mardi 9 décembre 2008

و أخــيــــــرًا



و أخيرا انفرجَ بابُ السّجن ، شهور طويلة مَلّت عَدَّها قضّتها قابعة في غياهب سجن رطب مظلم لا أنيس فيه و لا رَفيق ، صَرَختْ استعطفتْ انتَحَبَتْ هتفَتْ بالشِّعر و الأغنيات بلا طائل ، دَفَعَتْ البابَ أيّاما و ليالي حتّى خارت قواها ، حفرَتْ الجدران بأظافرها أضربت عن الطّعام لا فائدة

من كُوَّةٍ صغيرة كانت تشاهد الحياة تدِبّ ، أصدقاء و عشّاق ، أمسيات و احتفالات و مجالس فينقبض قلبها الصّغير و يعتصره اليأس . متى يعطِفُ سَجَّانُها ؟ أتراه نسيها و رحل إلى مرافئ جديدة ؟ أمْ تُرَاه قرّرَ تمديد إبعادها و استهوَتهُ فكرة المُؤبَّد ؟ هواجس و مخاوف كانت تنهش فكرها بلا هوادة لعلّها ما خفّفَ عنها الوِحشَة

قبل ذكرَى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بيومين جاء الإفراج ، أخيرًا تفطّنتْ أنَّ بابَ السِّجن الذي ظلّت تَدفَعُهُ شهورا طويلة إنّما يَنْفَتِحُ إلى الدَّاخل ، كان يكفيها أن تجذبَه إليها برفق . حينها أرسلت ضحكة مجلجلة مريرة تبعَتها دموع حارّة غزيرة ، حينها فقط أدركت أنّها كانت شهورا طويلة داخل سجن من صنعها حبيسة إرادتها و وَهْمِهَا . كان يكفي أن تخطُوَ خطوة واحدة خارج قضبانها لتجد الحياة في انتظارها على الرّصيف الآخر
.

3 commentaires:

lina ben Mhenni a dit…

J adore ton texte . C est magnifique.

HNANI a dit…

تدوينة حلوة، كان طلبت رايي من الأوّل يا ولّادة، راني قلتلك منين يتحل الباب
ان شاء الله ديمة البيبان محلولة في وجوهنا

WALLADA a dit…

لينا

مرحبا بيك


هناني

ماو الذّكا يحضر و يغيب