samedi 28 mars 2009

في ضيافة أهل الجنوب



سنحت لي فرصة بديعة أن أنفق الأسبوع الثاني من العطلة المدرسيّة في الجنوب التونسي و تحديدا في دوز بوّابة الصّحراء استجابة منّي لدعوة كريمة من مدوّنين أصدقاء كرام أبوا إلاّ أن أكون بينهم فاحتضنتني القلوب قبل أن تحتضنني جدران البيوت .
كانت مناسبة نادرة جمعتني بثلّة من المدوّنين و تعرّفت فيها على فرسان الشّعر في الجهة و لامست فيها تقاليد الأعراس عن قرب و استمتعت بنقاء و عفويّة النّاس هناك، لن أتعرّض إلى تفاصيل زيارتي للجنوب و المظاهر التي استوقفتني و الخصائص الثقافيّة و الاجتماعيّة التي لاحظتها فهذا يتطلّب تدوينة على حِدَة ستظهر عمّا قريب إنّما أردت أقدّم مصافحة أولى لأهل دوز امتنانًـا منّي على كرم الضّيافة و حرارة اللّقاء .

شكرا لزميلي أبو ناظم و كافّة أفراد أسرته
شكرا للشّقيقين شهاب و علي بن نصر و كافّة أفراد أسرتهما الكريمة
شكرا للشّاعر علي لسود على دعوته لنا لحضور زواج ولديْه و الذي كان مهرجانا للشعر
شكرا للصّديق أزواو الذي نظّم الرّحلة و أمّن تنقّلنا حتّى في الطّرق الوعرة

شكرا أهل الجنوب و لو أنّ كلمات الشّكر لا تفي بالغرض

dimanche 22 mars 2009

سيـــــــدي محمــــــــــود



مانيش باش نعاونكم بتصويرة و لا حتّى بكاريكاتور في رسم معالم شخصيّة اليوم أوّلا على خاطر أنا مغرومة بالقصص القديمة إلّي ما فيهاش تصاور و تعطي فرصة للقارئ باش يفتّق طاقة خياله و يصوّر الشخصيّات و الأحداث و الألوان و الأشكال من غير ما تفرض عليه الجاهز ، ثانيا لأنّه الشخصيّة هذه فريدة متفرّدة لوّجت على حاجة تشبّهلها في الشخصيّات القصصيّة و الدّراميّة ما لقيتش

سيدي محمود ، النّاس الكلّ تناديله سيدي محمود صغر شانهم و إلاّ كبر البسطاء و الّي بشهايدهم ، ما فهمتش ناس بكري منين يجيبو الهيبة و السّلطة الرّوحيّة و هوما أغلبهم ما يعرفش يكتب إسمه و سيدي محمود كان منهم

