شكرا لكم ..
شكرا لكم ..
فحبيبتي قُتِـلتْ .. و صار بوسعكم
أنْ تشربوا كأسا على قبر الشّـهيدة
و قصيدتي اغتِـيلَتْ ..
و هل من أمّـةِ في الأرضِ..
إلاّ نحنُ نغْـتَال القصيـدة ؟
بلقـيسُ ..
كانت أجمل المَـلِكات في تاريخ بـابِـلْ
بلقيـسُ ..
كانت أطْوَل النّخْـلاتِ في أرضِ العـراقْ
كانت إذا تمْـشِي .. تـرافِقُـها طواويـسُ
و تـتبعُها أيـائِـلْ ..
بلقيـسُ .. يا وَجَـعِي ..
و يا وَجَـعَ القصيدة حين تلمسُها الأنامِـلْ
قَـتَلوك يـا بلقيـسُ ..
أيّـةُ أمَّـةٍ عربيَّـةٍ..
تلك التي تغتـال أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السّموْألُ ..و المُهلهِلُ ..
و الغطاريغُ الأوائِـلْ ؟
فقبـائلٌ أكـلت قبـائلْ
و عنـاكبُ قتلـت عنـاكبْ ..
فـهل البُـطولةُ كِـذْبَـةٌ عربيَّـةٌ ؟
أمْ مثلنا التَّـاريخُ كـاذِبْ ؟
بَـيْـروتُ ..تقـتُـلُ كلّ يومٍ واحدًا منّـا..
و تبحَـثُ كلّ يومٍ عنْ ضحيّـة
و الموتُ ..في فنجـانِ قهوَتِـنَا ..
في مفتـاح شقّـتِنـا
في أزهـارِ شُـرْفَـتِنَا
و في وَرَقِ الجرائدِ
و الحروف الأبجديّة ..
هـا نحنُ .. يـا بلقِـيسُ ..
ندخُـلُ مرّةً أخرى لعصر الجاهليّـة
حيثُ الكتـابَـةُ رِحْـلةٌ
بيْنَ الشَّـظيَّـةِ و الشّـظيّـة
حيثُ اغتيَـالُ فراشَـةٍ في حقْـلِـهَا ..
صـارَ القَضِـيَّـة ..
نــزار قبّــانِـــي
1 commentaire:
أحسنت الاختيار يا ولادة
هذه القصيدة التي تجعلنا نخجل من أنفسنا في هذا الزمن العجيب الذي أصبحت فيه بلقيس ومثيلاتها تُرمى في الجحيم لتمنح الجنة لكل من لا يستحقها
Enregistrer un commentaire