lundi 21 septembre 2009

الدُّمَـى المُــتحَـرِّكـة




مسرح الدُّمَى ، عالم بأسره ، جَمعٌ في صيغة المفرد ، فيه المُحرِّك و فيه المُتحرّك بإرادة غيره . عندما كنّا صغارا كانت تستهوينا الدّمية الخشبيّة نركّز على لباسها و حركاتها المُضحكة و نصدّق أنّها تتكلّم / أظنّنا كنّا نصدّق / و رغم وضوح الخيوط التي تحرّكها لم نكن نهتمّ إلى أين تنتهي ، كلّ ما كان يشدّنا هو تلك الدّمى في رقصها و غنائها و حوارها مع بعضها ، في حركاتها و هيئاتها و أزيائها الملوّنة و كم كنّا نأسف حين ينتهي العرض فتهوي بلا حراك ثمّ توضَع في صندوق خشبيّ و يُغلَق عليها كأنّها ميتة فنكرهُ مُحَرِّكها ذلك المستبدّ يُحييها ساعة يشاء و يُميتُها إذا نفذتْ حاجته إليها ، نحملق فيها عن قرب فإذا بالعيون جامدة لا حياة فيها نتعاطف معها كلّها على حدّ سواء مَن كان منها في دور الطيّب أو في دور الشرّير ، كلّها الآن هامدة في الصندوق . وحده المُحَرِّك يتحرّك يبتسم و يعدُنا بعرض آخر فيزيد مقتنا له .




نفس الإحساس داهمني حين لمحت أحد الأقارب في صندوق مماثل مع فارق الحجم طبعا و مُربّع بلّوريّ يُظهر وجهه الهادئ المُبتسم . سقطتْ الدّمية في شرخ الشّباب . مُحرّكها قرّر انتهاء دورها




اليوم كثرت الدّمَى و تعدّد المُحرِّكون و للمحرّكين محرّكون آخرون و السّلسلة طويلة متشابكة ، لعبة أزليّة تستهوي الإنسان بالخلق و المشيئة . وحدها روح التآمر و الرّغبة في الإقصاء ما يدفع الجميع . منذ البداية ، منذ العنف على الطبيعة و فصائل الكائنات الأخرى مرورا بتاريخ الحروب و الإبادة وصولا إلى حملات التكفير


يبقى السؤال قائما : ما المُحَرِّك ؟

7 commentaires:

Nomade a dit…

Probablement celui auquel/ce à quoi on croit.
Contrairement aux poupées, on a le choix. Le choix d'aller où on veut, en en récoltant le bon comme le mauvais...

عيدك مبروك ولّادة و سنين دائمة

WALLADA a dit…

نوماد

عيدك مبروك و كلّ عام و أنت بخير

خيارنا ليس كبيرا ، فأنت لا تختار مثلا لا تستطيع اختيار ساعة ميلادك و مكانها و لا تختار شكلك و لونك و جنسك و لا تختار والديك و لا نختار موتنا و القائمة طويلة

Anonyme a dit…

@ ولادة: كلامك صحيح لكن كل هذه الظروف لا تحدد مصيرنا أو اختياراتنا فيما بعد،
فقط ارادتنا هي التي تحدد معالم حياتنا

ولد بيرسا a dit…

c'est la chanson de Pierre Bachelet "marionnettiste" :-)

http://www.wat.tv/audio/pierre-bachelet-marionnettiste-1jlys_1jlq6_.html

et la question reste entière: que vas-tu faire de tes artistes après la fête??? ;-)

WALLADA a dit…

ولد بيرسا

شكرا على الرّابط

و سؤالك جا قدّ قدّ

لاعب النرد a dit…

عيدك مبروك ولادةـ
نص حلو، يعطيك الصحة... أما ما عرفتش اللمسة متع التراجيديا مين جاية..؟ يمكن من النفس التأملي؟؟
الحاصيلوا، اش رايك لوكان دمية من االدمى تقطع خيوطها نهار من النهارات و تسرح في ملكوت الله...؟

WALLADA a dit…

لاعب النرد

عيدك مبروك و سنين دايمة
النّفس التراجيدي ديما حاضر هو ما يحرّك أيّ إبداع ، المسعدي يقول " الأدب مأساة أو لا يكون "

في ما يخصّ الدّمية الّي تقطّع خيوطها نهار مالنهارات و تسرح ، يلزمها قبل كلّ شيء تكون فيها روح و عقل يمكّنها من الإدراك الشيء الّي ماتنجّمش تكتسبه بنفسها ، يلزمها طرف آخر يزرعه فيها وقتها نرجعو لمسألة الاختيار