قتلناك يا آخر الأنبياء
قتلناك ...
ليس جديدا علينا
اغتيال الصّحابة و الأولياء
فكمْ من رسول قتلنا
و كمْ من إمام
ذبحناه و هو يصلّي صلاة
العشاءْ
فتاريخنا كلّه مِحْنة
و أيّامنا كلّها كربَلاءْ
نزلت علينا كتابًا جميلا
و لكنّنا لا نُجيدُ القراءة
و سافرتَ فينا لأرْض البَراءَة
و لكنّنا..ما قبـِلنا الرَّحِيلا
ترَكناكَ في شمس سيناء وحدَك
تـُكلّمُ رَبَّك في الطُّور وَحْدَك
و تَعْرَى
و تَشقـَى
و تعطَشُ وَحْدَك
و نحنُ هنا..نجلسُ القرفصاء
نبيعُ الشعارات للأغبيَاء
و نحْشُو الجماهيرَ تبْنا و قشّا
قتلناكَ
يا جبَل الكبرياءْ
و آخرَ قنديل زَيْت
يُضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ
و آخرَ سَيْف من القادسيّة
قتلناك نحنُ بكلتا يَديْنا
و قلنا المَنيَّة
لماذا قبلتَ المَجيءَ إليْنا
فمثلكَ كان كثيرًا علينا
سَقيْناكَ سُمَّ العُرُوبَة حتّى
شَبعْت
رَمَيْناكَ في نار عَمَّانَ
حتّى احْترَقت
أرَيْناكَ غدْرَ العُرُوبَة حتّى
كفرْت
لماذا ظهَرتَ بأرض النّفاق
لماذا ظهَرتْ
فنحنُ شعُوبٌ من الجاهليّة
و نحنُ التقلّبُ
نحنُ التّذبْذبُ
و البَاطنيَّة
نبَايِعُ أرْبَابَنا في الصَّبَاح
و نأكلهُمْ حين تأتي العَشيَّة
قتلناكَ
يا حُبَّنا و هَوَانا
و كنتَ الصَّديق
و كنتَ أبَانا
و حينَ غسَلنا يَدَيْنا اكتشفتا
بأنَّا قتلنا مُنانا
نفضْتَ غبَارَ الدَّرَاويش عنّا
أعَدتَ إلينا صِبَانا
و سَافرتَ فينا إلى المُستحيل
و علّمتَنا الزّهرَ و العُنفوانا
و لكنّنا
حين طالتْ أظافرُنا و لـِـحَانا
قتلنا الحِصَانا
فتبَّتْ يَدَانا
تبَّـتْ يَدَانا
فليتكَ في أرضنا ما ظهَرتَ
و ليتكَ كنتَ نبيَّ سِوَانا
أبَا خالدٍ .. يا قصِيدَة شعر
تقال
فيَخضرُّ منها المِدَادْ
كلّ الأساطير ماتتْ
بمَوْتكَ..و انتحَرَتْ شهرَزادْ
ورَاءَ الجنازة سَارَتْ قرَيْش
فهذا هشامٌ..و هذا زيَادْ
و هذا يُريقُ الدُّمُوعَ عليك
و خنجَرُهُ تحت ثوب الحِدَادْ
و هذا يُجَاهدُ في نومه
و في الصَّحْو
يَبْكي عليه الجهَادْ
و هذا يُحَاول بَعْدَك مُلكا
و بَعْدَك
كلّ المُلوك رَمَادْ
وُفودُ الخوَارج..جاءَتْ جميعًا
لتنظم فيك مَلاحمَ عشق
فمَنْ كفَّرُوك
و مَن خوَّنوك
و من صَلبُوك ببَاب دمشق
أنادي عليك..أبا خالدٍ
و أعْرف أنّي أنادِي بوَادْ
و أعرف أنّك لنْ تسْتجيبَ
و أنَّ الخوَارقَ ليسَتْ تـُعَادْ
نـــزار قبَّـــــانــي
7 commentaires:
و لكن نزار قال أيضا :
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا حاكم بأمره
ليحبس السماء فى قارورة
ويأخذ الشمس الى منصة الاعدام!
***
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا نرجسى عاشق لذاته
ليدعى بأنه المهدى .. والمنقذ
والنقى .. والتقى.. والقوى
والواحد .. والخالد
ليرهن البلاد والعباد والتراث
والثروات والأنهار
والأشجار والثمار
والذكور والاناث
والأمواج والبحر
على طاولة القمار..
فى كل عشرين سنة
يأتى إلينا رجل معقد
يحمل فى جيوبه أصابع الألغام..
......
فى كل عشرين سنة
يجيئنا مهيار
يحمل فى يمينه الشمس
وفى شماله النهار
ويرسم الجنات فى خيالنا
وينزل الأمطار
وفجأة.. يحتل جيش الروم كبرياءنا
وتسقط الأسوار !!
صحيح و لكن إبحث في ترجمة نزار عن ظروف تلك القصيدة و فيمن قيلت
و شكرا على إثرائك للمدوّنة بها
قصيدة نزار هذه نظمها في رثاء خالد الذّكر جمال عبد النّاصر ،ذلك الزّمن الجميل
أعرف أنها قيلت في هجاء صدام حسين لكني لا أراه يستثني أحدا..
فهل أعاد قراءته للتاريخ ؟
أرجو ممن له دراية بالموضوع أن يفيدنا..تحياتي
أرتيكولي
ما عدا جمال عبد النّاصر ، جلّ القادة العرب تشبّثوا بكرسي الحكم إلى أن أقيلوا أو قتلوا أو قام في وجوههم انقلاب حتى سمّاهم الغرب بدينصورات الحكم العربي ، هم حكّام لا يعترفون بانتخابات نزيهة و لا بتداول على السّلطة ، من صدّام حسين إلى حافظ الأسد إلى معمّر القذافي إلى الحبيب بورقيبة إلى ملك الأردن إلى ملك المغرب و الأمثلة عديدة و في أيّامنا هذه نشهد توريث الحكم للأبناء سواء كان النّظام ملكيّا أو جمهوريّا إن صحّت تسميته بذلك
عن كلّ هذا الوضع المترهّل تكلّم نزار هو الذي عانى من الحكّام العرب رفضهم لشخصه و لفكره و نقده و شعره لينتهي به المطاف إلى إكمال حياته في لندن
لا أدري لمادا صورة عبد الناصر رمز الهزائم العربية و مؤسس الأنضمة الدكتاتورية و القمعية في الوطن العربي
بولبابة
لأنّ قصيدة نزار و بكلّ بساطة في رثاء جمال عبد النّاصر
و مرحبا بك
Enregistrer un commentaire