يطالبُني بنصّ يكون ماثلا فيه. لا أقوَى على الرّفض و لا أجرؤ أن أقول له إنّنا نكتب الروايات لنقتل الأبطال لا غير و ننتهي من الأشخاص الذين أصبح وجودهم عبئا على حياتنا ، نحوّلهم من حضور حيّ إلى ذاكرة محنّطة توابيتها المختومة من ورق و الرّفوفُ قبورُها ، فكلّما كتبنا عنهم فرغنا منهم و من بعدهم نُـدخِل على أعماقنا شيئا من الترتيب ، نفتح النوافذ ، ننفض الغبار و نتخلّص من الأثاث القديم .
و أخشى أن أقول له إنّ كلّ نصّ جميل هو جريمة ناجحة نرتكبها تجاه ذاكرة ما . نقتلها على مرأى الجميع بكاتم الصّوت.
يُطالبني بنصّ يكون ماثلا فيه و أنا بالكاد أرسم بالكلمات ذاتي . تحبو فيّ التجربة و تتلمّس الجدران في محاولة للاستقامة و تغيير الخُـطَى كمُهر وليد يكافح من أجل الوقوف و قد تعبَتْ الجياد المُسنّة من استخدام قوائمها . لا أصعب من أن تبدأ الكتابة في العمر الذي يكون فيه الآخرون قد انتهوا من قول كلّ شيء . أمر مثير و أحمق شبيه بعلاقة حبّ بين رجل في سنّ اليأس و ريشة حِبر بِكر ، الأوّل مرتبك على عجل و الثانية عذراء لا يرويها حِـبرُ العالم .
أكره الأوراق البيضاء ، تستـنفر جنوني ، تُـمنِّـي الماردَ المكبَّل داخلي بوهم الخلاص . سأكتفي بالكرّاس المُخطَّط حتّى تنضج التجربة . فإمّا أعثر على ذاتي أو أهلك .. أدبيّا دونها .
بِـتُّ أخشى حضوري في إحدى رواياته ، قد يكون يوم ميلادها هو يوم حتفي
2 commentaires:
beau texte, très touchant...
je me croyais la seule criminelle qui tuais ces personnages en parlant(écrivant) d'eux :PPP
@ Kamroucha
merci
Enregistrer un commentaire