mercredi 28 octobre 2009

مَعْلم في الذاكرة ... حديقة البلفيدير





هي أهمّ حديقة في البلاد و أكبرها و أقدمها و أجمل معلم حضريّ أنشئ حول العاصمة منذ نهايات القرن التاسع عشر . أصبح ملجأ الشعراء و الفنانين و العاشقين و الرسّامين و هو مهبط حافلات الزائرين و هو منتزه الأطفال و منتجع الكبار ... كم من قصيدة نظمها الشابي في ظلال البلفيدير و كم من رحلة قام بها جماعة تحت السور إلى الحديقة و قد تسلّقوا ترمفاي باب الخضراء دون خلاص تذاكرهم و كم ضمّت ثناياه من نكت و ضحك و سهرات و كم هي الحفلات المسيحيّة و الإسلاميّة و اليهوديّة التي شهدها قصر القبّة حبيبة مسيكة ، رؤول جورنو ، علي الرياحي ... منتجع البلفيدير هو اليوم خزينة ذاكرة المدينة دون شكّ



كانت البلاد التونسيّة عشيّة إعلان الحماية تعدّ مليون و مائة ألف نسمة و تعدّ العاصمة قرابة المائة ألف نسمة و قد تدفّق عليها المهاجرون من جلّ بلدان المتوسّط و من داخل البلاد و توجّب تأسيس مدينة عصريّة فكانت منطقة باب البحر هي المتنفّس الترفيهي للمدينة و منذ 1860 فكّرت السّلط في هدم أسوار المدينة و الإبقاء على الأبواب فحسب حتّى تتوسّع المدينة في اتجاه البحر

تقع تونس العاصمة سجينة بين سباخ روّاد و السيجومي و بين هضاب سيدي بلحسن و الجلاز و الجبل الأحمر و هضبة البلفيدير و كانت محاطة بحزام أخضر من غراسات الزيتون الممتدّة من باردو إلى الجلاز و تصل حتى سكرة و أريانة كلّها أراضي حبس وضعت في خدمة الجوامع و المساجد و المؤسّسات الخيريّة

لمّا جاء الفرنسيّون حاولوا إعادة تخطيط المدينة و تحويلها من مدينة عتيقة مركزها القصبة إلى مدينة عصريّة ممتدّة مركزها باب البحر فتأسّس شارع قرطاج و شارع باريس و شارع جول فيري و في اتجاه أريانة تأسّست حديقة التجارب النباتيّة التي تمتدّ حتى ضاحية سكّرة منذ 1892 عندما وقع انتزاع ثلاثين هكتارا من الأراضي الحبس و عيّن على رأسها مختصّ في البستنة جاء خصيصا من باريس و كان الغرض الأساسي هو حماية غراسات العنب من الأمراض المتفشية و تجريب الغراسات المجلوبة من الخارج قبل السماح للمعمّرين بتداولها . و توسّعت حديقة التجارب لتشمل مزارع حيوانات و تربية النحل و من هذه الحديقة انتشرت غراسات الشجرة الشهيرة الكاليبتوس في كامل أنحاء البلاد فالحديقة تعَدّ مخزنا للذاكرة الغراسيّة في العاصمة و نجد بها إلى اليوم إثني عشر فصيلا من النخل مجلوبة من آسيا و أستراليا


حينما صدر أوّل مثال هندسي لمدينة تونس سنة 1899 كان منتزه البلفيدير قد اكتمل في ملامحه العامّة و كان يمسح 112 هكتارا و في قمّة هضبته التي تطلّ على كامل العاصمة بُنيَ برج المراقبة و إليه نُسبَ إسم الحديقة البلفيدير : المرقب الجميل . و مع البلفيدير كانت قد انتهت أشغال حديقة التجارب و أشغال تهيئة معهد باستور و أنشئ المسرح البلدي و بُنيَ قصر العدالة و مقرّ بلديّة تونس و تأسّست السوق المركزيّة و امتدّت خطوط الترامواي الرابطة بين العاصمة و ضواحيها الجنوبيّة و الشماليّة




يتبع .....




12 commentaires:

khanouff a dit…

Très intéressant, je suivrai :)
Bonne soirée.

WALLADA a dit…

Merci Khan

la deuxieme partie sera trés bientôt publiée

cactussa a dit…

malheureusement il a perdu bcp de belles choses maintenant!! :(
merci pour ces info ! :)

Big Trap Boy a dit…

شكرا ولاّدة على هذه المبادرة، أنا متشوّق لقراءة البقيّة وخاصّة للمقارنة مع ما أصبحت عليه حديقة البلفيدير اليوم من مرتع للمنحرفين ومكان معروف بكثرة البراكاجات وحديقة للحيوانات الميّتة بالشرّ

Werewolf a dit…

شكرا ولادة على الرحلة هاذي وسط التاريخ و الذكريات...نتصور اللي كل صغير مثلتلو البلفدير حاجة وقت طفولتو...في انتظار البقية

WALLADA a dit…

شكرا أصدقائي على التفاعل

فعلا تغيّر وجه البلفيدير نحو الأسوء و هذا مصير عدّة معالم أخرى بالبلاد كميناء سيدي بوسعيد و القهوة العالية و قاعات السينما و غيرها

في الجزء الثاني سأحاول التعريف بمحتويات البلفيدير و تاريخ تأسيسها لأنّ جلّ التونسيين لا يعرفون سوى حديقة الحيوانات

taxe a dit…

Ya3tik essahha Wallada,Comme certains l'avaient dèjà dit, j'ai hate de lire la suite.

WALLADA a dit…

taxe

la deuxième partie est déjà publiée

taxe a dit…

Asslèma, en fait j'ai lu la 2ème partie avant:).J'etais fascinée par ces faits historiques.Je redecouvre mon pays, j'ai un peu honte de ne pas connaitre ces faits historiques, mais inchallah de retour je vais essayer de me procurer quelques ouvrages. Merci encore une fois

Anonyme a dit…

C'est ma première visite i temps ici. J'ai trouvé tellement de choses intéressantes sur votre blog en particulier sa discussion. Du tonnes de commentaires sur vos articles, je suppose que je ne suis pas le seul à avoir tout le plaisir ici! maintenir le bon travail.

WALLADA a dit…

@ Anonyme
Bienenue, trés touchée par votre gentillesse.
revenez quand vous voulez.

Anonyme a dit…

Sólo pensaba que iba a comentar y decir que gran tema, ¿lo de código por sí mismo? Realmente parece excelente!