jeudi 19 août 2010

ميــزيريا 3 : رمضان .. و الأخطاء التقنيّة

توّا كيف مناسباتنا ولاّت طافية و ماعادش فيها رونق بكري ، لا ريحة لا فيحة ، كي رمضان كي الأعياد كي دخول المكتب كي نتايج الامتحانات ، برّا قلنا ميسالش ، هذاك هو ، يلزم الواحد يتأقلم و ما يقعدش ينين عالماضي و الدنيا ما ترجعش بالتوالي ، أما كيف نزيدو على غياب الرونق الكُبّي و الجهل و الميزيريا يولّي ياسر عالجْحَيِّش .

بالله قولو لي شهر رمضان آش فيه زايد على بقيّة الأشهرة باش البلاد كلّها تاقف فيه على صبع و ربع ؟ و إلاّ شاهيين الدعازق و الخوضة ؟ الزيت في بعض البقايع مقطوع و شفت بعيني عباد يتضاربو بالبّادن ، حوانت الحليب بالصّفوف ، مالنّهار الأوّل تحَطّتْ نصُبْ الزلابية و المخارق و ذبّان مقنقن عليهم و حالة مُكربَة ، ثمّة واحد موقّف 404 باشي ( موش متاع عمّار ) يبيع في مخارق باجة ، هكّة قال ، و معلّق طرف كرضونة كاتب عليها " تشري كيلو مخارق معاه كيلو بلاش ، تشري خمسة كيلو تاخذ بيس تونيزيانا بلاش " ، بالعشرين كميونة هندي الجنَبْ للجنب ما يمغربش عليهم المغرب .. في النهار الثاني من رمضان مشيت للمغازة العامّة و لقضية خاطية رمضان ، قلت خلّي هاك الفوعة تتعدّى ، و أنا ندور في المغازة نلقى الطّارمات متاع الشُّربة فارغين ، الشُّربَة بركة ، موش لازم نعدّد السّلعْ لخرة ، في نهار ؟ السيّد الّي لاهي غادي قالّي "ماعندك ما ريت يا مَدام ، كان تشوف الخاطر الّي دزّ علينا شيء من ورا العقل ، و هذا الكلّ حتّى شيء ، عندنا فرع في منطقة شعبيّة عمل ليلة رمضان روساتْ بقرابة ثلاثة مليارات . " يعني تخيّلو الحافر الّي نجّم يجيب الرّقم هذا .. علاش البلاد تولّي في رمضان تستورد أكثر كاينّا منكوبين بمجاعة و إلاّ فياضانات ، ياخي العباد المفروض صايمين ينقّصو وجبة و إلاّ يولّيو ياكلو أكثر ؟ التلفزة تِهْبِل في رمضان ، ثلاثة ميا واشْ و ثمانين ومضة إشهاريّة في نهار واحد ؟ علاش ؟ قادمين على حرب ؟ زعمة قدّاش من عايلة متذكّرة إلّي العيد يجي ليلة دخول المكتب ؟  آش حضّرنا ؟ و التحضير هوني موش مادّي بركة ، قال شنوّة توّا نشريو للصغيّرات حوايج جدد حاجة          و حويجة منهم للعيد و منهم للمكتب ، و التحضير المعرفي        و النفسي و البيداغوجي وينو ؟ إذا كان ولادنا عايشين بين بُو يقسم نهار رمضان بين الخدمة و النّوم و في الليل يا يشدّ الجامع يا يسكن في القهوة و بين أمّ يا تقضي يا لابسة وجه التلفزة تتبّع في هاك المسلسلات الطيطري ، كيفاش نحبّو ولادنا ما يهملوش في الشارع و إلاّ في أحسن الحالات يشدّو الانترنيت من غير رعاية ، يزّي فيه البركة توّا كي يتحلّ باب الوكالة الّي كانو يسمّيوها مكتب توّا تدخل النّاس الكلّ و الحضور الذهني في عقله ياخي قالّه يكبّر سعدك قالّه توّا ؟

