مسبوق". وعندما كنت انا في غزة المحاصرة مؤخرا، شاهدت مستشفيات ترفض ادخال مرضى لان ادواتها وادويتها لم تعد كافية، كما انني قابلت اطفالا جياعا يدورون في الشوارع بحثا عن طعام.ضمن هذا المفهوم، وتحت معاقبة جماعية تهدف الى الاطاحة بالديمقراطية، ان لجأت بعض القوات داخل غزة الى شيء غير مألوف : فاطلقوا صواريخ القسام دون تمييز على المدن الاسرائيلية. وهذه الصوايخ قتلت 16 اسرائيليا. وهذا امر مكروه : استهداف المدنيين يعتبر جريمة في كل الاحوال. الا ان من قبيل الهرطقة ان تدعي الحكومة الاسرائيلية الان انها تتحدث عن سلامة المدنيين في الوقت الذي تقوم فيه بارهاب المدنيين ضمن سياسة رسمية.اما الحكومات الاميركية والاوروبية فانها ترد بخجل يتجاهل هذه الحقائق. فهي تقول ان اسرائيل لا يمكنها ان تتفاوض بينما تنطلق الصواريخ عليها، وتطالب الفلسطينيون ان يفعلوا الشيء ذاته وهم تحت حصار في غزة واحتلال عسكري عنيف في الضفة الغربية.وعلينا ان نتذكر، قبل ان تهوي الحقيقة في قاع الذاكرة، ان حماس عرضت الاسبوع الماضي وقفا لاطلاق النار "التهدئة" مقابل تفاهمات اساسية يمكن تحقيقها. وليس هناك ما يدعو الى الاعتماد على اقوالي هذه، ولكننا ننقل عن المسؤول الصحفي الاسرائيلي يوفا ديسكين الذي يرأس حاليا ادارة الامن الاسرائيلي في وكالة الـ"شين بيت" (الامن الداخلي الاسرائيلي) انه "ابلغ الحكومة الاسرائيلية (في 23 كانون الاول/ديسمبر) ان "حماس" مهتمة بمواصلة التهدئة، ولكنها ترغب في تحسين شروطها". واوضح ديسكين ان "حماس" تطلب امرين: انهاء الحصار ووقف اطلاق النار الاسرائيلية في الضفة الغربية. ولكن الحكومة الاسرائيلية- التي كانت تتحكم في تصرفاتها حمى الانتخابات والرغبة في ان تظهر بانها متشددة- رفضت هذين الشرطين.وشرح رئيس الـ "موساد" السابق افراييم هاليفي صلب الوضع بوضوح كامل اذ قال انه في الوقت الذي يحلم فيه مقاتلو "حماس"، مثلما يحلم اليمينيون الاسرائيليون، بدفع معارضيهم بعيدا فانهم "يدركون بأن هذا الهدف الايديولوجي غير قابل للتحقيق وانه سيظل كذلك في المستقبل المنظور". وبدلا من ذلك فانهم "مستعدون ويرغبون في اقامة دولة فلسطينية على الحدود الموقتة للعام 1967". وهم يدركون ان هذا يعني بان "عليهم قبول مسار قد ياخذهم بعيدا عن اهدافهم الاصلية" ونحو تفاهم على سلام طويل الامد.وفي هذه الحالة فان الرفض من الطرفين – بدءا من (الرئيس الايراني) محمود احمدي نجاد الى (زعيم حزب كاديما الاسرائيلي) بيبي نتنيياهو، سيصبح طي الاغفال. انه الطريق الوحيدة التي يمكنها ان تجد السلام في اخرها، الا ان الحكومة الاسرائيلية ترفض هذا الاختيار. ويشرح هاليفي ذلك بقوله "لا تريد اسرائيل لاسباب خاصة بها العودة الى وقف اطلاق النار والبدء بمسيرة دبلوماسية مع حماس".ولكن ما الذي يدعو اسرائيل للتصرف بهذه الطريقة؟ الحكومة الاسرائيلية تريد السلام، بشرط ان يكون حسب ما يناسبها، على اساس قبول الفلسطينيين بالهزيمة. وهذا يعني ان بامكان الاسرائيليين المحافظة على الالواح الكونكريتية بالضفة الغربية ، وهذا يعني احتفاظهم باكبر المستوطنات والسيطرة على مصادر المياه. وتعني ايضا تقسيم فلسطين، بنقل مسؤولية غزة الى مصر، وبابقاء الضفة الغربية المنقسمة الى احياء دون سند. فالمفاوضات تهدد هذه الرؤيا الاسرائيلية : فهي تفرض على اسرائيل ان تتخلى عن اكثر مما تريد ان تفعل. الا ان فرض سلام لن يكون سلاما على الاطلاق: فهو لن يوقف الصواريخ او الغضب. وعلى اسرائيل للحصول على امن حقيقي ان تجري محادثات مع اولئك الذين تحاصرهم وتقصفهم اليوم وان تصل الى تفاهم معهم.يجب ان تنتهي اعمال احراق غزة بما يقوله الكاتب الاسرائيلي لاري ديرفنر من ان "حرب اسرائيل على غزة هي الاحادية الاشد على الكرة الارضية..فاذا كان الهدف هو انهاؤها او على الاقل البدء بانهائها، فان الكرة لن تكون في ملعب "حماس"- بل في ملعبنا
صحيفة [ الأيّام ] الفلسطينيّة
في عدد اليوم
شكر خاصّ للصّديق الصحفي جمال العرفاوي ".

