jeudi 19 février 2009

أمِّـي سْـعِــيـدَة


كنت ديما نحبّ الشخصيّات القصصيّة متاع علي الدّوعاجي على خاطره معاينهم في صميم الواقع رغم الّي أسلوبه في النّقد كان هدّام ويمارس في السخرية المريرة لكن شخصيّاته تعجبني ، ما فيهاش تكلّف ، بسيطة واضحة صادقة كي تغرق في أعماقها يتحلّ لك مْهَـجْ على دِنيا كبيرة مليانة بالرّوايح و الالوان و العواطف و مخلبزة بفلسفة الحياة من غير كلام صعيب .
الحقيقة ماقريت لعلي الدّوعاجي إلاّ كيف كبرت شويّة و لكن نوعيّة الشخصيّات متاعه عرفتها من صغري نراها في محيطي و في العايلة خاصّة . واحدة من أهمّ ها الشخصيّات مَمّاتي أمّي سْعِـيدَة : مرا زمنيّة بنت الرّبط بيضة و بصحّتها فوطة و بلوزة و مريول فضيلة ، ديما راشقة خُمسة عنبر في بلوزتها و نكتة الحرقوص ما تفارقش صدرها .
أمّي سعيدة كانت مرا تحبّ الحياة و تكره الكُبِّي و الشّكا و البكا ، تحبّ التلفزة و البحر و السّهريّات و تموت على بريكة بالتنّ في حلق الواد و كلّ عشيّة تعمل شَركة بالياسمين و تقعد تزُنْ " سُودَة قتّالة يا مولاتْ العينْ " وين الشّيخات وين هي حتّى كان ماهاش مستدعية تصبّ الزّيت على أيّ فَرح والا خلاعة تدخل عليهم بالعَرك / و كان عجبهم / كيفاش ما قراوش حسابها و الغريبة أنّهم يفرحو بيها و يكبّشو فيها و ما يخلّيوهاش تروّح . مْرَا اجتماعيّة تعشق العلاقات ، كانت كي يمشي الوالد يطلّ على حدّ من العايلة توصّيه " قلّهم أمّي مريضة " فمّاشي ما يتصبُّو يطلّو عليها تولّي ما بيها شيء ، تجبد الأربعة صوردي الّي صارَّة عليهم في شوكة محرمتها و تبعث واحد من الفروخ يشري " سِيدْرَا " قازوز من إنتاج فبريكة المدّب في ربط باب الخضراء دبّوزة مصوّر عليها مدفع و غطاها رخام ، و تجبد الّي عندها لازم عندها حاجة يا حلقوم يا بقلاوة الباي .. ما كانتش حْمَا تقليديّة تكره كناينها بالعكس ماكانتش لاهية بيهم جملة ، كانت شايخة في مَلكوتها
يحكيلنا الوالد إلّي عزيزي كان يحبّها برشة و عاش مخلص لها حتّى مات ، مرّة سألتها على سرّ السِـنَّة الذّهب الّي عندها أنا نعرف العباد تركّب ناب ذهب و عباد معيّنة باش ما نقولش حاجة أخرى ، قلتلها " أمّي سعيدة شنيّة حكاية سِـنّتك " قالت لي هذيكة عزيزك عطاني بُونيَا طيّحلي سنّتي / جابلها شَرْيَة فلفل و طماطم و الحال صيف حَبّ على سلاطة مشويّة قالت له الفلفل هَاوْ حلوّ قال لها لا حار عاندتّه حار حلو حار حلو يوَخِّرْ و يقدِّمْ و يحِيكها ببونيا جابلها سنّتها في يدها هذاك حدّ جهده معاها ، هذا الكل و باب البيت مسكّر عليهم ، مسحت فمّها و خرجت لوسط الدّار و شوات السّلاطة ، أيْ من غدوة هزّها للطبيب و ركّبلها سنّة ذهب و زادها قَـصَّة جديدة .
كيف كبرت تلاقات عليها برشة أمراض ضغط الدمّ و السكّر و الكولسترول نتفكّر و أنا صغيرة كانت تعطيني دُورُو رشوة باش نجيبلها الملح بالسّرقة ، مرّة جابولها طبيب للدّار قال لها قدّاش تاكل خبز في النّهار؟ جاوبتّه باقتين/ نسبة لباقات ثلاثة نكت فوق القاف / قال لها " لا يا مّيمتي توّة باش تنحّي الخبز و العظم و المقلي ..." حتّى أنت خلاّته يخرّف وحده و قالت له " كمّل عدّيلي شهر رمضان وليدي نشتهي بريكة بالعضمة و الكبّار " جاوبها الطبيب و هو يضحك " أنا الّي مانيش راجل يعنبو الّي يقلّك لا "
هذه تدوينة حبّيت نهديها لروح أمّي سعيدة الّي فارقتنا في أيّامات كيما هاذم
اللّه يرحمها

