بقيتْ " الأشواق التائهة " لأبي القاسم الشابّي قصيدة شبه مجهولة لم تحْضَ بشهرة " نشيد الجبّار" أو" الصّباح الجديد " أو " الجمال المنشود " و غيرها من القصائد التي حفضناها و ردّدناها . غير أنّ النقّاد أجمعوا على أنّ هذه القصيدة و بصفة عجيبة تتداخل فيها كلّ الأنغام المُؤلّفة للدّيوان و تنعكس فيها كرجع الصّدى . أنت حين تقرأها تندَسُّ في شعاب العالم الشعري و يتأكّد لك أنّها مفتاح من مفاتيح الدّيوان و مدخل من مداخله الرّئيسيّة فيها تجتمع ملامح تجربة الشابّي الإبداعيّة . في الحقيقة اكتشفت القصيدة مؤخّرا رغم مطالعتي للدّيوان أكثر من مرّة ، و كأنّي بالسَيَّابْ يشكو ظلم الأهل و القدر أو لكأنّي بعمر الخيّام يتبرّمُ بضيق الحياة و جهل النّاس رغم الفرق الشاسع بين المدارس الشعريّة للثلاثة .
في القصيدة غُربَة تتجلّى حالة وجدانيّة و موقفا مذهبيّا تشكّلت من خلاله معالم التقابل بين الموجود و المنشود و مراوحة بين معجمَيْ النور و الظلمة . اخترت نشر مقاطع من هذه القصيدة لكلّ أحبّاء شاعر تونس أبي القاسم الشابّي
يــا صَميمَ الحياة إنّـي وَحيــدٌ ~ مُـدْلِـجٌ تـائهٌ فـأيْنَ شُـرُوقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة إنّـي فـؤَادٌ ~ ضائِـعٌ ضامِئٌ فـأيْنَ رَحِـيقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة قـدْ وَجَــمَ ~ النَّـايُ وغَامَ الفَضَا فأينَ بُرُوقكْ
يَـا صَميمَ الحياة أيْـنَ أغانيكَ ~ فـتحتَ النّجُومِ يُصْغِي مَشُوقُـكْ
~~~~~~~~~~~
كنتُ في فجركَ المُوَشَّحِ بالأحْــ ~ ــلامِ عِطرًا يَرِفُّ فوق وُرُودِكْ
حَالِمًـا يَنْـهَلُ الضّيَاءَ و يُصْـغي ~ لـكَ في نَشْـوَة بِوَحْـيِ نَشيـــدِكْ
~~~~~~~~~~~~
ثمّ جَـاءَ الدُّجَـى ... فأمْسَيْـتُ أوْرَا ~ قًـا بِـدَادًا من ذابِـلاتِ الوُرُودِ
و ضَبَـابًا من الشَّـذَى يَتَـلاشَـى ~ بين هَوْل الدُّجَى و صمت الوُجُودِ
كنتُ في فجركَ المُغَلّفِ بالسِّحْرِ ~ فضَـاءً من النّـشيـدِ الهَـادِي
و سَحَـابًا من الرُّؤَى يَتَـهَـادَى ~ في ضميـر الآزَالِ و الآبَــادِ
و ضِيَـاءً يُعَـانقُ العالَـمَ الـرَّحْــ ~ ــبَ و يَسْرِي في كلِّ خَافٍ و بَادِ
و انقضَى الفجْرُ ...فآنحَدَرْتُ من الأفْـ ~ ــقِ تُرابًا إلى صَميمِ الـوَادِي
~~~~~~~~~~~~~
يَـا صَميمَ الحياة كَـمْ أنا غَـريبٌ في الدُّنْـ ~ ـيَا غَـرِيبٌ أشْقَى بغُرْبَـة نفسِي
بيْنَ قَــوْمٍ لا يَفهَمُـونَ أنَـاشِــيــــ ~ ــــدَ فُـؤَادِي و لا مَعَـانيَ بُــؤْسِــي
في وُجُــودٍ مُكَبَّــلٍ بـقُـيُــــودٍ ~ تَـائِـهٍ في ظَـلامِ شَـكٍّ و نَــحْـسِ
في القصيدة غُربَة تتجلّى حالة وجدانيّة و موقفا مذهبيّا تشكّلت من خلاله معالم التقابل بين الموجود و المنشود و مراوحة بين معجمَيْ النور و الظلمة . اخترت نشر مقاطع من هذه القصيدة لكلّ أحبّاء شاعر تونس أبي القاسم الشابّي
يــا صَميمَ الحياة إنّـي وَحيــدٌ ~ مُـدْلِـجٌ تـائهٌ فـأيْنَ شُـرُوقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة إنّـي فـؤَادٌ ~ ضائِـعٌ ضامِئٌ فـأيْنَ رَحِـيقُـكْ
يَـا صَميـمَ الحياة قـدْ وَجَــمَ ~ النَّـايُ وغَامَ الفَضَا فأينَ بُرُوقكْ
يَـا صَميمَ الحياة أيْـنَ أغانيكَ ~ فـتحتَ النّجُومِ يُصْغِي مَشُوقُـكْ
~~~~~~~~~~~
كنتُ في فجركَ المُوَشَّحِ بالأحْــ ~ ــلامِ عِطرًا يَرِفُّ فوق وُرُودِكْ
حَالِمًـا يَنْـهَلُ الضّيَاءَ و يُصْـغي ~ لـكَ في نَشْـوَة بِوَحْـيِ نَشيـــدِكْ
~~~~~~~~~~~~
ثمّ جَـاءَ الدُّجَـى ... فأمْسَيْـتُ أوْرَا ~ قًـا بِـدَادًا من ذابِـلاتِ الوُرُودِ
و ضَبَـابًا من الشَّـذَى يَتَـلاشَـى ~ بين هَوْل الدُّجَى و صمت الوُجُودِ
كنتُ في فجركَ المُغَلّفِ بالسِّحْرِ ~ فضَـاءً من النّـشيـدِ الهَـادِي
و سَحَـابًا من الرُّؤَى يَتَـهَـادَى ~ في ضميـر الآزَالِ و الآبَــادِ
و ضِيَـاءً يُعَـانقُ العالَـمَ الـرَّحْــ ~ ــبَ و يَسْرِي في كلِّ خَافٍ و بَادِ
و انقضَى الفجْرُ ...فآنحَدَرْتُ من الأفْـ ~ ــقِ تُرابًا إلى صَميمِ الـوَادِي
~~~~~~~~~~~~~
يَـا صَميمَ الحياة كَـمْ أنا غَـريبٌ في الدُّنْـ ~ ـيَا غَـرِيبٌ أشْقَى بغُرْبَـة نفسِي
بيْنَ قَــوْمٍ لا يَفهَمُـونَ أنَـاشِــيــــ ~ ــــدَ فُـؤَادِي و لا مَعَـانيَ بُــؤْسِــي
في وُجُــودٍ مُكَبَّــلٍ بـقُـيُــــودٍ ~ تَـائِـهٍ في ظَـلامِ شَـكٍّ و نَــحْـسِ
فـاحْتَـضِنِّـي و ضُـمَّـنِي لكَ كالمَـا ~ ضِي فهذا الوجودُ عِـلّة يَـأسِـي
9 commentaires:
مشكورة لتذكيرنا بهذا النصّ الجميل...والذي زاده التقديم جمالا واقترابا منّا
شكرا ولادة. لا اذكر اني قرأت هذا القصيد من قبل رغم اطلاعي على ديوان الشابي في عدة مناسبات
خسارة مات قبل وقتو، و لازال الاموات الاحياء بيننا
محمّد الخامس
بنت عايلة
كلّ الشكر لكما على التفاعل و التعليق
Merci, tu me fais redécouvrir ce poème que j'ai déjà lu sans trop l'apprécier comme cette fois-ci.
@ Téméraire
je vous en prie ;
Joli blog!
Venez lire mes articles (à propos du monde arabe, du cinéma et de plein d'autres choses encore) sur mon blog:
http://utopia-666.over-blog.com
Merci beaucoup!
@ Lamin
bien venue
j'ai visité votre blog, joli travail .
شكرا على اختيارك لهذا القصيد .. تبقي ديمة ولادة في فضاء التدوين
غير المعرّف
كلّ الشكر لك على التعليق اللّطيف
Enregistrer un commentaire