إلى سـُكـَيْنـة بنت الحـُسَـيْن
أضيئي لنا شمعتينْ
و أرْخِي الخباءَ قليلا
سآتيكِ بعد التـَّهَجُّدِ نبكي
بكاءً طويلا
و لا توقدي النار كيْ استدِلَّ
فإنِّي
إذا ما ادلهَمَّ سبِيلٌ
أضاءَ هَوايَ إليكم سبيلا
و لا توقدي النار قصْدَ التـَّجَلـِّي
ففيكِ من النـُّور ما
لو درى التائهون اهتدَوْا
و كنتِ لهم في الضَّلال الدليلا
فها نحن نظمَـأ ما بين ماءٍ و ماءْ
و لا نحن كنـَّا بدَفقِ الحنينِ ارتويْنا
و لا نحن كنـَّا ابْـترَدْنا بفيْضِ البكاءْ
و في الرَّمل نطلع كالنخلتيْن
و في الرمل كالنخلتين
نطولُ
و بيني و بينكِ قفرٌ يبابٌ
و لكنْ
إذا اشتدَّ بي الوجدُ ألقاكِ
بين الوَرِيدَيْنِ منـِّي
فأجمع بين الشـتيتيْنِ عَلـِّي
ألوذ بباقي دمي أو لـَعَلـِّي
أفيءُ إلى بعض ظلـِّي
فهل نستعيضُ
بصمت الرِّمالِ
و هل نستجيرُ
بصبر النخيل
و قد كنتِ آخر مَنْ يُستجارُ بها
في النساءْ
و قد كنتِ آخر مَنْ عَلـَّمَ النخل كيف
يطولُ
و قد كنتِ أوَّل أنثى
إليها تـُشـَدُّ الرِّحالُ
و ما زلتِ آخرَ أنثى
إليها الشـَّتِيتُ يَؤولُ
فإنِّي إذا جئتكِ في المنام
و بُحتُ بما حمَّلتني القرونْ
و خبَّرْتُ عن بعض ما كان
أو بعض ما قد يكونْ
و عن بعض ما هَان أو بعض
ما قد يَهـُونْ
صَـرَفتِ المغنـِّين ثمَّ دَعَوْتِ النساء
و أعلنتِ حفل البكاء
و عاوَدَكِ للدموع الحنينْ
جميلة الماجري- ديوان النساء-
2 commentaires:
qasida jamila jiddan
السيدة سكينة كانت سيدة نساء عصرها وأوقرهنّ ذكاءً وعقلاً وأدباً وعفة، وكانت تزيّن مجالس نساء أهل المدينة بعلمها وأدبها وتقواها، وكان منـزلها ندوةً دائمة للعلم والفقه والحديث
Enregistrer un commentaire