mardi 30 décembre 2008

الطّابور السّادس و الرّقص على الحبال


و كأنّ إسرائيل قبل أن تعطي إشارة الهجوم لجيشها أعطتنا إشارة الانقسام و التصدّع ، فظهرت مواهب التخوين و انفرط العِـقد التدوينيّ كأبشع ما يكون الانفراط . اليوم قال لي أحد المدوّنين ما معناه " كفاكم دعوة للوفاق التدويني المدوّنة فضاء شخصي لا يزدهر إلاّ في كنف الاختلاف " أنا لا أعارض هذا الرّأي لكن على أساس أن يكون اختلافا ناضجا في وجهات النّظر في نطاق حوار مسؤول و ليس تراشقا بأقذر التّهم في جوّ مشحون بالغلّ غير المُبَرّر و قلّة احترام للمدوّنين في أشخاصهم جهلا بتاريخهم و تضحياتهم فبعض الذين يُتّهَمون في صدق انتمائهم و بتذيّلهم للنّظام البورقيبي و عمالتهم لإسرائيل قد دفعوا ضريبة نضالاتهم اعتقالا و تعذيبا و منفى مدى الحياة منذ الحكم البورقيبي في زمن كان البعض منكم مازالوا يغيّرون حفاظاته و اسألوا جدران الجامعة التونسيّة من كان يُحيي " يوم الأرض " و المظاهرات و المسيرات و من كان يحرّر المناشير و من كان في وجه المدفع تشهد بذلك ملفّات البوليس السّياسي ، فكفّوا أقلامكم عن النّبش في سرائر النّاس فليس لمثلهم يُقال ما قيل .
منذ يومين و تحت وقع ثورتي على ما يتعرّض إليه العُزّل من أهل غزّة كتبتُ ألوم المدوّن البنفسجي على صمته حيال ما يحدث و أشهد أنّها كانت لحظة انفعال مبالغ فيه فإذا بي أتلقّى تعليقا يُلقّنني بعد ما شاب الرّأس درسا في الحقوق و الواجبات و الجائز و غير الجائز هذا نصّه [ لا أوافق على ما جاء في تدوينتك من لوم للمدوّن المذكور أعلاه لأنّه لم يكتب في موضوع يُقلقك أنتِ مهما كانت أهميّة هذا الموضوع أظنّ أنّ تدوينتك تختلف مع مبادئ حريّة التعبير قد يُزعجنا هذا المدوّن بتدويناته الرّكيكة .. قد نتناول ما جاء في تدويناته بالنّقد و التهكّم لكن أن نطالب منه أن يكتب ما نريد أن نسمع و نقرأ فذلك ليس من حقّنا . أظنّ أن ليس من حقّكِ دعوة الغير أن يستيقضوا من واجبكِ فقط أن تعطي المثل في اليقظة و تحافظي أنتِ على يقظتكِ ] و لأنّنا مُختصّون في الكيل بمكياليْن تنهال النّصوص بعد ذلك متّهمة العلمانيين بالصّمت عمّا يحدث في غزّة و اشتعل الفضاء التدويني تهكّما و ألفاظا مُخجلة و اتّهاما بالعمالة لإسرائيل . لستُ في موقف المدافع عن أيّ شِقّ فلكلٍّ موقفه الذي يتحمّل مسؤوليّته كاملة و لكلٍّ القدرة على الردّ و الكتابة بالقُوَى التي جهَّزَهُ بها مَدى امتلاكه للغة من اللّغات .
ثمّ تأتي القطرة التي فاض بها الكأس أنّ بعض المدوّنين يُصَوّت لكلا الفريقيْن بل لكلّ التدوينات المتنازعة على حدّ السّواء في رَقصَة مُـقرِفَة على الحبَال ، ألم يكن من الأجدر أن ننبّه هؤلاء إلى خطر إشعال نار الفتنة بدل أن ننعتَ غيرهم بإشعال النّار ؟
ألن يكون كلّ هؤلاء النّواة الأولى للطّابور السّادس إن صحّت العبارة ؟
أشدّ ما يؤسفني في خضمّ كلّ هذا أنّنا بهكذا انقسام لا نقدّم شيئا لا لفلسطين و لا للمقاومة و لا للإسلام و لا للعروبة و لا لأنفسنا و نفسح مزيدا من الميدان لمن اختصاصه امتطاء الحدث ليخدم غاية في نفسه يذهب لها البعض وَقودًا . لإنْ تخاذلنا و لم نَرْتَدِعْ فسيَلعَننا التّاريخ و لن يترحَّمَ علينا أبناؤنا

dimanche 28 décembre 2008

أمْعِنوا في الاختلاف..لن يكون إلاّ غذاء لإسرائيل


في انتصاراتنا ، و ما أقلّـها ، مختلفون و في هزائمنا مختلفون . نحن أمّة تعشق الخلاف و الاختلاف حتّى في أحلك الظروف لا يجمعنا ألم و لا غضب و لا موقف ، منقسمون مشتّتون ثمّ نتساءل في حيرة لما نحن مَدحورون
لا نفوّت أيّة فرصة إلاّ و تراشقنا بالتّهم و ألصقنا لبعضنا الصفات جزافا . لا نتورّع من دماء الشّهداء و لا من دموع الأطفال و لا يُؤرّقنا المصير المظلم ، كلّ ما يهمّنا أن نركب الحدث لنصفّي حساباتنا مع الآخر .

أرأيتم لماذا تبقى فلسطين محنة قديمة جديدة ؟ لأنّنا نحبّ التّجارة و نحترف الكلام و نعشق إطلاق التّهم .
كلّنا مُستهدَفون كلّنا ، علمانيّون إسلاميّون معتدلون ... كلّنا في نظر إسرائيل عرب و نستحقّ الإبادة . و المشروع الكبير ماضٍ قدما نحو سوريا ثمّ تقسيم مصر فمتى ستقتنعون بهذا ؟ متى ستكفّون عن تحويل الأنظار عن صلب القضيّة