راجل زمني من مواليد بدايات القرن الماضي حَوَّاتْ في مَرشي سنترال متخصّص في كلب البحر حرفاؤه يجيوه بالذمّة العشرة متاع الصّباح يكون بايع سلعته الكلّ يتعدّى يقضي للدّار و يتمّ مروّح وارث الصّنعة البو عالجدّ هِمَّة و عِمَّة جبَّة من تحت حديدها المنقالة في الشُّونْ و الحُكَّة الفضّة متاع النفّة في مكتوب البدعيّة و البرنوس ديما عالأكتاف ، كَشطَة و عُرْف النَّعناعْ ما يفارقش قرنه عينين قويّين غزرتهم حارّة و شلاغم كبار و خُدّين ديما حمُر و خاتم في صبعه الصّغير فيه عين هُرَّة قدّ الحُمصَة ، المشيَة رزينة و الكلام بالحساب
.
كان مغروم في حياته بحاجتين : محابس الحْـبَـقْ و تربية الكَـنَالُو ، العشيّة يقعد في وسط الدّار و يرشق النّقشة حديدة متاع شبابك البيوت الكلّ بالقفصَّات و محابس الحبق دايرة بيه و هو يعمل في قهوة عربي ، تقول أنت ريق تْـكَارِيَّ ؟ لا أبدا . وقت الّي كانت فصوص التّكروري تتلاوح هو ما دارش بيه . كان يشقّ باب الخضراء و يتعدّى على نهج الكبدة و إلاّ يطلع لسوق الزَزَّارة في فمّ الحلفاوين باش يقضي منين يمشي الرّجال تسلّم عليه / هاك السّلام القديم الّي يتمّ بمصافحتين مختلفين و بعدهم كلّ واحد يبوس يدّه / لكن ما كانش يشاركهم قعداتهم قدّام الحوانت مَسِّيكْ كِيفِـنِّكْ الله يبارك فيك و ديما يمشي
.
سيدي محمود خذا في حياته زوز نساء ، الأوّلة بنت المرجانيّة من قاع الخابية كيما نقولو الدّار في الزّنقة و الباب بالحلقة مْرَا شابَّة و مذخمة حَبِّتها العايلة الكلّ لكن ما عمّرتش معاه ، طلّقها على خاطر طَرْشقتْ القبقاب و هي خارجة لحمّام الأربعين متاع نفاسها الأوّل و كان بوه قاعد في وسط الدّار ، كيف روّحتْ من الحمّام قاللها وْفَى المكتوب يا بنت النّاس هزّ ولدك معاك و نفقتك تجيك ليدِك و هو بجُـودُه الّي وصّلها لدار بوها . المْرَا الثانية قرّاوْها سيرته و طبيعته و عاشت معاه الحِيطْ الحيط
.
كان عنده رَايْ منفرد في تربية أولاده قالّك لواش ها القراية و تكسير الرّاس كان يحبّ يلفِّـلهم يديهم في الشوالق و يعلّمهم البُـوكْسْ و فاته إلّي الحياة لازم تاخذ مجراها و طلع منهم الطبيب النّفساني و المهندس و الموسيقي و الّي ورث عليه نَصْبة الحوت في المَرْشي ...
سيدي محمود كان هو الّي يذبحلنا علالش العيد كيف يجينا نخرجو الكلّ نسلّمو عليه ، كانوا الصّغار منّا نخافو منّه، قُـفّته الّي ما تفارقش يدّه كان ديما فيها السّكاكن و المِـسْـتحَدْ ، و يمْرِجْنا بالمِـسْتوَجْ الّي يحِلُّو على اللّحم و أنواعه و تصنيفاته ههههه ما عندوش حديث غيره و الّي يوافقه على رَايُه في المَاكْلة هذاك هو الّي يفهم الدّنيا في نظره ، حتّى كي ضربُه ضغط الدمّ ما فكّش على ماكلة اللّحم و الحديث عليه نهار نهارين و جماعة الدّار باعثين لعمّك الصّادق حَجّام الحومة باش يرَكِّبْـله المغايث و ينحِّيله زوز دمّ
.
ما نعرفش إذا كانت نهايته مأساة و إلاّ مَلهَـاة كلّ الّي نتفكّره أنّها كانت حاجة تشبّه للصّفقة و إلاّ الاتّفاق الغريب بينه و بين الماكلة و بين الموت : قام الصّباح كعادته توضّى و صلّى و حجّم و مَسِّحْ على راسه و وجهه بالقوارص و فتل شلاغمه قدّام المرايا و حطّ برنوسه على كتافه و هزّ قفّته و خرج ، تعَدَّى للفطايري عمل فطيرة عملاقة بالعظمة و قصد ربّي للمَرشي ، في وسط الثنيّة ظهرله باش يرجع للدّار ، دخل نحّى برنوسه و قعد على فرشه و صاحب الأمانة خذا أمانته من غير حِسّ و لا خوضة .
الله يرحمه

vendredi 20 mars 2009

حْــطِيــطِـيـــبْ


أو هكذا كان يحلو للنّاس الكلّ باش يناديوله موش تربيجة و إنّما تصغير للتحقير، ماهو في كلّ عايلة لازم يطلع واحد بوهالي يمكن على
خاطر ناس بكري كانو ما يفكّوش من جيبان الصّغار حتّى كي يكبرو هذاك علاش الاولاد لخّرانين يجيو ما يشبّهو لشيْ كيف حطّابْ . حطّابْ يا سيدي إنسان ما بيه شيء لاهو مريض لا عنده إعاقة لكن آفاقه في الدّنيا محدودة و ملكاته الفكريّة حوالها تشكي للّي خلقها ثمّة ناس هكّاكة يعيشو و يموتو و ما يفطنوش ساعات نقول صحّة ليهم / آش عملنا بالعقول الفايقة غير زدنا مرضنا / و ساعات نقول مساكن . المهمّ حطّاب هذا أنا نثبت عليه ثبات صغر كان ديما لخّر في القراية حتّى في القسم ديما يقعد لخّر مرّة مدير المدرسة الابتدائيّة سي الطّاهر الله يرحمه راجل متثقّف ، في الستّينات جاء متخرّج من السّوربون ، مرّة استدعى وليّ حطّاب باش يشكيله من التصتيكة متاع ولده ياخي قالّه " حاسبني بجلده " جاوبه المدير و هو يدلوح في راسه " لا لا يا سيدي أنا عليّ نقرّيه و الجلود و الدّواور دبّر فيهم راسك وحدك "

كي وصل عمره للعسكر تجنّد و في أوّل إجازة خذاها جاء يسلّم على الوالد نتفكّره و أنا صغيرة قاعد قدّام الوالد كأنّه في امتحان و هو يسأل فيه " أي عاد شعملت في الجيش آش حفظت ؟ " " عمّي حفظنا برشة أناشيد منهم هذا عمّي قد حطّمنا الدبّابات قد حطّمنا الطائرات..." هزّو الوالد و حطّو و قالّه " لا حطّمتو الحقّ و جاب منكم ربّي "
عمري ما ريت حطّاب يتحدّث و إلاّ داخل في نقاش، كانت ديما عنده ضحكة ساذجة ما تعطيك حتّى معنى ، حتّى كي كبر خذاوله مرا طلعت ساقاط عندها ساق ناقصة ما تكلّمش المسكين تكلّمو هوما في عوضه قالو له هذيكة مغرفتك آش غرفت ، سكت على روحه
ما نعرفش آش فكّرني فيه ، يمكن على خاطر نعيشو في وقت كلّ شيء غلا فيه إلاّ الإنسان رخص و حطّاب عاش رخيص عند النّاس الكلّ حتّى نهار ما واحد سأله على رغباته و ميولاته و كلّ ما يتذكر إسمه تنزاد بعده صفة مسكين يلزم الإنسان يحارب باش يقول إلّي هو هنا ؟ قدّاش قاسية دنيتنا الضعيف و البسيط و المسالم ياكلها و ما يحسّه حدّ
.

mercredi 18 mars 2009

القلب المتجمّد




يا قلبُ هل نضبت أمالك فانقطعتَ عن الشّعورْ
أم قد هرمتَ و زال شوقك فانثنيتَ عن السّرورْ

بالأمس كنتَ تطيرُ لا تخشى الموانع في الطّريقْ
و اليوم قد هبطتْ عليك سكينة الحزن العميـقْ
بالأمس كنتُ إذا أتيتُـكَ يائسًا سلّـيتَـني
و اليوم صرتُ إذا أتيتُـكَ آمِـلاً أبْكيـتَـني
بالأمس كنتَ إذا سمعتَ تنهّدي و توَجُّـعي
آزرتَـني، و ها أنا اليوم وحدي و لا سَلوَى معي
ما هذه الأكفانُ أم هذي قيودٌ من جَليـدْ
قد كبَّلتكَ و ذلّلتكَ بها يدُ اليَـأس الشّديـدْ
ها حولك العشّاقُ و الأشواقُ و الأفقُ البَهيجْ
و النّاسُ في مَرَح و في صَخَبٍ مع الدّنيا تموجْ
قد كان لي يا قلبُ حُـبٌّ مُزهِـرٌ مثل المروجْ
غنَّـى له الطَّـيْرُ و بَارَكَـه الأرِيــجْ
قد كان يُضْحِي غيرَ ما يُمْـسِي و لا يَشكو المَللْ
و اليومَ قد جَمَدَتْ كحَالِكَ فيه أمواجُ الأمَـلْ

يا قلبُ ذا قَدَري أراهُ كما أراكَ مُكَـبَّلاَ
و الفرقُ أنّه سوف يَنشَطُ من عِقاله و أنتَ...لاَ

