أيّها الغرباء الذين يبدأون عاما جديدا بعيدا عن الأوطان أيًّا كانت الأسباب ، بعيدا عن أصدقاء الطفولة و الصّبا ، بعيدا عن البيت العتيق الأليف اللامنسي ، بجذور عارية ترتجف بردا في شوارع الغربة المثلجة . أيّها الغرباء الذين يستقبلون سنة جديدة بالغصّة السرِّيّة مثل فراشات معَلّقة بالدّبابيس على جدران الوحشة ، أينما كنتم تذكّروا أنّ شرياني المفتوح على الورقة المُلقَّب بالكتابة هو منكم و معكم ، تذكّروا أنّني أشاطركم ذلك الدّمع العصيّ ، تلك الأصوات الخافتة عند منتصف الليل و انشطار الرّوح إلى شخصيّتين واحدة تتابع سهرتها في الغرب و أخرى تمشي في شوارع الذاكرة
أيّها الغريب ، تذكّر أنّني أشاطرك نزف القلب خلف ابتسامات الكبرياء ، أشمّ رائحة غليون التجلّد و أنت تدخّن ما تتوهّم ، أستحمّ معك تحت شلاّل التّوق المستحيل و أضمّك إلى قلب أبجديّتي بدفء المحبّة كطفلين في ميتم كوكب الأرض يتدفأ كلٌّ منهما بالآخر في كهف الصّقيع و المجهول
ها أنا أركض في ممشَى قطار منتصف الليل الماطر عكس الاتّجاه و أحاول أن أجفّف عن وجهك قطرات المطر ، أم تراه دمعك؟
أعرف أنّها تمطر سرّا بين قميصك و عنقك و بين جلدك و عظامك ، أعرف أنّك ترمّم أزمنة مهلهلة في الوطن و تنسب إليها فضائل لم تكن لها كلّها
ميلادا مجيدا أيّها الرّجل الوحيد و سنة جديدة قدر الإمكان
غادة السمّان
كتاب الأبديّة
لحظة حبّ
ها أنا أركض في ممشَى قطار منتصف الليل الماطر عكس الاتّجاه و أحاول أن أجفّف عن وجهك قطرات المطر ، أم تراه دمعك؟
أعرف أنّها تمطر سرّا بين قميصك و عنقك و بين جلدك و عظامك ، أعرف أنّك ترمّم أزمنة مهلهلة في الوطن و تنسب إليها فضائل لم تكن لها كلّها
ميلادا مجيدا أيّها الرّجل الوحيد و سنة جديدة قدر الإمكان
غادة السمّان
كتاب الأبديّة
لحظة حبّ
3 commentaires:
يا صديقي الغربة الداخلية في المنفى الداخلي أشد وأدهى وأمر
Nous savons maintenant que tu célèbres ton père Noël. Bravo!
Et Sidi Bouzid? ça ne te dit rien?
Pourquoi personne des "7adaithyine w dimo9ratiyinne" n'a rien dit à propos du massacre de Sidi Bouzid alors que lorsqu'on attaque l'islam et l'identité arabo-musulmane, on vous trouve les premiers à la faire et à créer comme des malades: liberté d'expression, démocratie, machin...?
Censure-moi si tu veux mais tu n'arriveras jamais à cacher la vérité!
@ Anonyme
مانيش في حاجة باش نصنصرك و موش بيدي التصنصير ، و لو إنّك ديجا مصنصر روحك كيف تكتب باسم أنونيم ، هذه الأولة
أما الثانية ، الكلّنا تفاعلنا مع سيدي بوزيد و كتبنا و ما عليك كان ترجع للتدوينة الّي قبل هذه قبل ما تتكلّم ، و لو أنّها سيدي بوزيد و غيرها ماهاش في حاجة لكتبتنا بقدر ما هي في حاجة لأفكارنا و خاصّة أفعالنا و تنقيصنا من التناحر بين بعضنا
و أمّا المسألة الثالثة ، حتّى حدّ ما جبد الإسلام ، آش مجبّدك فيه في غير سياقه ؟
بهاء الدين
صدقت
شكرا على المرور و التعليق
Enregistrer un commentaire