vendredi 4 mars 2011

على قدر أهل "الحَزْمِ" تأتي المصائِبُ

على قدر أهل "الحَزْمِ" تأتي المصائبُ   و تأتي على قدر الاعتصام العزائمُ
و تعظمُ في عين الخسيس صغارُها       و تصغرُ في عين العظيم العظائمُ
يُكلِّفُ بلدُ الجُرْح الدّائم الشعبَ هِمَّة       و قد عجزتْ عنها الشعوبُ الضّغارِمُ
و ما ضَرَّها خَلقٌ بغير مَخالِبٍ             و قد ضَرَّهُ دهرٌ من الظُلم جاثِمُ
و في كلّ شِبر ساحة حمراءُ تعرف       لونَه ، و تعرف أيَّ الساقِيَيْن الغمائِمُ
سقاها غمامُ البطش عِقدًا و نَيِّفـًا           فلمّا تجَبَّرَ فيها سَقـتْها الجماجِمُ
و ماجَ الذي كان يُرْمَى بكلّ ميوعةٍ      و موجُ المنايا حوله مُتلاطِمُ 
و كان به مثل الذهول فأصبحَتْ          و مِنْ نَثْرِ الدّماء عليه مياسمُ 
إذا كان ما ينويه فِعلا مُضارِعًا            مَضَى قبل أن تُلقَى عليه الجَوازِمُ
و قد طردوا السفَّاحَ و اللّيالي حَواكِمُ      فما ماتَ مظلومٌ و لا عاش ظالِمُ
أتَوْهُ يَجُرُّون الهديرَ كأنّما                  سَـرَوْا بجِيَادٍ ما لهنَّ قوائِمُ 
يومٌ بشَرْقِ الأرض و الغَرْبِ زحْفُهُ       و في أذُن الجوزاء منه زَمازِمُ
تجمَّعَ فيه كلُّ حُرٍّ و حُرَّةٍ                   بوجه الطُّغاة و الدّهرُ راغِمُ 
فللّهِ شعْبٌ ذوَّبَ الغِشَّ عَزْمُكَ             فبَانَ منكَ صَدُوقٌ و بانَ العادِمُ 
وقفتَ و ما في الموت شكٌّ لواقِفٍ        كأنّكَ في جَفن الرَّدَى و هو نائِمُ
تَمُرُّ بكَ الأزلامُ بكلّ مُدَجَّـجٍ              و وجهُكَ وَضَّاحٌ و ثغرُكَ باسِمُ
ضمَمْتَ جناحَيْكَ على الموت ضَمَّةً    تـُدَقُّ ضلوعُ الجُبْن تحتها و القوائِمُ
بضَرْبٍ أتَى الهاماتِ و النّصرُ قادِمٌ   و سارَ إلى الأجوار و النّصرُ قادِمُ
تجاوزتَ مقدارَ الشجاعة كلَّه          إلى قوْلِ قوْمٍ : تونِسُ العُرْبِ هَا كُمُ
أفي كلّ يومٍ ينهضُ الشعبُ ثائِرًا      فيندحِرُ الطّاغوتُ و الغَرْبُ واجِمُ؟
لكَ الحَمْدُ في الدُرِّ الذي لِيَ لفظُهُ     فإنّــكَ مُعطِيـــهِ و إنِّـيَ ناظِـــــمُ 

Aucun commentaire: