لا نعتذر عن هذا الانقطاع
كم منّا ابتدأ أمرا و أتمّه إلى نهايته؟ في الدراسة و الزواج و التحمّس لمشاريع المهنة و الشغف بالهوايات، حتّى العلاقات تلك العابرة و المواعيد ... ما إن ينتصف الطريق حتّى يتوقـّف و هو في الأوج ... ينتظره الآخرون و لا ينطلي عليهم الغياب، قليل منهم يستفسرونه و أغلبُهم لا يتوسّلونه عودة، الغريب أنّ جميعهم منها واثقون إلاّ هو، تفزعه الرّتابة و تربكه النهايات، فيلزم ركنه المظلم يتسلّى بمشاهدة إرثه يتقاسمه الأصدقاء و الغرباء و لا تتحرّك منه شعرة واحدة لتقفز إلى الضوء و تقول " هذا لي "، يشاهد في برود و كفى، و لا نزاع بينه و بين عقله و القلب عن أيّ شيء سليب. لم يسلبه أحد، هو من نفر و فرّط و فرّ ... و ترك أركانا منه مبعثرة مشاعا لذا تراه في صلح مع نفسه فقد اختار لها النّقص ، و كم يرضي غرورَه أيّ تغيير يحدث في غيابه ، يؤوّله تدنـّيا لا يليق بماضيه و تخيفه فكرة التأقلم من جديد فيُمعن في الابتعاد. أن يصير ذكرى أيقونة أفضل من أن يكون واقعا مملاّ. لعلـّه الجبن من الاستمرار و الهلع من الخاتمة، هذا جائز. لكنّ الانقطاع ممتع، و كم هي كثيرة المرافئ الجديدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire