dimanche 7 septembre 2008

النـُّكران بعد العِـشرَة

مِنَ النـَّاسِ مَنْ يقطعُ حبْلَ الموَدَّة دون مُوجب أو سبَبٍ مقنع ، أو حتى يُكلـِّفُ نفسَهُ عَنـَاءَ الاعتذار أو إنـْهَاء العلاقة في كنف الصّداقة . لعَلـَّهُ طبْعٌ مُتأصِّلٌ في بعضهم : التقوقعُ و التذمُّرُ و الشـّكوَى و التـَّجَاهُل مثله مثل إحدى شخصيّات الجاحظ و لا يكمن وجه الشبَه في البُخل بل في النـُّكرَان بعدَ سابِقِ التعارُفِ
و من أعاجيب أهل مَرْو ما سمعناه من مَشيَخَتنا على وجه الدّهْرِ و ذلك أنّ رجلا من أهل مَرْوَ كان لا يزالُ يحِجُّ و يَتـَّجِرُ و يَنزِلُ على رجل من أهل العراق ، فيُكرِمُه و يَكفيهِ مُؤنتَه ثمّ كان كثيرًا ما يقول لذلك العراقيِّ : ليتَ أنّي قد رأيْتـُكَ بِمَرْوَ حتى أكافئَكَ لقديم إحسانك و ما تـُجَدِّدُ لي من البِرِّ في كلّ قـَدْمَة ، أمّا هَهُنا فقد أغناكَ اللّهُ عنِّي
فعَرَضتْ لذلك العراقيِّ بعد دَهْرٍ حَاجَة في تلك النّاحيَة ، فكان مِمَّا هَوَّن عليه مُكابَدَة السّفر و وِحْشة الاغتراب مَكانُ المَرْوَزِيِّ هناك. فلمّا قدِمَ مَضَى نحوه في ثياب سَفرِهِ و في عِمَامَته و قلنـْسُوَّتِه و كِسَائِهِ ، ليَحُطّ رَحْله عنده ، كما يصنعُ الرّجل بثقته و مَوْضِعِ أنسِهِ. فلمّا وجدَهُ قاعِدًا في أصحابِهِ ، أكبَّ عليه و عانقهُ ، فلمْ يَرَهُ أثبَتـَهُ و سألَ بهِ. فقال في نفسِهِ لعلَّ إنكارَهُ إيَّايَ بسبَبِ العِمامَةِ ، فرَمَى بِعِمامَته ، و ابْتدَأ مُسَاءَلته ، فكانَ له أنـْكـَرَ . فقالَ لعلّه لمْ يعرِفني مِنْ قِبَل القلنـْسُوَّة فنزَعَها و انتـَسَبَ و جَدَّدَ المُسَاءَلة ، فوجَدَه أشدَّ إنكارًا . و عَلمَ المَرْوَزِيُّ أنَّ العراقيَّ مَاضٍ في نزعِ ثيابِهِ بما لا يُبْقي شيْئًا يَتعَلـَّقُ به المُتغافلُ و المُتجَاهِلُ . فقال له: لوْ خَرَجْتَ مِنْ جـِلدِكَ لمْ أعْرِفـْكَ

3 commentaires:

kacem a dit…

ولادّة ...جميل جدا هذا النصّ
كان علينا ربّما إعادة القراءة ، قبل أن نكتب

شكرا لأختيارك

HNANI a dit…

يا ولادة هذا توا هو إلّى صاير، كان فما شكون عمل فيك عملة كيف هذه، ماتخافش توا كيف يعينوك و تتعيّن ، ترجعلو الذاكرة و يرجع يعرفك هههههه

WALLADA a dit…

قاسم


شكرا على المرور


هناني

يظهر فيك أنت مجرّبة التعيينات و عمايلها في العباد هههههههه
أما أنا أختك بوزيد مكسي بوزيد عريان