و أخيرا انفرجَ بابُ السّجن ، شهور طويلة مَلّت عَدَّها قضّتها قابعة في غياهب سجن رطب مظلم لا أنيس فيه و لا رَفيق ، صَرَختْ استعطفتْ انتَحَبَتْ هتفَتْ بالشِّعر و الأغنيات بلا طائل ، دَفَعَتْ البابَ أيّاما و ليالي حتّى خارت قواها ، حفرَتْ الجدران بأظافرها أضربت عن الطّعام لا فائدة
من كُوَّةٍ صغيرة كانت تشاهد الحياة تدِبّ ، أصدقاء و عشّاق ، أمسيات و احتفالات و مجالس فينقبض قلبها الصّغير و يعتصره اليأس . متى يعطِفُ سَجَّانُها ؟ أتراه نسيها و رحل إلى مرافئ جديدة ؟ أمْ تُرَاه قرّرَ تمديد إبعادها و استهوَتهُ فكرة المُؤبَّد ؟ هواجس و مخاوف كانت تنهش فكرها بلا هوادة لعلّها ما خفّفَ عنها الوِحشَة
قبل ذكرَى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بيومين جاء الإفراج ، أخيرًا تفطّنتْ أنَّ بابَ السِّجن الذي ظلّت تَدفَعُهُ شهورا طويلة إنّما يَنْفَتِحُ إلى الدَّاخل ، كان يكفيها أن تجذبَه إليها برفق . حينها أرسلت ضحكة مجلجلة مريرة تبعَتها دموع حارّة غزيرة ، حينها فقط أدركت أنّها كانت شهورا طويلة داخل سجن من صنعها حبيسة إرادتها و وَهْمِهَا . كان يكفي أن تخطُوَ خطوة واحدة خارج قضبانها لتجد الحياة في انتظارها على الرّصيف الآخر .
3 commentaires:
J adore ton texte . C est magnifique.
تدوينة حلوة، كان طلبت رايي من الأوّل يا ولّادة، راني قلتلك منين يتحل الباب
ان شاء الله ديمة البيبان محلولة في وجوهنا
لينا
مرحبا بيك
هناني
ماو الذّكا يحضر و يغيب
Enregistrer un commentaire