dimanche 19 octobre 2008

قَـتْـلتنـَـا الأحْـكَـام المُـطلقة




جاء في مَجمَع الأمثال للميداني أنّ أربع نسوة خرجْنَ في ليلة طلقَة ساكنة و قمر زاهر إلى روضة مُعشبَة خصبَة ، فلمَّا جلسْنَ قلنَ : ما رأيْنا كاللّيلة ليلة ، و لا كهذه الرَّوضة رَوضَة ، أطيَبَ ريحًا و لا أنضَرَ ، ثمَّ أفضْنَ في الحديث فقلنَ : أيُّ النِّسَاءِ أفضَلُ ؟ قالت الأولى : الخَرُودُ الوَدُودُ الوَلُودُ ، و قالت الثانية : خيرُهُنَّ ذات الغناء و طِيبِ الثّنَاء و شدَّة الحَيَاء ، و قالت الثالثة : خيرُهُنَّ السَّمُوعُ الجَمُوعُ النَّفوعُ غير المَمْنُوع و قالت الرّابعة : خيرُهنّ الجامِعَة لأهلها الوادِعَة الرَّافعَة لا الوَاضِعَة . ثمَّ قلنَ : أيُّ الرِّجَال أفضَلُ ؟ قالت الأولى : أفضلهم الحَظيُّ الرَّضيُّ الصّادق عند التّلاقي الفالحُ في السِّبَاقِ المُحْمُودُ في الرِّفاقِ . و قالت الثانية: بل أفضلهم السيّدُ الكريمُ ذو الحَسَبِ العَمِيمِ و المَجْد القديم و قالت الثالثة : أفضلهم السَّخيُّ الوفيُّ الذي لا يُغيِّرُ الحُرَّة و لا يَتَّخِذُ الضَرَّةَ . و قالت الأخيرة : بل أفضلهم : مُنيفُ المَقال كثيرُ النَّوَال ، قليل السُّؤال كريمُ الفعَالِ.

ذكّرني هالكلام قدّاش أحنا العرب مغرومين بالأحكام المُطلقة و فيسع ما نعطيوْ رَأينا و في أيّ موضوع صعُبْ و إلاّ سهَال حتى كان موش من اختصاصنا . و قدَّاشْ نمُوتو عالألقابْ ، كانُه كوَّارجي يوَلّي صاحب المهمّات الصّعبة و رجل اللّحظات الأخيرة و كانُه مغنِّي و إلاّ ممثّل يوَلِّي سُلطان الطَّرَب و أمير الطّرَبْ و الحنجرة الذهبيّة و تفّاحة الشّاشة و فارس السّينما و قطعة السكّر و هات ماكاللاَّوِي ، ترَهدِينْ ينطِّق الواحِدْ من جْنَابُه . كان عِجْبِتنا حاجة نهبطُو على مولاها بكلّ المَخزون من عبارات الشكر و الثّناء و الكلام الكلّ موَجَّه لشخصُه موش للحاجة إلّي عملها حتّى نغَلّطُوه في رُوحُه، و إذا ما عجبتناش كيف كيف نسَيّبُو المضمون و نشدُّو نسِبُّوه هو في شخصُه لينْ نعَيّفوهْ في حيَاتُه و قليل وينْ نرَكّزو على أفكارُه و أسلوب تحليله و عُمْق مَقاصْدُه . سَبَّاقينْ للكلمَة الفضفاضَة المُجَامْلة كي ما أحْنا مِتعَجّلينْ للكلمة الجَارْحَة .
نتفكّرْ البيان الّي قراه محمّد أنور السَّادات في دفينة جمال عبد النَّاصر كي قال " فقدت الجمهوريّة العربيّة المصريّة اليوم بل فقدت الأمّة العربيّة بل فقدت الإنسانيّة رَجُلاً من أغلى الرِّجَال و أقوَى الرِّجَال و أشجَعِ الرِّجَال ..." مع كلّ حبّي و احترامي للزّعيم الرَّاحل جمال عبد النّاصر لكن هذا كلام ما سمعناهش و لا قرينا عليه لا في دفينة مَـاوْ و لا في دفينة لينين . وقتاش العربي يفهم إلّي كلّ شيء نِسْبِي و متغيّر و حتّى شيء ما هو ثابت ، وقتاش يقتنع إلّي حتّى شيء ما هو صَالحْ لكلّ زمَانْ و مَكان و الّي هذه مَقولة قتلت فينا كلّ إبداع و تجديد و نقاش و تحليل . صحيح الموروث لازم لكن كي يبْدَا دَافعْ و مُنطَلقْ موش مُنتَهَى
.

8 commentaires:

ferrrrr a dit…

باهية "تفاحة الشاشة" اسمع و فم عندكم كرموصة الشاشة؟ انا نعرف زرزومية الشاشة مثلا

WALLADA a dit…

فرررررر

زيد ميّع القضيّة أنت

ART.ticuler a dit…

هكذا نحن في المزايدة, أرباب
نبني من الحبة قبة ومن القبة قباب
نجعل من الطير الوحيد سربا،بل أسراب
و نتخذ من الخلق إخوة وإن كانوا أغراب
تركنا المعني جانبا
وتفننا في النحو والصرف والاعراب
من حرفين يصير العدو من الأحباب
و من فعل بسيط نستخرج سيل من الالقاب
بلغتنا نحول المعيز إلى طائر الغراب
ونحول الغراب إلى سيد الغاب..
غلطتنا أننا نخلط بين الجامع و المحراب
ونلج من الشبابيك عوض الدخول من الابواب
للظاهرة ألف سبب وسبب
و هزيمتنا من بين تلك الأسباب

ART.ticuler a dit…

ca y est!j'ai une photo originale de Ammar 404!

WALLADA a dit…

ou ca ?

islam_ayeh a dit…

من قوة إيمان السادات بالكلمات التي قالها رثاءً لعبد الناصر أجاب عندما سؤل عن كيفية اقتدائه به : سأتتبع خطواته بالأستيكة (أي الممحاة)

ART.ticuler a dit…

@ wallada!
Bien sûr dans mon Blog!

brastos a dit…

فعلا ولاده .. الالقاب المطلقة بصفة مسقطه و مضخّمه برشه .. تـُـفقد روح الاكتشاف
خليني نبحث وحدي و نكتشف مواطن العظمه في الشخص هاذا .. و ماتأثّرش عليّ بالاحكام المطلقة المسبقة .. حتى و لو كانت ايجابية