mardi 29 décembre 2009

أمّي دوجة : حكاية كفاح


عمناول كيف هالوقيّت كتبت تدوينة للذكرى لروح ممّاتي أمّي سعيدة و باش نكون منصفة في حقّ ممّاتي الثانية – الّي هي في الحقيقة خالتها – حبّيت اليوم نحكي عليها : أمّي دوجة . ما تقلّش أهميّة و تأثير على تكويني و شخصيتي . و إذا كانت أمّي سعيدة حكاية ظريفة تضحّك فأمّي دوجة حكاية جهاد طويل و إصرار ، بقدر ما الأولى عاطفيّة تتلاقى في وجهها الدمعة و الضحكة في وقت واحد بقدر ما الثانية عقلانيّة و شخصيّة ثابتة و كلمة ما تتردّش . و إذا كانت الأولى قدّ و بهجة و طول تشيخ على الخلاعات و العروسات و الضيافات مغرومة بالحرقوص و شرك الياسمين و تلبس المْهَدَّعْ و ساعة ساعة تعمل نفَيِّسْ من سيقارو بالسّرقة على ولدها الكبير فالثانية ذمَيْمَة مبرومة / كنّا نسمّيوْهم لورال و هاردي / فوطة و بلوزة و مريول فضيلة باليدين لحمها ما يتراش حتّى في عزّ الصيف وجهها ديما مغسول بالماء و الصابون ما حطّتش فيه مرود كحل ملّي مات راجلها و لكنها مغرومة بالكونوليا السّوري كيف ما كانت تتسمّى في وقتها ، ما تحبّش كثر الحافر ، و دودة متاع حركة ما تقعدش من غير ما تعمل حاجة تفيد . في الشتاء تخدم لنا مراول الصوف لتوّا نتفكّر لون أباريها و نوامرهم ، و على خاطر قامتها قصيرة كانت تطلع على كرسي قدّام الغاز باش تعمللنا معجون البردقان و خبزة الدّرع و الفريكاسي و كريمة الشكلاطة للسهريّة و أحنا دايرين بيها كالقطاطس . و كي تجينا في الصيف تحلى العشويّات و السهريّات و إذا ما تلقى ما تعمل تدور على الجنينة و تزرع مشاتل الفول و المعدنوس ، كيف يمرض الدجاج تداويه ، تقطّر لهم في عينيهم من الدوا متاع عينيها هي و تهرّس حرابشها و تسَفّفهم و الغريبة كانو يبراوْ ههههه و أحنا باهتين . عندي قريب تولد بنموّ ضعيف و وخّر في المشيْ خذاته أمّي دوجة على عاتقها و كانت تسكن على البحر . صيفيّة كاملة ، كلّ يوم تهزّة في حملتها للشطّ تغطّي له راسه عالشمس و تغرس له ساقيه في الرّمل السخون و تقعد بحذاه ، قفّة الفطور بجنبها و هي تغذّي فيه و عقاب القايلة تروّح بيه للدّار . ما جا آخر الصّيف إلاّما رجعت بيه لعايلته يمشي على ساقيه .
المرا هذه من مواليد 1903 كيف ما تقول هي " نديدة بورقيبة " و عدّات قرابة السبعين سنة من عمرها وحّدها ، وحّدها يعني أرملة ، مات راجلها و هي في سنّ التسعة و عشرين و خلاّلها ثلاثة بنات الكبيرة بنت 12 سنة و الصغيرة ما يعرفهاش خلاّها حبلى بيها . رفضت الزواج بعده و من وقتها بدات رحلتها في الجهاد . جهاد للعيش الكريم و جهاد ثاني ضدّ التقاليد . ماكانش ساهل على المرا في بدايات القرن الماضي باش تؤمِّن حياة أسرتها وحّدها و لا كان مفهوم . عزيزي كان إمام بيرصا و يملك أراضي و ديار لكن عايلته حطّت يدّها على أرزاقه الكلّ و حرموها هي على خاطر ما جابتش منه ذكر . من وقتها فهمت أمّي دوجة إلّي يلزمها ما تتعامل كان مع الفرانسيس / وقتها ما كانش فمّة الروَيّق متاع الاستقواء بالأجنبي / عمّلت على روحها و اتّصلت بطبيب فرانساوي يقولو له دكتور لو قران عاونها و دخلت تخدم في مسشفى بعد تدريب قصير أثبتت فيه كفاءتها و خرجت ببناتها و خلاّت بيرصا كلّها و كرات دار في سيدي بوسعيد و قيّدت بناتها يقراو في " ببّصاتْ " قرطاج و بدات رحلة كفاحها . ربّاتهم على الاقتصاد و تحمّل المسؤوليّة . في ظرف خمسة سنين كانت جامعة مبلغ لاباس بيه و رجعت لبيرصا و لكن رجعت مالكة لدار متاعها باسمها و كانت كلّ ما توجد تزيد فيها بيت و تحسّنها و تتعامل مع البنّايَة و النجَّارَة و مارست حياتها بصفة عاديّة مستقلّة بذاتها و بمواقفها ، و علّمت بناتها و كبّرتها و زوّجتهم . المعروف عليها إنّها تقول كلمتها مهما كان الشخص الّي قدّامها ، كيف تقول لها في شيء من التهكّم " أما أنت خشينة أمّي دوجة " تجاوبك " مليح أقعد أنت جْويِّدْ " و من المأثور عليها جملتها الشهيرة وقت الّي تبهتْ فيها كيفاش فهمتّك عالرّمشْ تقلّك " نحسْبكْ و أنت واقف " . كيف روّح بورقيبة في عيد النّصر مشات لاستقباله في حلق الواد كيف آلاف التوانسة و عمرها ما فلّتت انتخابات .
وقت الّي فاتت الثمانين سنة طلبت قريب ليها يخدم مُطَوّف ، في سِبْحَة . استعرض عليها عضلاته و قال لها " هاذم سْبِحْ متاع حُجّاجْ وصّاوني عليهم " اكاهو من حينها جات للوالد لأنّه كان ينعْملها و ياخذ بخاطرها و قالت له " هاذم فلوسي و هاذم وراقي نحبّ على باسبور و قيّدني في قايمة الحُجّاج و لا مزيّة لعربي " و هكّاكة كان العمل .
نتفكّرها و هي ضيفة حذانا كيف يروّح الوالد مالخدمة تجي من بيتها على طراطش صوابعها و شوكة الفوطة بين سنّيها فمّاشي ما تسمعه يقول حاجة على مشروعها إلّي كلّفته بيه .
في ال85 سنة كانت حجّتها الأولى . الأقارب الّي حجّوا معاها يحكيو إنّها ما عملت حتّى شيء بالكرا ، الطّواف و الصّفا و المروة و عرفات ... كلّهم عزمت عليهم و عملتهم على ساقيها .عمّرت أمّي دوجة لقريب 100 سنة و قعدت على مواقفها لين غادرتنا في مثل هالأيّامات . اللّه يرحمها
.

8 commentaires:

bacchus a dit…

الله يرحمها
بورتري جميل للأم دوجة وطريقة في السرد والوصف حلوّة برشا.شكرا ولادة على هالنّص الجميل

WALLADA a dit…

شكرا باخوس

Primavera a dit…

slt, c la 1ère fois que je te lis, et déjà le titre du personnage m'a attiré car ma propre grand-mère s'appelait omi douja justement tt le monde l'appelait ainsi c'était une femme pas comme les autres, elle n'a pas grand chose en commun avec le portrait que tu nous dressé, mais elle appartient à la meme époque ! en tt cas j'ai beaucoup apprécié ommok douja à toi :D Allah yer7amha ! et peut etre écrirai-je un jr un article pr faire honneur à omi douja à moi ! enfin bravo !

WALLADA a dit…

@ Primavera

Merci et bien venue

brastos a dit…

بورتري ممتاز .. خلاني حتّى انا نحبّ ياسر "امي دوجه"ـ
نتصوّرك ورثت عليها حاجات (في الكاراكتار نقصد) :)ـ
و الا لا ؟

Ignescence a dit…

Ce qui me plait dans cet article, c'est qu'il raconte l'histoire d'une femme, dans un certain sens commune, mais d'une façon si spéciale qu'elle en fait un emblème. Le texte et merveilleusement soigné et rédigé, un court métrage qui uni à la fois la mémoire d'une nation et celle d'un personnage. Le personnage est une autre paire de manches, exceptionnel pour son époque, une grand mère moderne, une femme forte au temps des femmes au foyer! Puisse Dieu accorder sa miséricorde à "Ommi Douja"

WALLADA a dit…

براستوس الفنّان

أكيد ، ورثت منهم لثنين من أمّي سعيدة الزّهو و عشق الحياة و من أمّي دوجة الحزم و التصميم

شكرا على المرور يا صديقي

WALLADA a dit…

@ Ignescence

Merci pour l'analyse et tes paroles qui vont tout droit au coeur.

bien venue