dimanche 24 juillet 2011

الخـبزيســت


دخل البطلان مطعما أجنبيّا فاخرا و جلسا ، تصفّح كلٌّ منهما قائمة الطّعام فلم يفهما اللّغة . قال الرّجل لصديقته " اطلبي الطبق الأغلى ثمنا ، من المؤكّد أنّه الأفضل. "  أشارت المرأة  للنّادل بإصبعها للأكلة الأعلى ثمنا ، و أومأ إليه البطلُ بأنّه يريد نفس الطّبق . غاب النّادلُ قليلا ثمّ عاد بالطّلب و قال بلغة يفهمانها :" تفضّلا ما طلبتما ، الخبز. "   خبز ؟
نعَمْ ، الخبز. و خبز حاف و بأعلى سعر، ذاك مآلُ من يدخل مكانا لا يفهم لغة أهله ، و من يتخيّل أنّ الثراء ينوب الثقافة ، و من يتجاوز التواصل مع الآخر و لا يتقن إلاّ بهرج المظهر. و ذاك ما يمكن أن يصير مآلـَـنا  لو اكتفينا بالكلمات الأربع التي لم نحفظ غيرها منذ سنين و لو نزد ، و لم ننفتح على لغة جديدة في الحوار و التعاطي مع مستجدّات الثورة و ما تقتضيه من قبول للآخر مهما اختلف و خالف، و لم تقبل عقولنا التي دُجِّـنتْ  على يد رئيسين مدى أكثر من خمسين سنة فاعتدنا القائد الواحد و الحزب الواحد و الإعلام الواحد و التّأريخ الواحد و الثقافة الواحدة ، و اعتدنا من يفكّر بدلا عنّا و من يرتئي لنا الحلول - و هو الذي وضع قبلها المشاكل - و من يتكلّم بحناجرنا و  يرى بأعيننا و ينتخب نفسه نيابة عنّا

لذلك ثرنا . كي نكون ، كي نعبّر بحُرّ أصواتنا ، كي نختار بمحض الإرادة فينا ، أفنترك دار لقمان على حالها بعد أن قدّم الشعب ضريبة الدم ؟ أندفن رؤوسنا في الرّمل بيأس قائلين " لن يتغيّر شيء سواء انتخبنا أو لم ننتخب " ؟ هل سينزل علينا التغيير من السّماء ؟ أم نحن كما نحن دائما في انتظار معجزة و نحن قعود؟ أم لعلّنا نريدها مدينة فاضلة يطيب فيها العيش دون تضحيات ؟
 أنا سجّلت اسمي في القائمات الانتخابيّة ، و كذلك الشّأن بالنّسبة إلى أفراد عائلتي و جيراني و أصدقائي . سجّلنا برغم كلّ شيء برغم  زخم الأحزاب و خطابها السّياسي غير المقنع ، و برغم الانفلات الأمني ، و الحرائق المُدَبَّرة ، برغم غلاء المعيشة و تدهور المقدرة الشرائيّة ، برغم الاحتكار و الاستغلال و استمرار البطالة ، برغم البطولات الورقيّة و العنف و الاستفزاز ... برغم كلّ هذا و غيره سجّلنا
 
لأنّ الإحجام عن التسجيل سلبيّة و استقالة و السلبيّة لا تبني بلدا
حينها لن يبقى لنا إلاّ الخبز الحاف و بأعلى سعر
    

