على قدر أهل "الحَزْمِ" تأتي المصائبُ و تأتي على قدر الاعتصام العزائمُ
و تعظمُ في عين الخسيس صغارُها و تصغرُ في عين العظيم العظائمُ
يُكلِّفُ بلدُ الجُرْح الدّائم الشعبَ هِمَّة و قد عجزتْ عنها الشعوبُ الضّغارِمُ
و ما ضَرَّها خَلقٌ بغير مَخالِبٍ و قد ضَرَّهُ دهرٌ من الظُلم جاثِمُ
و في كلّ شِبر ساحة حمراءُ تعرف لونَه ، و تعرف أيَّ الساقِيَيْن الغمائِمُ
سقاها غمامُ البطش عِقدًا و نَيِّفـًا فلمّا تجَبَّرَ فيها سَقـتْها الجماجِمُ
و ماجَ الذي كان يُرْمَى بكلّ ميوعةٍ و موجُ المنايا حوله مُتلاطِمُ
و كان به مثل الذهول فأصبحَتْ و مِنْ نَثْرِ الدّماء عليه مياسمُ
إذا كان ما ينويه فِعلا مُضارِعًا مَضَى قبل أن تُلقَى عليه الجَوازِمُ
و قد طردوا السفَّاحَ و اللّيالي حَواكِمُ فما ماتَ مظلومٌ و لا عاش ظالِمُ
أتَوْهُ يَجُرُّون الهديرَ كأنّما سَـرَوْا بجِيَادٍ ما لهنَّ قوائِمُ
يومٌ بشَرْقِ الأرض و الغَرْبِ زحْفُهُ و في أذُن الجوزاء منه زَمازِمُ
تجمَّعَ فيه كلُّ حُرٍّ و حُرَّةٍ بوجه الطُّغاة و الدّهرُ راغِمُ
فللّهِ شعْبٌ ذوَّبَ الغِشَّ عَزْمُكَ فبَانَ منكَ صَدُوقٌ و بانَ العادِمُ
وقفتَ و ما في الموت شكٌّ لواقِفٍ كأنّكَ في جَفن الرَّدَى و هو نائِمُ
تَمُرُّ بكَ الأزلامُ بكلّ مُدَجَّـجٍ و وجهُكَ وَضَّاحٌ و ثغرُكَ باسِمُ
ضمَمْتَ جناحَيْكَ على الموت ضَمَّةً تـُدَقُّ ضلوعُ الجُبْن تحتها و القوائِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ و النّصرُ قادِمٌ و سارَ إلى الأجوار و النّصرُ قادِمُ
تجاوزتَ مقدارَ الشجاعة كلَّه إلى قوْلِ قوْمٍ : تونِسُ العُرْبِ هَا كُمُ
أفي كلّ يومٍ ينهضُ الشعبُ ثائِرًا فيندحِرُ الطّاغوتُ و الغَرْبُ واجِمُ؟
لكَ الحَمْدُ في الدُرِّ الذي لِيَ لفظُهُ فإنّــكَ مُعطِيـــهِ و إنِّـيَ ناظِـــــمُ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire