حدَّث صاحبٌ لنا قال
اجتمع قومٌ في المسجد ممّن ينتحل تحليل الجهاد و تحريم عيش النّساء من دون العباد، و قد كان هذا المذهب عندهم كالنَّسَب الذي يجمع على التّحابب و كالحلف الذي يجمع على التناصر، و كانوا إذا التقوا في حلقتهم تذاكروا هذا الباب و تطارحوه و تدارسوه التماسا للفائدة و استمتاعا بذكره. و بينما هم كذلك إذ اندفع شيخٌ منهم فقال: " لم أرَ في وضع الأمور مواضعها و في توفيتها غاية حقوقها، كسُراقة الجَبَليّ." قالوا: " و ما شأنُ سُرَاقةَ هذا ؟ " قال: " أهدى إليه العامَ إبنُ عمّه سَامْ أرضًا عامرة خصيبة، أهلـُها بين ماجنٍ سائبٍ و تائب كاذب و عاطل في الشّغل راغب. فرأيتـُه كئيبا حزينا مفكّرا مطرقا، فقلت له: ما خطبُكَ يا سُراقـَة؟ قال: أنا رجلٌ لا أقرأ، و لا عهدَ لي بتدبير حال البلدان و قد ذهب الذين كانوا يدبّرونه، و قد خفتُ أن يضيع بعضُ هذه الأرض و لستُ أعرف وضع جميع الأمور في نصابها و قد علمتُ أنّ الله لم يخلق فيها و لا في غيرها شيئا لا منفعة فيه و لكنّ المرء يعجز لا محالة. و لستُ أخاف من تضييع القليل إلاّ أنّه يجرّ تضييع الكثير
أمّا العِلمُ ، فالوجه فيه معروف، و هو أن لا حاجة بنا للعلوم الصّحاح و لا إلى لغات الكفرة السُيّاح، و لنا في السّلف الصّالح خيرُ مَعين و به نلوذ و نستعين و في كتبه العلمُ المُبين. و أمّا دُورُ الدُفِّ و الوترْ ، و الصّورة و الخَبَرْ فإنّهم لي مُوالون و بحمدي يسبّحون. و أمّا الرّؤوسُ العامِرَه و الحناجرُ الهادِرَه فسبيلـُها أن تـُكسَر ثمّ تـُطبَخ، فما ارتفع من الدّسَم فللمصباح في الليالي المُظلمة، أمّا العظام فيُوقَدُ بها. أمّا الأجورُ فشأنـُها أن يَجمُدَ سَيْرُها و يؤولَ إلى بيت المال رُبعُها. ثمّ قال : بقيَ عليَّ الانتفاعُ بالدّماء، و قد علمتُ أنّ الله عزّ و جلّ لم يُحرّم من الدم المسفوح إلاّ شربَه و أنّ له مواضعَ يجوز فيها و لا يُمنَعُ منها، و إن أنا لم أقعْ على علم ذلك حتّى يوضَع موضعَ الانتفاع به صار كَيَّة في قلبي و قذى في عيني و هَمـًّا لا يزال يعودُني. ثمّ ما لبث أن تبسّمَ، فقلتُ : ينبغي أن يكون قد انفتح لك بابُ الرّأي في الدم. قال: أجل، ذكرتُ أنّ قصرَ الخلافة قد تصدّعت جدرانُه و تهدّمت أركانه، و قد زعموا أنّه ليس شيء أزيد قوّة لبنيان السّلطان من التلطيخ بالدم الحارّ الدّسم، و قد استرحتُ الآن إذ وقع كلّ شيء موقعَه
قال شيخُهم: ثمّ لقيتـُه بعد أشهُرٍ عشر ، فقلتُ له " كيف كانت جباية العام؟" قال " بأبي أنتَ ، لم يَحِنْ وقتُ الجباية بعدُ، لنا في النِّـقاب حوارٌ و حساب، و لكلّ شيء إبّانٌ
فضرب أحدُ الحاضرين الأرضَ بقبضة يده ثمّ قال: لا تعلمُ أنّكَ من الفاسقين حتّى تسمع بأخبار الصّالحين