samedi 27 décembre 2008

سنة 2008 ماذا فعَلتِ بي ؟



سنة أخرى تنقضي من عمرنا و من عمر الأرض و من عمر العالم ، سنة أخرى تولّي و تصبح في عداد الماضي بكلّ أحداثها ، سنة أخرى تمرّ فهل نحتفل بعام جديد في حياتنا أم نأسف على عام نقص منها ؟ سنة كانت حافلة بالمُريح و بالمُحزن . سنة ترَجَّلَ فيها فرسَانٌ مُمَيّزون محمود درويش ، يوسف شاهين ، محمّد الشرفي ، هشام العلايمي و القائمة طويلة . سنة سكتت فيها آخر قيثارات الزّمن الجميل حين غادرتنا شبيلة راشد . سنة تابعنا فيها بحزن و انشغال كبيرين حصار غزّة و افتقار أطفالها لأبسط مقوّمات الحياة الكريمة ، سنة نَزَفَتْ فيها منطقة من تونس الجميلة قفصة أرض الثروات ترزح منذ شهور تحت الآلة الأمنيّة . و تأتي الأزمة الاقتصاديّة العالميّة لتختتم هذه السّنة ضاربة في العمق . بينما كنت منهمكة على لوحة المفاتيح أخطّ هذه السّطور انبعث نور الشّمس من نافذتي متخلّلاً ستارها المِخْمَلِيّ ، رفعتُ بصري أتتبَّعُ لونَه الدّافئ فإذا بي ألمَحُ خيَالَ عصفور يحُطُّ و سرعان ما يطير ، شمسُ ديسمبر السّقيمة المتكاسلة تخترق السّحُبَ و الغيُوم الدّاكنة و تشرق أحيانا لتذكّرنا أنّ الجمال و الحنان هنا رغم مدينة الإسفلت التي تكتنفنا و تضيِّق الخناق
.
في مثل هذا اليوم غادرني والدي، كان يوما بدون شمس منذ ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة و الذّكرى حيّة حارقة . كان شديد الاحتفال بنهاية السّنة يغدق علينا الحلويّات و الهدايا ، حتّى السّجائر لا ينساها ، لكلٍّ منّا نوعه المُفضَّل رغم أنّه لم يَرَ أيًّا مِنَّا يُدَخّن . في تلك السّنة لم يَشتَر شيئا ، عرفنا فيما بعد أنّه اقتنَى كلّ لوازم كفنه و دفعَ به إلى صديق قديم له ليُحضِرَه في الوقت المُنَاسب . لم يكن مجرّد أب ، كان صديقا ثمّ صار إبنًا . نعم هي عقدة إلكترا لا أنكر . كان يُناديني أمَّه حتّى في حياة جدّتي و كانت تغضب ، أظنّها كانت تغضَب . لكنّه يُصرّ على مناداتي بأمّه و كنتُ أشعُرُ أنّه وَلَدِي و كم استهواني الدَّور. لطالما أوصَيْتُ به والدتي قبل خروجي للعمل خاصّة في سنوات المرض الأخيرة ، لطالما عُدتُ إليه بمُقتَنَيَاتٍ تُدخلُ عليه البهجة لكنّه رحل و خلّف الصَّقيع . آآآآآه يا آخرَ الرِّجال يا كُلّ الرّجال . سَكتَ الرٍّجال ، غَابَ الرّجال و لم يَبقَ إلاّ الذّكُور
.
غير أنّي حَظِيتُ هذه السّنة بالجديد لأنَّ الحياة أبْقَى من كلّ شيء و حتّى لا تبدُوَ صورَتي مغرقة في القتامة ، يمكنني أن ألقِّبَهَا بسنة الصّدَاقات ، سنة الانفتاح و التّواصل و كسر جدار العزلة و الصّمت ، سنة التعبير و المصالحة على ذاتي مع كلّ مقال يُنشَر ، حُضورٌ أدبيٌّ حَقَّقَ لي الكثير و أصدقاء أسعدني التّعامل معهم و لو افتراضيًّا وجدتُ فيهم خير رفيق في لياليّ حين يسكت حولي كلّ شيء و لا يبقى سوى شاشة حاسوبي و لوحة مفاتيحه . سنة خَفَـقَ فيها القلبُ من جديد و انفَلتَ من عِقَال سُبَاته الجليديّ ، فلوَّنَ الدّنيا بالورد و الأغاني الجميلة . سنة كاملة انقضت بأحزانها المتتالية و دموعها القليلة و لقاءاتها الشيّقة و بكلّ أحداثها . فماذا تخفي لنا السّنة الجديدة ؟ أعتقد أنّ الإنسان أقوى من كلّ شيء تستخفّه رَقصَة الحَيَاة و يُعجِبُهُ طيبُهَا على رأي أبي العتاهية . هذه بعض خواطر أرّقتني ، غالبتها فلم أقوَ على كتمانها ، الآن و قد طَفَتْ على السَّطح أشعر بالارتياح . أتمنّى لكلّ الأصدقاء سنة مليئة بالنّجاح و السّعادة و الصحّة و تحقيق الآمال و لو البعض منها و كلّ عام و أنتم بألف خير .

lundi 22 décembre 2008

تــــونـــس الجـــمــــيلـــــــة


هذه قصيدة نظمها الشابّي في نكبة محمّد علي الحامّي و رفاقه يوم 2 جوان 1925 فبكى فيها " تونس الجميلة " و قال


لستُ أبكي لعَسْـفِ ليلٍ طويلٍ [] أو لرَبْعٍ غدَا العَـفَاءُ مَرَاحَـهْ

إنَّمَـا عَبْرَتي لخَطْبٍ ثَقيـلٍ [] قد عَرَانَا و لمْ نَجِـدْ مَن أزَاحَهْ

كلّما قامَ في البِلادِ خَطِيـبٌ [] مُـوقِظٌ شَعبَـهُ يُريدُ صَلاحَـهْ

ألبَسُوا رُوحَهُ قَميصَ اضطِهَادٍ [] فَاتِـكٍ شَائـِكٍ يَرُدُّ جِـمَاحَـهْ

أخْـمَـدُوا صَوْتَـهُ الإلهيَّ بالعَـسْفِ أمَـاتُوا صُدَاحَهُ و نُوَاحَـهْ

أنا يا تونسُ الجميلةُ في لُـجِّ [] الهَوَى قد سَبَحْتُ أيَّ سِبَـاحَـهْ

شِـرْعَتي حُبُّكِ العَميقُ و إنِّي [] قد تَـذَوَّقـتُ مُـرَّهُ و قَرَاحَـهْ

لستُ أنْصَـاعُ للّوَاحِي و لوْ [] مِتُّ و قامَتْ على شبَابِي المَنَاحَهْ

لا أبَـالي و إنْ أرِيقَتْ دِمَائِي [] فدِمَاءُ العُشَّـاقِ دَوْمًا مُبَـاحَـهْ

أبو القاسم الشابّي

أغـاني الحيــاة




dimanche 21 décembre 2008

عِـــــــشْ أنــتَ




عِــشْ أنْـتَ ، إنِّـي مِـتُّ بَـعْـدَكْ

و أطِـلْ إلَى مَا شِـئتَ صَــدَّكْ

كـانَـتْ بَـقَـايَـا للغَــرَامِ

بِـمُـهْـجَـتِـي فخَـتَـمْتُ بَـعْـدَكْ

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أنْـقَـى مِنَ الفَـجْـرِ الضَّـحُوكِ

و قد أعَـرْتَ الفَـجْرَ خَـدَّكْ

و أرَقُّ مِنْ طَـبْـعِ النَّـسِيـمِ

فـهَلْ خَـلَـعْتَ عليه بُــرْدَكْ

و ألَــذُّ مِنْ كَـأسِ النَّــدِيـمِ

فـهَلْ أبَـحْتَ الكَـأسَ شَـهْـدَكْ

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

أغَـضَـاضَةً يا رَوْضُ إنْ أنَـا

شَـاقَـنِـي فَـشَـمَـمْتُ وَرْدَكْ

وَ مَـلاَمَـةً يَا قَـطْــرُ إنْ أنَـا

رَاقَـنِـي فَـأمَـمْـتُ وِرْدَكْ

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

مَـا قَـلبُ أمِّــكَ إذْ تُـفَـارِقْـهَا

و لَـمْ تَـبْــلُـــغْ أشُــدَّكْ

فَـهَـوَتْ عَليـكَ بِـصَــدْرِهَــا

يَـوْمَ الفِـرَاقِ لِــتَـسْـتَـرِدَّكْ

بِـأشَـدَّ مِنْ خَـفَـقَـانِ قلبِــي

يَوْمَ قِــيلَ خَـفَـرْتَ عَــهْـدَكْ

samedi 20 décembre 2008

في أخبَار الحَـمْقَـى و المُـغَـفَّـلينْ


في أنَّ الحُمْقَ غَريزة

عن أبي اسحاق قال : إذا بلغك أنّ غنيًّا افتقر فصَدِّق ، و إذا بَلغَكَ أنَّ فقيرًا اسْتَغنَى فصَدِّقْ ، و إذا بَلغَكَ أنَّ حَيًّا مَاتَ فصَدِّقْ ، و إذا بَلغَكَ أنَّ أحْمَقَ اسْـتَـفَادَ عَقلاً فلا تُـصَدِّقْ


مِنْ صفات الأحْمَق

قال الأحنف بن قيس : إذا رأيتَ الرَّجُلَ عَظيمَ الهامَة طويل اللّحْيَة فاحْكُمْ عليه بالحُمْق و لوْ كانَ أبي أو أمَيَّة بن عبد شمس
و قال لبيد :
إذا عَرَضَتْ للفَتَى لِحْيَـةٌ [] و طالتْ فصَارَتْ إلى سُـرَّتِهْ

فنُقصَانُ عَـقل الفَتَى عندنا [] بـمِقدَارِ مَا زَادَ مِنْ لِـحْيَـتِـهْ

و من صفات الحُمْـق : العَجَـلة ، الخِـفَّة ، الغُـرُور ، الجَهل ، الغَفْـلة ، السُّـرُور ، إذا سَألَ ألَحَّ ، و إنْ قالَ لمْ يُحْسِنْ ، و إذا قيلَ له لمْ يَـفـقَهْ ، و إنْ ضَحِكَ نَهَقَ ، و إذا بَكَى خَـارَ
قال أبو حَيَّانْ التَّوحيدي في إحدى ليالي " الإمتاع " : يُعْرَفُ الأحمَقُ بـسِتِّ خِصَال : الغضبُ من غير شيء ، و العَطَاءُ من غير حقّ ، و الكلام من غير منفعَة ، و الثّـقة بكلّ أحَدٍ ، و إفشَاءُ السِـرّ ، و أنْ يَتَوَهَّمَ أنَّـهُ أعْقَـلُ النَّاس

و يقول الجاحظ في " الرّسائل " : علامة الحُمْـقِ سُرعَة الجَوَاب و كثرة الالتفات و الافراط في الضّحك ، إذا أقبَلتَ عليه اغتَـرَّ و إنْ أحْسَنتَ إليه أساءَ إليك و إنْ أسَأتَ إليه أحْسَنَ إليك فمَنْ ابتلِيَ بصُحْبَة أحْمَق فليُغيِّـر البلادَ


من بعض أخبار الحَمْقَـى

مَاتَ لأحَدهم جَارٌ ، فأرسَلَ إلى الحَفَّار ليَحفرَ له ، فصار بينهما لجَاجٌ في أجرَة الحَفر فترك الحَفَّارَ و مَضَى إلى السُّوق و اشترَى خَشَبَة بدِرْهَمَيْن و جَاءَ بها فسأله أهلُ الميّت عنها قال : إنّ الحَفَّارَ لا يَحفرُ بأقلَّ من خمسة دراهم و قد اشتريتُ هذه الخشبَة بدرهميْن ، نَصْلبُ عليها الميّتَ فنربَحُ ثلاثة دراهم و يَرتاحُ هو من ضغط القبْر و مَسْألة مُنكَر و نَكير

هَبَّـتْ يومًا ريحٌ شديدة اقتلعت الأشجار و أسطح البيوت ، فأقبَلَ النّاسُ يتضَرَّعُونَ و يَتُوبُونَ فصَاحَ فيهم رَجُلٌ : لا تتعَـجَّلُوا التَّـوْبَة إنَّمَا هيَ زوْبَعَة و تَسْكُنُ


اشترَى رجُلٌ يومًا كيسًا كبيرًا من الدّقيق و حَمَلهُ على حَمَّالٍ فهَرَبَ بالدّقيق ، فلمّا كان بعد أيّامٍ رَأى الحَمَّالَ في السُّوق فاختَفَى منه فقال له صديقه لمَا اسْتَتَرْتَ منه و قد سَرقك قال : أخشَى أنْ يُطالبَنِي بكِـرَاء الحَمْلِ


قرَأ إمَامٌ في صَلاتِه " إنّا أرْسَلنَا نُوحًا إلى قوْمِـهِ " ثمّ نسِيَ بقيّة السُّورَة و ارتبَكَ فصَاحَ أحَدُ المُصَلّينَ من خلفه : إنْ لمْ يَذهَبْ نُـوحْ فأرْسِلْ غَيْرَهُ و أرِحْنَا


كانَ لبَعضِ المُغَفّلين حِمَارٌ ألمَّ بهِ مَرَضٌ ، فنَذَرَ إنْ عُوفِيَ حماره صَامَ عشرة أيّام فعُوفِيَ الحمار فصَامَ ، فلمَّا تَمَّتْ مَاتَ الحمار ، فقال : يا رَب تَلهَّيْتَ بي ، هاهو رمضان قادم و اللّه لآخُذَنَّ من نَقَاوَته عَشرة أيَّامٍ لا أصُومُها

كان لأحَدِهِم عَـقلٌ و قلمٌ و ورَقَـة فقال في نفسه لما لا أكتب كلامَ سَيِّـدِي فـقَصَّ و لَـصَـقَ و نَشَـرَ

دولة الأنصاب و الألقـاب




لا رَأيَ للحَقِّ الضَّعِيفِ و لا صَدًى [] الرَّأيُ رَأيُ القَاهِرِ الغَلاَّبِ

كذاكَ تَـتَّخِذُ المَظَالِمُ مَنـطِقًـا [] عَـذْبًا لِتُخفِي سَوْءَةَ الآرَابِ

البُـؤسُ لابْنِ الشَّعبِ يَأكُلُ قَلبَهُ [] و المَجْدُ و الإثْـرَاءُ للأغرَابِ

و الشَّعْبُ مَعْصُوبُ الجُفُونِ مُقَسَّمٌ [] كالشَّـاةِ بيْنَ الذِّئبِ و القَصَّابِ

