lundi 23 juin 2008

سِـنُّ الأرْبَعِـين

رجل أنتَ ؟ .. قلتِها في تحدّ ضاع منّي فمي..
ماذا أجيب ؟
لا تكوني حمقاء .. ما زال للنسر ..
جناح .. على الذرى مسحوب
لم أتبْ عنكِ ، يا غبيّة ، عجزًا
ومتى كانت النسور تتوب ؟
تتحدّيني ! وبي كبرياءٌ لم تسعها .. ولم تسعني الدروب
لا تمسي رجولتي ..
لو أنا شئتُ ..طعامًا .. لكنتُ منه أصيب ..
كنتُ أستطيع أن أحيلكِ جمرًا فأذيب الرخام .. ثمّ أذوب ..
*منطق الأربعين .. يلجم أعصابي
فعفوًا .. إن لم تُثِرني الطيوب
ما أنا فاعل بخمسة عشر
شهد الله .. أنّه تعذيب
شفتاكِ الصغيرتان أمامي
وضميري عليهما مصلوب
وثب الأرنبان نحوي .. فمالي
كجدار الجليد لا أستجيب
كلما فكرتْ يداي بقطف
ردّني الطهر عنهما .. والحليب
اذهبي .. فالصداع يحفر رأسي
والرؤى ، والدخان ، والمشروب
لا تصبّي الكحول فوق جراحي
فالصراع الذي أعاني رهيب
لكِ عمر ابنتي .. ولين صباها
وتقاطيعها .. فكيف الهروب ؟
اليدان الشمعيتان ..
يداها والفمّ الطفلُ .. سكّر وزبيب
كلما طفتِ في مكان جلوسي
طاف بي وجهها الصغير الحبيبأ
أين أنجو من عقدتي ..
كيف أنجومن ورائي .. ومن أمامي اللهيب
*اذهبي .. اذهبي .. كسرتِ سلاحي
ضاع منّي فمي .. فماذا أجيب ؟

نــزار قبّــانـي

Aucun commentaire: