صمت كصمت القبور بل لعلّ للقبور حفيفا لا تدركه الأذن، بين رفرفة عصفور و ارتعاشة نبتة أثقلتها قطرة طلّ جاد بها صباح كئيب. كلّ ما في الكون صوت و حركة ، مذنّبات و براكين ، أمطارٌ و رُعُود و دوران دائب للأرض حتى جليد القطب تحرّك إلاّ أنت ، ساكن صامت قابع في كهفك أو في ملكوتك سيّان ، لا تجيب و لا تستجيب سدّ من الرّفض منيع لا ثغرة فيه ، درعُ مُحاربٍ مقدوني قـُدَّ من معدن صلد
.
من أنت ؟ ما أنت ؟ لا يثيرك تودّد و لا يُلينُك استعطاف و لا نَغَمٌ . هذا أنا الغريب في منفاه يتلقّفه سِجنان من محض اختياره ، فلا هو مقلعٌ عن الذكرى يحدوهُ أملٌ موجع و لا هو سَالٍ منصرف إلى حياته تلك التي ظلّت طويلا مع إيقاف التنفيذ في انتظار بارقة خُلّبٍ قد لا تلوح و لن تلوح
.
الآن فقط أدركتُ شقاء الشعراء يستعطفون و لا من مُجيب ، حتى أبو فراس و هو يسترحم سيف الدّولة ليفتديه من سجن الرّوم لطالما تدارستُ شعره و الآن فقط أحسست به . ما أمرّه من شعور أن تَهُونْ .
5 commentaires:
Quelle finesse, ça c'est du labeur
يا ولاده يا ولاده
رجعتنى لغادة السمان وتذكرت قصيدة لها "كان ياما كان" اليك منها هذا فانا عاجزة جدا امام ما قلت
يقولون : في الليل المنخور بالوجع
تنمو بذرة النسيان
وتصير غابة تحجب وجهك عن ذاكرتي ...
لكن وجهك
يسكن داخل جفوني
وحين أغمض عيني : أراك !
@ ferrrr
merci
أرابيكا
قليلون جدّا من يحرّكهم هذا الألم اللّذيذ و يسعدني أنّك بحسّك المرهف على رأس القائمة
"ما أمرّه من شعور أن تَهُونْ"
لا! ليس أمرا من العسل
أو من فقدان التميز بين الألم و الأمل..
"فمن يهن يسهل الهوان عليه، ما لجرح بميت ايلام"
أرتيكولي
هذا إذا كان الجرح ميّتا و لكنّ الجرح حيّ نازف
Enregistrer un commentaire