من أين ينحدر النصّ ؟ و كيف يشرع في النهوض ؟ إنه مجرّد كلام، و لكنه نوع من الكلام متفرِّد . في رحابه ، تقضي الكلمة على اغترابها عن ذاتها ، فتكفُّ عن كونها أداة تستمدُّ ماهيَّتها من مدى تحقيقها لوظيفتيْ "الإبانة و الإفهام " بالمعنى النفعيِّ اجتماعيًّا ، و تستردُّ ماهيَّتها من جديد لتتحوَّل إلى كِيان يرشـَحُ بذاتِ قائلِها ، ذلك أنَّ الكتابة ضربٌ من النـَّرجَسيَّة أو لا تكون ، هي منافسة الخالق في الخلق فتتسَرْبَـلُ بالغموض و تبدو كما لو أنها تقف على تـُخُوم ما لا يُقال و ما لاذ بالصَّمت و تومِئ مجرَّدَ إيماء و تجاهِدُ لتكون . لذلك تتـبَدَّى أنها حركة اجتياح لما يظلُّ مُحْـتمِيًا بالممنوع و المُـحَرَّم ممَّا لا يطاله الكلام العادي المسطـَّح .
إنَّ المُدوِّن ، حتى في لحظات الرُّعب و الحزن أو خيبة الأمل أو الغضب ، لا ينشغل بذاته عن العالم بل يحضر في تفاصيله حين يكون قادرا على انتشاله من عتمَة الغياب و المرور به إلى الحضور و التجَلـِّي فيُـفلِتُ من عِقالِ التـَّشَـيُّؤ و يشهدُ تحوُّلا هائلا : إنَّها لحظة المكاشفة التي تنهض على التشكـُّل و الاشتغال و تنتقل بالنصِّ من السَّطح إلى العمق فيتحوَّل في نظر القراءة العاديَّة المتعجِّلة إلى تعتيم و تعمية و يصبح مبدعوها في نظر البعض " أيْـتـَامًا " من هنا نفهم لماذا ينغلق النصُّ في وجه القراءة العاديَّة و لا يمنحها نفسه لأنَّها تطلبُ مَوْته ، يقول محمود درويش " إنَّ الوضوح جريمَة "
هذا ما تعجز عنه المقاربة التي تتشبَّث بالسَّطح . إنَّها تقف قاصِرَة و لا تجيب ، لأنَّ الإجابة تتطلـَّبُ إعمال الفكر و استقراء الدَّلالة و التورُّط في أدغال المقاصد و تلك مجازفة لا يقدر عليها الجميع خصوصا أولئك الذين يغيبون عن التدوين – و لست أدين غيابهم فلكلِّ أسبابه – ثمَّ يظهرون ليُقيِّمُوا هذا و ذاك و يصدرون الأحكام جزافـًا ، و يُطلقون الألقابَ دون ترَوٍّ و الأدهَى أنهم لا يقدِّمون البَدِيل .
و للحديث بقيَّة .
إنَّ المُدوِّن ، حتى في لحظات الرُّعب و الحزن أو خيبة الأمل أو الغضب ، لا ينشغل بذاته عن العالم بل يحضر في تفاصيله حين يكون قادرا على انتشاله من عتمَة الغياب و المرور به إلى الحضور و التجَلـِّي فيُـفلِتُ من عِقالِ التـَّشَـيُّؤ و يشهدُ تحوُّلا هائلا : إنَّها لحظة المكاشفة التي تنهض على التشكـُّل و الاشتغال و تنتقل بالنصِّ من السَّطح إلى العمق فيتحوَّل في نظر القراءة العاديَّة المتعجِّلة إلى تعتيم و تعمية و يصبح مبدعوها في نظر البعض " أيْـتـَامًا " من هنا نفهم لماذا ينغلق النصُّ في وجه القراءة العاديَّة و لا يمنحها نفسه لأنَّها تطلبُ مَوْته ، يقول محمود درويش " إنَّ الوضوح جريمَة "
هذا ما تعجز عنه المقاربة التي تتشبَّث بالسَّطح . إنَّها تقف قاصِرَة و لا تجيب ، لأنَّ الإجابة تتطلـَّبُ إعمال الفكر و استقراء الدَّلالة و التورُّط في أدغال المقاصد و تلك مجازفة لا يقدر عليها الجميع خصوصا أولئك الذين يغيبون عن التدوين – و لست أدين غيابهم فلكلِّ أسبابه – ثمَّ يظهرون ليُقيِّمُوا هذا و ذاك و يصدرون الأحكام جزافـًا ، و يُطلقون الألقابَ دون ترَوٍّ و الأدهَى أنهم لا يقدِّمون البَدِيل .
و للحديث بقيَّة .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire