vendredi 23 septembre 2011

الجُوعُ صناعة بشريّة و نـُدْرَة المَوَارد خرافة

يُوجَدُ في العالم ملايين الجائعين أو ممّن يُعانون من سوء التغذية و هذه حقيقة لا مِرَاءَ فيها ، و لكنّ تشخيص الجوع بأنّه نتيجة لنـُدْرَة الغذاء و الأرض و لوْمٌ للطبيعة فهذا من صُنع البشر.فالجوع يُوجَدُ غالبًا مع الوَفرَة و لا أساسَ لفكرة أنّه لا يُوجَدُ من الغذاء ما يكفي للجميع. فالموارد موجودة بشكل كافٍ و لكنّها تعاني دائما من قلـّة الاستخدام ممّا يجعل الجوع قدَرَ الأغلبيّة و التـُّخمة حظّ الأقليّة . فطبقا لدراسة أعدّها علماء بجامعة إييُوَا ، فإنّه لا يُزرَعُ سوى 44 في المائة من الأراضي الصّالحة للزراعة في العالم . و في إفريقيا و أمريكا اللاتينيّة ، لا يُزرَعُ سوى أقلّ من 25 بالمائة من الأراضي التي يمكن زراعتها . و العقبات أمام تحرير الطاقة الإنتاجيّة للأرض ليست في معظم الحالات طبيعيّة بحتة ، بل سياسيّة و اجتماعيّة بالأساس . ففي 38 بلدا من البلدان التي تعاني من الجوع يسيطر كبار المُلاّك على نحو 79 بالمائة من الأرض المزروعة دون حسن استخدام الثروة الناتجة .إذ كثيرا ما يُسَاءُ توزيعها بتحويل مَسَارها من تلبية احتياجات الغذاء الأساسيّة للفقراء إلى إشبَاع المُتـْرَفين . و أمام تفاقم الغلاء و انهيار المقدرة الشرائيّة ، تتحوّل الاستثمارات إلى خدمة القادرين على الدّفع أي الطّبقات العُليَا المَحَليَّة و الأسواق الخارجيّة
و هكذا ، فحين تخضعُ طاقة الأرض الإنتاجيّة الهائلة لسوء الاستخدام و لتوزيع غير عادل للثروات، و حين يُسْتنزَفُ الإنتاج بصورة متزايدة لإطعام جَيـِّدِي التغذية أصْلا ، فلا يمكن اعتبار النـُّدْرَة سببًا للجوع ، فالجوعُ حقيقيٌّ أمَّا النـُّدرَة فـوَهـْمٌ
و في الختام ، أقدِّم رقميْن فقط
فقد فاق عدد الجائعين في العالم 845 مليون شخص أغلبهم من الأطفال
و يموت كلّ يوم 6 آلاف طفل من الجوع بمعدّل طفل كلّ خمس ثوان
و السؤال الذي يعود مجدّدا إلى السطح هو: هل المديونيّة حلّ ؟ هل يمكنّنا التداين من القضاء على البطالة و يفتح آفاق استثمار جديدة؟ 
يمكن أن يجوز هذا لو كانت السياسة الماليّة و الاقتصاديّة عموما سياسة وطنيّة تخدم صالح البلاد و الشعب ، أمّا و الدولة تثقل كاهل البلاد عاما بعد عام ليزداد الفقر و البطالة و تتردّى المقدرة الشرائيّة للمواطن إلى الحضيض و تتّسع الهوّة بين المُترَفين و المُعدَمين، فمديونيّة جديدة لن تكون سوى ضربا من الاغتيال الجماعي للشعب
بقيت مسألة أخيرة، إنّ أيّ هيكل مؤقّت غيرُ مؤهَّل لاتّخاذ قرارات مصيريّة و طويلة المدى حيث يتوجّب على الهيكل المنتَخَب بعده أن يلتزم بها ضدّ إرادته. و عليه فإنّ الحكومة المؤقتة مدعوّة إلى عدم إغراق البلاد في تداين جديد لن تكون حاضرة طيلة السنوات القادمة لتحمّل تبعات سداده و فضّ المشاكل المترتّبة عنه، و إنّ تتسلّم الحكومة المنتخَبة الجديدة بلدًا غارقا في الدَّيْن و شعبا مُرْهَقا فقيرا عاطلا فذلك سيكون أولى أسباب إجهاض نجاحها و هذا ما لا يرجوه أيّ تونسي حُرّ  

jeudi 1 septembre 2011

ميزيريا 7: من لا عيد له


العيد ... كلمة كانت تلمع، تضوّي، تبرق في عينينا و عقولنا       و قلوبنا وقت الّي كنّا صغار. يبدا الجوّ الحفالي قبل العيد بجمعة ، و يبدا العدّ التنازلي و احنا نحسبو في الايّام الّي ماعادش تتعاود ، الدّار تتحوّل لورشة كبيرة ، كلّ واحد لاهي في حاجة . بعد شقان الفطر، يكثر الحديث و المطالب و الوعود و الوالد يولّي فيه العسل ، كلّ واحد منّا شنوّة المطلب متاعه – رغم الّي عمرنا ما اعترضنا على حاجة شراها لنا ، يمكن على خاطر ذوقه كان فوق مطالبنا- ماكنّاش مشغولين بيه كيفاش باش يلبّي طلباتنا و طلبات الدّار الكلّ ، ما كنّاش لاهيين بتعب الوالدة الّي نرقدو نخلّيوها تقضي و نقومو الصباح نلقاوها تقضي، كلّ الّي كان يهمّنا تتشرا لنا حوايج جديدة و تجي خالتي خديجة حلاّلة الحلوّ تعمل لنا البقلاوة و تبدا الصّواني فوق الرّوس ماشية جاية للكوشة و احنا كالقطاطس نحبّو نذوقو ، و نحبّو نقيسو حوايجنا و صبابطنا...     و قبل العيد بنهار يمشي الوالد و معاه لولاد لعمّ الصّادق الحجّام، و كي يروّحو نستقبلوهم بعبارات التهاني و الصحّة، في الليل ما نرقدوش إلاّ ما نطمانو على جوايجنا بحذانا، نغزرو لهم و نحلمو بغدوة.



صباح العيد ، نفيقو ساريين ،نعيّدو على بعضنا، نفطرو بالتلحليح و نلبسو حوايجنا و ناخذو المهبة ، و تطوال علينا الدقايق حتّى يأذن الوالد بالخروج ، وقتها يشري لنا اللعب و يصوّرنا و تبدا الدّورة على العايلة من باب سويقة للحلفاوين لقرطاج بيرسا و في كلّ دار يغصّبو علينا الحلوّ، البعض منّا لعبته تتكسّر قبل ما يطيح الليل و البعض منّا يلمّ مهبته الكلّ و ما يشري بيها شيء، و نتلاقاو بصغار العايلة و نلعبو و نضحكو و نحكيو و نحوّسو في وسط البلاد، في السهريّة تتلمّ الأقارب الكلّ في دار ممّاتي و تتعدّى أوقات ممتعة و البعض منّا يهزّه النّوم مالتّعب. كان أمتع الأجزاء في العيد هي شرا الألعاب مالحلفاوين ، و ركوب القطار الأبيض و الفرجة على البحر، و المبات في دار ممّاتي في بيرسا.






إلّي كتبته إلى حدّ الآن يتنافى مع العنوان، نعرف. و ما نحبّش نطيح في مقارنة من غير فايدة و لا نقعد نتحسّر على الماضي، زايد ... كنت باش نكتب في ميزيريا 7 علّي ما عندهمش عيد، صدمتني التصاور هاذي و لقيتها تعبّر خير من ألف تدوينة. كلّ الّي باش يتكتب بعد التصاور هاذي نعتبره متاجرة بمعاناة النّاس  و البلاد، هذاك علاش حلّيت شبّاك على ذكريات سعيدة في العيد  و قلبي يتألّم للّي لا عنده عيد و لا ذكريات و لا حاضر