17 commentaires:

ART.ticuler a dit…

الوالد كان ما يشرب كان السيدر ويموت على الترجي هاهاها
شكرا ولادة على الذكريات الحلوة إلي قسمتهم معنا..

WALLADA a dit…

مرحبا بيك آرت

هاك الذكريات هي كلّ ما تبقّى من عبق الزّمن الجميل

Anonyme a dit…

ماكش بعيدة على الدوعاجي بالمرة، هالكتيبة اللي مليانة صدق و حقيقة و خاصة وجدان ينبض في كل حرف من الحروف اللي وسَّعت بالك في اختيارهم، فضلا على برشة حنين و نوستالجيا لأشياء من الصعب أنك ما زلت تعرضهم. ألله يرحمها هي و اللي رحلو معاها إنس و وقت و ذكريات.

Free Eagle a dit…

الله يرحمها و بالحق الناس كانت باهية و عجبتني صفة جميلة و هي أنو كلات بونية و ما طيحتش كلمة راجلها و آني مانيش مع ضرب النسا و لكن نسا بكري كان معدنهم أصيل و ثمة عض النسا أتباع المسلسلات المصرية إلي يا دوبك تسمع مجرد كلمة من عند راجلها و تلقاها الشنطة و رايحة على دار أبوها. الله يرحمها أمي سعيدة

L'AsNumberOne a dit…

t3ich wetra77em wallada...
ma7leha ommi se3ida, kima barcha nsé kbar, cheb3ou meddenya w7fdhouha, w fehmouha mli7. wenseou hek el protocole welmasque w hedheka elli y5allihom spontannées w yesser sympatiques

Free Eagle a dit…

الله يرحمها و ينعمها و أخلاقها كزوجة لازم نعلموها لزوجات العصر الحديث إلي تأثروا ياسر بالمسلسلات المصرية متاع أقل مشكلة بين المرا و راجلها تلقى حل الشنطة و رايحة لبيت أبوها. الله يرحمها أمي سعيدة

bent 3ayla a dit…

ملا رحلة ف الماضى يا ولادة. اااه حيرت برشا مواجع و خليت الحزن يتجدد على اللي مشاو و هزو معاهم تونس اخرى

eddou3aji a dit…

كاينّك تحكي على عباد نعرفهم .... الله يرحمها و ينعّمها

WALLADA a dit…

شكرا لأصدقائي الكلّ

فعلا هي صفحة من تاريخ مجتمع كامل و تطوات

ferrrrr a dit…

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

ferrrrr a dit…

ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

HNANI a dit…

ربي يرحمها أمي سعيدة
نتصوّر فيها و هي في دار الخلاعة و قدامها بريكه و لابسة قلادة فل، وهي كيف البية
شفت عزيزك الله يرحمو قداش كان يعرف يتعامل مع عزيزتك؟

WALLADA a dit…

هناني

مالا أنا علاش قلت صفحة من مجتمع كامل و تطوات
نوعيّة متاع عباد و علاقات و عواطف انقرضت و ما قعدت منها كان الذكريات

Anonyme a dit…

يـــــــــــــــــــــــــــا حسرة على زمان!
الله يرحمها و ينعمها

WALLADA a dit…

مجهول

تعيش و ترحّم شكرا

Anonyme a dit…

min a7la ma9rit ya wallada fi el blogosphere .allah yar7am ommek sa3ida .touness kenet jaw akhor w 7ayat okhra .w ya3tik esse77a 3la hattadwina

WALLADA a dit…

المجهول الأخير

شكرا تعيش و ترحّم و مرحبا بيك