منذ يومين تلقّيت رسالة على الموقع الاجتماعي فايس بوك من الصّديقة عفيفة حلبي تضمّن مقالا صدر مؤخّرا للأديبة السّوريّة غادة السمّان هذا نصّه
خلال إجازتي البيروتيّة هالتني الأخطاء اللّغويّة و أنا أستمع إلى نشرات الأخبار و برامج الحوار المتلفزة و الإذاعيّة بالمقابل سَرَّني أنَّ بعض الصّحفيين يرصد تلك الأخطاء في غير جريدة و مجلّة لكنّني بعد فترة لاحظتُ ظاهرة غريبة إذ أنَّ " التّصويب " يَنصَبُّ على أخطاء المذيعات من دون المذيعين
فلمــاذا ؟
ألأنَّ معظم الذين يخوضون في هذه الموضوعات لا يستمعون إلاّ إلى الإعلاميّات و يُفضّلوهنَّ على الذّكور ؟
أمْ أنَّ خطأ الذّكور مغفـــور ؟
فالإعلاميُّون يُخطئون كالإعلاميَّات أخطاء لا تُغتَفَر كرفع المفعول به و كسر الفعل المضارع و عسى أن نَطَالَ نقـدًا للأخطاء يخلو من الشّوفينيّة و العنصريّة الذّكوريّة . معظم السّياسيّين اللّبنانيين يستبيحُ العربيّة الفصحَى و بينهم من نسي قواعد اللّغة . نتعَذّبُ معهم مرّتين ، مرّة لهُرَاءٍ يقوله بعضهم و ثانية لأخطائهم الفادحة و هم يعظوننا " بثقل دم " فتَّاك . من زمان كان السّياسيُّون يَلحَـنُون و لكنّهم يعرفون ذلك و يُدارُونه بخفّة ظلّ ، و هكذا حين أخطأ الرّئيس رَشيدْ كرَامة لغويًّا قاطعه صَائِبْ سَلامْ مُصَحِّحًا له إسم إنَّ المنصوب لا المرفوع رَدَّ رشيد كرامة بخفّة ظلّ " أنا أحبّ الرَّفع و صَائِبْ بِيكْ يُحبّ النَّصْب " فضحك صائبْ و ضحكتْ لبنان . أمّا اليوم فنبكي كلّما فتحَ بعضُ السّياسيّين أفوَاهَهم لغَرَضٍ غير الطّعام .
غـــادة الســــمَّـــانْ
عن مقال بعنوان " لماذا الذّكور ذنبهم مغفور ؟ "
من صفحتها " لحظة حريّة " بمجلّة الحوادث الأسبوعيّة
11/ 11 / 2008
بصراحة حمدت اللّه كثيرا و أنا أقرأ مقال الأديبة السّوريّة ، الحمد للّه أنّ الخُطَب أصبحت تأتي جاهزة و بالخطّ المشكول الكبير لذوي " النّظر التّعليميّ " الضّعيف . و كفى اللّه المؤمنين شرّ الفضائح .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire