أنا سعيدة بالاختلاف القائم هذة الأيّام لأنّه يكذِّب و يُـفَـنِّد كلّ ما يُرَوَّج ويُقَال عن تبلّد ذهن التونسي و عجزه عن الحوار و الحِجَاجْ خاصّة إذا مثّلنا بعضهم ( و هو في الحقيقة يمثّل نفسه) في بعض القنوات العربيّة و شعرنا بالخجل من تلعثمه و ارتباكه و عجزه أحيانا عن تركيب جملة مفيدة، المهمّ الاختلاف و النقاش يثبتان أنّنا ما زلنا أحياء و نفكّر
ولــكـــن ....
لِنحرص على ألاّ يسقط نقاشنا في هُـوّة السِّـبَاب المُبْتَـذَل و يترَدَّى في قَـاعِ الشّتائم الشخصيّة المقصودة أيًّـا كان الموضوع الدّين أو السّياسة أو الرّياضة أو حتّى أحوال الطّقس فلتكن مقارعة الفكرة بالفكرة و البقاء للحُـجَّةِ الأقوى و دعنا من الإرث العربي أو الإسلامي في هذا المجال فالمعتزلة عندما راموا التَّـوْليد العقلي اتُّـهِمُوا بالزّندقة و لكن لنعد إلى مجالس الشيوخ عند الإغريق و لنتعلّم قليلا ( و ليس في التعلّم مَـذَمَّـة) كيف كان هؤلاء النّاس يتخاطبون بالعقل و ليس بالعاطفة أو الحميّة .
و قد كنتُ قلت في مدوّنة لي سابقا لِنَـتَوَاضَع جميعًا و لا طائل لنعت البعض للبعض بأشباه المثقّفين و لا حتّى بأنصافهم لأنّه لوْ عرضَ كلٌّ منّا ثقافته و مرجعيّاته الفكريّة سيصبح التدوين سُوقًـا لاستعراض العظلات و هو أبعد ما يكون عن ذلك .
ثمّ هل هذه هي مشاكلنا و هواجسنا و همومنا ؟ بالأمس ذرفنا الدّموع و كتبنا التعازي و دونّا بالأحمر القاني من أجل الشّهيد ، و بعـــدْ
و اليوم نرى المدوّنات تُـحْجَـبُ الواحدة تلو الأخرى ، ماذا فعلنا حيال ذلك ؟ غرسنا رؤوسنا كالعادة في رمل الانقسام و الأحلاف و التّراشق بالتّـهم ؟
هل قدَرُنَـا أنْ نقِـفَ دائما عند الشّجب و الاستنكار ؟ لأنّ تكنولوجيا عالم النتّ تتجاوزنا ؟
إذنْ ... تكنولوجيا تجعلني أنقسم على نفسي و التَـهِمُ أصابع يدي و أجْـدَعُ أنفي لا تستحقّ أنْ أجعلها سلاحًا في وجه ابن بلدي مهما اختلفنا
و إيديولوجيا لا تخدِمُ صالِحَ الشّعوب لا يُـقْـبَـل أنْ تكون نِظامَ حُكْـم
و دينٌ في حاجة إلى من يُـدَافِعُ عنه لا يستحقّ أنْ يُـعْـتَـنَـق .
4 commentaires:
أنا متفق معك في كل حرف هنا
و إن كانت صفة أشباه مثقفين التي أطلقتها كوصف لتيار فكري و كما قلت مرارا لا أقصد بها أحدا بعينه إن كانت مزعجة فأنا أعتذر عنها علنا
و لو لم يتم ابادة المعتزلة لكنا اليوم في أحسن حال
عاشور ، اعتذارك مقبول و أحييك على اعتدال الخِطاب و تحضّره.
فريمون يعطيك الصحّة في هالمقال. لخصّت الكلام اللي ريقي شاح و أنا نحكي عليه. انشاءالله يطلع الميساج متاعك وصل لبرشا ناس. يعطيك الصحة مرة أخرى
شكرا ولادة على الملاحظة
فعلا نحن احوج الناس الى الحوار الهادئ بعيدا عن السب والتجريح
ثم انني ارى وانا متفق معك ان هذه المسائل ليس مجال حسمها الان لدينا الكثير ان نفعله وان نحشد قوانا المتواضعة من اجل التنديد بمقص الرقيب وبالقمع والصنصرة على حرياتنا
نحن بحاجة الى ما اسميته في تعليق لاحد الاخوة على " سميق تدويني " حد ادنى نلتقي عليه
وشكرا
Enregistrer un commentaire