فُـتِحت للعموم بمدينة باريس مغازة جديدة تبيع الأزواج لكلّ الرّاغبات في
الحصول على زوج. و تتوسّط الباحة الرئيسيّة مُعَلـّقة بها بيانات موجزة حول نظام
عمل المغازة هذا نصّها:
ـ يحقّ لكِ زيارة المغازة مرّة واحدة.
ـ المغازة تتكوّن من ستّة أدوار.
ـ تجدين في مدخل كلّ طابق خصالَ الرّجال المعروضين به.
ـ بإمكانك اقتناء زوج من الطابق الذي تحلّين به أو مواصلة الصعود.
ملاحظة: لا يمكنكِ التراجع نزولا إلاّ لمغادرة المبنَى.
دخلت امرأة المغازة بحثا عن زوج، وجدت في مدخل الطابق الأول إعلانا
إشهاريّا كـُتِب فيه " هؤلاء الرجال لديهم عمل قارّ." في الطابق الثاني
يقول الإعلان " هؤلاء الرجال لديهم عمل قارّ و يحبّون الأطفال." في
الطابق الثالث قرأتْ في الإعلان " هؤلاء الرجال لديهم عمل قارّ و يحبّون
الأطفال و يتميّزون بإطلالة جميلة." لم تستطع إخفاء إعجابها لكنّ الفضول
دفعها لمواصلة الصعود إلى الطابق الرابع حيث كـُتِب " هؤلاء الرجال لديهم عمل
قارّ و يحبّون الأطفال و يتميّزون بإطلالة جميلة و يساعدون في الأعمال
المنزليّة." فهمست في انبهار " يا إلهي، لا أكاد أصدّق." و رغم ذلك
صعدت إلى الطابق الخامس الذي يقول إعلانه " هؤلاء الرجال لديهم عمل قارّ و
يحبّون الأطفال و يتميّزون بإطلالة جميلة و يساعدون في الأعمال المنزليّة و
رومنسيّون." تردّدت بغية البقاء لكنّها استمرّت في الصعود. حين بلغت الطابق
السادس قرأت على اللوحة الإشهاريّة " أنتِ الزائرة رقم 31456012 ، لا يوجد
رجال هنا، هذا الطابق صُمِّم خصّيصا لنثبت لك أنّ إرضاء النّساء مُحال. شكرا على
زيارتك مغازة الأزواج."
على الرّصيف المواجه في ذات الشارع فُـتِحت بعد مدّة مغازة تبيع الزوجات و
تتألف هي الأخرى من ستّة طوابق. كـُتِب في الطابق الأوّل " نساء يرغبن في
الجنس." و في الطابق الثاني " نساء يرغبن في الجنس و يطبخن جيّدا."
الطوابق الثالث و الرابع و الخامس و السادس لم يزرها أحد.
من كان قذرا لا يطمح في حكومة نظيفة و من كان فاسدا لا ينقد قضاء فاسدا و
من كانت اللصوصيّة و رغبة الاستحواذ تجري في عروقه فلا يأمل في مسؤولين عفيفة
نفوسهم و أيديهم و من كان يدّعي التقدّميّة لا يولـِّي عليه رجعيّا و من كان ينشد
الحقيقة لا ينتظرها ممّن يبيع الوهم... و من كان ناقصا فلييأس من البحث عن الكمال
في غيره. و العكس صحيح.
هذا الكلام ليس روح الطّرفة فالفرنسيّون أقلعوا منذ قرون عن استخلاص العبر
من طرائفهم أمّا بعضنا فتوقّف قبل لافونتان بكثير – ربّما مازال لم يسمع به -
لأنّه بعدُ لم ينته من أمجاد السّلف متعدّد العبقريّات.
5 commentaires:
حلوة التدوينة
مؤكّد أنّنا لسنا على موعد في التدوين لكنّ في الأمر سرّا أكثر غموضا من صعود "حزب الدّبية " لسدّة الحكم. سأميط اللثام في يوم من الأيّام.
شكرا باعث القنا...عفوا باعث مدوّنة باخوس الجديدة.
المهم نحن سلكناها معشر الرجال ... انتم النساء ما ترضوا بشيء.... واقع الأمر أن هذه الحكومة لا طلعت كي معشر النساء عندها طموح زائد على المعتاد و ..لا عندها قناعة الكنز الذي لا يفتى
حلاج
ماتراش أنّها أكثر شبه بالرّجال؟ اهتمامهم محصور بين المطبخ و السرير
هههههههههه
أيا ماعادش تعاود صنعتك و تطوّل لسانك عالنساء
Thank you for your wonderful topics :)
Enregistrer un commentaire