samedi 21 décembre 2013

ميـزيـريـا 13


من بكري ياخذو منّي و يعطيو للاخرين، مالصّغرة ما نسمع كان " خلـِّي لخوك.. أقرا حساب أخوتك.. أعطي معاك لبنت عمّك..." في المكتب صوت المعلّم ديما فوق راسي " فرجاني، حطّ كتابك في وسط الطاولة.. خرّج مقلمتك خلّي صديقتك تلوّن معاك.. أعطي لاصحابك تلخيص القصّة الّي كتبته.. ورّيهم ملفّ المطالعة..." في حفلة السّيزيام نحّاو لي شطر جايزتي( كيف كان السيزيام صفـّاية و كانت الجايزة أرزن منّك) و عطاوها لولد المدير المدوبل قال شنوّة باش يرفعو له معنويّاته. ثنيّة كاملة مالمكتب للدّار و أنا نبكي و الوالد يسكّت فيّ و يقلّي "أنا نشريهم لك". هو وقتها ما عرفش إلّي مانيش نبكي على الكتب ( مش ناقصة كتب في الدار) و أنا في العمر هذاك ما نعرفش نعبّر على القضايا الكبيرة، لكن بكيت على خاطر سلبوني استحقاق، إعتراف من "السّيستام" بمجهود أنا لمعت فيه و استحقيت عليه مكافأة حتّى حدّ ما عنده الحقّ يقسمها معايا على خاطره ما قسمش معايا المجهود الّي استحقّيتها عليه. هكّة كنت نفكّر. و زيد دردعو لي مبدأ ثابت في مخّي وقتها هو إذا المدوبل ياخذ جايزة، شنوّة الفرق بين الناجح و الفاشل؟ جايزة آخر العام بكتبها الكبيرة، المسفّرة بذخامة و عناوينها المذهّبة، و مغلّفة و مزيّنة، و إسمك كي يتقال و يصفّقو عليك المعلّمين و أولياء التلامذة و عايلتك الحاضرة معاك و أنت بحوايجك الجدد واقف قدّام المنصّة... حلم نخدمو عليه عام كامل. عامتها عرفت إلّي موش لازم تقرا و تلهث و تنجح باش توصل للحلم هذا، يكفي تكون ولد مدير. كلّ الكلام الّي كذبو بيه علينا نهارتها ماعادش يجدّ عليّ من نوع " الجزاء من جنس العمل.. من جدّ وجد و من زرع حصد.. من اجتهد و أصاب فله أجران..." و هاك اللغة الكلّ كفرت بيها، نهارتها طاحت ثيقتي في الكبار و المؤسّسة و كلّ ما يمثل النظام، و بديت نتكمّش على حقوقي و نتعلّم إلّي الحقّ يلزمه حاجتين: المطالبة و الدفاع. نهارتها كبرت. و تأكّدت إلّي الطفولة الزاهية وفات و التخبية تحت جناح الوالد الحامي عَجْز، و إنّك تخدم في نبل و تقعد تستنّى حتّى يعترفو بحقّك حاجة أقرب للتبهليل منها إلى الوهم، نهارتها تيقنت إنّي قادمة عليه معركة بالمعنى الصحيح.
من ناحية أخرى ينجّم يقول القايل باهية تربية الصغير على المشاركة و القسمة و الخدمة الجماعيّة، حاجة تمنّعه من أمراض الأنانيّة و تضخّم الأنا و حبّ التملّك الّي في الغالب يتنعوشو في مرحلة الطفولة كي ما يلقاوش شكون ينجّر. لكن هذاك كي تبدا مشاركة بالحقّ موش واحد حياته كاملة يعطي و نهار الّي ياخذ حاجة و إلاّ يقول هذي متاعي تتقلب له العينين الكلّ. كيف ما تعمل بحث وحدك على أيّ موضوع، و تنقب عينيك في الكتب و تألّف و تترجم و تسهر عليه الليالي و تخرج للشارع تعمل سبر آراء و تتعرّض للكشّة و للتمقعير و للتبلفيط و أنت جايب ما عندك و في لخّر يجيو ستّة مالنّاس لا بالك لا وسّع يحطّو أساميهم معاك. تبوريب، حشمة، ضعف... سمّيه كيما تشتهي، الأكيد أنّه معضمنا تعدّى بالتجربة هذي و سكتنا على خاطر الصّحبة و يمكن على خاطر التلامذة في بعضنا كبّانيّة في وجه الأستاذ الّي يمثـّل السّيستام. لكن بسكاتنا على حقنا في العمر هذاك ما كنّاش نعرفو الّي الامور باش تتفاقم حتّى نوصلو لناس تعمل انتفاضة و تموت فيها و تجي على جثثهم ناس تتمتّع بالمناصب.