vendredi 24 décembre 2010

ميلادا مجيدا أيّها الغرباء

أيّها الغرباء الذين يبدأون عاما جديدا بعيدا عن الأوطان أيًّا كانت الأسباب ، بعيدا عن أصدقاء الطفولة و الصّبا ، بعيدا عن البيت العتيق الأليف اللامنسي ، بجذور عارية ترتجف بردا في شوارع الغربة المثلجة . أيّها الغرباء الذين يستقبلون سنة جديدة بالغصّة السرِّيّة مثل فراشات معَلّقة بالدّبابيس على جدران الوحشة ، أينما كنتم تذكّروا أنّ شرياني المفتوح على الورقة المُلقَّب بالكتابة هو منكم و معكم ، تذكّروا أنّني أشاطركم ذلك الدّمع العصيّ ، تلك الأصوات الخافتة عند منتصف الليل و انشطار الرّوح إلى شخصيّتين واحدة تتابع سهرتها في الغرب و أخرى تمشي في شوارع الذاكرة
أيّها الغريب ، تذكّر أنّني أشاطرك نزف القلب خلف ابتسامات الكبرياء ، أشمّ رائحة غليون التجلّد و أنت تدخّن ما تتوهّم ، أستحمّ معك تحت شلاّل التّوق المستحيل و أضمّك إلى قلب أبجديّتي بدفء المحبّة كطفلين في ميتم كوكب الأرض يتدفأ كلٌّ منهما بالآخر في كهف الصّقيع و المجهول
ها أنا أركض في ممشَى قطار منتصف الليل الماطر عكس الاتّجاه و أحاول أن أجفّف عن وجهك قطرات المطر ، أم تراه دمعك؟
أعرف أنّها تمطر سرّا بين قميصك و عنقك و بين جلدك            و عظامك ، أعرف أنّك ترمّم أزمنة مهلهلة في الوطن و تنسب إليها فضائل لم تكن لها كلّها

ميلادا مجيدا أيّها الرّجل الوحيد و سنة جديدة قدر الإمكان




غادة السمّان
كتاب الأبديّة
لحظة حبّ 

3 commentaires:

بهاء الدين a dit…

يا صديقي الغربة الداخلية في المنفى الداخلي أشد وأدهى وأمر

Anonyme a dit…

Nous savons maintenant que tu célèbres ton père Noël. Bravo!
Et Sidi Bouzid? ça ne te dit rien?
Pourquoi personne des "7adaithyine w dimo9ratiyinne" n'a rien dit à propos du massacre de Sidi Bouzid alors que lorsqu'on attaque l'islam et l'identité arabo-musulmane, on vous trouve les premiers à la faire et à créer comme des malades: liberté d'expression, démocratie, machin...?

Censure-moi si tu veux mais tu n'arriveras jamais à cacher la vérité!

WALLADA a dit…

@ Anonyme

مانيش في حاجة باش نصنصرك و موش بيدي التصنصير ، و لو إنّك ديجا مصنصر روحك كيف تكتب باسم أنونيم ، هذه الأولة

أما الثانية ، الكلّنا تفاعلنا مع سيدي بوزيد و كتبنا و ما عليك كان ترجع للتدوينة الّي قبل هذه قبل ما تتكلّم ، و لو أنّها سيدي بوزيد و غيرها ماهاش في حاجة لكتبتنا بقدر ما هي في حاجة لأفكارنا و خاصّة أفعالنا و تنقيصنا من التناحر بين بعضنا

و أمّا المسألة الثالثة ، حتّى حدّ ما جبد الإسلام ، آش مجبّدك فيه في غير سياقه ؟



بهاء الدين

صدقت

شكرا على المرور و التعليق