samedi 16 juillet 2011

أحنا عرب ما يعجبناش العجب

أحنا عرب ما يعجبناش العجب ، لا عجبنا الّي يفكّر و لا عجبنا المسَكِّرْ ، لا الّي يصلّي و لا الّي يسْكِرْ ، لا الّي هبط للشارع صاح و ندّدْ و لا الّي ورا حاسوبه لابِدْ و متردِّدْ ، لا عجبنا المتربِّي و لا عجبنا القبيح ، لا عجبنا الفريفطة و لا عجبنا الرّزين ، لا عجبنا الّي يقول و يعمل و لا عجبنا الّي يقول و ما يعملش و لا الّي لا يقول و لا يعمل ، لا عجبنا المستكفي بنفسه و لا الّي كي يشوف مصوّرة هو الاوّل يمدّ وجهه، كان كتبت و ما هبطّش للشارع نقولو هذا زعيم كان ينبّر ، و كان هبطت للشارع و ما كتبت شيء نقولو هذا وقتاش حدث ؟ عمرنا ما قرينا له كلمة
لا عجبنا الضّارب و لا عجبنا المضروب ، لا عجبنا المِسْتوِي و لا عجبنا المقلوب ، لا عجبتنا الهيئة و لا الّي في الهيئة و لا الّي خرج مالهيئة ، لا عجبونا ولاد المْدينة و لا عجبونا أهل الارياف ، كان تتكلّم توَلِّي تفتِّنْ و كان سكتت تتسمَّى خوّاف ، كان تحرّكو الصّغار نقولو مفرخ تتناقز و كان تكلّمو الكبار نقولو هزّ علينا هالكمشة عزايز ، لا عجبنا الّي يتكلّم بالدّارجة و لا بالفصحى ، أما الّي يتكلّم بالأجنبي هذاك يولّي ولد فرانسا ماسوني متصهين
حتّى على اسم الثورة ما اتّفقناش ، قلنا ثورة الياسمين قالو تسمية برجوازيّة ، الدمّ للرّكبة في داخل البلاد و أنت تقلّي ياسمين ؟ ، قلنا ثورة الحريّة و الكرامة قالو وين تشوفو فيها الحريّة و الكرامة ؟ يسخايلوها صبيغة مَلِّسْ اليوم تطلع غدوة و إلاّ هوما قاعدين و هي تتهدى لهم هناني بناني ، قلنا ثورة 14 جانفي قالو بالله يزّيوْنا من تأليه التّوارخ ياخي باش ترجّعولنا 7 نوفمبر ؟ قلنا ثورة البوعزيزي قالو استنَّى السّاعة نثبّتو فيه مات شهيد و إلاّ حُكمتْ له السِّكرَة
الله يسامح هالوقت كي خلَّى الّي يخنتب كليمتين و إلاّ يحضر في وقفة احتجاجيّة ولاّ ثنين يولِّي لي " ناشط حقوقي " و يبدا عاد " استنّاوني اليوم في القناة الفْلانيّة .... هذا تصريحي للجريدة الفلتانيّة ... " ههههه بالله قولو للنّاس هاذم يعملو طلّة على النّاشطين بالحقّ في البعثات الأمميّة للإغاثة في الصّومال و في أفغانستان و غيرها ، و يشوفو نساء و رجال خلاّو عايلاتهم و بلدانهم و مشاو ساكْ على ظهوراتهم و هوما من دشرة لدشرة ياكل فيهم الذبّان و القمَل و الكرتوش يخيّط و ساعة ساعة يتخطف واحد منهم و إلاّ يتقتل . علاش ما نجّموش نكتبو و نحتجّو و نتظاهرو و نتضربو كان لزم و احنا باقي في صفوف الشعب ؟ لازم نمرضو بعقدة البروز و نولّيوْ أحنا الصّحاح و غيرنا الكلّ غالط و ما عاد يعجبنا شيء ؟
أما حَدّ ما عليه بلوم ، اللّوم الكلّ على آش و خمسين سنة سَحْق و مَحق للشخصيّة ، من " المجاهد الأكبر" لـ " صانع التغيير " ديما فمّة منقذ يفكّر في بقعتنا و يتكلّم في عوضنا و الّي بلا بيه راهو كلانا الحافر و مشينا بذرور ، أكاهو كي جات الفرصة و تحَلّ اللّعب النّاس الكلّ تحبّ تولّي كلّ شيء ، ثوريين مولتي سيستام ، و نساوْ الّي في كلّ ثورات العالم فمّة الّي ينظّرو و يكتبو و يدَّنّاوْ لتالي و هاذوكم الّي يتسمّاو الآباء الروحيين للثورات و فمّة القادة الّي تتوفّر فيهم كاريزما تأهّلهم باش تلتفّ حولهم الجماهير، يتأثّرو بتنظير المفكّرين و يطوّعوه للواقع و يخطّو للثورة إعداد و إنجاز و متابعة ، و فمّة أهل الميدان الّي بقعتهم الشوارع و السّاحات و هوما ذراع الثورة الفاعل ، حتّى واحد ما ياخذ مهمّة لاخر و لا يجي منّه يعمل كلّ شيء
العربيّة الفصحى لغة مقعارة برشة ، البارح عجبتني جملة بالانقليزيّة قالتها في فيلم ممثّلة لصديقها حاولت نترجمها هكّة : إذا كانت أفكارك تدلّ حقّا على مستواك الذّهني فإنّي أعتبرك محظوظا لكونك لا تزال قادرا على ربط شريط حذائك

و سلام

vendredi 8 juillet 2011

دَعْـــــــــنِــــــي

دَعني أكون بقربكَ ساعة نومك
و أرقُبُ في ريبة رَفَّـة جفنيك
و اظطرابا بشفتيك
إذا حامَ لامرأةٍ غيريَ طيفٌ بحُلمك

-------------

دعني أهيِّئ لكَ من الياسمين سريرا
أبيضَ ... أبيض بلون الخيانة
و أرْخي بوجه البدر كلّ السّتائر
كي لا يَرانــا
و أسكبُ في كأسكَ اللؤلئِيِّ نبيذا و كوثرْ
و أختِمُ جيدي خُزامَى و عنبرْ
و أدْنُو ... فتنفــرْ
و يُؤذيك عطرُ الحدائق و ضَراوَة مَرْمَرْ

-------------

و دعني أشاهد طقوسَ اغتسالك
و أروِي عن النّشوة العابره
إذا حاوَرَتْ غُلّتَـكَ المياهُ الفاتِره
فتذوِي في صمتٍ كنيران الغَجَرْ
سأنقلُ غدرَكَ للموجة الثائره
حبيبتي ... كنتَ تقول عنها ، و عنّي
فكمْ من حبيبةٍ لكَ أوْدَعْتَها مُتحَفَ الذّاكره

-------------

دعني أجالسكَ عند مخاض الكلمات
و لأكُنْ صرختَكَ الأولى
بعد انقباض الانكسارات
قبل أن يمتصَّني النّسيانُ
فوق صفحة الإهداء
لتُعربدَ ليلى و زينب
و أضيع في متاهة الأسماء

--------------

في مثل هذا اليوم أحببتُك
هل يمكن أن نختار تاريخَ الهزائمْ
و هل اخترتُ ميلادي و موطنَ نشأتي
و أهلي و تنظيمَ المواسمْ
فدعني أعَلِّمُ قَدَري المشيَ بمفرده
في مواكب حرمان المُحبّين
نحو آخر أنخاب المآتمْ

------------

حريَّتي كأسي و صمتي و جنوني
فدعني
أصدِّق فيكَ أحلامي و ظنّي
و أنسج من فنّ الغياب خرافات القداسة
أيا أقسَى و أشهَى عذاباتي و حزني
و يا رجُلا عشقتُه منذ ألف عام
قبل اللّقاء و فوق التمنِّي

دَعْنِــي