dimanche 10 novembre 2013

سَــــقـَـــــم






تأمّل الطبيبُ وجنتي و قال
في وجهك شحوب
العينُ مُجهدَة هالتـُها داكنه
و في نبضك هبوط. ألا تأكلين؟
قلتُ أهلي في القرى المُبعَدة
يموتون جوعا و سغبْ
سقوفهم سماء معتمة
و أرضهم حطب
كلّ أطفالهم يوسف
يأكلهم البرد و الذئب
على طريق المدرسة
..........
قال عليك أن تنامي
ففي النوم ارتياح
قلت سمّموه بأخبار الليل
و تكذيب في الصباح
..........
قال اكتبي
قلت هذه أمّة تكره الكتابْ
القلمُ فيها خطّة انقلاب
و الحرفُ رأسا يقود للسّرداب
و أنا جبانة
لا أقوى على السّرداب
 و لا على تركه بصندوق أو حِجاب
..........


قال أنصحُ برحيق القلوب
قلتُ الحبُّ في عرفهم كفرٌ مبين
في أمّتي تـُرجَم الحبيبة و يُترك الحبيب
و تـُنظم الأشعار في فراق العاشقين
يتلونها سرّا و يتبرّؤون بقولهم...
مجــانيــن
...........
قال فغيّري المكانْ
قلتُ في كلّ بلاد العرب يا سيّدي
أشعلوا النّيران
لم يحفظوا وليدا و لا عمران
قطعوا رأس المعرّي و أحرقوا الدّيوان
و عند الأجنبيّ نحن بين جاهل و مُدان
و أخشى أن أدفَن في غربة
بدون آية قرآن
...........
في أمّتي منذ ألف عام و يزيد
تناسل أصحابُ الأخدود
لنا كلّ يوم على أياديهم شهيد
و وعدُهم فروج و نهود
و جنّات الخلود
فأمّتي يا سيّدي تكافئ القميء و التعيس و الحقير و الذليل
و تنبذ الجليل
و أمّتي تفسد في الأرض و لا ترعَى رحِمْ
تاريخـُها كره و مجدُها نثارُ دمْ
...........
ملأ الطبيب كأسيْن
تنهّد و قال
فلنشرب إذا نخبَ هكذا وطنْ
لن تنفع الثوراتُ ما أفسده الزّمنْ

2 commentaires:

إنسان / Insane a dit…

تناسل أهل الأخدود ، فكنّا نحنُ أيضًا ، عزيزتي ولاّدة . فمن أين لنا بهذا الكم من الإغتراب ؟

شكرًا أيّتها الأنيقة لمرافقتي في غربتي .

WALLADA a dit…

شكرا صديقي الإنسان على التفاعل
و الغريب للغريب نسيبُ