dimanche 13 mars 2011

اعتــرافات في الثــورة

وقت الّي بدات الثورة هجرنا الاحباب ، بعدنا و احنا قراب ، نسينا كلام الحبّ ، تبدّلنا ، بردنا و بردت رغايبنا و ماعادش نقعدو متقابلين عاشق و معشوق في عينين بعضهم هايمين ، ولّينا الاثنين متجانبين نستنّاو في اخبار الشارع و على البلاد خايفين

قبل الثورة ، ما كان حتّى واحد يملك الحقّ إنّه يناقش سلوك لاخر: وين مشى ، شكون كلّم ، آش قال ، شنوّة نوع الغنا الّي يسمع ، آش كتب ، و علاش ما كتبش و شنوّه الّي يضحّك فيه ... في الثورة ، فمّة ثالث دخل بين الحبيب و محبوبه و حتّى بين الصاحب و صاحبه و بين الخو و خوه و بين البو و ولده ، حاجة ثالثة نبتت و زرّقت و نوّرت ، تغذّات بدموعنا و نضجت بأحلامنا ، حاجة ثالثة دخلت بيناتنا لا شاورت لا ناورت ، تربّعت على عرش محبّتنا: تونس . الغريب إنّا ما حسّيناهاش تشبّه للعذول العادي الّي يدخل بين ثنين متحابّين و لا حشمنا نعرّيو قلوبنا و عقولنا قدّامها .. حبّينا بعضنا فيها ، و لمنا بعضنا عليها ، و تخاصمنا و تسامحنا و شكّينا و بكينا و رضينا و خفنا و فرحنا و حزنّا و قلقنا و تغشّشنا و فدّينا و تغرّبنا و لوّجنا على غيبة في سكرة ما لقينا

في الثورة ، شفت برشة صداقات تبعثت ، و برشة صداقات أخرى كلاها الحافر على كلمة ، على فكرة و ساعات على نغمة ... فمّة الّي قال : " إلّي مازال يبعثلي غناية ننحّيه  " و نحّاه .. أنا نفسي عملت الشيء هذا ، و من بعد رجعنا الكلّ ننشرو في الغنا ، صحيح تصرّفنا كان فيه نوع مالإقصاء و التنرفيز و ردّ الفعل الوقتي المتسرّع ، لكن تونس و الثورة و الظرف و دمايات الشهداء حبّو هكّة ، و حبّ تونس جبّار
في الثورة ، كان الّي يسمع غناية خاصّة موش ملتزمة يرى نفسه خاين مايع قلبه بارد ، و الّي تجي فيه ضربة ماتراك و إلاّ تهبط تصويرته في مظاهرة  يرى روحه خذا حظّه مالبطولة ، و الّي يكتب نصّ و إلاّ ينشر خبر يبات و ضميره راضي ، أما الّي يتوقّف  و يطوّل شويّة في الإيقاف يحقّ له تبارك له الاصحاب

في الثورة ، تمحات المسافات ، من طرف الكرة الأرضيّة لحرفها ولّينا نسهرو جميع ،ما عادش مهمّ شكون عنده ليل و شكون عنده نهار، حاجة وحدة كانت تجمعنا : شاشة الحاسوب و أخبار البلاد  في الثورة ، كلّ ليلة نسألو بعضنا : عندكم كرتوش ؟ جاتكم هليكبتر الجيش ؟ و نسهرو نطمّنو في بعضنا و الّي بايت في دار وحده نونّسوه بالحديث حتّى يتعدّى الليل
في الثورة ، ما حشمتش من صحابي كيف قلت لهم ليلة : أنا خايفة
في الثورة ، حسّيت الّي عندي برشة أخوة و بنات و ولاد مفرّتين في البلاد و خايفة لا البوليس يشدّهم و يضربهم ، و كيف يظهرو على الفايسبوك في الليل قلبي يطمان عليهم ، و ساعات نعاركهم و نوصّيهم باش ما يخرجوش من غدوة و أنا ناسية الّي الثورة بيّ و بيهم و بغيرنا لكن قلبي المشوم يخاف عليهم و ما يرضاش دقّة الشوكة فيهم

في الثورة ، تغيّرت ههه أي نعم تغيّرت ، ولّيت نسمع أكثر و نحبّ أكثر و نتسامح أكثر

فصيلة وحدة من البشر لا نسمعهم لا نحبّهم و لا نتسامح معاهم هوما سُرّاق الثورة و بوكشطة  

10 commentaires:

Sonya a dit…

فصيلة وحدة من البشر لا نسمعهم لا نحبّهم و لا نتسامح معاهم هوما سُرّاق الثورة و بوكشطة

حتّى اني زادا :))

إنسان / Insane a dit…

w TOUNES wallèda :)

WALLADA a dit…

سنسن

و هوما كالملح ما يغيب على طعام


إنسان

تونس ولاّدة على الدّوام
مرحبا بيك

Solitario a dit…

:') بالدموع :)

WALLADA a dit…

@ Zdarma

ساعات الدموع ابلغ لغة
دمت و دامت صداقتك

eddou3aji a dit…

الكبدة مشومة :) و الأكثر منّا ولّينا عنّا حياتنا قبل 14 جانفي و من بعّد 14 جانفي إلّا سرّاق و ركّاب الثّورة و سرّاق و ركّاب ما قبل الثّورة وسرّاق و ركّاب مابعد الثّورة وسرّاق و ركّاب التّسونامي و سرّاق و ركّاب الزّلزال و كلّ ما يتسرق و إلّا ما يتركب هههههه

brastos a dit…

فعلا هي اعترافات صادقة لابعد الحدود

WALLADA a dit…

الدّوعا

وحدك كي تبدا تفنتي بالكلمات


براستوس

شكرا صديقي

illusions a dit…

Un texte plein d'émotions, plein de sentiments, et ce n'est pas un hasard que Wallada en est l'auteur.

Un cœur et un amour qu'on découvre grand en nous tous, une vrai fierté et solidarité.

Que notre Tunisie soit toujours grande et qu'on soit toujours fier d'être tunisien...

WALLADA a dit…

@ illusions

Des paroles qui me réchauffent le coeur, merci.