الماكلة مانتفكّروها كان في رمضان ، و العَسَّة على بعضنا ما نتفكّروها كان في رمضان ،و الدّين ما نتفكّروه كان في رمضان ، واش يكثر تمثيل و ترهدين و تقوى بالطّلوق ، ندخل للفايسبوك ساعات باش نشوف آش فمّة جديد نلقى البعض بقدرة قادر ولاّو أوْليَة صالحين بسناجقهم و هوما نفسهم إلّي في الرّيفيون و في عيد الحبّ يقطعوا يدين الحزّازة ، و ما تقرى كان صحّة شريبتك ، آش عمل فيك الصّيام ... تي فمّة شكون حاطط في البروفيل متاعه تصويرة بْريكة .. توّا هذا ريق ؟ واش تغرمنا بلمّان التصحاح     و المقاطعة ، تقول عندنا عضو دايم في مجلس الأمن و إلاّ عِرْقو علينا الشيوخة متاع الفتاوي و التكفير ، الممثّل و إلاّ المغنّي و إلاّ المثقّف إلّي ما يعجبناش ننزلو عليه بالصفحات و الثلب و توّا ولاّت عندنا موضة جديدة ، ولّينا نطالبو بسحب الجنسيّة على خاطرها  والا أحنا أوصياء عليها ، أما إذا كان نحبّو نحكيو على شكون يستحقّ الجنسيّة و شكون ما يستحقّهاش وقتها مضطرّين نثبّتو مليح فلّي سرق و الّي قلِبْ و الّي خان و الّي طَبَّعْ و الّي باع من الآثار حتّى للمبادئ ...

أيْ أحنا هكّاكة و تكمّل علينا النّكتة الّي فيّضتْ الكاس ، في ليلة نلقى الأحباب و الاصحاب يجريوْ عالطّياح و افزع يالّي تفزع راهي المدوّنات و المواقع المحجوبة تحلّت .. و بدينا نبشّرو       و نهنّيو في بعضنا و قلنا هذا ما يكون كان شهر رمضان على بَركة عظيمة ، فمّة شكون حتّى بدا يخمّم يبدّل الإخراج متاع مدوّنته ، إيْ ما دارتش الساعة و الأمور رجعت كيف ما كانت ، تي أنا بالفرحة نشرت في " عبّر إنّها تونس " تهنئة لاصحابي الّي كانت مدوّناتهم محجوبة ياخي تدوينتي خذات مقصّ جابها تدحس .. قالو .. و العهدة على من روى إنّه خطأ تقني . قالّك عمّار يبدّل في الفيلتر ههههه كلمة فيلتر ما نعرفش علاش ذكّرتني في هاكلّي عندو حويرة أرينبات حاصرهم و حَبّ يبدّل القرِييَاجْ بواحد ما أجْود باش ما يزرف حدّ ... قالّه خطأ تقني ، مازلنا في الألفيّة الثالثة  بالأخطاء التقنيّة ، مالا وارد غدوة يصير عطب في الكهرباء و إلاّ في الغاز الطبيعي يحرق البلاد و العباد و قيّد على الخطأ التقني ، و إلاّ تتعطّل حواسيب البنك المركزي و تاقف الشّهارِي و النّاس تحلّ افّامها للرّيح و قيّد على الخطأ التقني ،     و ينجّم يحدث أي شيء في جُرّة الخطأ التقني ، مانا جودة و امتياز و أمور كبيرة على مخاخنا كيفاش عاد تصير عندنا أخطاء تقنيّة ؟ ما يخرجش علينا .. هذا الكلّ و جماعة عاملين عريضة يطالبو بوقف بثّ المسلسلات الّي تجسّد في الأنبياء و ضاغطين عالرّاجل نفس مومنة ما عندو في العام كان كلمة من ثنين يا " تبيّنَ " يا تعذَّرَ " ... أكاهو ؟ وفات مشاكلنا الكلّ ؟ .

صديقنا باخوس عمل سلسلة تدوينات بعنوان " وين ماشيين " ، أنا نقول منين جايين ؟ أما هو فَجّ خْلا مُخْلي سيّبنا ؟ الأمم تقدّم و أحنا هاو وين وصلنا .

هذه ماهاش ميزيريا ؟؟؟


dimanche 8 août 2010

الأصوليّة الخفيفة كوكاكولا لايتْ

مقالٌ لحميد زناز نُشر في موقع الأوان بتاريخ 7 أوت الجاري تحت عنوان " أضاليل الأصوليّة الجديدة " و أثار جدلا كثيرا   هذا نصّه
أمام الضربات العقلانية المتتالية التي يتلقّاها الفكر الأصوليّ (أو بالأحرى اللافكر)، فإنّه يحاول أن يلجأ اليوم إلى أساليب وخدع جديدة كيلا يندثر نهائيا من على وجه الأرض. مثلما هناك كوكا كولا خفيفة (لايت)، يحاول كثيرون تسويق أصولية لايت أو إسلاموية بقناع إنسانيّ.

 
حلق البعض لحاهم واستبدلوا جلابيبهم ببدلات وربطات عنق وتحوّلوا إلى باحثين يقدّمون الخرافة والتخلّف في ثوب جامعيّ مزيّف. خفّفوا من لهجتهم القتالية السلفية السالفة مطهّرين خطاباتهم من كلمات العنف والجهاد وما "ملكت إيمانكم"، فلم تعد الغاية "في سبيل الله" جهرا بل من "أجل حقوق الإنسان" وباسم "القوانين الدولية" و"الموضوعية والبحث العلميّ"!
لا يقدّم هؤلاء أنفسهم كإسلاميين يعملون من أجل إقامة الدولة الإسلامية بل كأناس يملكون معرفة ويدافعون عن حرية العقيدة، وقد ذهب بعضهم حتى إلى القبول التكتيكيّ بالعلمانية لكن العلمانية المنفتحة كما يقولون، والكلّ يعرف أنّها مجرّد تقيّة يتستّرون خلفها في انتظار توفّر شروط فرض شريعتهم بحدّ السيف.

 
تمكّن بعضهم من التسلّل إلى بعض المواقع العقلانية مقدّمين أنفسهم كباحثين وأساتذة، وهم أساتذة فعلا ولكن يعرف المتابعون قيمة الشهادات الموزّعة في معظم البلدان العربية وبعض الجامعات الغربية. تمكّنوا من زرع بلبلة وإسماع صوت النيو-أصولية تحت يافطة البحث والتدقيق في المصطلح والدعوة لمعارف تراثية لا مجدية على منوال : هل قال الرسول ذلك فعلا وإن قال ما قصده؟ الخ من المعارف العبثية التي لا تهدف سوى إلى تهميش السؤال النقديّ الحقيقيّ حول الدين بوصفه إيديولوجيا.

 
أراد بعضهم نفي كلمة الأصولية من قاموس اللغة العربية وحاول آخرون مثل محمد عابد الجابري نفي كلمة "العلمانية" وهكذا.

 
تقاسموا الأدوار وإن لم يشعروا، فمنهم من يفجّر، ومنهم من يدعو إلى الدين الأوحد، والبعض ينتحل الفكر والموضوعية والاعتدال ويحاول جعل مجرّد إيمان معرفة. باسم الموضوعية وتجنّب التطرّف يحاولون جاهدين تأبيد فقه قتلته الحياة وغدا مضحكا، يجتهدون لاصطناع الأعذار له.

 
لا يعتمد الأصوليون الجدد على إرثهم الفكري الإسلامي بل على المواثيق الدولية المتعارضة تماما مع شريعتهم والتي لا يؤمنون بها أصلا.

 
حقوق الإنسان! تلك فريتهم الأخيرة..لا حقوق للإنسان في الإسلام وخصوصا إذا كان إنسانة، حقوق الله هي المنطلق والنهاية، وهو ما يردّده القرضاوي على قناة الجزيرة دوما إذا يقول إنّ واجب وحقّ الإنسان هو عبادة الله، لا أكثر ولا أقلّ وكلّ ما خرج عن ذلك فهو باطل لا فائدة من ورائه. فلا قيمة لفنّ البشرية ولا آدابها ولا علومها! والشيخ محقّ في ذلك فهذا هو الإسلام. ومهما ادّعى حاملو حقائب الإسلاموية في تهويماتهم وإعادة قراءتهم للنص المقدّس فإنّ الإنسان في الإسلام هو خادم الدين وليس الدين هو الذي يجب أن يكون في خدمة الإنسان..

 
لم تعد محاربة القانون الوضعيّ بالشريعة الربّانية مجدية بل انتقل النيو-أصوليّون إلى مرحلة الدفاع عن الشريعة بالقانون الوضعيّ. محاربة الديمقراطية بالديمقراطية ذاتها، كما نراه جليّا كلّ يوم في الغرب. تحت يافطة حرية الفرد يريدون تلويث الفضاء الأوروبي العامّ بنقاب لا يعني سوى أنّه سجن متنقّل للمرأة ومحو لهويّتها وإنسانيتها باسم حقوق الإنسان! لنترك الغرب جانبا فأنا متأكّد أنّ الأمر ذاهب إلى حرب ضدّ كلّ ما ومن له علاقة بالإسلام إذ لا يُقوِّي كلّ هذا سوى التيارات العنصرية العنيفة ويقدّم لها أوروبا على طبق من ذهب، فلا أحد يبهجه ما يرتكبه بعض المسلمين من حماقات مثل الفاشيين الجدد، ولا أحد يستطيع أن ينكر بأنّ صعود النازية الجديدة وانتصاراتها الانتخابية في كلّ دول أوروبا هو نتيجة أيضا للغزو الإسلاميّ للقارّة العجوز وردّ فعل طبيعيّ على هجومها الفجّ. فهل يتصوّر عاقل أن تبقى أوروبا الحرية والعقلانية وحقوق الإنسان التي قدّمت كلّ التضحيات من أجل تفتّحها والخروج من ظلام المسيحية- مكتوفة الأيدي أمام ظلام الإسلام.

 
وسواء كانت أصولية مبتذلة أو عرفانوية، فالأمر سيان فهي ضد الإنسان وتعبّر في كلّ الأحوال عن جوهر الدين الإسلامي الذي يسبّق حقوق الله على حقوق الإنسان و يرى أنّ العبادة أثمن من الحياة بل إنّ الحياة عبادة لا أكثر، وأنّ كلّ الحكاية الميتافيزيقية خوف من سعير جهنّم وتلهّف لفضّ الأبكار في الجنّة. ولكنّ الأخطر أن يستمرّ هؤلاء في فرض إيديولوجية الغيب وتحويلها إلى برنامج سياسيّ دنيويّ بل إلى ثقافة عامة.

 
تعاني فكرة المواءمة بين العلم والإيمان، الدين والدنيا، الشريعة والحياة، التراث والحداثة، وغيرها من الخزعبلات…أعظم محنها اليوم فلم يعد أحد يستطيع إخفاء عوراتها ولا فرضها بالقوّة البوليسية والإعلامية والمالية كما كان الأمر جاريا. لقد دقّ الأنترنيت أوّل مسمار في نعش تلك "المواءمة" المزعومة وسيحفر الواقع قبرها حتما. فليس من الممكن أن يبقى العربيّ متمسّكا بوهم لم يجنِ منه ولن يجني سوى المآزق والخيبات المتتالية ومزيدا من الاحتباس العقلاني