mardi 2 octobre 2012

إغتصاب من المفرد إلى الجمع

في أواخر الستّينات حُذِف نصفُ جائزتي المدرسيّة و قـُـدِّم تحت،   نظري إلى ابن مدير المدرسة "تجشيعا" له على إخفاقه ، حينها أدركت أنّي أترك شيئا يخصّني للأغبياء. كلّ سنوات العمر التي بقيتها مذّاك في البلاد كانت تحت عنوان صلف المجازفة. لعلّ فرحة النّجاح و الحقّ في الجائزة الذيْن اغتـُصِبا في الطفولة يبقيان ضمن الذكريات السوداء. لكنّ اغتصابات أخرى مختلفة و متعدّدة تكرّرت و تتالت دون حياء بدءا من تجربة التعاضد وصولا إلى استباحة تراب البلاد لفائدة رعاع الخليج حتّى يسرّوا عن أنفسهم بصيد غزلاننا. و ما بين التعاضد و قذارات الخليجيين تاريخ كامل من الاغتصاب للحريّة و الكرامة و الحقوق و التعبير و الثقافة و التراث و المعمار و الثروات و صناديق الاقتراع و المعرفة و . سمعة رموز الأمّة ... تعدّدت الأشكال و الفعل واحد جبان خفيّ همجيّ لا يتحرّك إلاّ في الغفلة و الظلام و لا يُقدِم عليه إلاّ مريض مهزوز الثقة في نفسه و لا يسكت عليه إلاّ ذليل موطوء. و لأنّ لهذا البلد أحراره ممّن يأبون أن يُسام الظلمُ فيهم فقد عاش الانتفاضة تلو الأخرى و لا يزال. ثائرون نحن منتفضون على كلّ فعل اغتصاب مهما تغيّرت أقنعته و مهما برّر له جهلوت العمائم و اللحيّ و الابتسامات الزائفة و الأعين الزائغة  و القلوب المتربّصة. ثائرون من أجل البلاد نسائها و رجالها و ترابها و تاريخها و مدنيّتها و استقرارها و علـَمها و فنونها و ثقافتها و حريّة العيش فيها. إن كان لا بدّ لكم من اغتصاب كي تشعروا أنّكم أسوياء تجاوزا لمحن ماضيكم فلتجرّبوا اغتصاب اسرائيل أو حاميتها العظمى و سترون ما سيحلّ بكم فالتاريخ الإسلاميّ حافل بمثل تلك العقوبة.