رضاتْ بالهَمّ و الهمّ ما رْضَى بيها
عَرْفِتُّه حْوالـُـه تاعبة ، متأزّم ، خْلوقـُـه ضايْقة و اليدْ فارغة ، النّفسْ نفس مْلوكْ و العيشة عيشة سردوك ، ادَبْدبِتْ و تْكَبْ سَعدها و حَبِّته و قالت نبيع عليه جرودي ، دَهْدصِتْ ، عْمَى قلبها و ما راتِشْ قدّامها غيره ، عملتْ له في خيالها قصَرْ و نَصْبتـُّه فيه سلطان و رْماتْ روحها تحت ساقيه ، هاتْ يِرضَى بركة، عاداتْ الامَّالي و قطعِتْ الاصحاب على خاطره. السيّد لقـَـى هيلمان ما كانش يحلم بيه ، الوزَفْ وَلـَّى قاروص و الغنجايَة وَلاّتْ مغرفة مغطّسَة في الفضّة و النـَوَّالَة صبحتْ دار عالبحر ، و هي تجري في حظوظه و تقول يا قِلّة الصحَّة ، زَيّنتْ له ، فـَوّحتْ له ، عشاواتْ ، سهريّاتْ ، زهو ، طرب ... و هو كايِنـُّه عامل عليها مزيَّة ، بَصَّاصَة و عزيزة نفسْ ، عامِلْ فيها متأمِّلْ وجودي ، التفاتفْ الماديّة ما تَعني له شيء. ما أيّستشْ ، قالتْ خلّيني نتشعْبطْ فمَّاشي ما نوصِلْ للمُهمّ في نظره ، ضحك عليها و قال لها من غير كلام : مازلت في الكُتَّابْ ، يحِبّلك سنين باش نتلفّتْ لحاجة تقولها و إلاّ تكتبها . فكّرتْ تعمل كيما عملو برشة ، و لو انّها المناورات هذه موش متاعها ، بِعْدتْ و سِكتتْ و قالتْ فمّاشي ما يفقدني ياخي كايِنـُّه كان يستنـَّى فيها ، عْطَى باللـَّـفتَة و ما زادِتشْ راتْ وجهُه و لا سمعتْ صوته
............
تقولو هذه حكايو مْرَا و راجل ؟
يُمكنْ ... و يُمكن تكون حكاية تونس ، تونس الانثى البَلدِيَّة من قاع الخابية ، البُو عربي و الأمّ بَربْريّة حُرَّة ، كلّ حاكِمْ يجيها تسَلـِّمْ له مفاتح قلبها الأخضر و تْلبّسُه الحرير و الدّيامُنتْ المْعَيِّرْ ، تتميزرْ هي باش هو يستغنَى ، و تجوع هي باش هو يشبع ، و تْباتْ هي في الخْلا باش سيدي يحُطّ جنبُه على ريش النّعام ، تَقرا و تكتبْ و تمثـِّلْ و ترسم و تغنِّي و تتفلسف و تتعلّم في السّياسة و هو باقي يقول لها :مازلتْ جاهلة ، كان موش أنا ما يعرفك حَدْ. و بعد ما يركب و يدلدل ساقيه و ياكِلْ حتّى يفنِشْ ، يْخَـيِّرْ عليها بنتْ سَامْ و إلاّ بنتْ داوود بفلوسها و شقاها ، الخير خيرها و لا يْعيّشك و لا يباركْ فيك
عاد موش ميزيريا كلبة هذه ؟
8 commentaires:
ولادة قد نبحث في الوجود عن معنى وقد تجرف وطأة الواقع زهر الأمل ولكنّ الجوهر جوهر فكوني متفائلة كما عهدتك
مسكينة تونس...مللي خلقت الدنيا و الدين...ما حكمها كان الظالم و السارق و السمسار...للأمانة نص رائع بداية و نهاية
باخوس الرّائع
لا أحد ينكر أنّ البلاد عانت من عهود ظلم طويلة ناء بها صبرُها الأطول ، و إنّ لنا من معين الصّداقة قبسا من أمل نهتدي بنوره
دمت
حلاّج يا صديقي الصّدوق
شكرا على الدّفع المعنويّ وصل إلى حدّ العتاب اللّذيذ أحيانا بقصد استعادتي لرغبة في التدوين ، في زمن أضحت فيه الدّيوك فرسان قلم
أحمدُ الأيّام التي عرّفتني بمثلك
حبتو، صدقتو، تصورتّو يرعاها و يحميها، عطاتو قلبها و عقلها و دنيتها الكل...
غشها بكلمتين حلوين، وهدية صغيرة ملفوفة في تبسيمة صفراء، غمضت عينيها على القهر، مسحت دمعتها و قالت اتو يجيه نهار و يفيق، يعرف قيمتي... اما كيف الظلم قهرها و السكات ضعفها، و عرفت الي داه ما يتداواش، صاحت و ثارت، كسرت و خرجت، جرحها بين ضلوعها و قالت:على قد ما نعطي نحب ناخذ و يزّيني ما عطيت، كبّرت و ربّيت و جا وقت باش نذوق الغلة الي بدمّي سقيت...
لملمت روحها و جروحها، عرّات راسها و صاحت، هي كيف النساء الكل، ديما تعطي و قلبها كبير، ديما تسامح و تتمنى الخير، اما عينيها ما عادش مسكرين و ايديها ما عادش مكبلين، الي يوجّعها تردلو الصاع صاعين و اللي يرعاها و يحميها تحطّو في عينيها الاثنين و هي واثقة انّو اللّي يحبّوها عمرهم ماهم باسش يخلييوها ولّا باش يسيبوها و من ايدها الّي عطات باش يشدوها، و لبر المان باش يوصّلوها...
مدونة رائعة ولاّدة و صعيب كان اللّي بحب ها البلاد ما يحسهاش
ملّا جبدة جبدتها بينا
:)
فعلا .. تونس حبيبتنا التي لم نلتقيها بعد
إلوزيون
يا صديقتي الرّقيقة
و الأروع هذا المقطع النّاضح ألما و أملا و شعورا جميلا ، لقد رصّعتِ به نصّي المتواضع و إنّي على ما أبدعتِ لمن الشّاكرين
براستوس الفنّان
تكبر و تنسى هههههه
أعتقد أنّ أفضل الحبيبات تلك التي لا نلتقيها أبدا
Enregistrer un commentaire