mardi 18 mai 2010

ميـــزيريــا 1

فاق مالنّوم السبعة متاع الصّباح ، تكسّل ، تثاوب ، على يمينه يرى في خنفوسة تجري عالحيط ، رمى عليها فردة سبادريه ، ضربت عالحيط و رجعت له على وجهه ، تلفّت على يساره ، خوه البطّال مازال يشخر و فمّه محلول ، وقف ، فَحِّجْ عليه و هبط مالفرش ، يسمع في حاجة قالت " خرررر " ، عرفها ، هذي ما تكون كان فلسة السروال ، مالبارح و هي تدّلدل ، بدا يفدّ عالصباح ، هذاك السّروال الّي عنده يرقد بيه يقوم بيه ديما لابسه في المكتب في التّكوير في عركات الحومة حتّى كي باش يقابل ريم صاحبته يمشي بيه . بربش سطوش أخته جبد منه مِسّاك شدّ بيه بقعة الفلسة المقلّعة و هبِّط مريول الجمعيّة باش ما يظهر شيء . خذا زوز كتب مريّشين و كرّاسة بلاش غلاف و حشاهم في جَرْد الكرطابة ، عندهم عامين ما شْراوْ له شيء ، قالو له على نجاحك ؟ تعيا و أنت تقبض ، خرنن ، عارك ، هدّدهم بالتبطيل مالقراية قالو له الله لا قريت محسوب باش تطلّع صاروخ ، هزّ الكرطابة القديمة و سلّم و يمكن هكّة خير ، لو كان شراو له وحدة جديدة راهم مرجوه عليها . خرج مالبيت ، عرضتّه أمّه تحكّ في شعرها المشبشب ، و عينيها منفوخة ، قالت له بكَشَّة " قمت أنت ؟ أفطر فيسع و ما تخلّيش الدنيا حايسة " جاوبها " وين ترى فيه الفطور ؟ ديما حليب ديما حليب ؟ كرهته الحليب ، عفته ، يا ربّي نحبّ نفطر كالنّاس الكلّ " و تحَلّ عليه المستوجّ متاع كلّ مرّة " سَيِّبْ السّفا لهوني لا يجعلك باش شربت ، منين نجيبلكم ؟ صحّتي تفَيّات عليكم دار و شارع و انتوما باقي العياط في الغابة .. يا ناري على عمري الكلب كي مشى بالْدَة .. و قالّك يزغرطو علّي جابت الذّكر .. كارْهُم يندبو عليها بالشّقاف .. برّا لبوك يعطيك تشري فطورك مالعَطّار ، أنا إنساوني .. كان تقلبوني على راسي ما تقربعش منّي ميات فرنك " خرج بوه من بيت الرّاحة الّي كان يقضي في حاجته البشريّة فيها من غير ما يسكّر الباب كي العادة ، مدّ له دينار أما بعد ما حاكه بعُنقيّة و سَبّ له القبيلة و التصيلة و الّي فقّص و الّي رقّص و دار لمرته يكمّل في الموشّح " شبيه بوه ؟ موش عاجِبْ جِـدّ ..." عرفها باش تنتصب عركة الصباح ، خلاّها شابكة وراه و خرج مالدّار .

استقبلتّه الروقارة الفايضة عندها أكثر من جمعتين و الّي هذا يسدّ خشمه و يتعدّى . فمّة الّي زعمة زعمة متثقّف ، يغزرلها بسخرية و يقول " مَلاّ نهر السَّانْ عندنا صْحَيْبي .. " و فمّة الّي عامل فيها حكيم ، كلّ ما يتعدّى يعلّق " هذاك فلوسكم وين مشات " كيف الّي هو لا ياكل لا يشرب ، و فمّة الّي ما يتفكّر التنقريز كان وقت الّي يراها " زعامْ كان في الفاتورات هات هات أما النّظافة يجيبها ربّي " . الزّنقة شايحة ، حتّى دار ما تخرّج نكتة ماء ، قالّك شبينا نخدمو على شارع الحاكم أحنا؟ ما فمّة كان الماء الاكحل مالروقارة يغرغز ليل و نهار ، حيوط الدّيار خاربة و البيبان مقشّرة عندها سنين ما جاتش فيها فوشة دهن .

كمّل الثنيّة للمكتب ،قبل ما يوصل تعدَّى لحانوت مكرم ضرب لها كعبة ملاوي دوبل بالصلامي و العضم ، أهوك حتّى كان قعَد فجَيّجْ صغير متاع فهم في مخّه كمّل تسَتِّفْ . دخل للمكتب ، عرضوه صحابه فرحانين " مَدامْ ما جاتش " ، قوجُّـو بالادارة عاملين رواحهم يسألو يقراو و إلاّ لا ، القيّم فدّ من حِسّهم قاللهم إرجعو التسعة ما عندناش وين نحطّوكم .. ههه و هذاك فاش يلوّجو . إلّي عندهم فلوس دخلو للبوبلينات باش يلعبو ، و هو و جماعة صحابه قعدو تحت حيط الحمّاص ، جبدْ واحد منهم من مكتوبه سيقارو و قاللهم " سَلّيته لخويا الكبير قبل ما يقوم مالنّوم " شعّلوه و قسموه نفيّسْ نفيّسْ . السّيقارو وفى و ما كفّاهمش . دخّل صاحبه يدّه في كرطابته و قاللهم " هاي عندي شكارة كول ، أيا تشمّو ؟ " بداوْ يجرّبو بالواحد ، كيف حلاتْ القعدة و الحكايات و فطنو بالبنات ماشين جايين ضرب ناقوز المكتب ، قامو فوق من قلوبهم و دخلو لساعة الجغرافيا ، حَلّ الأستاذ الخريطة على السبّورة و بدا يورّي فيهم في مَواطن الثروات في المدن الصناعيّة .

حَسّ خواطره دارتْ ، كسكروت الملاوي و السيقارو و شمّة الكولْ ما توالموش مع بعضهم ، شدّه غرض الردّانْ و وجهه لخلخْ ، فطنْ بيه صاحبه ، حَبّ يدبّر معاه خَرجة مالقسم ، طلب مالأستاذ باش يعاون صاحبه الّي قريب يدوخ ، كيف هبطو للسّاحة و ضربهم الهوا اطّرشقو بالضحك .



ماناش في بدايات القرن البايد ... أحنا في 2010 ... ميزيريا كلبة.

2 commentaires:

Hamadi a dit…

على الأقل الحانوت مدهون جديد مبروك
حتى في القرن 47 نفس الوضع مع فارق التوقيت

WALLADA a dit…

حمادي

يبارك فيك