ميزيريا 9: بورتريه مسؤول فادد
9 ميزيريـا
بورتريه مسؤول فادد
البارح في الايّام كان كلّ صباح يسبّ القبيلة و
التصيلة متاع ولاده باش يدزّو معاه الكركاسة الّي تنبّت له الشعر في لهاته حتّى
يسخن موتورها و تخدم. و التسوميم خدّام من تحت لتحت بينه و بين مرته على شهريته
الّي تسلـّو فيها بالفنتوز... فلقطتشي الزواولة مالدمّار، خرجوشي للشارع كي ماعاد
بيها وين، خرجشي هو معاهم يعيّط من جملة من يعيّط، تحرّكتشي أسبابها و كلات بعضها،
تلهاشي في هاك البوبلي و نسى يحجّم لحيته، جاتشي الانتخابات، مدّشي وجهه في اجتماع
والا زوز و قطع يدين الحزازة أكثر من مّالي المول... أكاهو، رقد قام جاه تيليقرام
" الرّجاء الحضور غدا في الخربة الفلانيّة لأمر يهمّكم" و يلقى روحه
مسهول يضرب يصرع. هاك الخردة ولاّت سيّارة إداريّة و هاك الشهريّة حبلت و ولدت و
زادت ولدت .. و زادت ولدت، و هاك الاولاد إلّي كان ياخذ في عشرة الاف مصروف ولّى
طالب الزيادة و هاك المرا تفتّقت و هي النهار الكلّ تبلّ و ترشق عليه " هاي
مرت المسؤول الفلاني خذات فيلا ترعب شبيها خير منّي ؟ و هاو المسؤول الفلتاني مرته
تعمل في السهريّات و العشاوات و حطّت يدها على مشروع متاع ميزاب فلوس ياخي أنا
مانضحّيشي؟ ماو تحرّك شويّة و شوف عَرفك فمّاشي ما نخلطو على حويجة ملّي يقسمو فيه..."
و هات يا مرج. يسهر وذنيه واقفة كي قفـّة المرمّة يتبّع فالاخبار و عينيه عالتلفون
يمشيشي يتقلب الطـُّرح عالجماعة الّي كبّش فيهم و ترصّيله على بَرّة، يخرّجولوشي
دوسي محمّم قديم ناسيه و يتفضح؟ و يبدا مخّه يبربش بالكشي حرق مرّة الضو و هرب،
بالكشي تعدّاله شيك بدون رصيد، بالكشي الفرخ ولده عمل عركة في المكتب و زرّق عين
صاحبه، صوّروهشي مرّة و هو يصفـّق في اجتماع الشعبة في خدمته... ما يرقد كان وجوه
الفجر. يقوم الصباح كرايمه مشكّلة ما فيه حتّى عظم صحيح كاينّه بايت يخدم في
البالة و البيوش، مدقدق مهسهس مفولغ، وجهه مبجبج، يحلّ عينيه يلقى مرته قاعدة
قدّام الكوافوز بدنها لكامت لكامت و راسها مرشـّق بكنافر الرولوات... يستعوذ
مالشيطان و يقوم. وقت الّي يوصل لإدارته يلقى المعتصمين سادّين الباب. يقحرو،
يعيّطو، يشيّرو عليه بيديهم و ما في فامهم كان كلمة ديقاج، كلّ يوم يدخل و يخرج
بالبوليسيّة و الدزّان و السبّان فيه و في الكلاب. في بيروه الجديد ماهو فاهم شيء،
قالو له هاك مسؤول لمكنتي ما عنده شيء، لا دوسيات، لا الخدمة ماشية، لا قدر لا
هيبة، حتّى الموظفين إلّي ينطر و الّي يغيب كيما يظهر له، و الّي يتصرّف في معدّات
الادارة بعين صحيحة، و الّي يصلّي و الّي يذن و الّي عامل اجتماع، و تدنـّى من
هوني لغادي إضراب... و هو في وسطهم يجاوب عالتليفونات، مرّة عروفاته الكبار يندبو
له بيد قطّوسة ميّتة، و مرّة تطلبه جريدة و إلاّ تلفزة باش يعطي حديث، ساعات
يبلفطهم بكلمتين و ساعات يعتذر و يتسبّل بالخدمة، أما تلافز واما برامج، الراجل
عقوبة الله في المسؤوليّة و جاته لقمة أكبر من فمّه يمشيشي يتهردز بكلمة تقوم
عليها القيامة و تتلهى بيه الصّحاح... و هو في فمّ المدفع و في قلبه يسبّ في