و الحَقُّ مَقطُوعُ اللِّسَـانِ مُكَبَّـلٌ [] و الظُّلمُ يَمْرَحُ مُذْهَبَ الجِلبَـابِ

هـذا قَـليلٌ مِنْ حَـيَاةٍ مُـرَّةٍ [] في دَوْلَـةِ الأنْصَابِ و
الألقَـابِ
أبو القاسم الشابّي
ديوان : أغاني الحياة

dimanche 14 décembre 2008

اقـــتِــــــــــــــــــرَاحْ




تحبُّـو نحِـلُّـو اللّعبْ و نحرقو الفيلم الّي قاعِدْ يِتطبَخْ لنا في الكواليس باش يجيبونا على بَرَّة ؟ مانا ما نحبّوش الجمعيّات و كلّ ماهو مقنّن و رسمي و اخترنا باش يقعد الفضاء التدويني حرّ و هذيك هي فلسفته ، إيجَاوْ نبعثو مدوّنة جديدة جماعيّة على شاكلة مدوّنة " ضدّ الحجب " و إلاّ " مائة قصيدة للحريّة " و نسَمّيوْها / المدوّنة الوطنيّـة / و نشوفو وطنيّة شكون حامية أكثر و طنيّتنا أحنا و غيرتنا على هالبلاد و إلاّ وطنيّتهم هوما . و نكتبو فيها الكلّنا بصفة توَلّي تهبط كلّ يوم بمقال جديد إذا كان موش مرّتين ثلاثة في النّهار ، و خلّي عمّار يتلفّتلها نحلّو وحدة أخرى .
توّة برباش يصمّمها لنا و أحنا الكلّ بخلاف مدوّناتنا الّي يلزمها تقعد تخدم كالعادة و أكثر ، نكتبو في المدوّنة الوطنيّة كلّ ما يهمّ البلاد [ اقتصاد – سياسة – حقوق إنسان – تعليم – صحّة – دين – مسائل تتعلّق بالهويّة و الانتماء – إعلام – تشغيل – أحوال المجتمع ... ] و نسخّرو كلّ الطّرق : مقالات ، كاريكاتور ، لقطات فيديو ، صور ...
كي طلعت محَبّة تونس على المِـحَكّ هات نوَرّيوْ الوطنيّة على قاعدة و ماناش ناقصين كفاءات

ما تتسرّعوش في القرار ، فكّرو في عقلكم و إذا كان وافقتو أنا نقترح على صاحب مدوّنة " خيل و ليل " باش يتولّى بعث المدوّنة هذه على خاطره قيدومنا و أكبرنا في القدر و التجربة طبعا ، و على خاطر الوطنيّة الحقيقيّة علّمتنا ما نقصيش الّي دفع ضريبة وطنيّته غالية موش حَمّم وجهك و وَلّي وطني
هـذا اقتراحي و نتمنّــى يلقى عندكم القبـــــول

samedi 13 décembre 2008

يا حوحو وَصّلت الدَقّ للدّربَالة كي جيتني في أعزّ النّاس و قُتلِي اختار



حبّيت نعمل الّي اقترحه حسين رغم انّي احترمت فكرته و لقيت فيها ذكاء و حنكة نادرين في أيّامنا هذه لكنّ صدّقوني ما نجّمتش ، ما نجّمتش نختار و نقدّم مدوّنة على الأخرى . صارلي كيف الّي قالوله شكون تحبّ أكثر في أولادك
.
كلّ مدوّنات أصحابي ولاّت قطعة منّي نهار الّي يغيب واحد منهم الحسّ يبات ، نهار الّي واحد يقول ماعادش كاتب نحسّ قلبي يتخلع ، العام هذا الّي بديت فيه تجربة التدوين أحدث الفارق في حياتي الكلّها لأوّل مرّة نحسّ روحي حيّة نتفاعل نؤثّر و نتأثّر نشيخ و نتنفخ كي يشكروني و نتنبز كي يطفّيوني و نتنرفز كي واحد يقول كلمة موش في بقعتها و من بعد نرجع ننسى كلّ شيء ، تصليح الامتحانات مكوّم بحذايا و أنا ندوّن ، راسي يوجع و أنا ندوّن ، ناقصة نوم و نصبح نخدم و أنا ندوّن . نحسّ الّي ثمّة عايلة كبيرة نحكي معاها و تحكي معايا اليوم تحبّوني نختار منها البعض على حساب البعض ؟ ما نجّمش . قولو الّي تحبّو المرا عاطفيّة و أضعف من الرّاجل و صعيبة عليها المواقف ، ميسالش أما ما تنساوش المرا هذه من شيمتها الوفاء . الوفاء للمدوّنات الّي قريتلهم و حبّيتهم و احترمتهم و عملت عليهم كيف و فرهدوني في أحلك الأوقات و نوّرولي برشة ظلام و لهذا أنا ما نيش باش نصوّت أنا باش نذكرهم بالواحد من غير ترتيب

الدّوعاجي - أرابيكا – براستوس – آرتيكولي – خيل و ليل – عيّاش – ولد بيرصا – بوقرنين – ستوبور – المطرقة – قميرة – اللّص نومرو1 – عاشور النّاجي – شنفرى – الحلاّج – سفيان شورابي – خنوف – امرأة غبيّة – سمسوم – أبوناظم – هناني – زبراط – مصير – ماني الإفريقي – البيغ تراب بوي – كلندو – برباش – ملاّ فدّة - شهاب – قصّة أون لاين – إيما بانجي – جلال الغربي – تلفزة بالملوان – مانديلاّ ...
و يسامحوني إلّي نسيت ما ذكرتهمش الذّاكرة مع التعليم تتهلهل .
شفتو ماحلاها عايلتي ؟ سامحني يا حسين ما نجّمش نبجّل واحد على لاخر .صوّتو انتوما و أنا راضية بالنتيجة مادامت رغبة الأغلبيّة المتضامنة الّي لا تفرّقها فلوس و لا جوايز لأنّه الكلمة الأولى و لاخّرة لحريّة التعبير

vendredi 12 décembre 2008

هل الذّكورْ ذنبُهُـم مَغــفــورْ ؟



منذ يومين تلقّيت رسالة على الموقع الاجتماعي فايس بوك من الصّديقة عفيفة حلبي تضمّن مقالا صدر مؤخّرا للأديبة السّوريّة غادة السمّان هذا نصّه

خلال إجازتي البيروتيّة هالتني الأخطاء اللّغويّة و أنا أستمع إلى نشرات الأخبار و برامج الحوار المتلفزة و الإذاعيّة بالمقابل سَرَّني أنَّ بعض الصّحفيين يرصد تلك الأخطاء في غير جريدة و مجلّة لكنّني بعد فترة لاحظتُ ظاهرة غريبة إذ أنَّ " التّصويب " يَنصَبُّ على أخطاء المذيعات من دون المذيعين

فلمــاذا ؟

ألأنَّ معظم الذين يخوضون في هذه الموضوعات لا يستمعون إلاّ إلى الإعلاميّات و يُفضّلوهنَّ على الذّكور ؟
أمْ أنَّ خطأ الذّكور مغفـــور ؟

فالإعلاميُّون يُخطئون كالإعلاميَّات أخطاء لا تُغتَفَر كرفع المفعول به و كسر الفعل المضارع و عسى أن نَطَالَ نقـدًا للأخطاء يخلو من الشّوفينيّة و العنصريّة الذّكوريّة . معظم السّياسيّين اللّبنانيين يستبيحُ العربيّة الفصحَى و بينهم من نسي قواعد اللّغة . نتعَذّبُ معهم مرّتين ، مرّة لهُرَاءٍ يقوله بعضهم و ثانية لأخطائهم الفادحة و هم يعظوننا " بثقل دم " فتَّاك . من زمان كان السّياسيُّون يَلحَـنُون و لكنّهم يعرفون ذلك و يُدارُونه بخفّة ظلّ ، و هكذا حين أخطأ الرّئيس رَشيدْ كرَامة لغويًّا قاطعه صَائِبْ سَلامْ مُصَحِّحًا له إسم إنَّ المنصوب لا المرفوع رَدَّ رشيد كرامة بخفّة ظلّ " أنا أحبّ الرَّفع و صَائِبْ بِيكْ يُحبّ النَّصْب " فضحك صائبْ و ضحكتْ لبنان . أمّا اليوم فنبكي كلّما فتحَ بعضُ السّياسيّين أفوَاهَهم لغَرَضٍ غير الطّعام .

غـــادة الســــمَّـــانْ
عن مقال بعنوان " لماذا الذّكور ذنبهم مغفور ؟ "
من صفحتها " لحظة حريّة " بمجلّة الحوادث الأسبوعيّة
11/ 11 / 2008

بصراحة حمدت اللّه كثيرا و أنا أقرأ مقال الأديبة السّوريّة ، الحمد للّه أنّ الخُطَب أصبحت تأتي جاهزة و بالخطّ المشكول الكبير لذوي " النّظر التّعليميّ " الضّعيف . و كفى اللّه المؤمنين شرّ الفضائح
.

mercredi 10 décembre 2008

بعد ستّين سنة عن الإعلان العالمي...أين نحن من الحقوق؟



اجتمعت الشهر المنقضي مجموعة من العالمات الغربيّات في فرنسا لمناقشة موضوع المساواة بين المرأة و الرّجل في أوروبا و تباحثن في نِسَب ارتقاء المرأة الغربيّة إلى مواقع القرار في مراكز الأبحاث العلميّة ، و نحن مانزال نناقش تعدّد الزّوجات و المساواة في الإرث و الحقّ في الطّلاق و الحقّ في اختيار الزّوج و اختيار اللّباس و اختيار الدّين .

بعد ستّين سنة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
مازالت البنت في أفغانستان تُقتَل لأنّها تعرَّضَت للاغتصاب
و مازالت الخادمة القاصر في السّعوديّة تتعرّض للضرب و الحبس و الحرمان من الطّعام
و مازال الأطفال ذكورا و إناثا في بلدان عديدة يمارسون مِهَنًا شاقّة و يُجبَرونَ على السّرقة و الدّعارة و تجارة المخدّرات و يتعرّضون للاعتداء الجنسي
و مازال الطفل في فلسطين محروما من حقّه في السّكن و الغذاء و الدّراسة و الحياة الآمنة
و مازال أكثر من ثلث نساء الهند يقمن بعشر رحلات يوميّة لجلب الماء لأسرة تتكوّن من خمسة أفراد
و مازالت البنت في صعيد مصر تُجْرَى عليها عمليّة الختان
و ما زال العمل جاريا في السّجون و مراكز الأمن بالتعذيب و الإيقاف المتجاوز للمدّة القانونيّة و استغلال النّفوذ
و مازالت شرائح من المواطنين لا يتمتّعون بنظم التّأمين على المرض

.............

و القائمة طويلة طويلة

من أهمّ ما يلفت الانتباه في شروط الاتّحاد الأوروبي للانضمام إلى عضويّته الاتّفاق و المصادقة على نفس المبادئ و القيم و القوانين ، أمّا في العالم العربي يكفي الدّولة أن تكون عربيّة لتنضمّ إلى جامعة الدّول . لما لا نبعث منظّمة جديدة لا تضمّ إلاّ الدّول التي تحترم حقوق الإنسان و ترفض تعدّد الزّوجات و الرَّجْم و الجَلد و قطع الأعضاء و تزويج القاصر و تشغيل الأطفال و الاعتداء عليهم ماديّا و معنويًّا .
ستقولون أضغاث أحلام و سنجد أنفسنا بمفردنا في هذه المنظّمة ، فأقول كلّ إنجاز يبدأ بحلم كلّ مجموعة تنطلق من المفرد فدَعُونا لا نَخشَى المبادرة و المجابهة .

في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.. لنْ نـركَعْ

لن نركع.
رُكبنا مكسورة، لكننا
لسنا في (وضعية الركوع)!
ولن...لن ندع لهبة الحب تخمد في القلب،
رغم مستنقع الرعب هذا كله.
وسنبقى هنا
ما استطعنا الى ذلك سبيلاً،
فالبقاء فعل اصرار على الحلم.
الزهرة. الاغنية. الحب.
ووسط هذا الحصار المروع
.المهم ان نظل نلحظ الفرق
بين الحي والمقدد.
بين الثورة والمذبحة،
بين الشجرة والمشنقة!
ولكن البقاء هنا مستحيل.
والرحيل مستحيل.
الحياة في بيروت غير ممكنة.
والحياة بدونها غير ممكنة
. فماذا نفعل؟
غادة السمان
غربة تحت الصفرص13

mardi 9 décembre 2008

و أخــيــــــرًا



و أخيرا انفرجَ بابُ السّجن ، شهور طويلة مَلّت عَدَّها قضّتها قابعة في غياهب سجن رطب مظلم لا أنيس فيه و لا رَفيق ، صَرَختْ استعطفتْ انتَحَبَتْ هتفَتْ بالشِّعر و الأغنيات بلا طائل ، دَفَعَتْ البابَ أيّاما و ليالي حتّى خارت قواها ، حفرَتْ الجدران بأظافرها أضربت عن الطّعام لا فائدة

من كُوَّةٍ صغيرة كانت تشاهد الحياة تدِبّ ، أصدقاء و عشّاق ، أمسيات و احتفالات و مجالس فينقبض قلبها الصّغير و يعتصره اليأس . متى يعطِفُ سَجَّانُها ؟ أتراه نسيها و رحل إلى مرافئ جديدة ؟ أمْ تُرَاه قرّرَ تمديد إبعادها و استهوَتهُ فكرة المُؤبَّد ؟ هواجس و مخاوف كانت تنهش فكرها بلا هوادة لعلّها ما خفّفَ عنها الوِحشَة

قبل ذكرَى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بيومين جاء الإفراج ، أخيرًا تفطّنتْ أنَّ بابَ السِّجن الذي ظلّت تَدفَعُهُ شهورا طويلة إنّما يَنْفَتِحُ إلى الدَّاخل ، كان يكفيها أن تجذبَه إليها برفق . حينها أرسلت ضحكة مجلجلة مريرة تبعَتها دموع حارّة غزيرة ، حينها فقط أدركت أنّها كانت شهورا طويلة داخل سجن من صنعها حبيسة إرادتها و وَهْمِهَا . كان يكفي أن تخطُوَ خطوة واحدة خارج قضبانها لتجد الحياة في انتظارها على الرّصيف الآخر
.

samedi 6 décembre 2008

نَـــــــــــشَـــــــــــــــــــــــازْ


ما ندّعيش أنّي مستويَّة أكثر من النّاس ، حتّى إنسان ماهو كامل و لكن فمّة وضعيّات متاع عَوَجْ صارخة و حالات يغيب فيها الذّوق ، و لو أنّه يلزمني تدوينة كاملة حول معنى الذّوق و مقاييسه و لكن حبّيت نعرض عليكم بعض الأوضاع إلّي ما معاهاش صبر .

قصعة بارابول فوق سطح دار خايخة قريب تطيح هاهاهاها

مُكيّف في بيت حيوطها مشققّة و كحلة بالنّدَى هوهوهوهو

فيلاّ مذخمة سورها مرَشَّق بالقزاز بخخخخخخخخخ

طاولة بلاّر و إينوكس على صالة من الموبيلية الكلاسيكيّة يععععععععععع

الآذان في رنّة الهاتف الجوّال خَرّررررررررررفْ

الحِجَاب مع الدّجين المظبوط و زينة الوجه ههههه وين تجي تنفع

سائق تاكسي يربرب و هو حالل إذاعة الزيتونة على علو صوتها أووووووووفففففففْ

واحد يشرب الخمر العام كامل لكن يبطّل في شهر رمضان باش يصوم أيْ لاَ قَدْقَدْ

واحد يخلط على جماعة في آخر هدرتهم و يعطي رايه في حديث ما حظرش عليه
و على بابا أوه

واحد يتشكَّى من ريحة الدخَّان و ما يقعد كان حذا الّي يتكيّفو لا نحبّك لا نصبر عليك

صغار موش لاقين الأدوات المدرسيّة و اللّباس اللاّيق و بوهم يتكّي على كبش قدّ البهيم قالّك سُنَّة

واحد يبدَى يحَرْبِطْ باش البارابول متاعه يجبد مئات القنوات و هو ما يتفرّج كان في إقرأ

mercredi 3 décembre 2008

الشّعر القَصَصِي:أبـو نواس نموذجًا : رحلة إلى خَمَّار



لم يصلنا من الشّعر القَصَصِي خصوصا القَصَصِ الخَمْرِي المنظوم إلاّ نَزرٌ يَسِيرٌ في بعض أشعار الأعْشَى و بن أبي ربيعة . و لمّا جاء أبو نواس في العصر العبّاسي الأوّل تفنَّنَ في هذا اللّون القصَصِيّ فنَظَمَ القصائد ليَرْوِي مغامراته مع الرّفاق و هم يَرْتادُون الخمَّارَة .
كلّ المقوّمَات الفنيَّة للقصّة حاضرة في قصائده ، فالسّرد متوفّر بأركانه الخمسة: زمان و مكان و شخصيّات و رَاوٍ و حَدَث ، و بـبِنْيَتهِ الثلاثيّة : وضعُ انطلاق و سِيَاقُ تحَوُّلٍ و وَضْعُ خِتَامٍ
و السَّرْدُ مُلغَمٌ بالوَصْفِ بأدَقِّ تقنياته : تصويرٌ للإطار العامّ و جَوّ مجلس الأنس و وصف للشخصيّات الرِّفاقُ و الخمَّارُ و القَيْنَة و الغُلامُ مع اسْتِـبْطَانٍ رائعٍ للنّفسِيَّات
كلّ هذا مع استخدام المماطلة و المفاجأة و التشويق و العُقدَة و الحِوَار و التضْمِين بأبيات من قصائد أخرى و اعتماد أساليب التشبيه و التشخيص و قدرة مَهُولة على مقابلة عالم المَادَّة بعَالم الرُّوح
لن أطيل أكثر في التحليل و أقدّم قصيدة لعلّها من أهمّ ما قيل من الشّعر القَصَصِي


رِحْــــلَـة إلَـى خَـمَّــار

دَعِ الرَّبْعَ ما للرَّبْعِ فيكَ نَصِيبُ و ما إنْ سَبَتْنِي زينبٌ و كَعُوبُ

و لكنْ سَبَتْنِي البَابِليَّةُ إنَّهَا لِمِثلِيَ في طول الزَّمان سَلوبُ

جَفَا المَاءُ عنها في المِزَاجِ لأنَّها خَيَالٌ لها بينَ العظامِ دَبيبُ

إذا ذاقَهَا مَنْ ذاقَهَا حَلَّقَتْ بهِ فليْسَ لهُ عَقلٌ يُعَدُّ أديبُ

و ليْلة دَجْنٍ قد سَرَيْتُ بفِتيَةٍ تُنازعُهَا نحوَ المُدَامِ قُلوبُ

إلى بَيْتِ خَمَّارٍ و دُونَ مَحَلّهِ قصُورٌ مُنيفَاتٌ لنا و دُرُوبُ

فَفُزِّعَ من إدْلاجِنا بعد هَجْعَةٍ و ليسَ سِوَى ذي الكبْرِيَاءِ رَقيبُ

تَنَاوَمَ خوْفًا أنْ تكونَ سِعَايَة و عَاوَدَهُ بعدَ الرُّقَادِ وَجِيبُ

و لمَّا دَعَوْنَا باسْمِهِ طَارَ ذُعْرُهُ و أيْقَنَ أنَّ الرَّحْلَ منهُ خَصِيبُ

و بَادَرَ نحو البابِ سَعْيًا مُلبِّيًا لهُ طَرَبٌ بالزَّائِرينَ عَجيبُ

فأطْلقَ عَنْ نابَيْهِ و انكَبَّ سَاجِدًا لنا و هو فيما قد يَظنُّ مُصِيبُ

و قال:"ادْخُلوا حُيِّيتُمُ مِنْ عِصَابَة فمَنزلُكُمْ سَهْلٌ لدَيَّ رَحِيبُ

و جَاءَ بِمِصْبَاحٍ له فأنارَهُ و كلُّ الذي يُبْغَى لديه قَريبُ

فقُلنَا:"أرِحْنَا هَاتِ إنْ كنتَ بَائعًا فإنَّ الدُّجَى عن مُلكِهِ سَيَغيبُ

فأبْدَى لنا صَهْبَاءَ تَمَّ شَبَابُهَا لها مَرَحٌ في كأسِهَا و وُثُوبُ

فلمَّا جَلاهَا للنَّدَامَى بَدَالهَا نَسِيمُ عَبيرٍ سَاطِعٍ و لَهِيبُ

و جَاءَ بهَا تَحْدُو بها ذاتُ مزهَرٍ يَتُوقُ إليها النَّاظرُونَ رَبِيبُ

كَثيبٌ عَلاهُ غصْنُ بَانٍ إذا مَشَى تكادُ لهُ صُمُّ الجِبَالِ تُنِيبُ

يَشُمُّ النَّدَامَى الوَرْدَ من وَجَناتِهِ فليْسَ بهِ غير المَلاحَة طِيبُ

فمازال يَسْقينَا بكأسٍ مُجِدَّةٍ تُوَلِّي و أخرى بعد ذاكَ تَؤوبُ

و غنَّى لنا صَوْتًا بلحْنٍ مُرَجَّعٍ " سَرَى البَرْقُ غَرْبِيًّا فَحَنَّ غَريبُ

فَمَنْ كانَ مِنَّا عَاشِقًا فَاضَ دَمْعُهُ و عَاوَدَهُ بَعد السُّرُورِ نَحِيبُ

و ما بَيْنَ مَسْرُورٍ و بَاكٍ من الهَوَى تَجَلَّى مِنْ ثَوْبِ الظَّلامِ غُيُوبُ

mardi 2 décembre 2008

آخر قــرار ... إنْـسَــــاوْنِــــي



حتّى لا أقع في فخّ التراشق بالتّهم و التبرير و التفسير و حتّى لا أفهَمَ خطأ و أنزلق بدوري في المشاحنات التي لطالما نبّهتُ منها ، و حتّى لا يضطرّ البعض من الأصدقاء القدامى للأسف للحديث عن انفصام الشخصيّة و ازدواجيّة الرّأي و قائمة حتّى مازالت طويلة و لكن لا فائدة من ذكرها كاملة

فقد قرّرت أن أمَيِّعَ هذه المدوّنة و لن أكتب بعد اليوم إلاّ في هَبَاءات التّفاهة و كلّ ما هو سطحيّ و منحلّ ممّا لا يهمّ الشّأن الخاصّ أو العامّ للبلوغسفير من قريب أو من بعيد . سأغنّي على ليْلاَيَ كما يفعل الكثير و أجني راحة البال ، هذا إنْ عَنَّتْ ليَ الكتابَة ليَهْنَأ من تزعجُهُمْ مواقفي و شكرا لكم
.

lundi 1 décembre 2008

أمَا يَسُرُّكَ أن ّالأرضَ زهراءُ و الخَمْرُ مُمكِنَة شَمْطاءُ عَذرَاءُ




أما يَسُرُّكَ أنَّ الأرضَ زهراءُ و الخمرُ مُمكنَة شَمْطَاءُ عَذرَاءُ

ما في قعُودِكَ عُذرٌ عن مُعَتَّقَة كاللّيلِ وَالِدُهَا و الأمُّ خَضْرَاءُ

بَادِرْ فإنَّ جِنَانَ الكَرْخِ مُؤنقة لمْ تَلتَقـفها يَدٌ للحَرْبِ غَبْـرَاءُ

فيها مِنَ الطَّيْرِ أصنافٌ مُشَتَّتَة ما بينَهُنَّ و بينَ النُّطقِ شَحْنَـاءُ

إذا تغَنَّيْنَ لا يُبْـقِينَ جَانِـحَة إلاّ بها طَرَبٌ يُـشفَى بِهِ الدَّاءُ

يا رُبَّ منزلِ خَمَّارٍ أطَفتُ بهِ و اللّيلُ حُلّتُـهُ كالقَارِ سَوْدَاءُ

فقامَ ذُو وَفرَةٍ من بَطنِ مَضْجَعِهِ يَمِيلُ من سُكْرِهِ و العَيْنُ وَسْنَاءُ

فقالَ مَنْ أنتَ؟ في رِفقٍ فقلتُ لهُ بعضُ الكرَامِ ولي في النَّعْتِ أسْمَاءُ

و قلتُ:إنِّي نَحَوْتُ الخمْرَ أخْطُبُهَا قالَ: الدَّرَاهِمَ، هلْ للمَهْرِ إبْطَاءُ

لمَّا تبَيَّنَ أنِّيَ غيرُ ذي بُخلٍ و ليسَ لي شُغُلٌ عنها و إمْضَـاءُ

أتَى بها قَهْوَةً كالمِسْكِ صَافيَةً كـدَمْعَةٍ مَنَحَتهَا الخَدَّ مَرْهَـاءُ

مازالَ تَاجِرُهَا يَسْقِي و أشْرَبُهَا و عندَنَا كَاعِبٌ بَيْضَاءُ حَسْنَاءُ

كمْ قدْ تَغَنَّتْ و لا لوْمٌ يُلمُّ بنَا: دَعْ عنكَ لوْمِي فإنَّ اللَّوْمَ إغْرَاءُ


أبو نواس