mercredi 29 avril 2009

شهــــوة إلاهــــــــة




أحَبَّ إلـهٌ في صبـاهُ إلاهَةً -- جَرَى السّحرُ في أعطافها و التَّرَائبِ
تَمَـنَّتْ عليه آيَةً لم يَجئْ بها -- إلـهٌ سواه في العصـور الذّواهِـبِ
ليُمْسِي على الأرباب أجمَعَ سَيِّدًا-- و تُمْسـي تُبَـاهي كلَّ ذاتِ ذوائِـبِ
و كان إلـهً جَامِـحًا مُتضَرِّمًا -- هَوَى، فأتَـى بالمعجزات الغـرائبِ
كَسَا الأرضَ بالزّهر البديع لأجلها-- و رصَّعَ آفـاقَ السَّمَا بالكـواكـبِ
و مازال حتّى عَلّمَ الطَّيْرَ ما الهَوَى-- فحَنَّتْ و غَنَّتْ في الذُّرَى و المَناكبِ
و أنشَأ جَنَّاتٍ و أجْرَى جداولا-- و مَـدَّ المروجَ الخُضرَ في كلّ جانبِ
و شَاءَ، فشَاعَ العطرُ في الماء و الضِّيَا-- و في كلّ صوتٍ أو صَدًى مُتَجاوبِ
و مَسَّ الضُّحَى فارفَضَّ تِبْرًاعلى الرُّبَى--وسَالَ عَـقيقًا في حَواشي السَّبَاسبِ
و قال لأحلام البحار تَجَسَّـدي -- مَوَاكِـبَ ألـوانٍ و جَيـشَ عجـائبِ
و لمَّـا رَأى الأشياءَ أحسَنَ ما ترى -- و تَـمَّتْ له دُنـيَا بغيـر مَـعَايِبِ
دَعَـاهَا إليه كيْ تُبَـاركَ صُنعَـهُ -- و لم يَـدْرِ أنّ الحُبَّ جَمُّ المَـطَالبِ
فقالت له:أحسَنتَ، أحسنتَ مُبدِعًا -- فيالكَ رَبًّـا عبقريَّ المواهـبِ
و لكنَّ لي أمنيَّة ما تَحَـقَّـقتْ -- إذا لمْ تُـنِلنِـيـها فلستَ بصاحبي
---------------
فـدُنيَاكَ هذه على حُسنِـها -- و سِـحرِ مَشـاهـدِها و الصُّـورْ
تُـشَاركُني سَائِرُ الآلهات -- لذَائِـذَهَـا و نِـسَـاءُ البَـشَـرْ
---------------
أريـدُ دُنـيَا فيها شُـعَـاعٌ -- يَبـقَـى إذا غَـابَتِ النّـجُـومْ
أريـدُ دُنْـيَا تُـحِسُّ نفسـي -- فيها نُـفُـوسًـا بلا جُـسُـومْ
أريـدُ خَـمرًا بلا كـؤوسٍ -- من غير مـا تُـنْـبِتُ الكُـرُومْ
أريـدُ عِطـرًا بلا زُهُـورٍ -- يَـسْـري و إنْ لم يَكُنْ نَـسيـمْ
---------------
و زادَتْ فقالتْ : أريدُ أنِيـنًا -- يُـشَوّشُ روحِي و لا مُحْـتَضِـرْ
و مَـاءً يَمُوجُ و لا جَـدْوَلٌ -- و نَـارًا بلا حَـطَبٍ تَـسْتَـعِـرْ
فأطْـرَقَ ذاكَ الإلـهُ الفَـتِيُّ -- و في نفـسِـهِ ألَـمٌ مُسـتَتِـرْ
و قـال امْهِليـنِي ثلاثَ لَيَالٍ -- أذَلِّـلُ فيها المُـرَادَ العَـسِـرْ
و رَاحَ يَجوبُ رِحَـابَ الفضاء -- يَحْـدُوهُ شوقٌ و يَـدْعُـوهُ سِـرْ
و بعد ثَلاثِ لَيَـالٍ أتَـاها -- فظَنَّـتْهُ جَاءَ لكَيْ يَعْـتَذرْ
فقـال وجدتُ الذي تَطلبيـنَ -- لدَى شَـاعرٍ ساحِرٍ مُـبْتَكِـرْ
و أخْـرَجَ خَيْطًـا قصيرَ المَدَى -- بلونِ التُّرابِ و لِينِ الشَّـعَرْ
فصاحتْ بغيْظٍ : أتَسخَرُ مِنِّي ؟ -- إذنْ فاحْمِلِ العَارَ أو فانتَحِـرْ
أجابَ : رُويْدَكِ يا رَبَّـتي -- فما في التعجّل إلاّ الضَّـرَرْ
و شَـدَّ إلى آلـةٍ خَـيْطَـهُ -- و دَغْـدَغه صامتًـا في حَذَرْ
فـفاضَتْ خُمُورٌ و سَالتْ دموعٌ -- و شَـعَّتْ بُـرُوقٌ و لاحَتْ صُورْ
فصاحَتْ به و هيَ مَـدهوشَـةٌ -- ألا إنّ ذا عَـالَـمٌ مُـخْتَصَـرْ
فيَا ليتَ شعريَ ماذا يُسَـمَّـى -- فقـال لها : إنَّ هذا الوَتَــرْ

3 commentaires:

L'AsNumberOne a dit…

صور شعرية و مجازية جميلة

WALLADA a dit…

شكرا للصّ رقم واحد

في خلاصة المعنى و الوتر أردته إهداء خاصّا لروحيْ الشابّي و الهادي الجويني في الذّكرى المئويّة لهذين المبدعيْن

Moghrama a dit…

رائع حقا هذا القصيد