lundi 21 décembre 2009

القـــرصـــان

غليونه القذر المدمى و الضباب
وكوة الحان الصغيرة
ورفاقه المتآمرون يثرثرون:
"البحر مقبرة الضمير"
ويقلبون كؤوسهم ويقهقهون:
"هذا العجوز ألا يكفُّ عن الشخير؟"
والليل والحان الصغير
ورفاقه والخمر والدم والضباب
صور تعود به، تعود إلى الوراء
إلى جزيرته وشاطئها وآلاف السفائن، والرجال
والمومساتْ
بثيابهن الباليات
يجمعن أعواد الثقاب
وينتظرن على الرصيف
والسحب تبكي والخريف
في أخريات الليل، والبحر الغضوب
ورفاقه المتآمرون
عما قريب يقلعون، ويتركونْ
هذا العجوز
للخمر والدم والضباب
والنوم والحان الصغير
ليستعيد!
وأي ذكرى يستعيد
هذا العجوز
أفضائح الأمس القريب أم البعيد؟
في الشرق، في أرض المعابد والكنوزْ
حيث القباب، وحيث آبار الزيوت
يتلاقيان على صعيدْ
وحولهم شعب يموت
ليستعيد!
وأي ذكرى يستعيد؟
هذا العجوز
واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين
كالنار باقية تثير الخوف والحقد الدفين
في قلب إفريقيا وفي الكنج المقدس، والقنال
حيث الرجال السمر تحت الشمس يقتحمون إعصار المنون
ويصنعون
تاريخهم ، ويدافعون
عن الحضارة، والغد المأمول بالدم والدموع
وحيث صحراء الصقيع
والثائرون
والريح تعول في الخنادق والجنود
يتساءلون: "متى نعود؟"
ويظل "لص البحر" يضحك، والسماءْ
تبكي وتبكي والخريف
والمومسات على الرصيف
يجمعن أعواد الثقاب
وهؤلاء، وهؤلاء
يتساءلون: "متى نعود؟"
ويظل يضحك، والسماء، وهؤلاء
يتساءلون وفي الضباب
غليونه القذر المدمى، والرفاق العائدون يثرثرون:
"البحر مقبرة الضمير"
عبد الوهاب البيّاتي

3 commentaires:

bacchus a dit…

رائعة هذه السطور ورائع من أحسّ بها فتقاسمها شكرا لك على حسن الاختيار وشكرا على عودتك للتدوين

WALLADA a dit…

مرحبا بك باخوس في حومة الشعر و من يفترض بنا شكره على استعادة مكانته في التدوين هو أنت

GIA a dit…

صح لسانك
الله يعطيك العافية