ليلــــة بيْــــضـــاء

أتعرفون ما معنى اللّيلة البيضاء ؟ / اعتاد البعض أن يسمّيها ليلة زرقاء / أن يكون الكلّ نيام و أنت وحدك تجوس خلال البيت لا يُغمَض لك جفن ؟ و كلّما نظرتَ إلى السّاعة الحائطيّة زاد تفكيرك في شكل صباح الغد ؟ و أن يتكرّر هذا أكثر من مرّة في الأسبوع الواحد ؟ لكم أن تظنّوا ما شئتم و لكنّ الواقع عكس ما ظننتم فليس في الأمر تشنّج و إقدام على قرار مصيريّ و لا مشاغل و لا مشاكل ، هي ليلة ككلّ اللّيالي العاديّة غاية ما هناك أنّ الوعي يأبى أن يسلّم للعقل الباطن و يتنازل له عن الجسد فتسهر العين و يتوقّد الفكر و يصفو . إنّها الثالثة بعد منتصف اللّيل ، فرغت لتوّي من قصيدة جديدة و لا تستغربوا إن قلتُ لكم أنّ كلمات القصيدة الثانية تضِجّ في رأسي و تطلب الانعتاق إلى الورق . سأخطّها ثمّ سأحاول أن أنام ، ربّما أنام .

vendredi 13 mars 2009

كُـسْــكْـسِـي البلوغسفـار

يحكيو على زوز رجال صحاب واحد تونسي و لاخر أندلسي جيران في السّوق حوانتهم مقابلة بعضها . نهار مالنّهارات التونسي استدعى الاندلسي للفطور في داره ، سكّرو حوانتهم و قصدو ربّي ، قعدو باش يفطرو هكّاكة و مرت التونسي جاية تكالي في قصعة كسكسي قدّ الماهي عليها يجي زوز كيلو لحم ، كعبة البطاطا على حالها ، أيا فطرو واستحمدو ربّي .
بعد بمدّة الاندلسي حبّ يرجّع الضّيافة لصاحبه التونسي قالّه يا عشيري أنت كنت كريم معايا و دخّلتني لدارك و ذوّقتني من زادك و ما دوا الملاحة كان الملاحة غدوة الحيّ الفطور عندي في الدّار . التونسي خمّم و قاس قال في قلبه صاحبي حاله ضعيف مازال كي جا من الاندلس هارب بالرّوح خلّى حاله و ماله غادي و يزيد يضعضع روحه بضيافة ؟ لكن ما نجّمش نحشّمه يلزمني نقبل . من غدوة كان التونسي في دار الاندلسي و تمدّت قدّامهم طاولة نودّكم و لا نشهّيكم هي نواصر هو طاجين سبناخ هي عين السبنيورة هوما صوابع العلجيّة هي سلايط هو بريك ؟ الحاصل هاك التونسي قعد حالل فمّه في التصنيف و النّظام و الذّوق في حطّان الطاولة ، دار لصاحبه قالّه " بلاّزمة إلاّما نطلّق المرا ظهرت ما تعرفش تطيّب ملّي خذيتها يا كسكسي يا مرقة بطاطا " ضحك الاندلسي و قالّه " لا لا يا راجل يكون منّك العقل ، ما عليهاش ملام هكّاكة ستانست عند والديها تتحطّ حاجة وحدة على سفرة الطّعام ، في عوض تطلّقها جيبها للمرا عندي توّة تعلّمها كيفاش تصنّف عمارة طاولة برطل لحم " و كان العمل هكّاكة
يظهرلي أحنا التوانسة قعدت سابغة فينا حكاية ما نحطّو قدّامنا كان حاجة لطخة وحدة و البلوغسفير صورة مصغّرة ديما عندنا موضوع واحد يلزم النّاس الكلّ تقطع فيه يدين الحزّازة مرّة الحوض المنجمي و مرّة غزّة و توّة القرضاوي عاد و كلّ واحد يولّي يفهم أكثر من غيره و هو بركة إلّي الشريف و النّاس الكلّ عملاء و تتحلّ سوق الاتّهامات و من بعد يبرد الموضوع هذاك و ننساوه و ندورو على حوارينا و نبداو نفركسو على شنعة أخرى باش نكبّشو فيها كلّنا، المهمّ كي تدخل للبلوغسفار ما تلقى كان قصعة الكسكسي في كلّ دار