والدين النهار الّي خرج فيه للشارع يعيّط. نهار مالنهارات طلبته مذيعة مطروشة
صغيرة، لسانها داير برقبتها مازالت مغرومة و شدّت فيه الباس، ماعاد بيها وين يلزمو يحضر في حوار تلفزي
عالمباشر، شاور دزازة المشنّـقة عروفاته قالو له: إمشي و اعرف شتقول، مرته قالت له:
وه بالطبيعة تمشي، خمّم يطلب المذيعة في الأسئلة الّي باش تطرحهم عليه.. خاف شكون
يعرف وحدة فرططّو تمشيش تكشف له حاله و يمشي حنّة. قصد التلفزة عينيه محوّقة، حلقه
مرّارة، قلبه يعصر، مالمان لقفوه لوّطو له وجهه بالفون تو تان، لبّدو له شعره
بالكريمة... و هو في يديهم كعروسة الشوالق، قعد في الفوتاي قدّام المذيعة، نبّهته
الّي هوما عالمباشر، شعلت الاضوا، بات الحسّ، أيا قدّمته و رحّبت بيه، هي قالت
السؤال الاوّل و الرّاجل كان يعقل، تنفض من فوق الكرسي كشاكشه طلعت عينيه زعزت و
بدا ينتّش في حوايجه و يعيّط : فدّيييييييييييييييييييييييييييت. و ما تسمع كان العيطة:
كوبي، كوبي، كوبييييييي.
10 commentaires:
Pas mal du tout. J'apprécie la touche, la verve et le la justesse du style. Bonne continuation pour le journal et pour le blog aussi.
وانا ماشي في بالي ما تعرف تكتب كان بالفقهي، تخرج من بحره تموت (بعيد الشّر) ؛ تي هاك طلعت بلبلة بالفلاّقي زاده. تبارك اللّه عليك وعيني ما تضرّك ؛ يعطيك الصّحه.
@Lotfi Aissa
Merci, vous êtes toujours le bienvenue.
@ tunisien
هو كي تجي تشوف ماهوش فلاقي، هذيكة فيانة اللهجة التونسيّة إلّي للأسف بدات تندثر
هاني بدّلت إخراج المدوّنة تنجّم ترجع لنصوصي القديمة تلقى برشة باللهجة العاميّة
و مرحبا بيك صديقي
يا خي انت في بالك الفلاّقي ما يكون كان فلاّقي ؟ بعض الفلاّقي ألطف من الفقهي وأنعم وأبلغ.
لا يسعني إلاّ أن أشاركك أسفك، ولو أنّ من السّهل حسبان هذا النّوع من التحسّر علامة هرم، إلاّ أنّ ذلك لا يضيرني، فأنا إلى الشّيخوخة أقرب على أيّ حال، وإن جادلك مجادل فيما ذكرت فحسبك أن تعدّدي له صيغ تحيّة الصّباح الّتي كانت متداولة بين آبائنا وأجدادنا (نهارك طيّب، نهارك زين، نهارك مبروك، نهارك أسعد وابرك، نهارك أسعد الأيّام...) وليأتك من معجم يومنا هذا بأكثر من صيغة واحدة إن كان صادقا.
قد فاتني أن أهنّئك على اللّبوس الجديد، وإن كان محيّرا مخاتلا لمن اعتاد سلفه وشاء البحث عن مقال سابق من نفس السّلسلة. دمت.
لا تدّع القرب إلى الشيخوخة رجاء فدعاباتك لا ينطق بها إلاّ عقل و قلب اكتملت فيهما الفتوّة
و لعلّ التحسّر على زمن جميل ليس بالضرورة معيار هرم بل أراه هلعا لفقدان مناخ حميم تربّينا عليه و ألفناه و أحببناه و لم نجد بديلا أفضل عنه أفضل
فيما يتعلّق باللبوس الجديد، ما عليك سوى نقر أيّ عنوان لأيّ مربّع لتنفتح لك التدوينة، و أقترح عليك تتبّع سلسلة "ميزيريا" فكلّها كتبت بالعاميّة أي بالفلاّقي هههههه
لا تطل الغياب فقراءة تعاليقك مدعاة لسروري
أبدعت! طلعت المسؤولية بالحق مش ساهلة!
شمس الأصيل
شكرا على الإطلالة و التفاعل
شكرا لكم
Enregistrer un commentaire