و كأنّ إسرائيل قبل أن تعطي إشارة الهجوم لجيشها أعطتنا إشارة الانقسام و التصدّع ، فظهرت مواهب التخوين و انفرط العِـقد التدوينيّ كأبشع ما يكون الانفراط . اليوم قال لي أحد المدوّنين ما معناه " كفاكم دعوة للوفاق التدويني المدوّنة فضاء شخصي لا يزدهر إلاّ في كنف الاختلاف " أنا لا أعارض هذا الرّأي لكن على أساس أن يكون اختلافا ناضجا في وجهات النّظر في نطاق حوار مسؤول و ليس تراشقا بأقذر التّهم في جوّ مشحون بالغلّ غير المُبَرّر و قلّة احترام للمدوّنين في أشخاصهم جهلا بتاريخهم و تضحياتهم فبعض الذين يُتّهَمون في صدق انتمائهم و بتذيّلهم للنّظام البورقيبي و عمالتهم لإسرائيل قد دفعوا ضريبة نضالاتهم اعتقالا و تعذيبا و منفى مدى الحياة منذ الحكم البورقيبي في زمن كان البعض منكم مازالوا يغيّرون حفاظاته و اسألوا جدران الجامعة التونسيّة من كان يُحيي " يوم الأرض " و المظاهرات و المسيرات و من كان يحرّر المناشير و من كان في وجه المدفع تشهد بذلك ملفّات البوليس السّياسي ، فكفّوا أقلامكم عن النّبش في سرائر النّاس فليس لمثلهم يُقال ما قيل .
منذ يومين و تحت وقع ثورتي على ما يتعرّض إليه العُزّل من أهل غزّة كتبتُ ألوم المدوّن البنفسجي على صمته حيال ما يحدث و أشهد أنّها كانت لحظة انفعال مبالغ فيه فإذا بي أتلقّى تعليقا يُلقّنني بعد ما شاب الرّأس درسا في الحقوق و الواجبات و الجائز و غير الجائز هذا نصّه [ لا أوافق على ما جاء في تدوينتك من لوم للمدوّن المذكور أعلاه لأنّه لم يكتب في موضوع يُقلقك أنتِ مهما كانت أهميّة هذا الموضوع أظنّ أنّ تدوينتك تختلف مع مبادئ حريّة التعبير قد يُزعجنا هذا المدوّن بتدويناته الرّكيكة .. قد نتناول ما جاء في تدويناته بالنّقد و التهكّم لكن أن نطالب منه أن يكتب ما نريد أن نسمع و نقرأ فذلك ليس من حقّنا . أظنّ أن ليس من حقّكِ دعوة الغير أن يستيقضوا من واجبكِ فقط أن تعطي المثل في اليقظة و تحافظي أنتِ على يقظتكِ ] و لأنّنا مُختصّون في الكيل بمكياليْن تنهال النّصوص بعد ذلك متّهمة العلمانيين بالصّمت عمّا يحدث في غزّة و اشتعل الفضاء التدويني تهكّما و ألفاظا مُخجلة و اتّهاما بالعمالة لإسرائيل . لستُ في موقف المدافع عن أيّ شِقّ فلكلٍّ موقفه الذي يتحمّل مسؤوليّته كاملة و لكلٍّ القدرة على الردّ و الكتابة بالقُوَى التي جهَّزَهُ بها مَدى امتلاكه للغة من اللّغات .
ثمّ تأتي القطرة التي فاض بها الكأس أنّ بعض المدوّنين يُصَوّت لكلا الفريقيْن بل لكلّ التدوينات المتنازعة على حدّ السّواء في رَقصَة مُـقرِفَة على الحبَال ، ألم يكن من الأجدر أن ننبّه هؤلاء إلى خطر إشعال نار الفتنة بدل أن ننعتَ غيرهم بإشعال النّار ؟
ألن يكون كلّ هؤلاء النّواة الأولى للطّابور السّادس إن صحّت العبارة ؟
أشدّ ما يؤسفني في خضمّ كلّ هذا أنّنا بهكذا انقسام لا نقدّم شيئا لا لفلسطين و لا للمقاومة و لا للإسلام و لا للعروبة و لا لأنفسنا و نفسح مزيدا من الميدان لمن اختصاصه امتطاء الحدث ليخدم غاية في نفسه يذهب لها البعض وَقودًا . لإنْ تخاذلنا و لم نَرْتَدِعْ فسيَلعَننا التّاريخ و لن يترحَّمَ علينا أبناؤنا
7 commentaires:
إنّه الجحيم وفي الجحيم يسبق الوجدان العقل . أنا لست مع الوفاق التدويني لأنّ الاختلاف حجاج والمستفيد الوحيد من الحجاج هي المعرفة إنّما تتطور المعارف بالاختلاف بشرط أن تكون النية هي البناء أما إذا كانت الغاية القصوى هي من يبز الآخر فيا خيبة المسعى
هذه قراءتك الشخصية يا ولادة وأنا احترمها لكنها للاسف تجانب الصواب..تماما.
إن كنت تلمحين إلى دعوتي إلى فرر بان لا يشعل النار بين عاشور و قصة فلقد قال فررر بصريح العبارة:"نعم عاشور يجب محاربة الطابور الخامس"
ماذا يمكن أن تفهمي من هاته الدعوة؟؟ أليست هذه دعوة صريحة للتقاتل؟؟ أم انني مخطأ؟؟؟ ثم أن ملاحظتي كانت للفت الانتباة وفي قالب أخوي
أما تلميحك إلى خيل وليل فكان من الأحرى توجيه كلامك إليه فعليه أن يتقبل النقد و بصدر رحب
هل في هاته الجملة :"على اليسار أن يقوم بنقد ذاتي عوض التهكم على صواريخ حماس" قدح في أي شخص؟؟؟ ما لكم كيف تحكمون؟؟؟
أما عن الرصيد النضالي فكلنا كنا في الجامعات وناضلنا وعرفنا التوقيف و الضرب وتصادمنا ليس فقط مع البوليس بل مع الاسلامين (مربط الفرس) أيضا لكن هل هذا يبرر عدم توجيه النقد؟؟ هل لان لشخص ما سابق نضالي يحق له أن يقول ما يشاء دون التعرض للنقد؟؟تماما كحكومات التحرير؟؟ هذا هو التفكير اللاهوتي التقديسي الذي يجب محاربته ..هذا هو التصور الهرمي للعلاقات الاجتماعية الذي يجب تجاوزه حتى يمكن إيجاد فرصة لقيام حوار أفقي وليس حوار عامودي بين من يعلم كل شيء وبين من لا يزال يغير حافظاته!!!
أما تلميحك(مرة اخرة) إلى انني أرقص على الحبال واصوت لاكثر من طرف و أرجو أن لا يكون هذا التلميح موجه لي،فاحتراما لشخصك ولمدونتك سوف لن أجيب ...تحياتي
أرتيكولي
لقد أسأتَ فهمي في نقطتين
الأولى : لم أقصد أزواو بكلامي و لا بشكل من الأشكال و قج قلتُ إنّ كلّ مدوّن قادر على الردّ بنفسه بل قصدت شخصا تعرفه جيّدا ليس لأنّه تربطني به القرابة بل لأنّه و في صمت قد أغلق مدوّنته و للأبد و ليس مثله من يُناور بالتوقّف عن التدوين ثمّ يعود
الثانية : لم أعنيك تماما بالرّقص على الحبال ، إطلاقا . أنا أعي ما أقول و أعرف جيّدا كيف أحافظ على صداقاتي و من بينها صداقتك التي لازلت غلى هذه اللّحظة أعتزّ بها
مع صادق الودّ
اوافق باخوس في ان التوافق بين المدونين شيء لا معنى له.التراشق الذي وقع بين مسلم سابق و قصة اون لاين له ما يبرره
كلاهما من المدونيين المحسوبين على العلمانية
و يختلفان في موقفهما من المقاومة الفلسطنية. صحيح ان قصة كان حاد في اجاباته. الا انني كقارىء استفدت الكثير من سجالهم
باخوس
خليل
أنا بدوري ضدّ التوافق التدزيني خاصّة إذا صار تشابها و تكرارا و قد كتبتُ منذ فترة في هذا حين علّقنا على فكرة جمعيّة المدوّنين و قلت "أنا مع الاختلاف يحيا الاختلاف " و لكن للاختلاف أصول و للحوار آداب الجميع يعرفها فلماذا يحيد عنها البعض أحيانا ؟
Pétition internationale L’organisation Avaaz lance une campagne internationale pour exiger un cessez-le-feu immédiat. Vous êtes cordialement invité(e) à signer la pétition et à l’envoyer à vos correspondant(e)s :http://www.avaaz.org/fr/gaza_time_for_peace/
أتلقّى تعليقا يُلقّنني بعد ما شاب الرّأس درسا في الحقوق و الواجبات و الجائز و غير الجائز هذا نصّه...
**** ***
عفوا ...ليس القصد من التعليق إلقاء الدروس... أو الإفتاء بالجائز و الغير جائز.. ليس من مشمولاتي و لا من مؤهلاتي تلقين الناس ما يجب فعله أو ما يجب تحاشيه.. بإمكان أي مدون أن يلقي بأي تعليق يرد في مدونته عرض الحائط و يمر.....
أستشعر في طريقة إدراجك لتعليقي..أستشعر موقفا ضمنيا من طرفك, يظهرني بمظهر المـُـــنظرين المــُــتعالين الذين قد يقولون ما لا يفعلون... و الذين لا يحترمون تجربة و تاريخ ناس " شاب رأسهم " في النضال...
لا أظن أني قصدت ذلك... كل ما في الأمر أني أبديت رأيا حول تدوينتك ...رأي شخصي بسيط...قد يحتمل الخطأ كما يحتمل الصواب...
أرجو تماما أن يكون ما أستشعرته خاطئا..لأنه كان بإمكانك إدراج تعليقي بشكل أقل إيحاءات و عبارات ذات نفس سلبي كعبارة "تلقين" ... كان بإمكانك الإكتفاء بالتقديم التالي مثلا
"و إذا بي أتلقى تعليقا فيه لوم يقول صاحبه كذا و كذا
*****
أما عن موضوع تدونتك ... فإسمحي لي أن أنتقل لمدونتي لأعرض فيها رأيا بسيطا... لا ألقـــّـن فيه درسا لأحد ..
www.free-race.blogspot.com/2009/01/blog-post.html
Enregistrer un commentaire