يأتِيكِ مِنْ وَهْرَانَ ، يا لَلزِّحامْ،
حَشدٌ مُشِـعٌّ باشتِعَال المَغِيبْ
يأتِيكِ كلُّ النّاسِ كلُّ الأنَامْ
يَرْجُونَ مِمَّا تَبْذلينَ الطَّعَامْ
و الأمنَ و النَّعْمَاءَ و العَافِيَهْ
و أنتِ مثل الدَّوْحَةِ العَارِيَهْ
لمْ يُبْقِ البَغيُ إلاَّ الجُذورْ
الموتُ وَاهٍ دُونَها والنُّشورْ
فيها و تجْرِي دُونَكِ السَّاقِيَة
ما شَبَّ في وَهْرَانَ مِنْ بُرْعُمٍ
أوْ أزْهَرَت في أطلسٍ عَوْسَجَة
إلاَّ و دَبَّت في مَسِيلِ الدَّمِ
نَمْنَمَةٌ مُنْعِشَةٌ مُبْهِجَة
تُوحِي بأنَّ الأرْضَ ظلّتْ تَدُورْ
طاحُونَةً للقاتِلِ المُجْرِمِ
تَسْحَقُ مِنهُ وَاهِنَ الأعْظُمِ
و أنَّ ألوَانَ الأذَى و العَذَابْ
ذخْرٌ لنا نَجْلوهُ يومَ الحِسابْ
مِنْ لَفحِهِ ، أنَّ الهَوَى و الشّبابْ
لمْ يَذهَبَا، أنَّ مِنَ الدَّمْعِ الذي تَسْكبِينْ
أسْلِحَةً في أذرُعِ الثّائِرِينْ
بدر شاكر السيّاب
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire