حدّثنا الشّمَقمَق بنُ أبي المحذوف قال : اتّفق لي في عنفوان الشّبيبة خُلقٌ سجيحٌ و عقل رَجيح فعَدّلتُ ميزان عقلي و عَدَلتُ بين جِدّي و هزلي و إلى أرض الفايسبوك شددتُ الرِّحالْ و توكّلتُ على من بقدرته لا يُرَدُّ سؤالْ و اتّخذتُ إخوانًا للمُزاحْ و آخرين للمُلمَّاتْ الصِّحاحْ و جعلتُ النّهارَ للنّاسْ و اللّيلَ للكاسْ . قال ، و اجتمع إليَّ في بعض ليالِيَّ إخوانُ الخُلوَه ذوو المعاني الحُلوَه فمازلنا نتناشد القَريضَ الفَصيحْ و نستمعُ إلى كلّ صوتٍ مَليحْ و اللّيلُ أخضرُ الدّيباجْ و صفحاتُ الصَّحْبِ تومِضُ بكلّ مُشعشعٍ وَهّاجْ فأفْرَغْنا وِفَاضَ الكَلِمْ من كلّ شِعرٍ و نَغَمْ حتّى بقي كالصّدف بلا دُرّ أو كالمِصْرِ بلا حُرّ . و إنّا لفي تلك الحال من النّشوهْ إذ صدحَ صوتُ المنادي إلى الصّحوَهْ فخَنَسَ فينا شيطانُ الصَّبْوَهْ و تبادَرْنا خِفافًا نسْتجْلي الدّعوهْ . فإذا بإمامٍ خطيبْ تتدَلّى لحيتُه إلى الجُيُوبْ جعل يُطيلُ إطراقَهُ و يُديمُ استنشاقَهُ ثمّ رفع عَقيرَته و استنفر عشيرته " أيّها النّاس ،إنّي لأجِدُ اليومَ رِيحَ الكبائر في بعضكم فما جزاءُ من خَلطَ في سيرَته و ابْتُلِيَ بقاذورَته ؟ و من ارتضَى تحت الطّاغوت أن يُصْرَعَ فأوْلَى بدابِرِه أن يُقْطَعَ " و أشار إلينا فتألّبتْ الجماعة علينا ،حتّى مُزِّقَتْ الحِساباتْ و فُجّرَتْ الصّفحاتْ و حتّى خِلنا أنّا بين الوحوش قد صرنا و أفلتنا من بينهم و ما كِدْنا ، و كلّنا مَذهولْ و بسلامة حاسوبه مشغولْ . و سألْنا من مرَّ بنا من الصِّبْيَة عن رأس تلك الفتنة فقالوا : إنّه الرّجلُ التقِيُّ الغَـفَّاصُ بنُ الدُّكْمَاكِ الجُـهْجُـهِيُّ . فقلنا : سبحان مُقلّب القلوبْ و ساترِ العُيُوبْ ، لا عَجَبَ بعد اليوم أنْ يُبْصِرَ عِمِّيتٌ و يُؤمنَ عفريت . " و جعلنا بقيّة يومنا نعجبُ من نُسْكهِ بعد ما كنّا نعلمُ من فِسْقِهِ
و لمّا حَشْرَجَ النّهار نظرْنا فإذا برايات الحانات أمثال النّجوم في اللّيل البهيم ، فتهاديْنا حتّى وصلنا إلى أفخمها بابًا و أضخمها كلابًا و اندفعنا إلى ذاتِ دَلٍّ و وِشاحٍ مُنحَلٍّ ، إذا قتَلتْ ألحَاظُها أحْيَتْ ألفاظُها فسألناها عن خمْرها فقالتْ : كأنّما اعتصَرَها من خَدّي أجدادُ جدّي و سَرْبَلوها بالقَارْ بمثل هَجْري و صَدِّي ، وَديعَةُ الدّهورْ و خَبيئَـةُ جَيْب السُّرورْ ، مازالتْ تتوارَثها الأخْيَارْ و يأخذ منها الليلُ و النّهارْ حتّى لم يَبْقَ إلاّ أرَجٌ و شُعاعْ و وَهَجٌ لذَّاعْ ، ريحانة النّفس و ضَرَّة الشمس ، كاللّهيبِ في العروقْ و بَرْد النّسيم في الحُلوقْ ، مصباحُ الفكرْ و تِرْياقُ سُمِّ الدّهرْ . قلنا : تلك ضالّتُنا و أبيكِ فمَنْ المُطرِبُ في ناديكِ ؟
قالتْ : إنّ لي شيخًا ظريفَ الطّبْع طَريفَ المُجُون ، مَرَّ بي منذ مُدَّة و اتّصل بيننا حبلُ المَوَدَّة، نديمٌ رقيقْ و صوتٌ كخالِصِ العَقيقْ . و دَعَتْ شيخَها فإذا به جُهْـجُهِيُّنا و حقّ الواحد الدَيَّانْ ، قد أيقظ غناؤُهُ العُلوجَ و القِيَانْ . فقلنا : مَرْحَى مرحى يا آبنَ الدّكْمَاكْ امَا حَسِبْتَ أنّنا نلقاكْ ؟ فارْبَدَّ وجهُه و ازْوَرْ و ألْقَى الدُفَّ و لعَنَ الوَتَرْ و صاحَ و زمجَرْ
أنا مِنْ كلِّ غُــبَارٍ / أنا مِنْ كلّ مَـكَـانِ
ساعةً ألْزَمُ مِحرابًا / و أخرَى بَيْتَ حَانِ
و كذا يفعلُ مَن يَعْقلُ / في هـذا الزّمَــانِ
قال الشَّمَقْمَقُ بنُ أبي مَحذوفْ : فاستعذتُ بربّ البيت العتيقْ من مثل هذا الدّاعية الصَّفيقْ ، و عجبتُ من هول أعماله و خشيتُ على النّاس من انتشار أمثاله ، و غادَرْنا الحَانْ و نحن نبتهل للمنّانْ أن يحفظ هذه الأوطانْ
9 commentaires:
روووووووووعة
هاذي لازمها تعليق متاع عصام الشوّالي
كم أنت كبيير يا شيطان ولاّدة
هههههههه
لله درك
ولافض فوك
لم استمتع من زمن مثلما استمتعت وانا اقرا المقامة الفايسبوكية
شكرا ولادة ودمت
لله درك ولا فض فوك
لم استمتع من زمن مثلما استمتعت وانا اقرا ماكتبت
هلالي
العفو و مرحبا بك يا صديقي
البيغ
شكرا
Laissez un commentaire, c'est passer après votre article. Désolé, la barre est trop haute, on ne peut qu'être ridicule.
Bravo......
هايلة، تسلم إيديك يا ولادة
مكرم
شكرا لك و لو أنّها ليست سوى محاولة و لها هناتها و نقائصها أيضا
أرابستا
شكرا و مرحبا بك
توينة من العيار الرفيع...لا بأس أن نستعين بالمنجد...رائعة يا ولادة
أهلا بالحلاّج مرحبا بك
Enregistrer un commentaire