dimanche 22 mars 2009

سيـــــــدي محمــــــــــود



مانيش باش نعاونكم بتصويرة و لا حتّى بكاريكاتور في رسم معالم شخصيّة اليوم أوّلا على خاطر أنا مغرومة بالقصص القديمة إلّي ما فيهاش تصاور و تعطي فرصة للقارئ باش يفتّق طاقة خياله و يصوّر الشخصيّات و الأحداث و الألوان و الأشكال من غير ما تفرض عليه الجاهز ، ثانيا لأنّه الشخصيّة هذه فريدة متفرّدة لوّجت على حاجة تشبّهلها في الشخصيّات القصصيّة و الدّراميّة ما لقيتش

سيدي محمود ، النّاس الكلّ تناديله سيدي محمود صغر شانهم و إلاّ كبر البسطاء و الّي بشهايدهم ، ما فهمتش ناس بكري منين يجيبو الهيبة و السّلطة الرّوحيّة و هوما أغلبهم ما يعرفش يكتب إسمه و سيدي محمود كان منهم

راجل زمني من مواليد بدايات القرن الماضي حَوَّاتْ في مَرشي سنترال متخصّص في كلب البحر حرفاؤه يجيوه بالذمّة العشرة متاع الصّباح يكون بايع سلعته الكلّ يتعدّى يقضي للدّار و يتمّ مروّح وارث الصّنعة البو عالجدّ هِمَّة و عِمَّة جبَّة من تحت حديدها المنقالة في الشُّونْ و الحُكَّة الفضّة متاع النفّة في مكتوب البدعيّة و البرنوس ديما عالأكتاف ، كَشطَة و عُرْف النَّعناعْ ما يفارقش قرنه عينين قويّين غزرتهم حارّة و شلاغم كبار و خُدّين ديما حمُر و خاتم في صبعه الصّغير فيه عين هُرَّة قدّ الحُمصَة ، المشيَة رزينة و الكلام بالحساب
.
كان مغروم في حياته بحاجتين : محابس الحْـبَـقْ و تربية الكَـنَالُو ، العشيّة يقعد في وسط الدّار و يرشق النّقشة حديدة متاع شبابك البيوت الكلّ بالقفصَّات و محابس الحبق دايرة بيه و هو يعمل في قهوة عربي ، تقول أنت ريق تْـكَارِيَّ ؟ لا أبدا . وقت الّي كانت فصوص التّكروري تتلاوح هو ما دارش بيه . كان يشقّ باب الخضراء و يتعدّى على نهج الكبدة و إلاّ يطلع لسوق الزَزَّارة في فمّ الحلفاوين باش يقضي منين يمشي الرّجال تسلّم عليه / هاك السّلام القديم الّي يتمّ بمصافحتين مختلفين و بعدهم كلّ واحد يبوس يدّه / لكن ما كانش يشاركهم قعداتهم قدّام الحوانت مَسِّيكْ كِيفِـنِّكْ الله يبارك فيك و ديما يمشي
.
سيدي محمود خذا في حياته زوز نساء ، الأوّلة بنت المرجانيّة من قاع الخابية كيما نقولو الدّار في الزّنقة و الباب بالحلقة مْرَا شابَّة و مذخمة حَبِّتها العايلة الكلّ لكن ما عمّرتش معاه ، طلّقها على خاطر طَرْشقتْ القبقاب و هي خارجة لحمّام الأربعين متاع نفاسها الأوّل و كان بوه قاعد في وسط الدّار ، كيف روّحتْ من الحمّام قاللها وْفَى المكتوب يا بنت النّاس هزّ ولدك معاك و نفقتك تجيك ليدِك و هو بجُـودُه الّي وصّلها لدار بوها . المْرَا الثانية قرّاوْها سيرته و طبيعته و عاشت معاه الحِيطْ الحيط
.
كان عنده رَايْ منفرد في تربية أولاده قالّك لواش ها القراية و تكسير الرّاس كان يحبّ يلفِّـلهم يديهم في الشوالق و يعلّمهم البُـوكْسْ و فاته إلّي الحياة لازم تاخذ مجراها و طلع منهم الطبيب النّفساني و المهندس و الموسيقي و الّي ورث عليه نَصْبة الحوت في المَرْشي ...
سيدي محمود كان هو الّي يذبحلنا علالش العيد كيف يجينا نخرجو الكلّ نسلّمو عليه ، كانوا الصّغار منّا نخافو منّه، قُـفّته الّي ما تفارقش يدّه كان ديما فيها السّكاكن و المِـسْـتحَدْ ، و يمْرِجْنا بالمِـسْتوَجْ الّي يحِلُّو على اللّحم و أنواعه و تصنيفاته ههههه ما عندوش حديث غيره و الّي يوافقه على رَايُه في المَاكْلة هذاك هو الّي يفهم الدّنيا في نظره ، حتّى كي ضربُه ضغط الدمّ ما فكّش على ماكلة اللّحم و الحديث عليه نهار نهارين و جماعة الدّار باعثين لعمّك الصّادق حَجّام الحومة باش يرَكِّبْـله المغايث و ينحِّيله زوز دمّ
.
ما نعرفش إذا كانت نهايته مأساة و إلاّ مَلهَـاة كلّ الّي نتفكّره أنّها كانت حاجة تشبّه للصّفقة و إلاّ الاتّفاق الغريب بينه و بين الماكلة و بين الموت : قام الصّباح كعادته توضّى و صلّى و حجّم و مَسِّحْ على راسه و وجهه بالقوارص و فتل شلاغمه قدّام المرايا و حطّ برنوسه على كتافه و هزّ قفّته و خرج ، تعَدَّى للفطايري عمل فطيرة عملاقة بالعظمة و قصد ربّي للمَرشي ، في وسط الثنيّة ظهرله باش يرجع للدّار ، دخل نحّى برنوسه و قعد على فرشه و صاحب الأمانة خذا أمانته من غير حِسّ و لا خوضة .
الله يرحمه

4 commentaires:

ferrrrr a dit…

على الدوعاجي خلّى رجال و نساء، حرفتهم حكاية تونس، انت وحدة منهم

WALLADA a dit…

شكرا فرررر

هذه مرتبة أطمح إليها و لا أدّعيها

samsoum a dit…

Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiii

Unknown a dit…

كتاباتك الرائعة السلسة يفوح منها عبق الماضي بجماله و أصالته ..
أمثالك هم فقط من يعيد لنا شيئا من الأمل بأن روح التونسي مازالت حية رغم الإسمنت المسلح القبيح و ثقافة البلاستيك و العواء الروتاني وفظاظة هذا الزمن ...
ليتني أعثر على رفيقة عشرينية لها شيء من روحك .. لم يتسرب في أوردتها حليب تشرنوبيل و لا تلوثت روحها بقنواتنا الفضائية و لم يمسخها زيف أحياء المنار و النصر ...