dimanche 8 mars 2009

في اليوم العالمي للمرأة..كُـنْ صديقي

كن صديقي
كم جميلاً لو بقينا أصدقاء
إن كل امرأة تحتاج أحيانا إلى
صديق
و كلام طيب تسمعه
و إلى خيمة دفء صنعت من كلمات
لا إلى عاصفة من قبلات
فلماذا يا صديقي ؟
لست تهتم بأشيائي الصغيرة
و لماذا .. لست تهتم بما يرضي النساء ؟
كن صديقي
إني احتاج أحيانا لأن أمشي على
العشب معك
و أنا أحتاج أحيانا لأن أقرأ ديواناً من شعر معك
و أنا كامرأة يسعدني أن أسمعك
فلماذا أيها الشرقي تهتم بشكلي؟
و لماذا تبصر الكحل بعيني
و لا تبصر عقلي
إني أحتاج كالأرض إلى ماء الحوار
فلماذا لا ترى في معصمي إلا السوار ؟
و لماذا فيك شيء من بقايا شهريار
كن صديقي
ليس في الأمر انتقاص للرجولة
غير أن الرجل الشرقي لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة
فلماذا تخلط الأشياء و ما أنت
العشيق؟
إن كل أمراة في الأرض تحتاج إلى
صوت ذكي.. وعميق
و إلى النوم على صدر بيانو أو كتاب
فلماذا تهمل البعد الثقافي
و تعنى بتفاصيل الثياب؟
كن صديقي
انا لا أطلب أن تعشقني العشق الكبير
(لا أطلب أن تبتاع لي يختاً و تهديني قصورا وتمطرني عطراً
فرنسياً)*
و تعطيني مفاتيح القمر
هذه الأشياء لا تسعدني
فاهتماماتي صغيرة .. و هواياتي صغيرة
و طموحاتي هو أن أمشي ساعات و ساعات
معك تحت موسيقى المطر
و طموحي هو أن أسمع في الهاتف صوتك
عندما يسكنني الحزن ويضنيني الضجر.
كن صديقي
فأنا محتاجة جدا لميناء سلام
و أنا متعبة من قصص العشق
و الغرام
و أنا متعبة من ذلك العصر الذي
يعتبر المرأة تمثال رخام
فتكلم حين تلقاني
لماذا الرجل الشرقي ينسى
حين يلقى امرأة نصف الكلام؟
و لماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى
و زغاليل حمام
و لماذا يقطف التفاح من أشجارها
ثم ينام؟__________________

mercredi 4 mars 2009

تخضريط السّخانة


أعترف أنّه لطالما استهوتني في صغري أشرطة الخيال العلمي خاصّة تلك التي يتمّ فيها عبور بوّابة الزّمن أو ركوب آلة عجيبة الشكل معقّدة الأسلاك و الأزرار ، تستقلّها تحدّد السَّنَـة التي تريد و تضغط على زرّ التحكّم فتنطلق بك عبر الزّمن و لكن يحدث العُطل الضروري كي تصبح المركبة خارج السّيطرة و تشتعل فيها النّيران فيقعُ المحظور و تنزل بك نزولا عنيفا في تاريخ آخر لم تختره و الآلة معَطَّبَة و لا أملَ في العودة . كنت أشعر مع بطل الشّريط بحجم المأزق و يستهويني أسلوب تعامله مع أهل ذلك الزّمان إن أخرج من جيبه قدّاحَة ليشعل سيجارة خافوا و ارتدّوا و رموه بالسّحر و إن التقطَ صورة فوتوغرافيّة فزعوا و أيقنوا أنّه روحٌ شرّيرة هو مَبْهُوتٌ من تخلّفهم و هم مَبْهُوتون لغموضه فضول متبادَل و خوف متبادَل ههههه و ما أشبه واقعنا بهذا
كان كلّ همّ تلك الأشرطة أن تقنع المشاهد بأنّ الإنسان لا يمكن أن يتأقلم مع غير زمانه و عبثا التفكير في العودة إلى الخلف و أنّ التقدّم طبيعة الأشياء فليَصنَع حاضره ليجعله قابلا للعيش ، فكرة واقعيّة من عدّة أفكار نحَتَ بها الغرب نهضته الحديثة
لا أكتم أنّي لطالما وددتُ لو سافرتُ عبر الزّمان و المكان بتلك المركبة . لم يكن همّي تحطّمها و لا استحالة العودة كان كلّ ما يشغلني إلى أيّ زمن أرحل و ماذا أحمل كشاهد على عصري . كان هذا في الماضي
ها هي الفكرة تؤرّقني من جديد ماذا سيفعل الإنسان بحاضره لو علم المستقبل أو الغيب أو سمِّهِ ما شئت ؟
تزدحم في ذهني فرضيّات عديدة
لو عُدتُ إلى بلاد فارس زمن الخيّام فما عساها تكون عُدَّتي ؟ شريطا عن الإعدامات الجماعيّة بأمر من الخميني ، مُعادلات رياضيّة يعجز عنها المُتعلّم دائما و يُخطِئُ فيها المُعَلِّمُ أحيانا ... أم ألتقطُ صورة لحُكَّام العرب يَنحَنُون لِـلِفْـنِي و أعرضها على جدار بجناح الحَريم في قصر هارون الرّشيد ... أم أتوجّه إلى جزيرة العرب في الأيّام الأولى من الدّعوة للدّين الجديد مُحَمَّلة بكتب تاريخ العرب و المسلمين من مقتل عُمَر إلى سقوط بغداد ...
ما رأيُكم لو أدخلتُ تعديلات على مركبتي و جهّزتها بمعدّات جديدة قادرة على رحلة أطول و عُدتُ إلى بداية البدايات و قلتُ للمسؤول عنها إصرف نظر فالأمر لا يستحقّ كلّ هذا العَناء

فجأة تلسَعُني برودة شديدة ويَـدٌ رفيقة تضع على جبهتي ثلجا لتخفيف الحُمَّى

lundi 2 mars 2009

بَـرْنُــوصْ الاحــلامْ

حكاية اليوم فيها برشة انهجة و زناقي إن شاء الله ما يهزّنيش الحديث لزنقة و نريح و ما نعرفش نرجع و إلاّ لزنقة حادّة / على ذكر الزنقة الحادّة زميلة ليّ قالتلي" أوو لالا شمعناها زنقة حادّة " جيت باش نهزّها ندخّلها في زنقة حادّة و من بعد قلت لا يجعلني جرّة تمشيش تزيد تطلّعلي الدمّ لراسي نلصّقها في حيط مالحيوط / هذه الزّنقة الاوّلة أما هاني خرجت منها فيسع . المهمّ ، اليوم أوّل نهار في الأسبوع المغلق متاع الامتحانات / مانيش مهضّمة مغلق هذه إلّي يسمع يفزع تقولش عليهم باش يعملولهم تربّص في منتجع في سويسرا و إلاّ معسكر تدريب في طورا بورا و هي الحكاية الكلّ كلمتين عمِيّ نرفعو بيهم في شويّة جهلوت / الزنقة الثانية . راني عارفتها جمعة كُرْفِي عَسَّة و تصليح و عْصَبْ عاد في هاك الدُّرَرْ إلّي باش ينوّرولي أيّامي و لياليَّ و أنا فادَّة خُلقِي ، أيا قلت خلّي ناخذ دْوَايَ باش ننجِّمْ نقاوم و الدّوَا عندي موش من سبيسيريّة على خاطر الطُبَّة كان يقعدو على حدِّي أنا راهم فلسو . أنا كي تظلام الدّنيا في عينيَّ و الموطورات الكلّ تتعطّل ندخل للحنينة ، للمدينة العربي نشلّل عينيَّ بالبيبان و الحْلِقْ و المسامر و الزّهازات الكَذَّالْ و ننظّف رواريَّ بريحة المدفونة جايبها الهوا حاشمة تتلَوّى من شبّاك مقصورة و نعطي وذني للهادي الجويني صوت فينو يجَنّح بيك من غير ما ينقبلك طنبور وذنك و نعمل مشية و جَيَّة في نهج جامع الزّيتونة النّهج الوحيد الّي ما نغزرش فين نحطّ ساقيَّ كي نمشي فيه حواسِّي كلّها تتعلّق في دبابز العطر و الحنّة و الندّ و السّكنجبير و العفص و الوشق و خناجر اللّوح المعلّقة و الكتب الصّفرا القديمة و أنا حافظة بقايع السّلع الكلّ لكن ما نجّمش نتعدّى و ما نراهمش عندي أنا لا كيفهم بازارات و لا معارض . هذيكة كانت ثنيّتي في سنين الإدمان على المكتبة الوطنيّة في مقرّها القديم نتعدّى في القايلة و عقاب العشيّة و في الصباح بكري صيف و شتا ساعات عامرة و زحمة و ساعات فارغة ظلام و كان ديما عندي هاجس إلّي باش يعرضني في دورة مالدّورات ورا عُرْصَة مالعْرُصْ راجل يلفّني في برنوصُه و يرجع بيَّ لعوام أربعين و خمسين يتحَلّ عليَّ البرنوصْ نلقى روحي قدّام الرّشيديّة في حفلة من حفلات خميّس ترنان نتفرّج و نْـتِمّ هابطة للبْيَاسَة نخلط على عقاب حديث بين كَرَبَاكَة و الهادي العبيدي لكن الشُّوشَة الّي قدّام قهوة تحت السُّور ما تخلّينيش نسمع بقيّة الحديث نتلفّت للخوضة نلقاها شافية رشدي كسّرت عود على راس واحد مالعَوَّادجِيَّ متاعها و العَركَة تفيَّقني نهزّ راسي نلقى البرانص معلّقين في حوانتهم كالعادة نكمّل ثنيّتي و ندخل للمكتبة و ندفن راسي في كتاب ./ الزّنقة الثالثة ههه شعرة لا مشيت و ما رجعتش منها ./ اليوم و أنا في القسم نراقب سألني تلميذ " مَدَامْ ، جامع الزّيتون فيه صُمعَة ؟ " أيْ زيتون ههههه جيت باش نقلّه لا حاشا و كلاّ فيه بِيسْتْ متاع شطيحْ و من بعد قلت زايد هوما ضايعين خُـلقَة بعد الّي محمّد الخامس وَلاّتْ منطقة من مناطق الجمهوريّة تتميّز بعاداتها و تقاليدها هههههههه كانش تقاليد القزوردي ، و قالّك رأيتُ تمثال إمام يضعُ صندوقا في حِجْرِهِ فقالوا لي هذا ابن خلدون ههههه شفتو ثقافة الصنادق شتعمل ؟

اليوم كي عملت دورة في البلاد العربي حسّيت بغربة غربة بالحقّ نْـصُبْ الزّقوقو و قراطس الدُّنيا و الشقايل بجنب الكتب ، البلاستيك غمّ الالوان و النقيشة ، التوانسة توَسّخُـو في منطقهم و في هَـيِّـتهم و ديما يجريوْ و يشْرِيوْ ، العباد متخمّرَة يقضيوْ بهاليدْ و هَاليِدْ ما فيبالهم بحتّى شيْ لا أزمة اقتصاديّة عالميّة و لا ولادهم الّي شوف و شوف ينجحو والا لا و كان نجحو وقتاش باش يخدمو و كي يخدمو وين باش يُوصلو بخدمتهم ... النّاس مازالت تِترِسْ بالقفاف و كي تجي تكلّمهم يقلّك " آش باش نعملو سنّة الحياة " سُنَّة الحياة ؟ سُنّة شكون و وين ترَاوْ فيها الحياة ؟ عند الّي يسمع في عذاب القبر و حَاطِطْ مُخّ راسُه بالبكا و يترهدن ؟ سُنّة الحياة كي ماعادش تحلّ كتاب تقراه ؟ سُنّة الحياة كي تعدّي العشيّة في القهوة و ولدك الّي مازال تلميذ يشمّ في الكول تحت حيط ؟ سُنّة الحياة كي بنتك تلبس الجديد و الغالي و ما تسألهاش منين جابت حَقُّه ؟ سُنّة الحياة ؟؟؟ سُنّة الحياة قالت لك اتسَلِّفْ حقّ الكبش الّي باش تذبحو في العيد على عينين النّاس ؟ سُنّة الحياة ما تطُلّش على والديك على خاطرهم مرضى و كبار و ما عندك ما تصَوِّرْ منهم ؟ سنّة الحياة كي ولدك يقلّك أنت ما تصلّيش و طاعتك ماهاش واجبة عليَّ ؟ ههههه سُنّة الحياة ... زيدو اجْرِيوْ و كلّ عيد اقطعُو يدين الحَزَّازَة و امْلاَوْ طواولكم بالكريدي و رُدُّو بالكُم تحلّو كتاب والا تسمعو غناية نظيفة .
آآآآآآآآآآآه وينك يا برنوص أحلامي .