تتفكّر ؟ ...
تتفكّر كيف كنّا جْميعْ ؟ يتعدَّى علينا خريف و ربيعْ ، العين عاشقة و القلب حنينْ ، تتفكّر كيف كنّا ثنينْ ؟ بمحبّتنا هاربينْ و على حريّتنا خايفينْ ، عْشانا حكاية و ضحكتينْ و سهريّتنا شِعر و موزيكا و كاسينْ ، تتفكّر كي توسّدت " البيان و التبيين " و أنا حطّيت راسي على صدرك ... كيف كان حنينْ
تتفكّر ؟ ... تتفكّر كيف كانت دموعي ما تجري كان بين يديك و أنت تقلّي نحبّ الّي يبكّيكْ باش ينوّرو خدّيكْ و نشوف نجوم الليل في لون عينيك
تتفكّر ؟ ... تتفكّر كتاب قريناه ، و كلامُه بصواتنا سمعناه ، و ليل قصارْ و طوِّلناه ما بين آهْ و اللهْ ... تتفكّرْ البحَرْ الّي حبّيناه و الحلم الّي حلمناه و الهَمّ الّي على بعضنا دَرِّقناه
تتفكّر ؟ ... تتفكّر كيف نقلّك تعبتْ و مَلّيتْ ، جْريتْ و ما لقيتْ ، عطيتْ و ما خذيتْ ، كنت تقلِّي الوردة الفوّاحة تخَلقِتْ باش تعَطِّرْ الّي دايِرْ بيها و نهار الّي تذبل في الكتب نخبّيها و ما نسلّمْ فيها
تتفكّر العالم الّي عشقناه ، باحلامْنا رسَمناه و بقلامْنا على وراقنا كتبناه ، حبّيناه و تمنّيناه ، و ستنّينا و ما أيِّسْناه ، و كي بدا يظهر جرينا وراه و صدّقناه ...
تتفكّر ؟ ... تتفكّر كيف كنت نقلّك بلا بيكْ نكرَهْ روحي ، تفيق مْحايْني و تتحَلّ جْروحي ... أنت اسْبابي ، هبْلتي و عذابي ، حبّيت بيك دنيتي و صحابي
تتفكّر كي قـُـتلي آمنتْ بيك ، خَلِّي حرفك على ورقتك يَحكيكْ ... اكتِبْ خَنتِبْ ... اصدَق اكذِبْ ... عبِّرْ و ما تهربْ
تتفكّرْ ؟ ... تتفكّر كيف كنّا واحِدْ ، قلبي على قلبك و الحُبّ شاهِدْ و الكاس شاهد ... و البحَرْ شاهِدْ ... و القلم شاهِدْ ... و الليل شاهد و المطر شاهد ... و أنت شاهِدْ.
تتفكِّـــرْ ؟
اللّوحة بعنوان " ليلة ذات نجوم " للرسّام فنسون فان غوغ