mardi 1 décembre 2009

حُـــريَّــــة



استيقضتُ فجر اليوم على صوت هِـرَّة تمُـوءُ بجانب فراشي مُستعطِفة مُتمَسِّـحَة بدِثاري . فحيَّرَني أمرُها ، و قلتُ لعلّها جائعة فنهضتُ و أحْضَرتُ لها طعاما ، فعَـافَـتْه مُنصرِفة عنه . فقلتُ لعلّها ظامِئـة ، فقدّمتُ لها ماءً ، فأعْرَضَتْ عنه غير مُلتفِتة إليه و أخذتْ تنظـرُ إليَّ نظرات المُستغيث المُستنجِد . و رأيتُ أنّها تطيلُ النّظرَ إلى باب الغرفة - و كان مُوصَدًا - و تتبَعُني مُسرِعَة الخُـطَى كلّما رأتني أتّجه نحوه . فعَرَفتُ عندئذ أنّها تريدُ أن أفتحَ لها البابَ فــفتَحتُه . فما إن رَأتْ وجْـهَ السّماء حتّى انطلقتْ تعْدُو كالهارب من السّجن ، فقلتُ في نفسي : عجَبًـا ، هل تفهمُ الهِرَّة معنى الحريّـة ؟ أجلْ . إنّها تفهم و ما كان استعطافها و حزنها و إمْسَاكُها عن الطّعام و الشّراب إلاّ من أجلها



مصطفى لطفي المنفلوطي - النّظرات ج1 - .

5 commentaires:

Anonyme a dit…

كلّك ذُوق و حنّية ولاّدة ربّي مايحرمناش منّك و يبارك لك و يجعل كل القطط تكون في رعايتك و تتغذّى عطفك

القطة حلوة و كلها تعابير...

مودتي

قطة

ART.ticuler a dit…

شكرا ولادة على هذا النص الجميل من كلاسكيات الادب العربي

WALLADA a dit…

إلى القطّة غير المعرّفة


مرحبا بك



آرتي

العفو و كلّ الشكر لك

نور الدين (محمد الجيزاوى) a dit…

كل الكائنات تعرف الحرية وتنشدها حتى الحمير الأهلية كثيرا ما تتمرد على من يقودها وتحسد الحمير الوحشية على حريتها
أنفاسنا نفسها تضج بأن تُسجن فى أقفاص صدورنا فما أن نأسر الهواء فى لحظة شهيق حتى يثور ويتمرد ويعلن عن حريته فى لحظة شهيق
وحدها أوطاننا تحيا فى قيدها وأسرها
...
لله درك أيتها الفاضلة إختيارك للنصوص دليل على روعة فهمك وجميل حسك
..
تحية تقدير
.....
نورالدين محمود

WALLADA a dit…

إلى الأخ نور الدين محمود

شكرا على كلماتك الرّقيقى سيّدي الكريم و مرحبا بك زائرا و قارئا و معلّقا