اقتباسا لقصة " معاذة العنبريّة " للجاحظ
أمّا العِلمُ ، فالوجه فيه معروف، و هو أن لا حاجة بنا للعلوم الصّحاح و لا إلى لغات الكفرة السُيّاح، و لنا في السّلف الصّالح خيرُ مَعين و به نلوذ و نستعين و في كتبه العلمُ المُبين. و أمّا دُورُ الدُفِّ و الوترْ ، و الصّورة و الخَبَرْ فإنّهم لي مُوالون و بحمدي يسبّحون. و أمّا الرّؤوسُ العامِرَه و الحناجرُ الهادِرَه فسبيلـُها أن تـُكسَر ثمّ تـُطبَخ، فما ارتفع من الدّسَم فللمصباح في الليالي المُظلمة، أمّا العظام فيُوقَدُ بها. أمّا الأجورُ فشأنـُها أن يَجمُدَ سَيْرُها و يؤولَ إلى بيت المال رُبعُها. ثمّ قال : بقيَ عليَّ الانتفاعُ بالدّماء، و قد علمتُ أنّ الله عزّ و جلّ لم يُحرّم من الدم المسفوح إلاّ شربَه و أنّ له مواضعَ يجوز فيها و لا يُمنَعُ منها، و إن أنا لم أقعْ على علم ذلك حتّى يوضَع موضعَ الانتفاع به صار كَيَّة في قلبي و قذى في عيني و هَمـًّا لا يزال يعودُني. ثمّ ما لبث أن تبسّمَ، فقلتُ : ينبغي أن يكون قد انفتح لك بابُ الرّأي في الدم. قال: أجل، ذكرتُ أنّ قصرَ الخلافة قد تصدّعت جدرانُه و تهدّمت أركانه، و قد زعموا أنّه ليس شيء أزيد قوّة لبنيان السّلطان من التلطيخ بالدم الحارّ الدّسم، و قد استرحتُ الآن إذ وقع كلّ شيء موقعَه
قال شيخُهم: ثمّ لقيتـُه بعد أشهُرٍ عشر ، فقلتُ له " كيف كانت جباية العام؟" قال " بأبي أنتَ ، لم يَحِنْ وقتُ الجباية بعدُ، لنا في النِّـقاب حوارٌ و حساب، و لكلّ شيء إبّانٌ
فضرب أحدُ الحاضرين الأرضَ بقبضة يده ثمّ قال: لا تعلمُ أنّكَ من الفاسقين حتّى تسمع بأخبار الصّالحين
اقتباسا لقصة " معاذة العنبريّة " للجاحظ
2 commentaires:
و اين هم الصّالحون صديقتي؟
فويل لقوم سكنوا ارضا كانت عامرة و خصيبة وهبها ابن العم سام لمثل سراقة الجبلي فقطف رؤوسها التّي اينعت لوقود عشائه و انارة سبيل اعضاده و ترقيع بنيانه بدم احلّه العم سام و شرّع استغلاله...
وقد نسي سراقة ان افواه الرؤوس المقطوعة ستحيّر مضجعه و ستلاحقه الى يوم يبعثون
les nahthaoui on volé notre révolution avec leur fusil d'attaque préféré :si tu n'est pas avec nous tu est contre nous ,traitre et mecrient ,et abbou la dit à l'assemblé et il était en plus applaudit ,ce pays est perdu ,comme zaba gannouchi nomme son beau fils au ministère ,faute de faire mieux que la famille trabelsi;un peuple qui doit ce metre vite d'accord pour dégager ses requins .un peuple qui ne soit pas pret à vendre son honneur pour une poigner d'argents.
Enregistrer un commentaire